شرح العقيدة السفارينية (03)

ونحن الوارثين نرث الأرض ومن عليها، ما قال الوارث بالإفراد.

طالب:.....

على وجه....... بلا شك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 سم.

نعم سم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، أما بعد:

قال الشيخ السفاريني -رحمه الله- تعالى في منظومته، قال -رحمه الله- تعالى:

مقدمة في ترجيح مذهب السلف على مذهب الخلف:

اعلم هديت أنه جاء الخبر
بأن ذي الأمة سوف تفترق
ما كان في نهج النبي المصطفى
وليس هذا النص جزماً يعتبر
فأثبتوا النصوص بالتنزيه
فكل ما جاء من الآيات
من الأحاديث نمره كما
ولا نرد ذاك بالعقول
فعقدنا الإثبات يا خليلي
فكل من أول في الصفات
فقد تعدى واستطال واجترى
ألم تر اختلاف أصحاب النظر
فإنهم قد اقتدوا بالمصطفى

 

عن النبي المقتفى خير البشر
بضعاً وسبعين اعتقاداً والمحق
وصحبه من غير زيغ وجفا
في فرقة إلا على أهل الأثر
من غير تعطيل ولا تشبيه
أو صح في الأخبار عن ثقات
قد جاء فاسمع من نظامي واعلما
لقول مفتر به جهول
من غير تعطيل ولا تمثيل
كذاته من غير ما إثبات
وخاض في بحر الهلاك وافترى
فيه وحسن ما نحه ذو الأثر
وصحبه فاقنع بهذا وكفى

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فيقول الناظم -رحمه الله- تعالى:

مقدمة بأنه

طالب:......

إيه البات، مش صحيح، مش صحيح.

قبل هذه المقدمة بقي من درس الأمس ثلاثة أبيات بعد قوله:

وسمتها بالدرة المضية
على اعتقاد ذي السداد الحنبلي

 

في عقد أهل الفرقة المرضية
إما أهل الحق ذي القدر العلي

"حبر الملا".

الحبر: ويقال الحبر بالفتح والكسر وهو العالم، واحد الأحبار، والملأ الخلق، ومعروف أنه يقصد بذلك ما دون النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة ممن هم أفضل منه، حبر الملا عالم الخالق نعم هو عالم الأمة وفقيهها.

"فرد العلى"، الذي لا يوجد له نظير في مواقفه أيام المحنة وقل أن يوجد له نظيرٌ في نصر السنة وحفظها وتعلمها وتعليمها، "الرباني" منسوب إما إلى الرب أو إلى التربية، غاية ما هنالك أنه أضيف له الألف والنون، والزيادة في النسب، الزيادة في النسبة سائرة كما قالوا في النسبة إلى الري رازي، وقالوا: يا صنعاء، صنعاني، ولا يؤثر هذا في ياء النسب، {كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ} [(79) سورة آل عمران] بتشديد ياء النسب؛ لأن هذه الزيادة لا تؤثر في ياء النسب بخلاف الزيادة في النسبة إلى اليمن، فإذا قلت: يمني، هو بتشديد الياء، هؤلاء يمنيون، لكن إذا زدت الألف أو جعلتها بالألف فتخفف الياء، يمانيون؛ لأن الياء الأولى من ياء النسب أبدلت بالألف، ولا يجوز الجمع بين البدل والمبدل، لكن صنعاني هذه الألف مزيدة لا محالة ليست مبدلة، ورازي الألف مزيدة، الألف والزاي مزيدتان، وليستا ببدل، بخلاف النسبة إلى اليمن يماني، فالألف هذه بدل عن الياء الأولى من يائي النسب، ولذا الأكثر على أنها تنطق مخففةً، ويخطئون من ينطقها مشددة، وإن كان بعضهم أن هذه الألف مزيدة، وياء النسب المشددة باقية كما هي كما زيدت الألف في صنعاني ورازي وغيره، فليست بدلاً عن الياء الأولى، وعلى هذا تكون ياء النسب المشددة، مع زيادة الألف كما هو شأنها مع الزيادة في صنعاني ورازي، هذه المواطن الدقيقة ينبغي أن يعنى بها طالب العلم؛ لأنه قد يقول: ليش ننطق يمانيون يمانيون، ليش ما تكون يمانيِّون لأنه ياء النسب؟ قالوا: الياء الأولى من ياء النسب المشددة عبارة عن حرفين الأول منهما ساكن أبدل بالألف ولا يجوز الجمع بين البدل والمبدل، تبقى ياء واحدة ومحركة، بينما الزيادة في صنعاني ورازي ليست ببدل، الكلمة كاملة، وعلى هذا فالياء مشددة.

يخطئ أيضاً من يخفف ياء النسب إذا لم يبدل منها شيئاً، نسمع من يقول: ابن تيمية، والياء ياء مشددة،

...................................

 

ياء كيا الكرسي زيدت للنسب

فالعلوم تؤتى من أبوابها، ولا يترك المجال للاجتهادات، هناك قواعد تضبط هذه الأمور، وكون العلماء يختلفون في شيء لا يعني أنه يترك الحبل على الغارب يعني يقول من شاء ما شاء، هذا ضياع، هذا ضياع.

"الرباني" منسوب إلى الرب، أو إلى التربية، إما لأنه يربي الناس، أو لأنه مطيع لربه فاعل لأوامره مجتنب لنواهيه، معتن بخلقه، وقيل في الرباني: أنه الذي يتعلم ثم يعمل ويعلم، فالمتعلم والمعلم هذا رباني، وعن ابن عباس أنه الذي يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره، يعلم الناس بصغار العلم قبل كباره، وعلى هذا عليه أن يتدرج مع الطلاب من الصغر إلى أن يكبروا، فيعلمهم المتون الصغيرة ويحفظهم إياها، ويشرحها لهم بالطريقة المناسبة لاستيعابهم، وعقولهم ثم يتدرج إلى ما هو أكبر منها، ثم إلى ما هو أكبر، ويكون نظره إلى مصلحة الطالب لا إلى مصلحة نفسه؛ لأن بعض من يتصدى للتعليم ينظر إلى مصلحته، يأتي مجموعة من الطلاب يطلبون منه درساً فلا ينظر إلى مصلحتهم وما يناسبهم، بل ينظر إلى مصلحته هو، هو يحتاج هذا الكتاب، بغض النظر هل يستفيدون منه أو لا يستفيدون، هذا ليس برباني، هذا متعلم، هذا متعلم يريد أن يتعلم من قراءته في هذا الكتاب، لكن الذي ينظر إلى مصلحة الطالب ويوجهه إلى ما يفيده وينفعه ويناسبه هذا هو الرباني.

أيضاً لو قدر أن شخصاً يعلم الطلاب، نظر إلى هؤلاء المجموعة فوجدهم من المبتدئين، أو المتوسطين، وأراد أن يرفع من هممهم وينهض، فجعل درساً في علل الدارقطني، وآخر في موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لشيخ الإسلام، در التعارض، هذا نصح للطلاب وإلا ما نصح؟ والله ما نصح للطلاب، وهؤلاء الطلاب المجزوم به أنهم سوف يتركون الطلب، فعليه أن يتدرج بهم ينظر فيما يحتاجون يتلمس حاجاتهم ويعلمهم إياها.

قد يقول قائل: إن بعض الشيوخ لا يستطيع أن ينزل بطريقته وأسلوبه إلى صغار المتعلمين، هل هو من هذا النوع؟ نقول: إذا لم يقم بحاجة صغار المتعلمين لا بد أن ينزل، إذا لم يقم بها أحد، وإذا وجد من يعينه عليها ويقوم بها ويكفيه إياها لا مانع أن يعلم من فوقهم بطريقته وأسلوبه الذي يراه نافعاً.

"رب الحجا"، أي صاحب حجا، الحجا العقل.

يقول هنا المؤلف: قال ابن عباس -رضي الله عنه-ما: الرباني هو المعلم، هو المعلم وأخذه من التربية أي يربي الناس بعلم، كما يربي الطفل أبوه، وقال سعيد بن جبير هو الفقيه العليم الخبير، وقال سيبويه: زادوا ألفاً ونوناً في الرباني إذا أرادوا تخصيصاً بعلم الرب، كما قالوا: شعراني ولحياني لعظيم الشعر واللحية، وقال أبو نعيم الزاهد، أبو عمر مو أبو نعيم، هذا معروف اللغوي الذي ينقل عن ثعلب: سألت ثعلباً عن هذا الحرف وهو الرباني، فقال: سألت ابن الأعرابي فقال: إذا كان الرجل عالماً عاملاً معلماً، قيل له: رباني، فإن حرم خصلة منها لم يقل له رباني، وفي مفتاح دار السعادة للإمام المحقق ابن القيم: معنى الرباني: الرفيع الدرجة في العلم العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قوله تعالى: {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ والأحبار} [(63) سورة المائدة]، إلى آخره.

قبله في البخاري الذي يربي لصغار العلم قبل كباره، هناك أقوال كثيرة لكن أشهرها ما ذكرنا أنه إما الذي يربي الطلاب بصغار العلم قبل كباره، أو أنه الذي يعتني بنفسه وبغيره فيتعلم ويعمل ويعلم، ويكون وقته لله.

"رب الحجا، ماحي الدجى"، رب الحجا الحجا يعني صاحب العقل ماحي الدجى الظلام، "الشيباني"، نسبة إلى شيبان القبيلة التي ينتمي إليها.

"فإنه إمام أهل الأثر"، فإنه يعني الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل الأثر، إمام أهل الحديث، يطلق الأثر ويراد به الحديث، وإذا قرن مع الحديث فالمراد به ما يضاف إلى من دون النبي -عليه الصلاة والسلام-، معرفة السنن والآثار، يعني معرفة المرفوعات والموقوفات، لكن كتاب الآثار فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفة، وهنا يراد به ما يؤثر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وعن صحابته ومن بعدهم.

فإنه إمام أهل الأثر

 

فمن نحى منحاه فهو الأثري

يعني من اقتدى به فهو الأثري، هل يقال إن كل من ينتسب إلى الإمام أحمد أثري؟ الحنابلة كلهم أثرية؟ نعم، منهم من لا يعرف من الأثر إلا القليل النادر، لا سيما من يتفقه على مذهب الإمام أحمد بطريقة التقليد المحض، مثل هذا لا يقال له أثري، لكن من ينحو منحاه بالعناية بالسنة وحفظها والذود عنها يقال له: أثري، سواءً كان حنبلياً أو غير حنبلي، الحافظ العراقي أثري له عناية بالسنة

يقول راجي ربه المقتدر

 

عبد الرحيم بن الحسين الأثري

وانتسب إليها جماعة من أهل العلم ممن له عناية بالسنة فالشيخ ابن باز -رحمه الله- أثري، والألباني أثري، وغيرهم من أهل العلم ممن له عناية بالسنة يقال له: أثري، نسبة إلى الأثر، ولا يلزم أن يكون مقلداً للإمام أحمد في أقواله في الأحكام، وهنا المؤلف المؤلف حنبلي هل يلزم منه أن يكون أثرياً، هو له عناية بالسنة، وله شروح في السنة، لكن أيضاً عنده مخالفات في السنة، عنده مخالفات في السنة، هل يقال: إنه أثري؟

طالب:........

"فمن نحا منحاه فهو الأثري"، الإمام أحمد اكتسب هذا الوصف أو هذه النسبة لعنايته بالسنة، لعنايته بالسنة قيل له: أثري، فكل من يعتني بالسنة فهو أثري، طيب، من كان معوله في الاستدلال عموماً السنة، وميله إلى الاستنباط، يعني ميله إلى الدراية أكثر من ميله إلى الرواية.

طالب:....

كل الأبواب، كل الأبواب، كل أبواب الدين، لكنه لا يصدر إلا عن نص، يستحق أن يقال له أثري، وإن كانت جهوده منصبة إلى الاستنباط؛ لأن العناية بالسنة من جهتين من جهة الحفظ والرواية، ومن جهة الاستنباط والدراية، فهذا له عناية بالسنة، وهذا له عناية بالسنة، وتجد من جل همه مصروف إلى الأول، وتجد من جل الهم مصروف عنده إلى الثاني، وتجد من يجمع بينهما وهو الموفق.

طالب:......

لا حقيقة مثل هذا تزكية، هذا تزكية للنفس، تزكية للنفس، لكن الانتساب إلى ما يشرف به الإنسان إذا سلم من التزكية فلا بأس به.

طالب:.......

هذا الظاهر، هذا الظاهر، يعني إيش معنى أثري؟ إذا كان منهج الإنسان الاستمداد من الأثر، ومعوله عليه، ومصدره منه، استحق أن يقال له: أثري، ولو كان فقيهاً، ولو كان فقهياً؛ لأن معوله وعمدته ومصدره الأثر، لكن إذا كان مصدره خليط من النصوص والأقيسة، نصوص وأقيسة واستنباطات قريبة وبعيدة، فهذا إلى الرأي أقرب، ولذا تصنف المدارس الفقهية بأن مدارس أهل الرأي، ومدارس أهل الأثر، مدارس أهل الرأي هم أهل النظر، ومدارس أهل الأثر، نعم.

طالب:........

إيه، يعني مسألة الانتساب للسنة هل مفهومه إخراج غيره عنها، أو يفهم من ذلك تزكية نفسه وأن أعماله جميعها موافقة للسنة؟

على كل حال كل ما يوحي بالتزكية على الإنسان أن يجتهد فيه، وعليه أيضاً في الوقت نفسه أن يكون عمدته الكتاب والسنة.

طالب:.......

هاه.

طالب:.....

لكنه وصف مثل ما يقال: العالم يقرر، مثل ما يقال: الإمام المجتهد الفقيه الحافظ، هذه أوصاف، يعطى الإنسان منها ما يستحقه، ما فيها إشكال.

"فمن نحا منحاه فهو الأثري"، يعني في تعظيم السنة في نصر السنة في الاعتماد في التعويل على السنة، هذا يقال له: أثري.

"سقى ضريحاً حله صوب الرضا"، "سقى ضريحاً": يعني القبر الذي حله ووضع فيه صوب، الصوب الصيب هو المطر وسقاه مناسبة للمطر كما يقال: تقرءون في بعض الأدعية لبعض الأموات يقول إيش يقول: أمطر الله على قلبه شئابيب الرحمة، وليس المقصود بالدعاء هنا حقيقة الدعاء، سقى ضريحاً حله صوب، يعني الصيب، لا، إنما يراد به برد الرضا، الرضا، رضا الله -جل وعلا- وباختصار هو يريد أن يقول: -رضي الله عنه-، -رضي الله عنه-، فبدلاً من أن يقول: -رضي الله عنه-، والنظم له ظروفه وأيضاً الاستعارات أسلوب معروف في لغة العرب: سقى الله ضريحه شئابيب الرحمة، وهنا يقول: سقى الله ضريحاً حله صوب الرضا، هو يدعو له بالرحمة والرضا، كثيراً ما يقولون هنا أتباع الأئمة يقولون عن أئمتهم: -رضي الله عنه-، وإن كان ممن وجد بعض الصحابة، على أن العرف عند أهل العلم كما خصوا النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصلاة والسلام خصوا الصحابة بالترضي، ومن دونهم ومن بعدهم بالترحم.

"سقى ضريحاً حله صوب الرضا، والعفو".

طالب:......

ضريح هذا القبر، يراد به القبر، لكن استعملت كثيراً في القبول التي يتردد عليها ويغلى بأربابها.

طالب:.....

"ضريحاً" أي قبراً، معروف، فعيل بمعنى مفعول من الضرح وهو الشق في الأرض، ومنه، إلى آخره، هذا ما فيه شيء.

وسقى الله ضريحاً حله الإمام أحمد صوب العفو من الله والصفح والغفران إلى آخره.

الأضرحة أكثر ما تطلق على القبور التي يحصل فيها شيء من الغلو بأصحابها، وإلا فالأصل المقبرة والقبور، هذا هو الأصل، والضريح مثله، يراد به القبر، لكن استعماله العرفي العام عند عموم الناس ما يقال هذا ضريح إلا في الأضرحة التي يغلى بأصحابها وأربابها، وإن كان الإطلاق، إطلاق الضريح على القبر ما فيه شيء، في الأصل ما فيه شيء؛ لأن معنى الضريح هو القبر.

طالب:......

"سقى ضريحاً حله صوبَ".

طالب:......

هذا دعاء، سقى ضريحاً حله صوبَ، حله، الإمام أحمد، ما هو بحله صوبُ ما هي فاعل حل.

طالب:.....

لكنه دعاء، المقصود سقى الله ضريحاً حله صوبَ الرضا.

طالب:.....

إيه.

"سقى ضريحاً حله"، سقى الضريح سقى القبر، سقى الله الضريح الذي حله الإمام أحمد صوب المراد بها الصيب وهو المطر، الرضا عنه العفو عن زلاته والغفران لما بدر منه.

"ما نجم أضا"، يعني كل ما أضاء النجم في كل ليلة تحصل له هذه الدعوة، أو بقدر ما أضاءت النجوم يحصل له من صوب الرضا والعفو والغفران هذا المقدار.

وحله وسائر الأئمة

 

منازل الرضوان أعلى الجنة

"وحله" يعني أحله الله، وأحل سائر الأئمة منازل الرضوان أعلى الجنة، سواءً كانوا من الأئمة المتبوعين، أو الأئمة من أهل العلم، وإن لم يكونوا من الأربعة ولا يقصد بذلك تخصيص الأئمة الأربعة.

وحله وسائر الأئمة

 

منازل الرضوان أعلى الجنة

ثم بعد ذلك قال: مقدمة.

طالب:.....

كيف؟

طالب:......

قدس الله روحه، يعني المراد بذلك طهر الله روحه، هذه متداولة حتى عند أهل السنة، ونور ضريحه يعني قبره، لكن قدس سره هذه التي تستعمل عند الصوفية، قدس سره، أما قدس الله روحه، الروح تحتاج إلى تطهير إذا كان فيها شيء مما يدنسها يدعى بأن تطهر، ما في إشكال، ونور الله ضريحه يعني قبره.

فصل في ترجيح، أو مقدمة، هنا يقول: مقدمة إيش قال المؤلف في الشرح مقدمة وإلا؟

طالب:....

لا، لا ما هو، هذا هذا، العبرة بهذا.

طالب:.........

المقصود أنه قال: مقدمة، وسبق أن قال:

 نظمتها في سلكها مقدَمة

 

....................................

مقدِمة، ومقدَمة كما مضى.

.................................

 

وست أبواب كذاك خاتمة

فهنا المقدمة، بعض الطبعات يقول: فصل في ترجيح مذهب السلف، هذه هي المقدمة، والطبعات التي يعول عليها هي ما يوافق الأصل، و ا لمراد بهذه المقدمة ذكر فيها الناظم -رحمه الله- تعالى ترجيح مذهب السلف على سائر المذاهب وبيان الفرقة الناجية على سائر الفرق.

قال -رحمه الله- تعالى:

اعلم هديت أنه جاء الخبر

 

..................................

 "اعلم هديت"، يعني في الأصول الثلاثة: اعلم أرشدك الله، فمن التلطف بالمتعلم أن يؤمر بما ينفعه برفق، ويقرن بالدعاء فإذا قيل: اعلم وفقك الله، أو اعلم هداك الله، أو اعلم أرشدك الله، وهنا يقول: اعلم من أجل أن تنتبه وتهتم بما يقول، هديت يعني هداك الله، دعاء لك أيها المتعلم أنه جاء الخبر، جاء الخبر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عن النبي المقتفى المتبع؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- هو القدوة، وهو الأسوة، خير البشر، خير البشر، ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر))، فهو خير بشر بالإجماع، أفضل الخلق وأتقاهم وأخشاهم وأعلمهم بالله، مع أنه أجود الناس، وأشجع الناس فهو خير البشر من كل وجه، خيرهم من كل وجه -عليه الصلاة والسلام-، لكن قد توجد منقبة واحدة من المناقب كلها توجد في غيره، وثانية توجد في ثان، لكنه بمجموعه لا يقاربه ولا يدانيه أحد -عليه الصلاة والسلام-، فكون إبراهيم -عليه السلام- أول من يكسى يوم القيامة، هل يعني هذا أنه أفضل من محمد؟ لا، وكون موسى حينما يبعث النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو أول من تشق عنه الأرض يجد موسى آخذاً بقائمة العرش، ولا يدري -عليه الصلاة والسلام- هل بعث قبله أو لم يصعق أصلاً؟ لأنه جوزي بصعقة الطور، هذا لا يعني أن موسى أو إبراهيم أفضل منه -عليه الصلاة والسلام- وإن وجدت لهما هذه المناقب، لكن هو -عليه الصلاة والسلام- خير البشر.

وقوله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) وطلبه الصلاة كالصلاة على إبراهيم، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، هل يعني هذا أنه دون إبراهيم؟ ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) لما قال إبراهيم -عليه السلام-: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [(260) سورة البقرة] هل سبب السؤال أنه حصل في قلبه شك؟ لا، ولكن ليطمئن، والعلوم لا شك أنها تتفاوت درجات، فهناك علم اليقين، وهناك حق اليقين، وهناك عين اليقين، علم اليقين إذا بلغك عن جمع يستحيل تواطئهم على الكذب أن العسل متوفر وكثير، تقطع بهذا وتحلف عليه أنه متوافر ولا ينتابك أدنى شك، والنتيجة مائة بالمائة لا يحتمل النقيض، هذا علم اليقين فإذا خرجت إلى السوق ووجدته بكثرة، رأيته بعينك، صار هذا كيف؟ عين اليقين، فإذا لعقت بأصبعك منه، وذقته صار حق اليقين، حق اليقين، نعم.

طالب:.....

الحق هو العلاء، على كل حال هذه العلوم وإن كان الأول منها لا ينتابه أدنى ريب ولا شك إبراهيم مصدق، وليس عنده أدنى تردد أن الله -جل وعلا- يحيي الموتى، لكن كونه في مرتبة هي من مراتب العلم القطعي لا يعني أنه يطلب ما هو أعلى منها، لا يعني أنه لا يطلب ما هو أعلى منها، ولذلك إبراهيم لم يشك، ولم يتوهم فضلاً عن أن يشك، فالأمر مقطوع به عند إبراهيم فلم يحصل له الشك، واليقين المنافي للشك موجود عند إبراهيم، فلما انتفى عنه الشك قال النبي -عليه الصلاة والسلام- من باب هضم النفس، ومن باب نفي ما قد يعلق، أو يفهمه بعض الناس أن إبراهيم حصل عنده شك، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) ولا يعني هذا أن إبراهيم خير منه، بل النبي -عليه الصلاة والسلام- هو خير البشر.

طالب:.....

"المقتفى" المتبع المقتدى به الأسوة، ومن أسماءه -عليه الصلاة والسلام- المقفي، نقول: المقتفي أو المقتفى؟

طالب: المقتفى المختص..... قال في النهاية: هو المولى..........

فرق، فرق بين هذا وهذا فرق كبير بين المقفِي والمقتفى هذا بالنسبة لمن قبله، وهذا بالنسبة لمن بعده، فمن أسماءه، هاه؟

طالب:......

نعم يعني أنه يقفُ أثر من قبله من الأنبياء، ويتبعهم فهو آخرهم، هذا شيء مستقر، والمقتفى المتبع ممن بعده من أتباعه.

بأن ذي الأمة سوف تفترق

 

....................................

جاء الخبر بأن هذه الأمة سوف تفترق جاء الخبر يعني الحديث الصحيح بأن هذه الأمة ستفترق سوف تفترق بعضاً وسبعين فرقة، إذا كانت اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة والنصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة اعتقاداً، هذا الافتراق هو في باب الاعتقاد، لا في باب الأحكام، وإلا فالفرقة المرضية الصحابة -رضوان الله عليهم- اختلفوا في الأحكام، والاختلاف في الأحكام لا يدخل في حديث الافتراق؛ لأنه وجد بين الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولم يقل أحد بأن عمر فرقة، وأبو بكر فرقة، وعثمان فرقة؛ لأنهم قالوا أقوال مختلفة أبداً، كلهم في الفرقة الناجية، وكذلك من يقول بقولهم في باب الاعتقاد، ولو خالف بعض أقوالهم، أو أقوال بعضهم في مسائل الأحكام، هذا لا يخرجه من كونه من الفرقة الناجية.

بأن ذي الأمة سوف تفترق

 

بضعاً وسبعين اعتقاداً............

يعني في باب الاعتقاد، أما في باب الأحكام فلا يمكن أن تصنف من هذه الفرق، ما يقال الحنفية فرقة، والمالكية فرقة، والحنابلة فرقة، والشافعية فرقة، ما يقال هذا؛ لأن المراد بالافتراق في مسائل العقيدة، في مسائل الاعتقاد لا في مسائل الأحكام، أما مسائل الأحكام فالخلاف فيها وجد من عصر الصحابة -رضوان الله عليهم-، ولذلك قال: اعتقاداً يعني في الاعتقاد، والمحق من هذه الفرق الثلاث والسبعين الذي على الحق

ما كان في نهج النبي المصطفى

 

...................................

يعني على ما كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام-.

 ما كان في نهج النبي المصطفى

 

..................................
ج

يعني يقفو أثر النبي -عليه الصلاة والسلام- ويقتدي به ويأتسي به، ما كان في نهج النبي المصطفى -عليه الصلاة والسلام-، وصحبه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين في الفرقة الناجية بأنها من كانت على ما كان عليه -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه.

..................................

 

وصحبه من غير زيغ وجفا

 نعم وبعضهم يشكك في ((كلها في النار إلا واحدة)) على كل حال الحديث مخرج ومعروف، ما كان في نهج النبي المصطفى، وصحبه، يعني على ما كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه.

..................................

 

 ...............من غير زيغ وجفا

يعني من غير إفراط ولا تفريط، بل على سبيل التوسط، في الأمور كلها، وهذا هو المنهج الشرعي الوسط بين الفرق، كما أن الدين هو الوسط بين الملل.

 .................................

 

...............من غير زيغ وجفا

من غير إفراط ولا تفريط، من غير غلو ولا جفا ولا تفريط..............

دين الله وسط بين الغالي والجافي، دين الله وسط بين الغالي والجافي، وأهل السنة وسط بين الخوارج والمرجئة، فأهل الزيغ هم أهل الغلو كالخوارج، وأهل الجفا هم المرجئة الذين يرون أنه لا يضر مع الإيمان معصية، لا يضر مع الإيمان، أي معصية، اصنع ما شئت، وإيمان أفجر الناس كإيمان جبريل -عليه السلام، وهذا قول باطل نسأل الله العافية، هذا قول باطل، كما أن مذهب الخوارج جاء ذمه في النصوص الصحيحة وأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فدين الله هو الوسط، وأهل السنة وسط بين الفرق كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية، في باب القدر وسط بين القدرية والجبرية، في باب الصحابة وسط بين الرافضة والنواصب، في باب الوعيد ومرتكب الكبيرة وسط بين الخوارج والمعتزلة من جهة، وبين المرجئة من جهة أخرى وهكذا، من غير زيغ وجفا.

وليس هذا النص جزماً يعتبر

 

في فرقة إلا على أهل الأثر

وليس هذا النص، لا يجزم بأن هذه الفرقة، يعني المجزوم به في الدخول دخولاً أولياً في هذه الفرقة إلا على أهل الأثر، يعني دخولهم في النص قطعي؛ لأنهم هم الذين على ما كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه، لكن قد يقول قائل: إن هناك من يعتني بالأثر ولا يعمل، يهتم بالسنة ويصحح السنة، ويجمع السنة لكنه في العمل أقل، نقول: إن ما يجمعه ليس بعلم؛ لأن العلم ما نفع، وبالمقابل هناك أهل علوم أخرى لهم عناية بالعقيدة، عناية بدراسة العقيدة، تجده يحفظ كتب شيخ الإسلام، ولا يحفظ الكتب الستة.

طالب:.......

إيه لا بأس.

يقول: هل من أسماء الرسول -عليه الصلاة والسلام- المصطفى؟

لا، هو من أوصافه، وليس من أسمائه.

وهل كان الصحابة يقولون: قال المصطفى؟

لا، يقولون: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لكن الوصف إذا كان صحيحاً وورد به الأثر والخبر، لا مانع من إطلاقه، لكن في عموم الأحوال إنما يسمى باسمه -عليه الصلاة والسلام- وبوصفه الذي اختاره الله له.

هذا يقول: هل الإخبار بالعدد في الحديث يفيد الحصر بأن الأمة لا تفترق بأكثر من ثلاث وسبعين، وهل الوصف، وصف الأمة يدل على بقاء أصل التوحيد؟

نعم، الطائفة المنصورة التي هي على الحق على ما كان -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه هي الباقية إلى قيام الساعة، يعني إلى قرب قيام الساعة، حتى تأتي الريح التي تقبض أرواح المؤمنين.

وليس هذا النص حديث الافتراق، هذه الفرقة الواحدة الناجية ليس يجزم بدخول أي فرقة، وأي طائفة من الطوائف جزماً يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر؛ لأنهم هم الذين يعتنون بأقواله، وأفعاله، ويقتدون به هؤلاء هم أولى الناس بهذا الاسم، وبهذا الوصف، ولذا، ولذا يقول الإمام أحمد: إن لم يكونوا أهل الحديث، يعني الطائفة المنصورة هم أهل الحديث إن لم يكونوا هم فماذا، فماذا؟

طالب:....

نعم، فإنه لا يعرف طائفة أولى منهم، لكن هل يعني هذا الحصر لأهل الحديث؟ أهل الحديث دخولهم مجزوم به مقطوع به، ودخول غيرهم كل على حسبه قرباً وبعداً، هناك المفسرون، هناك الفقهاء، هناك أصحاب العلوم الأخرى، يعني لو افترضنا أن شخص تخصص في لغة العرب في اللغة وهو في مذهبه في الاعتقاد على مذهب أهل السنة وال جماعة أو تخصص في الفقه أو العقائد أو غير ذلك من العلوم وهو في الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة، هذا يدخل، المفسرون الذين على الجادة عنايتهم بكتاب الله على ما يؤثر عن رسوله -عليه الصلاة والسلام- وعن سلف هذه الأمة يدخلون، الفقهاء الذين فقههم مستمد من كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- بحيث لا يقدمون على النصوص شيء يدخلون، وهكذا لكن المجزوم بدخوله في الخبر ودخوله قطعي في الخبر هم أهل الأثر،

طالب:.......

رواية ودراية، لكن الرواية داخلون بلا شك، والدراية من باب أولى.

طالب:........

إلا يوجد، يوجد من ينتسب إلى الحديث وعقيدته فيها خلل، نعم.

طالب:.....

يوجد، يوجد من يروي حتى ممن تقدم، من يروي الحديث وهو مطعون في عقيدته، فتجدون في كتب التراجم نعم فلان ابن فلان  ثم يصدر حكمه وفيه تشيع وفيه نصب، وفيه يرى رأي الخوارج، هذا كذا، لا يدخل، نعم.

طالب:....

أهل الأثر، إيش معنى أهل الأثر؟ يعني كل من اعتنى بشيء يصح نسبته إليه؟ لا ما يلزم، لا ما يلزم.

فأثبت النصوص بالتنزيه

 

من غير تعطيل ولا تشبيه

أهل الأثر سمعوا النصوص المتعلقة بالله -جل وعلا- من أسماء وصفات وأفعال وغيرها من الكتاب والسنة فأثبتوها معتقدين تنزيهه عن مماثلة المخلوقين، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، لكنهم أثبتوا ما تفيده هذه النصوص عملاً بقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [(11) سورة الشورى]، وجاءت آيات وأحاديث فيها أسماء وصفات أثبتها أهل السنة قاطبة من عهد السلف إلى يومنا هذا، أثبتوها على ما يليق بجلال الله وعظمته، مع اعتقاد أن لها معاني، والجزم بنفي الكيفيات كما سئل الإمام مالك عن الاستواء كيف استوى؟ فقال: الاستواء معلوم، وفي هذا رد على المفوضة، أهل التفويض، والكيف مجهول، رد على أهل التمثيل، والسؤال عنه بدعة، يعني لك أن تسأل عن معنى الصفة، لكن كيفية الصفة ليس لك أن تسأل عنه؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، والله -جل وعلا- أخبرنا في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- بما يتعلق به من أسماء وصفات فعلينا أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ووصفه به رسوله -عليه الصلاة والسلام- من غير تعطيل.

يقول: "ولا تشبيه"، التنزيه لا بد منه، التنزيه، تنزيه الرب -جل وعلا- عن مشابهة أو مماثلة المخلوقين أمر لا بد منه، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، ومن غير تعطيل يعني نفي لهذه الصفات التي أثبتها الله -جل وعلا-، ولا تشبيه هكذا قال المؤلف، والوارد في النصوص نفي التمثيل، نفي التمثيل؛ لأن التمثيل منفي من أصله وأساسه، وأما التشبيه فإن كان المراد به تشبيه ما يتعلق بالله -جل وعلا- بما يناسب المخلوق أو بما يوجد في المخلوق فهذا مرفوض، وإن كان المراد به نفي المشابهة ولو من وجه، فقد جاءت بعض النصوص بإثباته، وأيضاً هذا اللفظ إنما يستعمله المبتدعة للتوصل به إلى نفي الصفات، فيسمون المثبتة مشبهة، أثبتوا النصوص في التنزيه كما أثبتها الله -جل وعلا- لنفسه وأثبتها لها رسوله -عليه الصلاة والسلام- من غير تعطيل خلافاً للجهمية والمعتزلة الجهمية عطلوا الرب -جل وعلا- من الأسماء والصفات، والمعتزلة عطلوه عن صفاته، وما ثبت لله -جل وعلا- من الأسماء والصفات واتفق على إثباته سلف هذه الأمة لا يجوز التعرض له بحال، بل لا بد من إثباته، لا بد من إثباته كما أثبتوه، لكن ما اختلف فيه الصحابة وسلف هذه الأمة هل يلزمنا إثباته أو نفيه؟ يكون من مسائل الاجتهاد، يكون من مسائل الاجتهاد، فصفة العزم لله تعالى، صفة العزم لله تعالى في الجزء السادس عشر من مجموع الفتاوى يقول: اختلفوا في إثبات العزم لله -جل وعلا- القول الأول وهو الأصح، -يقول شيخ الإسلام- إثباته، ثم أورد ما يدل على ذلك من الآثار ليس فيه شيء مرفوع، إلا قول أم سلمة في كتاب الجنائز من صحيح مسلم فعزم الله لي فقلتها، قول أم سلمة، يعني الذي يثبت الصفة بمثل هذا يقول: إن أم سلمة لا يمكن أن تثبت لله شيئاً من تلقاء نفسها، هذا لا يمكن أن يدرك بالرأي، عمر أيضاً أثر عنه، وأثر أيضاً، ذكر مسلم في صحيحه فإذا عزم لي تمامه فأول من يستفيد منه أنا، فإثبات صفة العزم بمجموع هذه الأمور –لا أعني مقال مسلم ومن دون مسلم- لكن الكلام فيما ثبت عن السلف، شيخ الإسلام يقول: هو الأصح، والقول الثاني، هاه.

طالب:.......

كيف؟

طالب:........

قياس الأولى في إيش؟

طالب:........

يعني، يعني أكمل، إذا كانت أكمل، كل كمال يتصور في المخلوق فالخالق به أولى، هذه قواعد عامة، لكن مفردات الصفات لا يمكن أن تثبت بهذه الطريقة.

القول الثاني: أن هذه الصفة لم يثبت فيها شيء ملزم، وشيء يعني تبرأ الذمة بإثباته به، ولذا القول الثاني: لا تثبت صفة العزم، مثل هذه الصفة يعني في مجال للاجتهاد، يعني لو نفاها إنسان ما يبدع، ما يبدع لو نفاها، لكن الكلام فيما اتفق عليه سلف هذه الأمة، جاءت به النصوص اتفقوا عليه، مثل هذا لا محيد ولا محيص ولا مفر عن إثباته.

فأثبتوا النصوص في التنزيه

 

من غير تعطيل...............

يعني كما فعلت الجهمية، و"لا تشبيه" والمقصود التمثيل المنفي في قوله -جل وعلا-: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [(11) سورة الشورى]، وعرفنا أن التمثيل أولى من التشبيه؛ لأنه هو الوارد في النصوص, ولأن التشبيه من وجه دون وجه ورد به النصوص الصحيحة، وأيضاً المبتدعة استغلوا هذا اللفظ في نفي الصفات، ورموا المثبتة بأنهم مشبهة، الإثبات نفي الكيفية أو عدم العلم بالكيفية، وعدم السؤال عن الكيفية أمر لا بد منه، والسؤال عن الكيفية بدعة، لكن ماذا عن السؤال عن معنى الصفة، السؤال عن معنى الصفة ما معنى استوى؟ هذا ما فيه إشكال، لكن كيف استوى؟ كيف استوى؟ هذا بدعة، لكن ما معنى استوى؟ ارتفع وعلا وصعد كما جاء عن السلف.

فإذا قال: ما معنى استوى؟ يجاب بما ثبت عن السلف في معنى الاستواء، إذا قيل: كيف استوى؟ يرد عليه بما قال مالك، الاستواء معلوم يعني معناه معلوم ليس بطلسم، والكيف مجهول، لا يمكن أن يطلع عليه أحد؛ لأنه ما وضح هذا الكيف بالنصوص ولا رؤي بحيث يمكن أن ترى الكيفية، وليس له نظير بحيث يعرف من معرفة نظيره، ولا شك أن الإثبات مع التنزيه هو مذهب أهل السنة والجماعة، معنى الصفة معروف، والسؤال عن الكيف بدعة، والتفويض من شر أقوال المبتدعة؛ لأنه سيأتينا في قوله: من الأحاديث نمره كما جاء، وجاء عن السلف: أمروها كما جاءت، وآيات الصفات تمر كما جاءت، لكن هل يعني هذا أنها ليس لها معاني؟ لا، المفوضة استغلوا مثل هذا الكلام، وقالوا: تمر كما جاءت ولا يتعرض لها، ولا معاني، ولا ندرك شيء إطلاقاً، استوى استوى، نثبت أنه استوى لكن ما نعرف إيش معنى الاستواء، وكذلك سائر الصفات، وهذا يقرر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه من شر أقوال المبتدعة، يعني هم أثبتوا وغيرهم نفوا، هم وقفوا وغيرهم كيفوا وشبه ومثل، نقول: هو من شر أقوال المبتدعة، لماذا؟ لأنه يظن به الخير وهو في حقيقته شر، ويؤول إلى أن يكون في كلام الله وكلام رسوله وفي شرعه ما لم يعرف، ما لا يعرفه أحد، وقصر النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانه، قصر النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيانه.

إيش معنى التفويض؟ يعني واحد كتب في الإنترنت أن التفويض هو مذهب السلف، التفويض هو مذهب السلف، وكلام المؤلف في شرحه كأنه يفهم منه هذا، هل معنى قولهم: أمروها كما جاءت، أنها لا معنى لها البتة، ولا يتعرض لمعانيها؟ ليس الأمر كذلك طيب إذن ما الفرق بين الإثبات بلا تمثيل، وبين التفويض؟ إثبات المعنى دون الكيفية، والتفويض نفي المعنى، يوضح ذلك أنه لو ذكر، طيب السفاريني هذا صاحب المنظومة من أهل فلسطين، وعاش قبلنا بمئات السنين وتوفي سنة 1188هـ، يعني كم؟ مائتين وأربعين سنة، مائتين وأربعين سنة، تجزم بأن السفاريني له صفات مثل صفات بني آدم، وتعرف أن له يد، وله رجل، وله، يعني مثل غيره؛ لأنه ما ذكر في ترجمته شيء يخالف غيره، لكن هل الكيفيات عنده، يده طويلة وإلا صغيرة أصابعه شثنى، لونه كذا، ما تدري عن شيء، لكن ما رأيته، ولا قيل لك: أنه يشبه فلان، من أجل أن تقرب، ولذا لو عرفت عالم في المشرق أو في المغرب اسمه زيد، زيد من الناس، تعرف أن زيد يشبه فلان الذي اسمه زيد في الاسمية، وليس مشبهاً لعكسه كديز، هذه الكلمة لها معنى، تعرف هذا المعنى، وليست طلسم مثل عكس زيد ديز، وأيضاً لكونك لم تره، ولم يوصف لك وصفاً دقيقاً، أو يضرب له مثال، يقال: مثل فلان، أن تعرف أن له صفات، لكن لا تدري ما كيفيات هذه الصفات، تدري عن كيفيات صفات شخص عاش في بلد بعيد لم تره، ولا وصف لك!، ولا قيل: إنه مثل فلان الذي تعرفه، تثبت له هذه الصفات، لكن كيفياتها لا تثبتها؛ لأنه ليس هناك وسيلة يمكن أن تنبذها من طريقه، ما في وسيلة يمكن، وهكذا ما جاء عن الله على ما وقفنا عليه، نعتقد أن لها معاني، وبعضها مفسر معناه، ولها حقائق، والحقائق مراده ومقصودة، لكن مع ذلك لا نعرف ما وراء ذلك من الكيفيات، وإذا عجزنا أن نعرف كيفية السفاريني المؤلف؛ لأننا لم نره، ولم يوصف لنا وصفاً دقيقاً ولا نظر بفلان الذي نعرفه فإننا لا نستطيع عن كيفية صفاته، هذا في المخلوق الذي هو أقرب الناس إلينا، فكيف بمن لا تبلغه الأفهام ولا تدركه الأوهام، -جل وعلا-.

والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.