تعليق على تفسير سورة البقرة من أضواء البيان (06)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: ﮦﮧ البقرة: ١١٦  هذا الولد المزعوم على زاعمه لعائن الله قد جاء مفصلا في آيات أخر كقوله ﮤﮥ ﮨﮩ ﮯﮰ ﯓﯔ التوبة: ٣٠  وقوله: النحل: ٥٧  الآية، قوله تعالى:      البقرة: ١٢٤  يُفهم من هذه الآية أن الله علم أن من ذرية إبراهيم ظالمين، وقد صرّح تعالى في مواضع أخر بأن منهم ظالمًا وغير ظالم كقوله الصافات: ١١٣  وقوله            الزخرف: ٢٨".

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ففي قوله: ﮦﮧ البقرة: ١١٦  واليهود قالت ما قالت، والنصارى قالت ما قالت، ومشركوا العرب قالوا ما قالوا، كلٌّ زعم أن له ولد ونمر بهذه الآيات ولا تؤثر فينا مريم: ٨٨ - ٩٠  يعني الأمر ليس بالسهل لو عقلنا ما قرأنا الأمر ليس بالهين مريم: ٩٠  نحن نقرأ هذه الآيات ﮦﮧ البقرة: ١١٦  يعني من ضمن مزاعم الكفار وكأن الأمر لا يعنينا وهو طعن في إلهنا ومعبودنا ونسمع ونقرأ من معاصرينا ما هو مثل هذا أو أشد ولا نغار لله ولا لدين الله ولا على محارم الله فنحن نخشى العقوبة إذا كان الإنسان يظن أن هذا مثل قول عبد المطلب أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه هذا لا شك طمس على القلوب، هذا ديننا وهذا رأس مالنا وهذا إلهنا ومعبودنا الذي يجب أن نحبه أكثر مما نحب أنفسنا والله المستعان.

"قوله تعالى:    البقرة: ١٢٧  ذكر في هذه الآية رفْع إبراهيم وإسماعيل لقواعد البيت وبيّن في سورة الحج أنه أراه موضعه بقوله   ﮊ    الحج: ٢٦  أي عيّنا له محله وعرّفناه به قيل دله عليه بمزنة."

الكلام السابق يعني قد يظن أو يصير في نفس القارئ شيء من إطلاق اللعن في مثل هذا، الشيخ لما قال على زاعمه لعائن الله وهو ما تأثر يظن أن هذا اللعن يعني ليس بالسهل لكن الزعم أعظم وأعظم من أن يكتفى باللعن لكن ما نملك إلا مثل هذا.

"قيل دله عليه بمزنة كان ظلها قدر مساحته وقيل دله."

يعني سحابة.

"وقيل دله عليه بريح تسمى الحجوج كنست عنه حتى ظهر أسَّه القديم".

أسُّه.

حتى ظهر أسُّه القديم..

طالب: .............

الحَجوج أو الخَجوج، ماذا عندكم؟

طالب: .............

ممكن تصير غلط لكن المادة حجوج ما تأتي.

طالب: .............

ما معناها؟

طالب: .............

نعم لكن ما معنى اللفظ يعني ما الذي يدل عليه؟ فيه معنى قوة، فيها معنى صلف، فيها معنى القوة واللفظ مستعمل إلى الآن، إذا قيل خجه البرد إذا دخله بقوّة.

طالب: .............

ماذا يقول؟

طالب: .............

نعم هذا الذي يظهر.

وقيل دله عليه بريح تسمى الخجوج.

طالب: .............

هم قالوا لأبي بكر هذا خليفة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ما قالوا خليفة الله إنما قالوا خليفة رسول الله.

"كنست عنه حتى ظهر أسُّه القديم فبنى عليه إبراهيم وإسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام قوله تعالى: ﭭﭮ    البقرة: ١٢٨ - ١٢٩  لم يبين هنا من هذه الأمة التي أجاب الله بها دعاء نبيه إبراهيم وإسماعيل، ولم يبين هنا أيضا هذا الرسول المسئول الذي بعثه فيهم من هو ولكنه يبين في سورة الجمعة أن تلك الأمة العرب والرسول هو سيد الرسل محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك في قوله                   ﭸﭹ الجمعة: ٢ - ٣  لأن الأميين العرب بالإجماع، والرسول المذكور نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إجماعا ولم يبعث رسول من ذرية إبراهيم وإسماعيل إلا نبيُّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وحده، وثبت في الصحيح أنه هو الرسول الذي دعا به."

لو اقتصر على إسماعيل ولم يُبعث رسول من ذرية إسماعيل إلا نبينا -عليه الصلاة والسلام- لأنه بُعث من ذرية إبراهيم.

طالب: .............

كثير.

طالب: .............

نعم مع الاقتران ممكن يعني إبراهيم وإسماعيل معًا لكن يكتفى بإسماعيل أوضح.

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

لا، لكن الكلام منفصل أنه ما يبعث رسول من ذرية إبراهيم وإسماعيل يعني بُعث من ذرية إبراهيم كثير ما نحتاج إليه مُلبِس.

طالب: .............

هو الذي يقوله الشيخ نعم، لكن أنا أقول في الكلام المنفصل في النفي مع أنه وجد من ذرية إبراهيم أنبياء كثير يسمونه أبو الأنبياء لا داعي لذكره لأنه مشكل يعني ملبس.

"وثبت في الصحيح أنه هو الرسول الذي دعا به إبراهيم ولا ينافي ذلك عموم رسالته -صلى الله عليه وسلم- إلى الأسود والأحمر قوله تعالى:                     البقرة: ١٣٠   الآية لم يبين هنا ما ملة إبراهيم وبيّنها بقوله:     ﮫﮬ         الأنعام: ١٦١  فصرح في هذه الآية بأنها دين الإسلام الذي بعث الله به نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- وكذا في قوله:          ﮌﮍ النحل: ١٢٣  الآية قوله تعالى: البقرة: ١٣٢  الآية أشار إلى أنه دين الإسلام هنا بقوله     البقرة: ١٣٢  وصرح بذلك في قوله ﭼﭽ آل عمران: ١٩  وقوله   آل عمران: ٨٥  وهو في الآخرة من الخاسرين".

الإسلام دين الأنبياء كلهم دينهم واحد «نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد» هذا من حيث الإجمال، وإذا قرنت الملل بعضها ببعض فقيل اليهودية والنصرانية والإسلام اختص كل واحدة منها بما يخصها بخصائصها وافترقت حينئذ.

"قوله تعالى      آل عمران: ٨٤  لم يبين هنا هذا الذي أُنزل إلى إبراهيم ولكنه بيّن في سورة الأعلى أنه صحف وأن من جملة ما في تلك الصحف الأعلى: ١٦ - ١٧  وذلك في قوله:     الأعلى: ١٨ – ١٩".

الإشارة إن هذا تعود إلى.

طالب: .............

نعم بنفس السورة لكن من أين؟

طالب: .............

لا، ليس من أولها هل هو من قوله الأعلى: ١٦  أو من قبل يعني المذكور فيها سبح اسم ربك الخطاب للنبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: فيها الأعلى: ٦...

مذكور في هذا الخطاب للنبي -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .............

عندك الأعلى: ١٨  يعني ما ذكر لكن من أين يبدأ ما يشار إليه؟ نقرأ السورة ﯜﯝ              الأعلى: ٣ - ١٣  منهم من يقول من قوله ﯿ       الأعلى: ١٤ - ١٥  إلى آخر السورة، ومنهم من كما قال المؤلف والمؤلف مسبوق يعني قيل بهذا والمسألة محتملة.

طالب: .............

   ﯿ النجم: ٣٧ - ٣٨.

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

قال المؤلف الذي عندنا الأعلى: ١٦  نعم؛ لأن في سور أخرى إشارات مثل ما قال في سورة النجم.

طالب: .............

لا، لا يلزم؛ لأنه توجد آيات صريحة في أن المراد بها هذه الأمة.

"قوله تعالى: البقرة: ١٣٦  لم يبين هنا ما أوتيه موسى وعيسى ولكنه بينه في مواضع أخر فذكر أن ما أوتيه موسى هو التوراة المعبَّر عنها بالصحف في قوله     الأعلى: ١٩  وذلك كقوله: الأنعام: ١٥٤  وهو التوراة بالإجماع وذكر أن ما أوتيه عيسى هو الإنجيل كما في قوله      الحديد: ٢٧  قوله تعالى.."

يعني التعبير عن التوراة بالصحف وبالكتاب وبالألواح كلها أسماء لمسمى واحد مثل القرآن والفرقان والكتاب.

"قوله تعالى: البقرة: ١٣٦  أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين في هذه الآية أن يؤمنوا بما أوتيه جميع النبيين وألا يفرقوا بين أحد منهم حيث قال البقرة: ١٣٦  إلى قوله البقرة: ١٣٦  ولم يذكر هنا هل فعلوا ذلك أو لا، ولم يذكر جزاءهم إذا فعلوه ولكنه بيّن كل ذلك في غير هذا الموضع فصرّح بأنهم امتثلوا الأمر بقوله ﮞﮟ     ﮫﮬ البقرة: ٢٨٥  وذكر جزاءهم على ذلك بقوله.."

ولذا جاءت قراءتها في ركعتي الفجر البقرة: ١٣٦  إلى آخره في الركعة الثانية الآية التي في آل عمران آل عمران: ٦٤  أو آل عمران: ٥٢ ؟

طالب: .............

أيها؟

طالب: .............

كلها في صحيح مسلم، كل الآيتين.

طالب: .............

لا، آل عمران: ٦٤  نعم آل عمران: ٦٤  و آل عمران: ٥٢  كلها في صحيح مسلم آل عمران: ٦٤  هذا في الركعة الثانية أو آل عمران: ٥٢  كلاهما في صحيح مسلم.

طالب: .............

لا، في آية البقرة وآية آل عمران فقط.

طالب: .............

لا، لو تراجع لي صحيح مسلم أبا عبد الله.

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

الآية الأولى في الركعة الأولى التي في البقرة ليست التي في آل عمران.

طالب: .............

التي في البقرة هي التي في الركعة الأولى والتي في الركعة الثانية في سورة آل عمران، ولم تذكر الآيات من أولها في الرواية الصحيحة عند مسلم، الروايات ما ذكرت الآيات من أولها لتحسم ذكرت من آخرها مما يدل على أن المراد آل عمران: ٦٤  في الرواية الأولى وفي الرواية الثانية آل عمران: ٥٢.

طالب: .............

نعم في الآية الثانية.

طالب: .............

لو تراجع  لنا مسلما يا أبا عبد الله.

طالب: .............

الأول.

طالب: .............

ماذا؟!

طالب: .............

لا، ليست بناقصه مأخوذ من يمين أو يسار أن أعرف به.

طالب: .............

لا لا، موجود لكنه مأخوذ محطوط بأحد هذه الدواليب.

طالب: .............

يراجع.

طالب: .............

ماذا يقول؟

طالب: .............

هذا الآية الثانية وهذه رواتها أكثر من آل عمران: ٦٤.

طالب: .............

لا، ليست هذه، هذه في تبوك. الرواية في مسلم وذكر فيها الآيات الثلاث.

طالب: .............

يقرأ هذه مرة وهذه مرة، مع أن رواية آل عمران: ٥٢  أكثر، والكافرون والإخلاص أيضًا تقرأ موجودة في نفس الباب.

طالب: .............

والله ما قال أنه أكثر أو شيء قال: وكان يقرأ -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

هنا يعني في هذا الموضع.

طالب: .............

آمنوا هذا دل على أنهم آمنوا.

طالب: .............

قال ولكنه بيّن كل ذلك في غير هذا الموضع وصرح بأنهم امتثلوا الأمر بقوله: ﮞﮟ البقرة: ٢٨٥  المقصود أنه تم البيان والشيخ يبين بآية لا يلزم بأن يبين كل شيء.

"وذكر جزاءهم على ذلك بقوله ﮞﮟ النساء: ١٥٢  قوله تعالى: ﭡﭢ البقرة: ١٤٢  لم يبين هنا الصراط المستقيم ولكنه بيّنه بقوله الفاتحة: ٦ - ٧  قوله تعالى البقرة: ١٤٣  أي خيارًا عدولاً ويدل."

وما بيَّن هنا الصراط المستقيم وبيَّنه في سورة الفاتحة ولم يبيِّن من هُدي إلى الصراط المستقيم ممن يشاؤه الله وبيّنه في سورة النساء ﭿ النساء: ٦٩.

"أي خيارًا عدولاً ويدل بأن الوسط الخيار العدول قوله تعالى: آل عمران: ١١٠  وذلك معروف في كلام العرب، ومنه قول زهير:

هم وسط يرضى الأنام لحكمهم

 

إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم

قوله تعالى: ﭵﭶ البقرة: ١٤٣  لم يبيِّن هنا هل هو شهيد عليهم في الدنيا أو الآخرة ولكنه بيَّن في موضع آخر أنه شهيد عليهم في الآخرة وذلك في قوله                النساء: ٤١ - ٤٢  قوله تعالى:      البقرة: ١٤٣  ظاهر هذه الآية قد يتوهم منه الجاهل أنه تعالى يستفيد بالاختبار علمًا لم يكن يعلمه سبحانه."

على أن اللام في لنعلم للتعليل فيفهم منها الجاهل أنها للتعليل والعلة من هذا الأمر أن الله -جل وعلا- يعلم ويظهر له شيء لم يكون ظاهرا له من قبل من قوله إلا لنعلم هذه العلة وهذا السبب      البقرة: ١٤٣  لكن هذا الكلام ليس بصحيح لأن الله -جل وعلا- يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون الأنعام: ٢٨  الله- جل وعلا- يخبر عنهم أنهم لو ردوا إلى الدنيا مع أنه لن يكون يخبر أنه يعلم من حالهم أنهم يعودون إلى كفرهم وعنادهم وكون الشيء يعلمه الله- جل وعلا- في علم الغيب من العلل والحكم أن يُعلم في حال الشهود لتقوم الحجة على الخلق وإلا الله- جل وعلا- عالم بمصير كل مخلوق وكتب ذلك قبل وقت نفخ الروح هل هو شقي أو سعيد، كتب رزقه وأجله وهل هو شقي أو سعيد وقت نفخ الروح وعمره أربعة أشهر فلا حاجة إذًا للتكاليف، التكاليف هذه ليعلم في حال الشهود أن هذا أطاع وهذا عصى ولا حاجة أيضا إلى موازين ولا إلى حساب، الله- جل وعلا- عالم ويعلم ما سيفعل هذا وما يفعل هذا وهؤلاء للجنة ولا أبالي وهؤلاء للنار ولا أبالي ما يحتاج إلى أن يقال يكلفون ويحاسبون معروف مصيرهم لا، لئلا يكون للناس على الله حجة، الله عالم بمآلهم وهو الذي كتب عليهم السعادة والشقاء ومع ذلك أعطاهم الفرص وأعطاهم الحريات ومكّنهم من الفعل لكنهم عصوا باختيارهم وهؤلاء أطاعوا، كون هذا مكتوب عليه وهذا مكتوب عليه كل ميسر لما خلق له وما ربك بظلام للعبيد، إن الله لا يظلم مثقال ذرة لكن هذا اختار السعادة وهذا اختار الشقاء؛ لأن الله جعل له حرية واختيارا ومكّنه من الفعل ومع ذلك ما رضي هل هناك أحد أراد أن يقوم إلى الصلاة وعجز؟! مقيّد؟! قد تقيده ذنوبه لكن بسببه، لا يوجد أحد قام وسقط لأنه يروح للمسجد، قال والله لا أقدر أصلي فالحرية موجودة والاختيار موجود ولا شك أن ذلك كله تابع لمشيئة الله وقدره.

طالب: .............

هو للظهور لظهور الأمر من عالم الغيب إلى عالم الشهود لتمام الحجة.

"سبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا بل هو تعالى عالم بكل ما سيكون قبل أن يكون وقد بيّن أنه لا يستفيد بالاختبار علما لم يكن يعلمه بقوله جل وعلا: ﮞﮟ آل عمران: ١٥٤.."

   الملك: ١٤  الآن المدرس المهتم بطلابه وهو بشر معرفته محدودة وهو بشر، مدرس عنده مجموعة من الطلاب لكنه مهتم بهم ويعرف مستوياتهم، يعرف أن هذا سينجح وهذا سيرسب قبل الاختبار وهو بشر وقد يخلفه الطالب هذا الردي فيذاكر وينجح، وقد يخلفه ذلك الطالب الجيّد المتميز يهمل ويرسب لأنه بشر لكن مع ذلك في الجملة المدرس المهتم النبيه قد يدرك بعض النتائج قبل وقوعه فكيف بمن لا تخفى عليه خافية من يعلم السر وأخفى.

"فقوله آل عمران: ١٥٤ بعد قوله آل عمران: ١٥٤ دليل قاطع على أنه لم يستفد بالاختبار شيئا لم يكن عالمًا به سبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرا لأن العليم بذات الصدور غني عن الاختبار، وفي هذه الآية بيان عظيم لجميع الآيات التي يذكر الله فيها اختباره لخلقه ومعنى إلا لنعلم أي علمًا."

وبهذه الشبهة ضل المعتزلة في اعتراضهم على وجود الميزان ولذلك نفوه ما نحتاج ميزان، الله -جل وعلا- ليس بحاجة إلى أن يزن الأعمال يعرف النتيجة من غير وزن، لا تحتاج إلى وزن فأنكروه وهذا من ضلالهم؛ لأنه ثبتت به النصوص، الله يعلم ولا يخفى عليه شيء وعارف مآلات الناس كلهم وما يفعلون وما سيفعلون، ومثل ما قلنا في السابق في المعلم أهل الخرص من المزارعين أهل الخبرة يؤتى بهم ليخرصون النخل والثمر والحبوب فيذكرون أشياء شبه الكهانة لأنهم أهل خبرة وأهل معرفة لا تزيد ولا تنقص إذا خرصوا لأنهم أهل خبرة وهم بشر فكيف بمن خلق    الملك: ١٤.

"ومعنى إلا لنعلم أي علما يترتب عليه الثواب والعقاب فلا ينافي أنه كان عالما به قبل ذلك وفائدة الاختبار ظهور الأمر للناس أما عالم السر والنجوى فهو عالم بكل ما سيكون كما لا يخفى، وقوله ﭿ    البقرة: ١٤٣  أشار إلى أن الرسول هو محمد -صلى الله عليه وسلم- بقوله مخاطبا له      البقرة: ١٤٣  الآية؛ لأن هذا الخطاب له إجماعا، قوله تعالى..."

الخطاب في قوله      البقرة: ١٤٣  على من نزل عليه القرآن وهو النبي -عليه الصلاة والسلام- وكان على قبلة ثم حولت كان إلى بيت المقدس ثم حولت إلى الكعبة.

طالب: .............

معروفة هذه ليس فيها اختلاف.

طالب: .............

الرواية الثانية.

طالب: .............

نعم.

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

نعم ذكره.

طالب: .............

ليس بأوله.

طالب: .............

لكن فيه ما يميزه عن الثانية.

"قوله تعالى:     ﮔﮕ البقرة: ١٤٣  أي صلاتكم إلى بيت المقدس على الأصح ويستروح ذلك من قوله قبله       البقرة: ١٤٣  الآية ولاسيما على القول باعتبار دلالة الاقتران والخلاف فيها معروف في الأصول."

من أي جهة؟

طالب: .............

لا، أين دلالة الاقتران في الذي معنا؟

طالب: .............

وما كان الله ليضيع إيمانكم.

طالب: ....................

من قوله ويستروح ذلك من قوله      البقرة: ١٤٣.

طالب: .............

    ﮔﮕ البقرة: ١٤٣  لكن دلالة الاقتران بين الجملتين ما معناه أين هي؟ في أي شيء اقترن؟ في أي حكم؟

طالب: .............

ولاسيما على القول باعتبار دلالة الاقتران، أما دلالة الاقتران فمعروف ضعفها عند الجمهور ويستدلون على ضعفها بقوله- جل وعلا-: ﭿ النحل: ٩٠  العدل واجب والإحسان مستحب.

"قوله تعالى: ﮥﮦ البقرة: ١٤٤  بينه قوله بعده ﮫﮬ البقرة: ١٤٤  الآية، قوله تعالى: البقرة: ١٥٩  لم يبين هنا ما اللاعنون ولكنه أشار إلى ذلك.."

الآن القبلة الأولى ثابتة بالدليل القطعي بفعله -عليه الصلاة والسلام-وإقرار الله له مدة ستة عشر أو سبعة عشر شهرا والنسخ ليس فيه إلا ﮥﮦ ﮫﮬ البقرة: ١٤٤  الذين قَبِلوا خبر الواحد واستداروا كما هم كانوا على قبلة مقطوع بها وأخبرهم شخص واحد أن القبلة حُوِّلت فاستداروا يعني عملوا بخبر واحد ونسخوا به المقطوع، يقول العلماء إن الظني لا ينسخ القطعي ظاهر أو ليس بظاهر؟

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

لا، دعنا حتى على القول المشهور يقولون الظني لا ينسخ القطعي إذا تجرد الظني عن القرائن قد يتجه قول الجمهور لكن القرائن التي ترفع هذا الظني إلى قطعي فيُنسخ به المقطوع من القرائن ما جاء من الإرهاصات قبل ذلك البقرة: ١٤٤  النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يقلب وجهه في السماء رجاء أن تُحول القبلة، يرغب أن تحول إلى الكعبة المشرفة؛ لأنه كان في أول الأمر من أجل تأليف اليهود رجاء أن يسلموا فلما أيس منهم رغب في أن تحول القبلة إلى الكعبة فكان يقلب وجهه في السماء فحولت، الصحابة عندهم خبر أن هذه هي رغبته -عليه الصلاة والسلام- والله- جل وعلا- جرت عادته أنه لا يخالف ما يرغب به النبي -عليه الصلاة والسلام- كما جاء عن عائشة رضي الله عنها فهذه القرينة جعلتهم يصدقون قول هذا الواحد وينتقلون من القطعي إلى خبره.

طالب: .............

هذا معروف نعم هذا كلامهم، وشيخ الإسلام يرى أنه إذا احتفت به قرينة وإلا يصير قطعيا.

طالب: .............

حتى خبر الواحد يصير قطعيا إذا احتفت به قرينة ويفيد العلم بهذا إذا احتفت به قرينة ينسخ ويفيد العلم، ثم إذا أفاد العلم خلاص انتهى ساوى الدليل القطعي.

طالب: .............

من هم؟

طالب: .............

لا، معروف فطرة أنت عندك شيء مؤكَّد وثابت ومستقر يأتيك شخص يقول اتركه تترك ما يحتمل عليه الخطأ.

"قوله تعالى: البقرة: ١٥٩  لم يبين هنا ما اللاعنون ولكنه أشار إلى ذلك في قوله   البقرة: ١٦١  قوله تعالى: البقرة: ١٦٤  لم يبين هنا وجه كونهما آية ولكنه بيّن ذلك في مواضع أخر كقوله:                  ق: ٦ - ٨  وقوله ﭬﭭ ﭴﭵ               الملك: ٣."

يعني آية البقرة فيها إجمال وفُصل هذا الإجمال وبين في مواضع أخر.

"ﮋ   ﭿ                                   ﮏﮐ    الملك: ٤ - ٥  وقوله تعالى: ﭯﭰ   الملك: ١٥".

ما عندك في الأرض؟ وقوله في الأرض؟

طالب: جعل لكم الأرض.

" ﭯﭰ   الملك: ١٥  قوله تعالى: البقرة: ١٦٤  لم يبين هنا وجه كونهما واختلافهما آخر ولكن بين ذلك في مواضع أخر كقوله              ﭡﭢ        ﭸﭹ ﭿ         القصص: ٧١ - ٧٣  إلى غير ذلك من الآيات".

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

نعم.

طالب: .............

منصوص عليه، هذا من المنصوص عليه        آل عمران: ١٩٠  آيات.

"قوله تعالى: البقرة: ١٦٤  لم يبين هنا كيفية تسخيره ولكنه بين ذلك في مواضع أخر كقوله ﯫﯬ               ﯼﯽ          ﯿ الأعراف: ٥٧  وقوله       ﯿ النور: ٤٣  فترى الودق يخرج من خلاله، قوله تعالى: البقرة: ١٦٥  الآية المراد بالذين ظلموا الكفار وقد بين ذلك بقوله في آخر الآية التالية ويدلل لذلك قوله.."

ما هو؟ ما الذي عندك؟

طالب: .............

وقوله في آخر الآية.

طالب: التالية.

لا، أنا ليس عندي...

طالب: .............

ما هو؟

طالب: .............

الواقع.

طالب: .............

المسخر السحاب لولا الرياح تسوقه ما وصل إلى المكان المقدر أنه ينزل فيه فهذا من تمام تسخير السحاب.

"ويدلل لذلك قوله تعالى عن لقمان مقررا له: ﭯﭰ   لقمان: ١٣  وقوله- جل وعلا-: البقرة: ٢٥٤  وقوله: ﯿ ﰅﰆ   يونس: ١٠٦  قوله تعالى: البقرة: ١٦٦  الآية أشار هنا إلى تخاصم أهل النار وقد بيَّن".

من يقرأ قوله تعالى: البقرة: ١٦٥  ورد عليه الإشكال الذي ورد على الصحابة أينا لم يظلم نفسه؟ فيحمله على مطلق الظلم لكن بيَّن في الآية الأخرى أن المراد بالظلم في هذه الآية كثير كما بين في سورة الأنعام.

"أشار هنا إلى تخاصم أهل النار وقد بيّن منه غير ما ذكر هنا في مواضع أخر كقوله     ﯿ    ﭜﭝ                ﭲﭳ سبأ: ٣١ - ٣٣  إلى غير ذلك من الآيات".

لكن هل عذر هؤلاء الذين استضعفوا وأولئك الأتباع؟ ما عذروا لأنهم أطاعوا سادتهم وكبراءهم في كلام كثير، من يتحدث عن الفرق لاسيما القائمة الآن يقول مساكين هؤلاء الأتباع والعوام معذورون ليس بصحيح؛ لأنهم أطاعوا سادتهم وكبراءهم فكفروا بالله معهم، وفي آخر الأحزاب     الأحزاب: ٦٧  ما عذروا لأنهم أطاعوا و التوبة: ٣١  هل اتخذوا أحبارهم لأنهم سجدوا لهم وعبدوهم؟ أطاعوهم في الحلال والحرام.

"قوله تعالى: ﯲﯳ البقرة: ١٦٨  لم يذكر هنا ما يترتب على اتباع خطواته من الضرر ولكنه أشار إلى ذلك في سورة النور بقوله      ﭡﭢ النور: ٢١  الآية، وقوله تعالى: و ﯿ     البقرة: ١٦٩  لم يبيِّن هنا هذا الذي يقولونه عليه بغير علم ولكنه فصله في مواضع أخر فذكر أن ذلك الذي يقولونه بغير علم هو أن الله حرّم البحائر والسوائب ونحوها وأن له أولادا وأن له شركاء سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا فصرّح بأنه لم يحرّم ذلك بقوله   ﯾﯿ       ﰆﰇ المائدة: ١٠٣  وقوله."

القول على الله-جل وعلا-بغير علم أمره عظيم وشأنه خطير ولا تقولوا على الله الكذب   النحل: ١١٦  وفي الزمر         ﭻﭼ الزمر: ٦٠  هذا الذي يقول على الله بغير علم كذب على الله --نسأل الله العافية-.

"وقوله ﮕﮖ الأنعام: ١٤٠  الآية، وقوله يونس: ٥٩  الآية، وقوله   النحل: ١١٦ إلى غير ذلك من الآيات، ونزّه نفسه عن الشركاء المزعومة بقوله يونس: ١٨  ونحوها من الآيات، ونزه نفسه عن الأولاد المزعومة بقوله ﮦﮧ ﮨﮩ البقرة: ١١٦  الآية ونحوها من الآيات فظهر من هذه الآيات تفصيل ما أجمل في اسم الموصول الذي هو ما من قوله ﯿ     البقرة: ١٦٩  قوله تعالى: البقرة: ١٧٣  الآية".

هذا طويل جدا يا شيخ، ، الكلام على البحر.. لعل هذا يكون آخر الدروس لأن الأسبوع القادم اختبارات. والاستئناف إن شاء الله الأسبوع الثاني من الفصل الثاني.

طالب: .............

إن شاء الله.

الله يعافينا وإياكم من كل سوء.

طالب: السبت ليس فيه شيء؟

ليس فيه شيء خلاص، أنا فوجئت أمس عندما قال الشيخ إبراهيم الاختبارات الأسبوع القادم كنا نريد أن ندرس الأسبوع القادم لكن ما يمدينا.

طالب: نحن ما ودنا على الاختبارات شيء.

نعم من ليس عنده اختبارات أو شيء.. قريب شهر، الفصل الثاني متى يبدأ؟

طالب: في سبعة ثلاثة.

أكثر من شهر، لا، شهر.

طالب: الإجازة تبدأ يوم السبت سبعة، والدراسة أربعة عشر، واحد وعشرون من الشهر الثالث.

 

وأسبوع بعد. 

"