كتاب الصلاة من سبل السلام (18)

"وَعَنْهُ أَنَّ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- كَانَ إذَا قُحِطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَسْتَسْقِي إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِيَنَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا فَيُسْقَوْنَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ".

كانوا يستسقون بالنبي –عليه الصلاة والسلام- بدعائه لا بذاته، ولو كان الاستسقاء بذاته كانت ذاته موجودةً بعد وفاته، لكن الاستسقاء بدعائه لا بذاته، فلما مات –عليه الصلاة والسلام- استسقوا بعمه، عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- في عام الرمادة لما أصابهم الجدب، قال: اللهم إنَّا كنا نتوسل إليك بنبينا، ونحن الآن نتوسل إليك بعم نبينا –عليه الصلاة والسلام-، فدعا العباس، فسُقوا، ثم ما زال السلف يستسقون بدعاء الصالحين لا بذواتهم، كما استسقى معاوية –رضي الله عنه- بيزيد بن الأسود الجرشي، رجلٌ صالح من خيار التابعين، فيُسقَون، والمقصود: بدعائهم، لا بذواتهم.

يقول أبو طالب في مدحه –عليه الصلاة والسلام-:

وأبْيَض يُسْتَسْقَى الغَمَام بِوَجْهِه
 

 

ثُمَال اليَتَامَى عِصْمَة للأرَامِلِ
 

عليه الصلاة والسلام.

فكونه يُستسقى به –عليه الصلاة والسلام- أو بعمه أو بغيرهما من أهل الفضل والخير والصلاح المقصود به الاستسقاء والتوسل بدعائهم، لا بذواتهم، ولو توسل المسلم إلى الله –سبحانه وتعالى- باتباعه واقتدائه بنبينا –عليه الصلاة والسلام- فهذا توسُّل بالأعمال الصالحة، والتوسل بالأعمال الصالحة لا بأس به كما في قصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار فانطبق عليهم، فتوسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، فكُشِف ما بهم.

"وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ عُمَرَ كَانَ إذَا قُحِطُوا -بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ- أَيْ: أَصَابَهُمْ الْقَحْطُ، "اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ" أَيْ: عُمَرُ رضي الله عنه "اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا نَسْتَسْقِي إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِيَنَا، وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيّنَا فَاسْقِنَا، فَيُسْقَوْنَ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ"

وَأَمَّا الْعَبَّاسُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَإِنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ بَلَاءٌ مِنْ السَّمَاءِ إلَّا بِذَنْبٍ، وَلَمْ يَنْكَشِفْ إلَّا بِتَوْبَةٍ، وَقَدْ تَوَجَّهَتْ بِي الْقَوْمُ إلَيْك لِمَكَانِي مِنْ نَبِيِّك، وَهَذِهِ أَيْدِينَا إلَيْك بِالذُّنُوبِ وَنَوَاصِينَا إلَيْك بِالتَّوْبَةِ، فَاسْقِنَا الْغَيْثَ، فَأَرَخَّتْ السَّمَاءُ مِثْلَ الْجِبَالِ حَتَّى أَخْصَبَتْ الْأَرْضُ.

أَخْرَجَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي الْأَنْسَابِ، وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ –رضي الله عنه- اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ".

الأصل ثابت في كونهم يستسقون بالعباس، الأصل ثابت، أما ما ورد عند الزبير بن بكار فيحتاج إلى نظر.

ماذا يقول عنه المُعلِّق؟

طالب: ............

ذكره الحافظ في الفتح؟

طالب: ............

سكت عنه أم ماسكت؟ ما يُدرى عن الحافظ سكت أم ما سكت..

"وَأَخْرَجَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ –رضي الله عنه- اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ عَامَ الرَّمَادَةِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَذَكَرَ الْبَارِزِيُّ أَنَّ عَامَ الرَّمَادَةِ كَانَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَالرَّمَادَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ".

طالب: ............

ماذا عندك أنت؟

طالب: ............

إن كان بالذال فهو البلاذري، لكن ما أظنه، ما أخاله، لكن البارزي صحيح هبة الله بن البارزي معروف، وإلا فالمازري ماذا عندك أنت؟

طالب: ............

البارزي، هبة الله بن البارزي معروف، البارزي معروف.

طالب: ............

له شرح.

طالب: ............

توجهوا إلى الله لو كان بالذات ما تكلم بكلمة، لو كان بالذات ما تكلم بكلمة ذاته ما تحتاج، ذاته شاخصة قائمة، ولا يحتاج حضوره أصلًا، يتوسلون بذاته كما يُتوسَّل بالأموات وغيرهم؟

طالب: ............

لا لا، ليس فيه حُجة؛ ولذلكم دعا، هم توسلوا بدعائه.

"وَالرَّمَادَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَتَخْفِيفِ الْمِيمِ سُمِّيَ الْعَامُ بِهَا؛ لِمَا حَصَلَ مِنْ شِدَّةِ الْجَدْبِ، فَاغْبَرَّتْ الْأَرْضُ جِدًّا مِنْ عَدَمِ الْمَطَرِ، وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ دَلِيلٌ عَلَى الِاسْتِشْفَاعِ بِأَهْلِ الْخَيْرِ وَالصَّلَاحِ وَبَيْتِ النُّبُوَّةِ، وَفِيهِ فَضِيلَةُ الْعَبَّاسِ وَتَوَاضُعُ عُمَرَ-رضي الله عنهما- وَمَعْرِفَتُهُ لِحَقِّ أَهْلِ الْبَيْتِ- عليهم السلام-".

طالب: ............

الأفضل، لكن قد يُنظَر إلى الشخص من زاوية، قد يُنظَر إلى شخص مفضول من حيث العمل، لكن من حيث صدق النية والإخلاص -على ما يقول العوام: طهارة القلب- أيضًا لو كان شخص مفضول، لو كان عامي أحيانًا يُسقَون به، وأحيانًا يُنظَر إلى أضعف شخص في البلد مثلًا «إنما تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ بِضُعَفَائِكُمْ». المقصود أن لهم ملحظًا في هذا وهو قُربه من النبي– عليه الصلاة والسلام- وإلا فعمر أفضل اتفاقًا.

عام الرمادة سنة ثمانية عشرة، وفيها أيضًا الطاعون في نفس السنة طاعون عمواس مات فيه جمع من الصحابة- رضوان الله عليهم-.

"وَعَنْ أَنَسٍ –رضي الله عنه- قَالَ: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَطَرٌ فَحَسَرَ ثَوْبَهُ. أَيْ: كَشَفَ بَعْضَهُ عَنْ بَدَنِهِ "حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ، وَقَالَ: «إنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ" وَبَوَّبَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: (بَابُ مَنْ يُمْطَرُ حَتَّى يَتَحَادَرَ عَنْ لِحْيَتِهِ) وَسَاقَ حَدِيثَ أَنَسٍ بِطُولِهِ".

الرسول –عليه الصلاة والسلام- كان من عادته أن يبرز إذا نزل المطر، ويكشف، يحسر عن رأسه وساقيه؛ ليُصيبه المطر ويقول: «إنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»، فما المراد بحداثة العهد؟

طالب: ............

حداثة العهد بربه؟

طالب: ............

حداثة يعني قُرب الزمن، لكن كيف يكون قريب الزمن من الله سبحانه وتعالى؟ قريب عهد بالتكوين الإلهي، أو قريب عهد بالنزول من جوار الرب من السماء مثلًا، أو ما معنى هذا الكلام؟

طالب: ............

هذا هو التكوين، أمر التكوين، غيره «حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»؟ إذا قلنا: حديث عهد بالأمر بالتكوين بالوجود، فعلى هذا يطَّرد في كل حديث عهد، فالصبي بعد ولادته حديث عهد بربه؛ لأمر ربه بتكوينه وهكذا، فما يختص بالمطر، لكن كيف قال الرسول –عليه الصلاة والسلام-: «إنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»؟

طالب: ............

ماذا يقول؟

طالب: أي إيجاد ربه إياه على تأويلٍ يُخالف مذهب السلف.

ما مذهب السلف؟

طالب: ............

ما مذهب السلف في هذا؟

طالب: ............

ظاهره فيه ماذا؟

انظر من ظاهره فيما يتعلق بالمخلوق، دعنا بما يتعلق بالخالق، ما ظاهره الذي يتعلق بالمطر؟ الآن نص المعلِّق على أن هذا يُخالف مذهب السلف في مثل هذه الأشياء، يعني هل مذهب السلف إمرار هذه الأشياء كما جاءت من غير فهمٍ لمعناها؟ لا، هذا يتعلق بمخلوق يُمكن الكلام فيه، وليس من الغيب.

طالب: ............

لا، لكنه رحمة أحيانًا يكون نقمة.

طالب: ............

ما فيه تعليق على أحد الطبعات ولا شيء؟

طالب: ............

أين الشرح؟ خالف مذهب السلف على ما قاله الرازي، فيه شيء عندك؟

طالب: ............

أكمل الشرح ونرى.

"حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ، وَقَالَ: «إنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»، رَوَاهُ مُسْلِمٌ"، وَبَوَّبَ لَهُ الْبُخَارِيُّ فَقَالَ: (بَابُ مَنْ يُمْطَرُ حَتَّى يَتَحَادَرَ عَنْ لِحْيَتِهِ)، وَسَاقَ حَدِيثَ أَنَسٍ بِطُولِهِ.

وَقَوْلُهُ: «حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ» أَيْ بِإِيجَادِ رَبِّهِ إيَّاهُ: يَعْنِي أَنَّ الْمَطَرَ رَحْمَةٌ، وَهِيَ قَرِيبَةُ الْعَهْدِ بِخَلْقِ اللَّهِ لَهَا، فَيَتَبَرَّكُ بِهَا، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى اسْتِحْبَابِ ذَلِكَ".

التعليق على أيش؟

طالب: على قوله: "بِإِيجَادِ رَبِّهِ إيَّاهُ"؟

بعد إياه ماذا يقول الشيخ؟

طالب: ............

ما فيه شك أجود.

طالب: ............

علَّق، وجدت؟

طالب: ............

ماذا يقول؟

طالب: ............

معك الحديث؟

طالب: ............

ماذا يقول؟

طالب: ............

متجددة.

طالب: ............

عاد كلام الشيخ إلى الخلق حديث الخلق.

طالب: ............

حديث الخلق.

طالب: ............

ما الفرق بينه وبين كلام الصنعاني؟

طالب: ............

لا يتبرَّك، ما هو بالتعليقات يتبرَّك بها.

طالب: ............

لا شك أن المطر رحمة.

طالب: ............

هو نازل من السماء أو من السحاب دون السماء؟

طالب: ............

الآن ما في الدنيا جبال تكون أرفع من السحاب؟

طالب: ............

وهل هؤلاء الذين يسكنون أعالي هذه الجبال لهم مزية؟

طالب: ............

الجواب يا إخوان؟

يعني تظهر المسألة واضحة، هم الآن راد ومردود، لكن الظاهر أن كلهم ما فهموا المقصود.

طالب: ............

ما معنى «حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»؟ حديث تكوين؟ غير هذا من المكونات الحادثة يُتبرَّك بها.

طالب: ............

جاء من جهة العلو أقرب المخلوقات إلى الله فيه ما هو أعلى منه.

طالب: ............

بعده، بعده.

طالب: ............

أقرب مثلًا.

طالب: ............

وهذا بالسحاب له أشهر تبخَّر من البحار.

طالب: ............

لا، ما يلزم، يُساق من مكان إلى آخر.

طالب: ............

ماذا فيه؟

طالب: ............

ولو أغرق الناس السيل ماذا يصير لو زاد على الحاجة؟

طالب: ............

يُنظَر إلى آثار رحمة الله بلا شك، لكن مع ذلك المسألة تحتاج إلى تحرير.

طالب: ............

أنتم تدرون كثيرًا من المفسرين يرى أن السحاب نازل من السماء الجُرم المعروف الحقيقي.

طالب: ............

فيه أشياء في مثل هذا الموضع، ومثل سجود الشمس تحت العرش في كل ليلة سجودًا حقيقيًّا تستأذن فلا يؤذن لها، فيه أشياء فوق تصور البشر، وهي أيضًا حقيقة، وليست من باب المجاز، وأيضًا النزول الإلهي في الثلث الأخير من الليل مع أن الصحيح عند أهل العلم من السلف وغيرهم يرون أن العرش لا يخلو منه، وهو ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة، فكونها تسجد تحت العرش حقيقةً ليس مجازًا وهي في فلكها لم تُغادره، بدليل أنا نقول: إنها ما تغيب أصلًا، فما الذي يمنع أن يكون أيضًا هذا مكوَّن في السحاب، وأيضًا له اتصالٌ بربه على وجهٍ من الوجوه ثم ينزل؛ ولذا جاء في الأثر أن ميكائيل يكيله، يكيل المطر قبل نزوله.

فما يلزم أن يُوقَف على حقيقة الأمر بحيث تجلو لكل أحد، وإلا مَن يتصوَّر أن الله –سبحانه وتعالى- ينزل في آخر كل ليلة، ولا يخلو منه العرش؟ يُتصوَّر هذا لو أننا استعملنا عقولنا المحدودة؟ 

طالب: أقول: الذي يقيس على المخلوق يتصوره.

لا يتصوره.

طالب: يتصوَّر.

كيف يتصوَّر؟

طالب: الذي عنده القاعدة أن المخلوق إذا كان في مكان خلا منه المكان الآخر.

إذًا ما يُتصوَّر أن ينزل ولا يخلو.

طالب: ............

ما فيه شك أن النزول يليق بالله –سبحانه وتعالى،- وهو حقيقي وليس بمجاز، هذا الذي جعل الكثير من الأفهام تضل وتزل؛ لأنهم يرون أن أحاديث النزول معارضة بأحاديث العلو وآيات الاستواء، فاضطروا أن يؤولوا حديث النزول أو يُنكروه بالكلية، مثل حديث سجود الشمس، كثير ممن يُحكِّم عقله يقول: أبدًا ليس بصحيح، وهو ثابت في الصحيحين، تسجد تحت العرش كل ليلة وتستأذن، تخرج من مغربها ويُقال لها: ارجعي من حيث أتيتِ، فمثل هذه الأشياء التي لا تُدرَك تفاصيلها إنما يجب الإيمان بها سواءٌ فُهِمت أو لم تُفهَم، لكن عالم الغيب لا يُقاس بعالم الشهادة.

وعلى كلٍّ لو وُجِد كلام لأهل العلم المعتمدين يُقرِّب هذا ويقرب بحيث لا يكون من شخص عُرِف ببدعة، لو وجدنا من كلام شيخ الإسلام ما يشرح هذا الموضع.  

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

لا، تلمُّس معنى، الآن ما هو تلمُّس حِكمة، بل معنى، ما معنى «حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ»؟  

طالب: ............

بلى يُلام، يقف حتى يجد ما يؤيد كلامه، يُفسِّر نعم، لكن يُفسِّر بماذا؟ لأنه لو فسَّر على ما يقتضيه عقله، واسترسل معه، ووضحه وجلَّاه على حسب ما يقتضي العقل اضطُر إلى إنكار الخبر؛ لأنه يستحيل عنده أن تسجد تحت العرش وهي في فلكها دائرة.

الروح، روح النائم هي تُفارق الجسد بالكلية؟ لا تُفارق الجسد بالكلية، ولها اتصال بالعالم العلوي.

طالب: ............

على كلامهم.

طالب: ............

الذي ذكرناه أنه يُمكِن أن يُجمَع بين أقوال المتقدمين والمتأخرين، ولنقُل مثلًا: إن السحاب سببه عملية تبخير من البحار أو غيرها، واجتماع من رطوبات الجو وما أشبه ذلك، لكن لا يمنع أن يكون له طور وإن لم نُدركه كما تصعد الشمس وتسجد تحت العرش وهي في فلكها سائرة، أن يكون هذا له نفس الطور، فينزل من عند الله –سبحانه وتعالى- وهو في السحاب.

طالب: يعني طورٌ علمه البشر، وطورٌ لا يعلموه.

نعم، ما فيه شك مثل الشمس، الآن البشر يُدرك أن الشمس لا تُغادر فلكها؛ {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس:38]، لكن أيضًا جاء في النصوص الصحيحة الثابتة أنها تسجد كل ليلة تحت العرش.

طالب: ............

ماذا قال؟

طالب: ............

لكن تحت العرش، ما معنى تحت العرش؟ ... لماذا يسجد تحت العرش؟ ما له خصيصة إذا صار، نحن لغينا الخبر، يلزم عليه إلغاء الخبر، لكن ما يلزم أننا نُدرك الكيفية، ما يلزم، شيء نُدركه، وشيء ما نُدركه، الحروف المقطَّعة في أول السور خبط فيها العلماء من القديم والحديث، وفي النهاية لا شيء، الله أعلم بمراده، هذا أرجح الأقوال، يلزم أن يُدرك الإنسان كل شيء؟

لا لا، ما يلزم. 

طالب: ............

أين؟

طالب: ............

المقصود أنها تسجد تحت العرش، ولا يمنع أن تكون تسجد تحت العرش حقيقةً وهي في فلكها.

طالب: ............

أجل وهل هناك ما يمنع من نزول الله –سبحانه وتعالى- وهو على عرشه؟ ما نُدرك هذا الشيء، ما نُدركه، ما ندري، الله أعلم، نقف عند حد، لكن نُثبت جميع ما ثبت عن الشارع، تسجد تحت العرش يعني تحت العرش حقيقةً، والقدرة الإلهية صالحة لكل ذلك.

كمِّل.

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

نرى الإخوان ماذا عندهم؟ أفيدونا يا إخوان، جزاكم الله خيرًا، عندكم شيء؟

طالب: ............

أفيدونا جزاكم الله خيرًا، ما فيه شيء؟

طالب: ............

الكل جاء للفائدة يا إخوان.

طالب: ............

لا، العلة؛ لأنه حديث عهدٍ بربه، {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} [ق:9]، فهو مبارك بلا شك، وعلى كلٍّ ما يمنع أن تُبحَث المسألة، يعني كلام الشيخ في شرح حديث النزول فيه إيحاءات لمثل هذه الأشياء، كلام شيخ الإسلام في حديث النزول فيه إيحاءات.

طالب: ............

لو استمر.   

طالب: ............

لا، ما يلزم.

طالب: ............

ما يلزم.

طالب: ............

لا يُفعَل بلا شك.

طالب: ............

كيف؟

طالب: ............

لا هو علل، حديث عهد بربه، هذه مُعللة.

"وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» أَخْرَجَاهُ. أَيْ الشَّيْخَانِ، وَهَذَا خِلَافُ عَادَةِ الْمُصَنِّفِ، فَإِنَّهُ يَقُولُ فِيمَا أَخْرَجَاهُ: مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَالصَّيِّبُ مِنْ صَابَ الْمَطَرُ إذَا وَقَعَ، وَنَافِعًا صِفَةٌ مُقَيَّدَةٌ احْتِرَازًا عَنْ الصَّيِّبِ الضَّارِّ".

الصيب: المطر سُمي بذلك لنزوله، جاؤوا في وصف ركوعه –عليه الصلاة والسلام- لم أيش؟ يُشخِص رأسه، ولم يصوبه، وفي روايةٍ: لم يُقنِع رأسه، ولم يُصوبه، يعني لم يرفع رأسه، ولم يُنزله عن مستوى ظهره -عليه الصلاة والسلام-.

"وَعَنْ سَعْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَعَا فِي الِاسْتِسْقَاءِ: «اللَّهُمَّ جَلِّلْنَا» بِالْجِيمِ مِنْ التَّجْلِيلِ، وَالْمُرَادُ تَعْمِيمُ الْأَرْضِ «سَحَابًا كَثِيفًا» بِفَتْحِ الْكَافِ فَمُثَلَّثَةٌ فَمُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ فَفَاءٌ أَيْ مُتَكَاثِفًا مُتَرَاكِمًا «قَصِيفًا» بِالْقَافِ الْمَفْتُوحَةِ فَصَادٌ مُهْمَلَةٌ فَمُثَنَّاةٌ تَحْتِيَّةٌ فَفَاءٌ، وَهُوَ مَا كَانَ رَعْدُهُ شَدِيدَ الصَّوْتِ".

القصف وهو شديد الصوت.

"وَهُوَ مِنْ أَمَارَاتِ قُوَّةِ الْمَطَرِ «دَلُوقًا» بِفَتْحِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَضَمِّ اللَّامِ وَسُكُونِ الْوَاوِ فَقَافٌ، يُقَالُ: خَيْلٌ دَلُوقٌ أَيْ مُنْدَفِعَةٌ شَدِيدَةُ الدَّفْعَةِ، وَيُقَالُ: دَلَقَ السَّيْلُ عَلَى الْقَوْمِ هَجَمَ، «ضَحُوكًا» بِفَتْحِ أَوَّلِهِ بِزِنَةِ فَعُولٍ أَيْ ذَاتُ بَرْقٍ، «تُمْطِرُنَا مِنْهُ رَذَاذًا» بِضَمِّ الرَّاءِ فَذَالٌ مُعْجَمَةٌ فَأُخْرَى مِثْلُهَا هُوَ مَا كَانَ مَطَرُهُ دُونَ الطَّشِّ، «قِطْقِطًا» بِكَسْرِ الْقَافَيْنِ وَسُكُونِ الطَّاءِ الْأُولَى، قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْقِطْقِطُ أَصْغَرُ الْمَطَرِ ثُمَّ الرَّذَاذُ، وَهُوَ فَوْقَ الْقِطْقِطِ ثُمَّ الطَّشُّ، وَهُوَ فَوْقَ الرَّذَاذِ «سَجْلًا» مَصْدَرُ سَجَلْتُ الْمَاءَ سَجْلًا إذَا صَبَبْته صَبًّا وُصِفَ بِهِ السَّحَابُ مُبَالَغَةً فِي كَثْرَةِ مَا يُصَبُّ مِنْهَا مِنْ الْمَاءِ حَتَّى كَأَنَّهَا نَفْسُ الْمَصْدَرِ «يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ".

ضعيف، الحديث ضعيف.

"وَهَذَانِ الْوَصْفَانِ نَطَقَ بِهِمَا الْقُرْآنُ، وَفِي التَّفْسِيرِ أَيْ: الِاسْتِغْنَاءُ الْمُطْلَقُ وَالْفَضْلُ التَّامُّ، وَقِيلَ: الَّذِي عِنْدَ الْإِجْلَالِ وَالْإِكْرَامِ لِلْمُخْلِصِينَ مِنْ عِبَادِهِ، وَهُمَا مِنْ عَظَائِمِ صِفَاتِهِ تَعَالَى؛ وَلِذَا قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَلِظُّوا بِيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ»، وَرُوِيَ أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِرَجُلٍ، وَهُوَ يُصَلِّي وَيَقُولُ: يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، فَقَالَ: «قَد اُسْتُجِيبَ لَك».

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «خَرَجَ سُلَيْمَانُ يَسْتَسْقِي فَرَأَى نَمْلَةً مُسْتَلْقِيَةً عَلَى ظَهْرِهَا رَافِعَةً قَوَائِمَهَا إلَى السَّمَاءِ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ إنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِك، لَيْسَ بِنَا غِنًى عَنْ سُقْيَاك، فَقَالَ: ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ بِدَعْوَةِ غَيْرِكُمْ»، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

 فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الِاسْتِسْقَاءَ شَرْعٌ قَدِيمٌ، وَالْخُرُوجُ لَهُ كَذَلِكَ، وَفِيهِ أَنَّهُ يَحْسُنُ إخْرَاجُ الْبَهَائِمِ فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وَأَنَّ لَهَا إدْرَاكًا يَتَعَلَّقُ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَمَعْرِفَةً بِذِكْرِهِ، وَتَطْلُبُ الْحَاجَاتِ مِنْهُ، وَفِي ذَلِكَ قَصَصٌ يَطُولُ ذِكْرُهَا، وَآيَاتٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ دَالَّةٌ عَلَى ذَلِكَ، وَتَأْوِيلُ الْمُتَأَوِّلِينَ لَهَا لَا مُلْجَأَ لَهُ".

الحيوانات لها قوات مدركة، ليس لها عقول، لكن لها قوات مدركة، تُدرك بواسطتها ما ينفعها فتطلبه، وما يضرها فتهرب عنه، الحيوانات تُدرك أن الولد محنوٌّ عليه، وأن القتل مهروبٌ منه، والذئب ضار بالنسبة لها، والسَّبع، والعُشب نافع لها فتأكله، والماء قاطع لظمئها فتشربه، وهي متفاوتة في الإدراك، فالذباب مثلًا يُدرك أن ما في أحد جناحيه داء ضار فيُقدمه، ويؤخِّر الآخر، النملة تُدرك أن الحبة تنبت إذا جاءها الماء، فتكسرها بنصفين؛ لئلا تنبت.

كل هذه قوات مدركة ركَّبها الله –سبحانه وتعالى- في هذه العجماوات من البهائم والحشرات وغيرها، ولا مجال لإنكار مثل هذه الأشياء، فمنها ما هو ثابت في القرآن والسُّنَّة بحيث لا مجال للأخذ والرد والتأويل، فمن يُنكِر مثل حديث الذباب بناءً على أنه كيف يعقل الذباب؟ هل له عقل يُميز به بين النافع والضار؟! ليس له عقل، إنما له قوة مُدركة، وذكرنا في أكثر من مناسبة قصة الخيل، الفرس الذي أُجبِر على النزو على أمه، وذكرها الحافظ ابن حجر، وذكر لها نظائر، فامتنع، السياط في ظهره ويمتنع، فلما جُلِّلت أمه بحيث لا يراها نزا عليها، فلما كُشِف الجُل قطع ذكره بأسنانه، هذه قوة.

في البخاري أيضًا أن قردةً زنت في الجاهلية، فاجتمع عليه قِردة فرجموها. 

يُدركون، لكن لا عقول لهم؛ لأن العقول مناط التكليف، فليست لهم عقول يُدركون بها إدراكًا تامًا، لكن فيها شيء من قوة تُدرك بها ما ينفع وما يضر.

وقد وصل بعض الناس في كثيرٍ من المجتمعات إلى ما هو أنزل من مستوى الحيوان، فتُوجد القضايا في بلاد المسلمين وفي غيرها من ينزو على محارمه -نسأل الله العافية-، وُجِد هذا، ومع الأسف أنه يزداد، القضايا تزداد في الوجود بسبب الغزو الذي غزا الناس في دورهم، فلا حواجب ولا حواجز، ولا يحتاج إلى أن يُسعى إليه، هو في البيوت وكم من حادثة، وكم من قصة تُذكَر على الألسنة وتُدوَّن في الدوائر في الجهات من هذا النوع، والله المستعان.

طالب: ............

على كلٍّ الحيوانات لها نصيب من هذا، فلولا البهائم الرُّتَّع ما مُطر الناس، لولا من لا ذنب له من البهائم والصبيان، وإلا فمعروف إذا قامت الأسباب، أسباب امتناع المطر، وهي قائمة، ووجدت الموانع من قبول الدعاء، لم ينزل المطر؛ لأن الله –سبحانه وتعالى- سبَّب الأسباب، وأوجد الموانع، فإذا وُجِد أكل الحرام ومُنِعت الزكاة لم يمطروا، لكن كونهم يُمطرون إذا طلبوا أو بغير طلب أحيانًا؛ لِما ذُكِر ممن لا ذنب له، وقد يُصرون على ذنوبهم ومعاصيهم فيُمطرون استدراجًا؛ ولذا تجدون أفضل البلاد بالنسبة للأمطار والجو والمناظر وغيرها بلاد الكفار، لسبب وهو أن الدنيا جنة الكافر، وقد يُفعَل بالمسلمين مثل هذا الفعل من باب الاستدراج. 

"وَعَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفِّهِ إلَى السَّمَاءِ. أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ".

طالب: ............

وصلت الحديث أم قبله شيء؟

طالب: ............

بظهر كفه أو كفيه؟ ماذا عندكم؟

طالب: ............

كفيه؟

ماذا عندك أنت؟

طالب: كفه مفرد.

والظهر مفرد أم ؟

طالب: ............

بظهر كفه، ماذا عندك؟

طالب: ............

هو الأصل الكفين.

"فِيهِ دَلَالَةٌ أَنَّهُ إذَا أُرِيدَ بِالدُّعَاءِ رَفْعُ الْبَلَاءِ فَإِنَّهُ يَرْفَعُ يَدَيْهِ وَيَجْعَلُ ظَهْرَ كَفَّيْهِ إلَى السَّمَاءِ، وَإِذَا دَعَا بِسُؤَالِ شَيْءٍ وَتَحْصِيلِهِ جَعَلَ بَطْنَ كَفَّيْهِ إلَى السَّمَاءِ".

الآن في الاستسقاء فيه طلب أم رفع؟

طالب: ............

طلب سُقيا وهو في الوقت نفسه رفع للشدة، ورفع للقحط، فمن لازم طلب السُّقيا الرفع، فالذي يطلب رفع المرض من لازمه طلب الصحة والعافية، الذي يطلب المال من لازم طلب المال رفع الحاجة، فكونهم يقولون: إذا دعا لطلب فالرفع بظهور كفيه، وإذا طلب لحصول شيء، رغبة في شيء ففي بطونهما، هذا تفريق، فهنا رغبًا يعني ببطون الأكف، ورهبًا بظهورها.

على كلٍّ التفريق في مثل هذا إنما يُلجأ إليه عند التعارض، فهل كان استسقاؤه –عليه الصلاة والسلام- ببطون كفيه أو بظهورهما؟ وهل كان الظهور هي المقصودة في الاستسقاء أو نتجت من أثر المبالغة في الرفع؟ الرسول –عليه الصلاة والسلام- رفع يديه حتى رؤي بياض إبطيه، هذه مبالغة في الرفع، من لازم هذه المبالغة أن تكون ظهور كفيه إلى السماء، لكن هل يلزم لزومًا تامًا بحيث يستطيع أن يُرى بياض إبطيه مع أن بطونهما إلى السماء؟ يُمكن أم ما يُمكن؟ لأن من أهل العلم من يرى أن الدعاء بظهور الأكف سببه المبالغة في الرفع، وإلا فالأصل الدعاء بالبطون ببطون الأكف؛ لأن الداعي سائل، ورفع اليدين ثابت بالسُّنَّة المتواترة تواترًا معنويًّا، وفي قضايا كثيرة جدًّا ثبت أنه رفع يديه –عليه الصلاة والسلام-، وإن كان بعض السلف كالنخعي لما رأى من يرفع يديه في الدعاء قال: ثكلتك أمك، ماذا تتناول بهما؟ مع أنه ثابت ثبوتًا لا مراء فيه رفع اليدين في الدعاء. 

وأحاديث رفع اليدين في الدعاء فيها مصنفات، فيها النصوص الكثيرة، وأُلِّفت فيها الأجزاء، فلا داعي لمثل قول: ماذا تتناول بهما؟ 

على كلٍّ نعود إلى المسألة، فالدعاء بظهور الأكف هل هو ابتداءً من بداية الدعاء أو هو من آثار المبالغة في الرفع؟ يعني هل الرسول –عليه الصلاة والسلام- في بداية الأمر قال هكذا في الدعاء، ثم ارتفع وهو على طريقته، أو أنه دعا ببطون الأكف، ومن آثار الرفع صارت الظهور إلى السماء، أو يحتمل؟   

طالب: الأول هو غير مستساغ يا شيخ.

كونه مستساغًا أو غير مستساغ هذا ما هو...

طالب: ............

لا، هو متصوَّر.

طالب: ............

هذا الأصل في الرفع، لكن بظهور كفيه أو بظهر كفيه؟

طالب: ............

صارت ظهورها إلى السماء، هذا هو المتجه بلا شك، لكن منهم من قال: إنه من البداية يطلب كشف الضر بظهور الأكف قبل المبالغة من البداية.

طالب: ابتداءً؟

ابتداءً نعم؛ ولذلك يُفرِّقون إذا كان لرفع فبالظهور، إذا كان لطلب فبالبطون، ولو اقتضى الأمر إلى رؤية بياض الإبطين.

طالب: والتلازم موجود بين كل رفعٍ وطلب؟

نعم يا هشام.

طالب: ............

رفع، كله رفع.

طالب: ............

وهو أيضًا رفع، رفع ضُر، الأول ضُر بالعدم، والثاني ضُر بالوجود، وهو أيضًا في الوقت نفسه سؤال رحمة.

طالب: ............

في الموضعين في الأول وفي الثاني.

طالب: ............

هو قحط، الموجود قحط، ويُريدون من الله –سبحانه وتعالى- أن يرفع هذا القحط.

طالب: ............

أنا أقول: على كلامهم، هذا كلامهم، وأنتم سمعتم ماذا قلت في البداية.

أنا أقول: كل رفع يلزم منه سؤال، وكل سؤال يلزم منه رفع، حينما تسأل المال تطلب رفع الحاجة، حينما تطلب الصحة فأنت تطلب أيضًا رفع المرض، وهكذا.

لكن ألا يطلب الإنسان الصحة وهي موجودة من أجل الاستمرار؟ وإذا كان طلب العافية الموجودة من أجل الاستمرار فهل معنى هذا أنه طلب لرفع الضر؟ الضُّر ما وقع.

طالب: ............

الآن هو من أصح الناس يطلب العافية، ومن أفضل ما يُسأل العفو والعافية، يسأل العافية في دينه وهو معافى على طريقة السلف الصالح في الاعتقاد، وطريقتهم في العمل وكذا، لكن كما يطلب الهداية {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6] هل معنى هذا أنه يطلب رفع الضلال الذي هو واقع؟

لا، ما يلزم، إنما يطلب الاستمرار والثبات على هذا.

طالب: الاستمرار والزيادة؟

نعم.

طالب: ............

لا، أحيانًا تصير فوق الرأس، هو أقرب، أقرب أن تكون، كون الظهور من أثر المبالغة في الرفع.          

"وَقَدْ وَرَدَ صَرِيحًا فِي حَدِيثِ خَلَّادِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إذَا سَأَلَ جَعَلَ بَطْنَ كَفَّيْهِ إلَى السَّمَاءِ، وَإِذَا اسْتَعَاذَ جَعَلَ ظَهْرَهُمَا إلَيْهَا.

وَإِنْ كَانَ قَدْ وَرَدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ: سَلُوا اللَّهَ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظَهْرِهَا".

ضعيف هذا.

"وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا فَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا أَنَّ حَدِيثَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَخْتَصُّ بِمَا إذَا كَانَ السُّؤَالُ بِحُصُولِ شَيْءٍ لَا لِدَفْعِ بَلَاءٍ، وَقَدْ فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى: {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء:90] أَنَّ الرَّغَبَ بِالْبُطُونِ، وَالرَّهَبَ بِالظُّهُورِ".

طالب: ............

لا، باللباس.

هذا بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حُكم الاحتفال بحلول عام ألفين، وما يتعلق به من أمور في كلامٍ مطوَّل وشافٍ –إن شاء الله تعالى- في ست صفحات.

طالب: ............

يقول: جاء بتاريخ واحد وعشرين سبعة، واثنين وعشرين سبعة، وثمان وعشرين سبعة، وخمسة ثمانية، من مجموعة من المستفتين، فاللجنة الدائمة أصدرت هذا البيان، الأصل أنه طويل، ستة بنود ثامنًا وتاسعًا إلى آخره، فيُطَّلع عليه لا بأس.