شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح (245)

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، وآله وصحبه أجمعين، أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلًا بكم إلى لقاء جديد في شرح كتاب  التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح، في البداية يسرنا أن نرحب بفضيلة الشيخ الدكتور: عبد الكريم بن عبد الله الخضير، فأهلًا ومرحبًا بكم فضيلة الدكتور.

حياكم الله، وبارك فيكم وفي الإخوة المستمعين.

المقدم: لازلنا في حديث  عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في الكلام عن الروح أيضًا، وما جاء في هذا الحديث، أحسن الله إليكم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، الكلام في الروح كثيرٌ جدًّا لأهل العلم؛ وذلك لغموضها وخفائها؛ لأنها مما استأثر الله به، ودلالة الآية على ذلك ظاهرة، والعادة أن الأفهام إذا استرسلت وراء الأوهام، أنه يحصل منها مثل هذا، حتى قيل: إن الأقوال فيها بلغت مائة قول، لماذا؟ لأنه لا يوجد نصٌّ يحسم النزاع، وإذا لم يوجد نص يحسم النزاع فكلٌّ يأتي بما يخيل إليه أنه الحق.

المقدم: نعم.

ولذا الإعراض عن هذه الأقوال والإضراب عنها هو الأجدر والأولى، ولولا أنها ذكرت في كتب أهل العلم، وإيرادها هنا في هذا الدرس من باب الاستيعاب، ومن باب أن من أهل العلم من لا ينتهي، وإن كان لديهم من العلم ما عندهم، فالمقصود أن مثل هذه الأمور يقف عندها الإنسان، وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع.

السهيلي يقول: يدل على مغايرة الروح والنفس، قوله تعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}[الحجر:29]، وقوله: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} [المائدة:116] ، فإنه لا يصح جعل أحدهما موضع الآخر، فإنه لا يصح جعل أحدهما موضع الآخر، ولولا التغاير لساغ ذلك، وهذا نقله ابن حجر في فتح الباري. في تفسير الشوكاني المسمى فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، وهو تفسيرٌ في غاية الجودة، يجمع بين الأمرين ويقف عند النصوص ولا يسترسل مثل ما يسترسل غيره، يقول: في هذه الآية -يعني آية الإسراء- في هذه الآية ما يزجر الخائضين في شأن الروح، المتكلفين لبيان ماهيته وإيضاح حقيقته..

الآن الروح لخفائها وغموضها، شيخ الإسلام في العقيدة التدمرية ضرب بها مثلًا من الأمثال، وأن روح الإنسان التي بين جنبيه، لا يدرك حقيقتها ولا ماهيتها لا يدرك ذلك، والمُحتَضر بين يدي ذويه، وأقاربه، ومعارفه، هو في هذه اللحظة حي يتردد نفسه والروح في جسده تخرج لا يراها أحد ولا يعلم بها، ثم ينتقل من حال إلى حال، المسألة في غاية الخفاء، لا يُستدل عليها بشيء؛ لأن الأصل مما لا يدرك، فكيف بما يدل عليه، على كل حال الشوكاني يقول: في هذه الآية ما يزجر الخائضين في شأن الروح، المتكلفين لبيان ماهيته، وإيضاح حقيقته أبلغ زجر، ويردعهم أعظم ردع، وقد أطالوا المقال في هذا البحث بما لا يتم له المقام، وغالبه بل كله من الفضول الذي لا يأتي بنفع في دين ولا دنيا.

 وقد حكى بعض المحققين أن أقوال المختلفين في الروح بلغت إلى  ثمانية عشر ومائة، أقوال المختلفين في الروح بلغت إلى  ثمانية عشر ومائة، فانظر إلى هذا الفضول الفارغ، والتعب العاطل عن النفع، بعد أن علموا أن الله سبحانه قد استأثر بعلمه، ولم يطلع عليه أنبيائه، ولا أذن لهم بالسؤال عنه، ولا البحث عن حقيقته، فضلًا عن أممهم المقتدين بهم، فيا لله العجب! -يقول الشوكاني- : فيا لله العجب! حيث تبلغ أقوال أهل الفضول إلى هذا الحد الذي لم تبلغه ولا بعضه في غير هذه المسألة مما أذن الله بالكلام فيه ولم يستأثر بعلمه، لماذا بلغت الأقوال في هذه المسألة.

المقدم: لأنها غير واضحة.

ولم تبلغ في المسائل التي أذن الله بالكلام فيها؟

المقدم: تلك واضحة وربما عليها دلالات ونصوص.

نعم تنقطع عندها الأدلة، يعني مهما بلغت لم تبلغ إلى هذه الأقوال؛ لأنها تنتهي عند أدله ونصوص، هذه لا يدل عليها دليل.

المقدم: فكثرت فيها الأقوال.

والأوهام، الأفهام التي تسترسل مع الأوهام لا تنتهي إلى حد، ولذا ذكر الحافظ ابن كثير -رحمه الله- أن عشرة من النصارى اجتمعوا لبحث مسألة فصدروا عن  أحد عشر قولًا، لماذا؟

المقدم: لأنهم ما انطلقوا من أدلة.

لأنه ما في دليل يلزم، يلزم بعضهم بقول بعض.

فيا لله العجب! حيث تبلغ أقوال أهل الفضول إلى هذا الحد الذي لم تبلغه، ولا بعضه، في غير هذه المسألة مما أذن الله بالكلام فيه، ولم يستأثر بعلمه، ثم ختم سبحانه هذه الآية بقوله: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء:85]؛ أي أن علمكم الذي علمكم الله ليس إلا المقدار القليل بالنسبة إلى علم الخالق سبحانه، وإن أوتي حظًا من العلم وافرًا، وإن أوتي حظًا من العلم وافرًا، بل علم الأنبياء-عليهم السلام-، ليس هو بالنسبة إلى علم الله سبحانه إلا كما يأخذ الطائر في منقاره من البحر،  كما في حديث موسى والخضر، وقد تقدم بيانه.

 

 وسبق تقدمت الإشارة أن مجموع ما عند البشر، أو ما عند المخلوقين من العلم بالنسبة لعلم الله -جل وعلا- لو اجتمع علمهم، وتكامل علم بعضهم ببعض، ما خرجوا عن دائرة: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:85].

المقدم: إلا قليلًا.

إلا قليلًا، لكن بالنسبة لعلم المخلوق المُنزل في الكتب، وما جاء على ألسنة الرسل، مما تلقاه عنهم أتباعهم، هو كثير بالنسبة لعلم المخلوقين بعضهم مع بعض، ولذلك تجد في تراجم أهل العلم، من يقال فيه إنه من بحور العلم، كيف من بحور العلم، وعلم موسى والخضر لا يكون بجانب علم الله -جل وعلا- إلا كما أخذ...

المقدم: الطائر بمنقاره.

الطائر بمنقاره من البحر؟

المقدم: هذا نسبي، بالنسبة لعلم البشر.

بالنسبة لعلم الله -جل وعلا- {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء:85].

المقدم: وأولئك البحور، بالنسبة لعلم غيرهم.

بالنسبة لعلم غيرهم، ولذلك تجد من يحفظ، سبعمائة ألف حديث، هل نقول أن هذا علم قليل بالنسبة لعلم غيره؟

المقدم: لا.

 كثير، ويصح أن يوصف مثل شيخ الإسلام -رحمه الله- بأنه من بحور العلم، ومثله في أئمة الإسلام كثير.

 الروح على أن الجواب جاء بالآية التي تقطع الطريق عن الاسترسال في ماهيتها وكيفيتها، وجميع الأقوال التي زادت عن المائة، أُلف فيها كتب، بعضها ما يبلغ مجلدًا، وبعضها ما دون ذلك، ومنها رسائل متوسطة وصغيرة، في رسائل كثيرة، ومما ألف في هذا الباب، كتاب الروح للإمام المحقق شمس الدين بن القيم، أسماه كتاب الروح، في الكلام على أرواح الأموات، والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة والآثار؛ يعني مما في المسائل التي لها أدلة.

المقدم: نعم.

لا في ماهية الروح وحقيقتها، التي حجبت عن الخلق. الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء، بالدلائل من الكتاب من السنة والآثار، وأقوال العلماء الأخيار، رتب الكتاب على إحدى وعشرين مسألة، وهذه المسائل يكثر السؤال فيها، ولذلك أنا أذكر هذه المسائل الإحدى والعشرين، من أجل أن من كان لديه إشكال؛ لأنها جاءت المسائل على صفة أسئلة.

المقدم: يرد على الأسئلة بناءً على هذا التبويب.

بناءً على هذه المسائل بالدليل من الكتاب، والسنة، والآثار، وأقوال الأئمة، يقول -رحمه الله تعالى-: المسألة الأولى: هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟

المسألة الثانية، هل تتلاقى أرواح الموتى وتتزاور، وتتذاكر أم لا؟

المسألة الثالثة: هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا؟ يعني كثيرًا ما يرى الإنسان أباه في النوم، ويحدثه ويخاطبه، ويطلب منه أشياء مثلًا .

المقدم: أباه الميت؟

الميت، في النوم يطلب منه أشياء، أو يذكر شيئًا، أو يظهر بمظهر يدل على حاجته إلى شيء معين، فيعبر بحاجة الأب إلى كذا أو إلى كذا، فهل هذا من التقاء روح الحي مع روح الميت؟

يقول -رحمه الله تعالى-: المسألة الثالثة: هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا؟

المسألة الرابعة، هل تموت الروح، أم الموت للبدن وحده؟

المسألة الخامسة: الأرواح بعد مفارقة الأبدان، الأرواح بعد مفارقة الأبدان إذا تجردت بأي شيء يتميز بعضها من بعض حتى تتعارف وتتلاقى؟ وهل تشكل إذا تجردت بشكل بدنها؟ لأنها إذا كانت شيئًا معنويًّا وتتعارف الأرواح، كيف تتعارف؟ على أي أساس تتعارف؟ وهل هذه المسألة؛ المسألة الخامسة، الأرواح بعد مفارقتها الأبدان إذا تجردت بأي شيء يتميز بعضها من بعض حتى تتعارف وتتلاقى؟ وهل تتشكل إذا تجردت بشكل بدنها الذي كانت فيه، وتلبس صورته، أم كيف يكون حالها؟ يعني كيف تتعارف لما تشكلت؟ لكن هل هذه المسألة مما يدخل فيما حجب عنا؟  ابن القيم -رحمه الله- بحث هذه المسألة في خمس صفحات من كتابه بكلام فيه من الآثار ما يدل عليه.

المسألة السادسة، هل تعاد الروح إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا؟

المسألة السابعة: قول السائل، ما جوابنا الملاحدة؟يعني عن إشكال الملاحدة والزنادقة المنكرين لعذاب القبر وسعته وضيقه وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة، وكون الميت لا يجلس ولا يقعد، فيجلسانه، فيقعدانه، الملاحدة والزنادقة الذين لا يتدينون بالنصوص يقولون: أبدًا لا يحصل شيء من ذلك؛ لأنه مات، فحكمه حكم الجماد، ما جوابنا عن ذلك؟ الجواب في المسألة السابعة عند ابن القيم وأجاب فيها بثماني عشرة صفحة.

والمسألة الثامنة: ما الحكمة في كون عذاب القبر لم يذكر في القرآن، مع شدة الحاجة إلى معرفته، والإيمان به ليحذر ويتقى؟ والجواب عنه؛ يعني لم يحدث صراحة، جاء التصريح به في السنة، والتعوذ بالله من عذاب القبر، لكن في القرآن..

المقدم: ما جاء إلا إلماحًا، {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر:46].

مثل هذا النص.

المسألة التاسعة: ما الأسباب التي تعذب بها أصحاب القبور؟ وهذا مهم؛ لتجتنب.

المسألة العاشرة: ما الأسباب المنجية من عذاب القبر؟

المسألة الحادية عشرة: هل عذاب القبر عام في حق المسلمين، والمنافقين، والكفار أو يختص بالمسلم والمنافق؟ فأما إيش؟ المنافق أو المرتاب، بعد أن يجيب المسلم عن الأجوبة.

المقدم: فيقول: هاه هاه لا أدري.

لكن فيه تعرض للكافر، أم أن السؤال خاص لمن ينتسب إلى هذه الأمة، بحق أو بغير حق، بصدق أو بكذب، من مسلم أو منافق؟

المسألة الثانية عشرة: سؤال منكر ونكير، هل هو مختص بهذه الأمة، أو يكون لها ولغيرها؟

المسألة الثالثة عشرة: هل الأطفال يمتحنون في قبورهم؟

المسألة الرابعة عشرة: هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟ كل هذه أسئلة، تدور على ألسنة الناس وجوابها عند ابن القيم -رحمه الله تعالى- وهذا هو السبب في سرد هذه المسائل.

المسألة الخامسة عشرة: أين مستقر الأرواح، ما بين الموت إلى يوم القيامة؟ هل هي في السماء أم في الأرض؟ وهل هي في الجنة أو النار؟ وهل هي في الجنة والنار أم لا؟ يعني أرواح المؤمنين هل هي في الجنة أم لا؟ أرواح الكفار هل هي في النار أم لا؟ وهل تودع في أجساد غير أجسادها التي كانت فيها، فتنعم وتعذب فيها، أم تكون مجردة؟

المسألة السادسة عشرة: هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء، أم لا؟ هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء، أم لا؟

المسألة السابعة عشرة: هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة؟

المسألة الثامنة عشرة: هل تقدم خلق الأرواح على الأجساد أو تأخر عنها؟

المسألة التاسعة عشرة: ما حقيقة النفس؟ هل هي جزء من أجزاء البدن، أو عَرض من أعراضه، أو جسم مساكن له، مودع فيه، أو جوهر مجرد؟

المقدم: النفس.

نعم، ما حقيقة النفس؟

المقدم: على اعتبار أن النفس هي الروح عنده أم غيرها يا شيخ؟

لا، سيجيء سؤال.

المقدم: إن كان يقصد النفس؟

في المسألة العشرون: هل النفس والروح شيء واحد؟ يقول: ما حقيقة النفس؟  هل هي جزء من أجزاء البدن، أو عرض من أعراضه، أو هي جسم مساكن له، مودع فيه، أو جوهر مجرد؟

المسألة العشرون: هل النفس والروح شيٌء واحد، أو شيئان متغايران؟

المسألة الحادية والعشرون: هل النفس واحدة، أو ثلاث؟ يعني هل الأمارة، واللوامة، والمطمئنة نفس واحدة لها هذه الصفات، أم هي ثلاثة أنفس؟ أو هناك.. هما نفسان أمارة ومطمئنة؛ لأن بعضهم يقول: هما...

المقدم: نفسان.

أمارة ومطمئنة، واللوامة وصف للأمارة ووصف للمطمئنة، فاللوامة تلوم النفس الأمارة، لماذا تفعل؟ أو تأمر بالسوء، وكذلك تلوم النفس المطمئنة، لماذا لا تزداد من عمل الخير؟  

المسألة الحادية والعشرون: هل النفس واحدة أو ثلاث، ممن صنف في الروح.

المقدم: لكن على هذا، أحسن الله عليك، الذين قالوا: إن الإمام  ابن القيم -رحمه الله- إنما صنف هذا الكتاب في أول حياته، وبعضهم قال: لا يصح نسبة الكتاب إلى الإمام، هل من أجل هذه الإشكالية؟ مع أن المسائل  في جملتها التي ذكرتموها، يعني مسائل وجيهة ومقبولة.

نعم، ابن القيم ما تكلم في الممنوع، المحجوب عنا، إنما تكلم فيما يمكن معرفته.

المقدم: طيب.

واستدل على ذلك بدلائل الكتاب والسنة وأقوال السلف من الآثار، إلا أنه قد يرد في أثناء كلامه، تعرض لشيء من الفضول الذي لا يحتاجه المسلم.

المقدم: هذا الذي دعا هؤلاء إلى الإنكار؟

هناك بعض الأشياء التي لا يحتاجها طالب العلم.

ممن صنف في الروح، وهذا من أصغر المصنفات، جلال الدين محمد بن سعد الدين الصديقي الدوّاني، المتوفى سنة ثمان وتسعمائة، رسالة مختصرة في عشر صفحات، في عشر صفحات، بعنوان حقيقة الإنسان، والروح الجوال في العوالم، والروح الجوال في العوالم، قال في مقدمتها:

اعلم أن الإنسان مركب من ثلاثة أشياء، اعلم أن الإنسان مركب من ثلاثة أشياء، من جسم كثيف وجسم لطيف وروح، من جسم كثيف وجسم لطيف وروح، وإن شئت زيادة إيضاح، فاعلم أن جسمك الكثيف هو الجسم الراقد في الفراش، يقول: وإن شئت زيادة إيضاح فاعلم أن جسمك الكثيف، هو الجسم الراقد في الفراش حالة النوم، وجسمك اللطيف هو الجسم الذي يسير في النوم، يتنقل.

المقدم: في الحلم يعني.

نعم، في الأحلام، والرؤى، والروح هو الرابطة بين الجسم الكثيف، والجسم اللطيف، وهو الاستعداد المودع فيه المسمى بالروح، ويحصل الموت بافتراق الجسمين إلى يوم القيامة، يحصل الموت بافتراق الجسمين إلى يوم القيامة، ثم اعلم،

 يقول الدواني: ثم اعلم أن الفناء للجسم الكثيف دون الجسم اللطيف، والروح، إلى آخر ما قال في رسالته على طريقة مزج فيها....

المقدم: الفلسفة.

نعم، الفلسفة بالتصوف، يعني على طريقة  الغزالي  في تقرير مثل هذه المسائل، على طريقة الغزالي في تقرير مثل هذه المسائل، واسترسل الدوّاني في شرح ما أمسك عليه العلماء، تبعًا لقول الله -جل وعلا-: {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}[الإسراء:85]، وفي الحديث: «وقال بعضهم: لا تسألوه، لا يجيء فيه بشيٍء تكرهونه»، يجيء: مرفوعة على الاستئناف.

 يقول القسطلاني: وهو الذي في الفرع فقط، الرفع، وبجزمه على جواب النهي، هذا عند  القسطلاني، قال ابن حجر: وهو الذي في روايتنا؛ يعني الجزم، وهو الذي في روايتنا، والمعنى: "لا تسألوه"، لا ناهية "لا تسألوه"، "لا يجئ بمكروه" أيضًا ناهية، فهو مجزوم، وجاء بنصبه على معنى "لا تسألوه" خشية أن يجيء فيه بشيء والهاء زائدة، وهو ماشٍ على مذهب الكوفيين.

 «فقال بعضهم لبعض: لنسألنه»، قال بعضهم: لبعض: لنسألنه، جواب قسم محذوف تقديره، "والله لنسألنه"، فقام رجلٌ منهم، « فقام رجلٌ منهم فقال: يا أبا القاسم!» يا أبا القاسم !، الذي في الشروح " يا با القاسم"، فقام رجل منهم فقال: يا با القاسم! ماذا عندك؟

المقدم: يا أبا القاسم.

يقول الكرماني: حذفت الهمزة من الأب تخفيفًا، «يا با القاسم، ما الروح؟»، قال القسطلاني: سؤالهم بقولهم ما الروح مشكل، إذ لا يعلم مرادهم؛ لأن الروح جاء في التنزيل على معانٍ، منها القرآن وجبريل، أو ملك غيره، لكن الأكثرون على أنهم سألوه عن حقيقة الروح الذي في الحيوان، وروي أن اليهود قالوا لقريش: "إن فسر الروح، فليس بنبي"، ولذا قال بعضهم: «لا تسألوه لا يجيء بشيٍء تكرهونه»، إن لم يفسره؛ لأنه يدل على نبوته، وهم يكرهونها، فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما سألوه.

المقدم: أحسن الله إليكم.

 لعلنا نستكمل بإذن الله عند هذا الموقف، نستكمل ما تبقى في حلقة قادمة.

 أيها الإخوة والأخوات، بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة من شرح كتاب التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح لنا بكم لقاء بإذن الله تعالى في حلقة قادمة، وأنتم على خير، شكرًا لطيب متابعتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته