كتاب بدء الوحي (067)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يقول: ما الكتاب الذي يُنصح به أن يُقرأ على جماعة المسجد، مع أني أنهيت رياض الصالحين أكثر من مرة، وشرحت لهم بلوغ المرام وبعض كتاب التوحيد، بماذا توجهني؟
أئمة المسجد يحرص بالدرجة الأولى على تلقين العوام العقيدة الصحيحة الصافية؛ لأنهم الآن بالنسبة لعامة المسلمين مع الأسف الشديد أنهم يتلقون من وسائل الإعلام ما يحرفهم عن فطرهم، من الشهوات والشبهات، فلا بد أن تُرسخ في قلوبهم عقيدة السلف بدءًا بثلاثة الأصول، ومرورًا بكتب الإمام المجدد -رحمه الله-، وما تيسر من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وسلف هذه الأمة، المقصود أن هذا ينبغي أن يجعله إمام المسجد نصب عينيه، وكان الناس إلى وقت قريب يُلقنون الأصول الثلاثة، ويسئلون عنها في المساجد، ولما جاءت أو كثرت هذه المدارس النظامية الحكومية- وفيها خير ولله الحمد- ومن أوائل ما يُدرس فيها كتب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، كان يُقرأ في الابتدائي الأصول الثلاثة والقواعد الأربع وغيرها من الكتب النافعة من المتون التي جرت عليها الأمة وتوارثتها خلفًا عن سلف، فينبغي أن يُهتم لهذا الأمر؛ لأن العامي وشبه العامي في الغالب أن قلبه خالٍ يقبل ما يودع فيه.
فإذا أثيرت عليه شبهة فإنه لايستطيع ردها وقد يُشربها قلبه، ثم يصعب اجتثاثها، ومن الكتب التي يوصى بها كشف الشبهات للإمام المجدد -رحمه الله- ففيه بعض الشبهات التي تصاغ الآن بصياغات عصرية ويُظن أنها مبتكرة، وهي موروثة عمن تقدَّم وكل ما يُدار الآن من شبهات له أصول وجذور قديمة، ولذلك الدعوة بنبذ الكتب التي تردّ على المبتدعة القدامى، وأنه لا حاجة إلى أن يثار قول الجهمية ويُرد عليه، ولا قول المعتزلة ويرد عليه ولا الأشاعرة ولا غيرهم من طوائف البدع، بعض الناس يقول هذا الكلام؛ لأن ما عندنا جهمية ولا معتزلة. نقول: لكل قوم وارث ولهم وُراث يبعثون مذاهبهم إلى يومنا هذا، وإن عبروا عنها بتعبيرات تناسب وتضلل أهل العصر.
على كل حال كتب العقيدة تجب العناية بها، وطالب العلم وظيفته أن يبين للناس مثل هذه الأمور التي مع طول العهد غفلوا عنها ونسوها، فإذا تمكنت هذه العلوم على الجادة المعروفة عند أهل العلم من قلوب العوام نفوا كل ما يرد على قلوبهم مما يخالفها ويضادها، أيضًا يُعنى بما يصحح العبادات من الصلاة والزكاة والصيام والحج والمعاملات وغيرها، كثير من عوام المسلمين تخفى عليه أحكام صلاته، الركن الأعظم من أركان الإسلام بعد الشهادتين، فتبصير الناس بهذا لا سيما وأن بعض الناس قد يصلي صلاة مخالفة قد تقترن بما يبطلها ويضادها، حتى قال بعض السلف: لو متَّ لو متَّ بعد سبعين سنة وأنت تصلي هذه الصلاة ما قُبلت منك؛ لأنه يصليها على خلاف ما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، بعض الناس لا يعرف من أحكام الزكاة شيئًا وعنده أموال، ولا يعرف من أحكام الصيام أو يعرف أنه إمساك فقط، ولا يعرف ما يبطله ولا ما يخدشه، ومع الأسف أنه يوجد في المسجد الآن أو في كل مسجد عدد من طلاب العلم الذين تقوم بهم الحجة لو قاموا، والله المستعان.
يقول: ما الحكم لو أن رجلاً يسمع القرآن من المسجل وقد وضع فيه شريطًا يحوي قراءة لعدة قراء، فلما انتهى القارئ الذي أطرب لقراءته توقفت عن السماع أو تجاوزت قراءة من لا تعجبني قراءته خصوصًا أنه تكون قراءتهما لسورة واحدة؟
مثل هذا إذا كنت تتبع الأصوات المؤثرة تعتمد لك قارئًا يكون أكثر أثرًا فيك من غيره لتسمع منه جميع القرآن، أو ما تستطيع سماعه منه، ويرد كثيرًا في مثل هذه الصورة أنه إذا تأثر بقراءة فلان ولا يتأثر بقراءة فلان مع أن المقروء واحد أن التأثير للصوت لا للمقروء، ذكرنا مرارًا أن التأثير للمقروء المؤدى بهذا الصوت، المقروء المؤدى بهذا الصوت، ولذا جاء الأمر بتحسين الصوت والتغني بالقرآن، فمثل هذا إذا كان يناوع ويسمع لقراء كثر، وجاءه هذا طواه خلاص يأخذ عنه أنه لا يؤثر فيه فلا يسمع له، يبحث عمن يؤثر فيه.
هذه رسالة يقول: مهمة جدًّا، يقول: حضرت في أحد الدروس، حضرتُ فإذا على باب المسجد ملصق يحث على دعوة غير المسلمين للإسلام ولمن كان عنده خادم غير مسلم أن يدعوه للإسلام، فتعجبت لهذا المشروع الصغير، وكيف أن الله تعالى يلهم من يشاء من الأفكار في سبيل الدعوة ونشر الإسلام، فقلت لأحد أصحابي: انظر إلى فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، نسأل الله من فضله، فقال: هذا أمرٌ يجر إلى منكر، قلت: كيف؟ قال: يمكن أرقام الدعاة التي بالملصق دعاة شر ودعاة فكر منحرف. قلت: هذا احتمال، ودائمًا نبني على الأصل، قال: لكنه احتمال عليه قاعدة شرعية، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، فقد يكون هذا الشخص. قد يكون الآن ما هو متحقق من الأسماء، الذي يقول هذا الكلام ما هو متحقق أنهم دعاة شر، ولو على حد زعمه، لكن قد يكون، والله المستعان.
فقد يكون هذا الشخص نيته صالحة صادقة، ولكن غيره قد يستخدم هذه الطريقة في أغراض فاسدة، فما هو توجيهك؟
هذا لا شك أنه صد عن سبيل الله، هذا صد عن سبيل الله.
يقول: ما أفضل طبعات الأنساب للسمعاني؟
الطبعة الهندية التي أشرف على أولها على الستة المجلدات الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، وأكملت فيما بعد ذلك هي أفضل الطبعات، وعنها أخذ باقي الطبعات، يعني ما حُقِّق الكتاب تحقيقًا جديدًا أبدًا، إنما أخذ عن طبعة المعلمي، وكذلك أسد الغابة المطبعة الوهبية القديمة التي سنة ألف ومئتين وثمانين هذه من أجود الطبعات، لكن قد يكون في وجودها صعوبة ووعورة، هي مصورة على كل حال، وطبعة الشعب زينة لا بأس بها، يعني فيها تصحيح، وبها تصويب وتعليق.
يقول: في يوم عرفة قال أحد الدعاة في المخيم: اللهم إنا نسألك بحق هذا اليوم أن تغفر لنا وترحمنا.
اليوم ظرف ليس له حق أصلاً، اليوم ظرف ليس له حق أصلاً، لكن إن توسل بما يعمله من أعمال صالحة في هذا اليوم فالتوسل بالأعمال الصالحة شرعي، كما جاء في حديث الثلاثة الذين انطبق عليهم الغار.
هذا يقول: ما رأيكم في كتاب عون الباري؟
عون الباري، صديق حسن خان، وعلى المختصر ليس على البخاري، إنما على مختصر الزبيدي، وهو في جملته مأخوذ بالحرف، يعني تسعين بالمئة أو أكثر من إرشاد الساري، له تعليقات وتعقيبات يسيرة جدًّا في بعض المواضع، وعقيدته أسلم من عقيدة صاحب الأصل الذي هو القسطلاني.
وهل من ملاحظات عليه أو على المؤلف؟
يعني على المؤلف أشياء يسيرة نُبِّه عليها في كتاب للشيخ سليمان بن سحمان، تنبيه أولو الألباب السليمة من الألفاظ المستبشعة الوخيمة، يعني ألفاظ يسيرة جدًّا جاءت في الدين الخالص في تفسيره، لكن هو في الجملة على مذهب السلف.
يقول: ما رأيكم في تفسير فتح الرحمن لمُجير الدين العُليمي؟
هذا ما قرأت فيه شيئًا، لا أستطيع الحكم عليه. يسألون عن طبعات لكتب، تحدثنا عنها مرارًا وهي موجودة في الموقع لمن أراد.
بعد هذا، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
يقول: (فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، فدعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان) فقال أبو سفيان: كذا بالفاء فقال، ولأبي الوقت وابن عساكر والأصيلي: قال أبو سفيان: قلت، وفي رواية كما في اليونينية بغير رقمٍ: فقلت بزيادة الفاء، هذا كلام القسطلاني: قلت، وفي رواية كما في اليونينية بغير رقمٍ، بغير رقم يعني بغير رمز لصاحب الرواية بغير رقم: فقلت بزيادة الفاء، وهنا في الطبعة المأخوذة عن السلطانية: فقلت رقم واحد وعشرين معكم الطبعة السلطانية؟ رقم واحد وعشرين الهامش؟
طالب:...
كم؟
طالب:...
لا لا، واحد وعشرين: قلتُ، مكتوب خاء، كذا في هامش الفرع بغير فاء وعكس القسطلاني.
طالب:...
لا لا ما به، أين؟
طالب:...
لا، هذه الحلبية هذه صورة على الحلبية وليست على السلطانية، صورة على الحلبية، ووقع فيها تدليس شنيع، درجيل؟ وقع تدليس شنيع، هم صوروا الحلبية وصوروا في مقدمتها مقالًا للشيخ أحمد شاكر، مقالًا للشيخ أحمد شاكر في مجلة عن صحيح البخاري لا عن هذه الطبعة بذاتها، عن صحيح البخاري، فصوروه ووضعوه مقدمة لهذا التصوير عن طبعة الحلبي التي ليس لأحمد شاكر فيها أدنى ارتباط وأشاعوا أنها طبعة الشيخ أحمد شاكر، حتى انطلى هذا على كثير من طلبة العلم، حتى من أهل الخبرة في الكتب والطبعات، ناس طبعة أحمد شاكر، الشيخ أحمد شاكر ليس له ارتباط بصحيح البخاري ارتباطًا ظاهرًا أو عمل موجود معروف مشهور ليس له ارتباط الشيخ أحمد شاكر، عنايته بالمسند والترمذي وابن حبان، وهذه في أوائلها ما كمّل، الترمذي وابن حبان والمسند، أما بقية الكتب البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، أحمد شاكر ما عمل عليها شيئًا، لكنه من باب التدليس صوروا هذا المقال وجعلوه في مقدمة صورتهم من الحلبية.
لو رجعنا إلى الأصل الطبعة الحلبية الشيخ أحمد شاكر ليس له أي أثر فيها، وهي مطبوعة في أيام صبا الشيخ أحمد شاكر إن كان مولودًا، فمثل هذا التدليس يمشي على كثير من الناس مع الأسف أني سمعت بعض من له خبرة ودراية واهتمام بصحيح البخاري وطبعاته يقول هذه طبعة الشيخ أحمد شاكر، الأصل في خدمة الكتاب شرف الدين اليونيني الذي جمع النسخ، جمع الروايات، واستخرج ما تتفرد كل رواية من حرفٍ أو كلمة، أو تقديم أو تأخير، ورمز لهذه الرواية برمز اصطلح عليه وبيّنه في فرخةٍ كما يقولون، هي موجودة في دار الكتب المصرية، ولها أكثر من نسخة هذه الفرخة ووزعناها على بعض الطلاب في الجامعة، ووضعوا بينها مقارنات وحققوها يعني فرخة يعني ملزمة كثلاث ورقات أو أربع أصلها، ثم بعد ذلك جاء عنها وأخذ عنها الطبعة السلطانية التي أمر السلطان عبد الحميد بطبعها، وحشد لها جمعًا من علماء مصر أكثر من عشرين، وقابلوا ونظروا واستخرجوا هذه الطبعة الموجودة بين أيدينا كانت مفقودة ثم صورت بتصوير هو أجود من الأصل، أجود من الأصل؛ لأن الأصل مطبوع على ورق مع طول الزمان.
يعني مئة وعشرين سنة محترق أسود، ثم بعد ذلك صورت مع تصحيح بعض الأخطاء اليسيرة التي توجد في كل جزء من الأجزاء التسعة يعني تسعة أخطاء عشرة بحدود مئة خطأ في الكتاب صُحِّحَت في هذا التصوير، ووُضِعَت الأطراف، وخُرِّجت الأحاديث من التحفة وغيرها، وأُحِيل إلى الشروح في كل حديث، فهي خدمة جليلة للكتاب مع ورق طيب وألوان، وتحدثنا عنها مرارًا، ثم بعد ذلك طُبع الكتاب مرة ثانية ببولاق سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر، يعني بعد سنتين من الطبعة الأولى وأربعة عشر تلافوا فيها جميع الأخطاء في الطبعة السابقة، ثم طبع بعد ذلك في المطبعة الميمنية ثم الخيرية ثم الحلبية هذه، وكلها مأخوذة من السلطانية، كلها جيدة، لكن يبقى أن التدليس الحاصل هذا لا يُقبل، من لا يعرف ولا خبرة له بالطبعات وبالكتب قد ينطلي عليه ما طُبع بعد ذلك سنة خمسة وأربعين، ألف وثلاثمائة وخمسة وأربعين، وهو مأخوذ من الطبعة البولاقية الثانية، يسمونه ليس بتصوير يقولون: كِليشة بمعنى أنك تنظر فيه مطبوع فيه حروف بارزة، وإذا طبقته على الطبعة التي أخذ عنها وجدتها مطابقة تمامًا، مطابقة تمامًا.
لكن قد يتصرف صاحب الكليشة هذا الذي أعاد طباعته، يتصرف وليس على مستوى من صححوا الطبعة الأولى تصرفًا يسيرًا، يعني في مواضع معدودة منها ما سيأتي من قوله: فإن كذَّبَني فكذِّبوه، التي في السلطانية والطبعة الثانية من بولاق: فإن كَذَبني وليس فيها أدنى إشارة إلى التشديد وهنا شددها قال: فإن كذَّبني وعلى هذا فالتصوير الموثوق المتقن المضبوط أضبط من الكِليشة، لذلك تجد مثل هذا، هذا الآن من يلمسه يقول: أبدًا هذا طباعة حروف بارزة، وكاتبين عليه، يعني هم ما قصروا، بينوا، كاتبين في عنوانه: كالمطبوع على النسخة الأميرية المطبوعة سنة كذا، يعني ك كالمطبوع يعني مثله، فليس مأخوذًا منه بالحرف مثل التصوير وليس هو المطبوع الأصلي هو بينهما.
طالب:...
أين؟ الحلبية كثرت، صُورت مرارًا، وحرفها للقراءة أجمل من حرف بولاق، حرفها أجمل الحلبية.
طالب:...
نعم، لكن يبقى أن الأصل هو طبعة بولاق، يعني يأخذونه منها، يأخذون منها، هذه السلطانية أصل الأصول ما فيها إشكال، لكن مثل ما قلت: وقع في كل جزء بضعة أخطاء وصُحِّحت في الطبعة الثانية من بولاق سنة ألف وثلاثمائة وثلاثة عشر بعدها بسنتين، يقول هنا في واحد وعشرين إن كان عندكم قلت: خ كذا في هامش.
طالب:...
ماذا يقول؟
طالب:...
ماذا يقول؟
طالب:...
خمسة وعشرين؟ تنتهي الصفحة بماذا؟
طالب:...
لا لا بأي كلمة؟
طالب:...
أم ينقصون؟ ماذا صارت خمسة وعشرين، واحدًا وعشرين؟
طالب:...
قوله: والرجز في أولها؟
طالب:...
طيب، واحد.
طالب:...
طيب اثنين؟
طالب:...
وتواتر، اثنين وتواتر ثلاثة تواتر، أين اثنين عندكم؟
طالب:...
لا لا، أربعة أخبرنا، خمسة عز وجل، ستة يحرك به، سبعة لك.
طالب:...
تسعة هذا، طيب، وعشرة كما كان قرأ لأن عندنا إلى ثمانية وعشرين إلى ثلاثين.
طالب:...
إلى ثلاثين قلتُ.
طالب:...
لا، في ترك لأرقام.
طالب:...
لا لا، فيه خلل ترقيم. ويبقى أن عمل البشر لا بد فيه من الخلل، {ولَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [سورة النساء: 82] لا بد من الخلل، هكذا هذه طبيعة البشر، فقلتُ: (أنا أقربهم نسبًا)، وللأصيلي كما في الفرع كأصله، هذه مرت بنا مرارًا، ونبهنا عليها، وللأصيلي كما في الفرع كأصله، نحتاج إلى الفرع مع وجود الأصل؟ ما نحتاج إلى الفرع مع وجود الأصل، لكن ذكرنا في مناسبات أن القسطلاني ما وقف على أصل اليونيني، نسخة اليونيني الأصلية، إنما وقف على فرعٍ منقول منها، فقابل عليه نسخته ست عشرة مرة، ونقله بدقة، ونقل الفروق برموزها، يقول: ثم وجدت المجلد الثاني من الأصل فقابلت عليه فلم أجد أي فرق بينه وبين الفرع، ثم بعد سنين وجد المجلد الأول من الأصل وقابل عليه فصار كالثاني ما فيه أدنى فرق بينه وبين الفرع، ولذلك لم يغفل الفرع؛ لأنه هو الذي قابل عليه الأول، واعتنى به، ثم وجد الأصل، ولذلك تجدونه يقدم الفرع وإلا قد يقول قائل: ما الفائدة من الفرع وعندنا الأصل؟ لأنه قابل على الفرع، وصار يحيل على الفرع، ثم ألحق فيما بعد في الشرح، ثم ألحق فيما بعد كأصله، ولو كان يحيل إلى الفرع كما في الفرع في جميع المواضع، ثم لما وجد الأصل قابل عليه قال: كأصله. لأن هذا التعبير الذي ما يعرف السبب غير مستساغ.
وللأصيلي كما في الفرع كأصله: أنا أقربهم به نسبًا، بزيادة به أنا أقربهم اثنين عشرين به. أي من حيث النسب، وضمّن أقرب معنى أقعد، وضمّن أقرب معنى أقعد، فعدّاه بالباء، والأصل أن يُعدّى بمن على أن أقرب يتعدّى أيضًا بإلى كما في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ} [سورة ق: 16].
فقال –أي هرقل- وللأصيلي وابن عساكر وأبي ذر عن الحمّوي قال بدون الفاء، الذي هو ثلاث وعشرون، ثلاث وعشرون قال، وعليه الرموز يعني لو تعودنا على هذه الرموز وضبطناها ما احتجنا إلى أن نراجع الاصطلاح، (أدنوه مني) بهمزة قطع مفتوحة كما في الفرع، وإنما أمر بإدناء أبي سفيان ليمعن في السؤال ويشفي غليله، وإنما أمر بإدناء أبي سفيان ليمعن في السؤال ويشفي غليله؛ لأنه لما يكون المسؤول بعيد السائل قد يترك بعض الأسئلة؛ لأنه يواجه عناءً في إسماع المسؤول، وفي فهم المسؤول، لكن لما يكون قريبًا منه ما يتكلف في تفهيمه السؤال والمسؤول لا يتكلف أيضًا في فهم السؤال، ليمعن في السؤال ويشفي غليله.
طالب:...
المقصود أنه أدناه منه ليمعن في السؤال، الترجمان عندهم ويسمع من أبي سفيان كلام لا يفهمه، لكن يترجمه له الترجمان، والعلة في القرب هي مسألة كونه يحتاج إلى معاناة من بعده في سؤاله، ولو كان الترجمان قريبًا حتى الترجمان يحتاج إلى معاناة والمسؤول يحتاج إلى معاناة لبعده، فلما يقرب منه تزول هذه المعاناة من الأطراف الثلاثة.
طالب:...
ماذا يكون فيه؟
طالب:...
تقاسيم الوجه.
طالب:...
ويمكن هذا نعم.
طالب:...
(فاجعلوهم عند ظهره)، أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره يقول الكرماني: إنما فعل هكذا ليكون أهون عليهم في تكذيبه إن كذب؛ لأن مقابلته بالتكذيب في وجهه صعبة؛ لأنهم يقولون الحياء في العينين، ويُذكَر عن ابن عباس، ولعله قال هذا بعد أن كُف بصره يقول: لا تطلبن من أعمى حاجة، فإن الحياء في العينين، لذلك لما تطلب من أحد بالتلفون يختلف عما تطلب عنه مواجهة. فاجعلوهم عند ظهره، قال الكرماني: إنما فعل هكذا ليكون أهون عليهم في تكذيبه إن كذب؛ لأن مقابلته بالتكذيب في وجهه صعبة قال ابن حجر: لئلا يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب، وقد صرح بذلك الواقدي في روايته، ثم قال –هرقل- لترجمانه: (قل لهم) ثم قال هرقل لترجمانه: قل لهم أي لأصحاب أبي سفيان: (إني سائل هذا) سائلٌ هذا أو سائلُ هذا؟
طالب:...
لأنه مستقبل؛ لأنه مستقبل سائلٌ هذا، أي أبا سفيان (عن هذا الرجل) يعني النبي -عليه الصلاة والسلام-، هذا مع أنه بالمدينة وهذا إشارة للقريب، عن هذا الرجل، النبي -عليه الصلاة والسلام-، عن ماذا؟
طالب:...
عن هذا الرجل.
طالب:...
ماذا فيه؟
طالب:...
نعم إني سائل هذا عن هذا الرجل إي، المقصود به النبي -عليه الصلاة والسلام- وأشار إليه إشارة القريب لقرب العهد بذكره أو لأنه معهودٌ في أذهانهم، أو لأنه معهودٌ في أذهانهم، إذًا تكون اللام ال للعهد فإن كذبني بتخفيف الذال ولم يُذكر سواه في البولاقية الأولى ولا الثانية السلطانية ولا الثانية لكن جاء في الطبعة المأخوذة التي أشرت إليها وهي التي بين يدي الآن المأخوذة عن النسخة الأميرية اللي يسمونها إكليشة بعض الناس إيش معنى إكليشة؟ إكليشة إذا رأيتها قلت هذا الأصل إلا أنه مجدد الورق ما تفرق بينها إلا بجِدة الورق، وقد يكون في بعض الحروف غبش، وقد يكون الحجم أصغر أو أكبر، يعني شوف شرح النووي على مسلم مثلاً تجد نسخ من القطع الصغير وإذا لمستها وجدتها بارزة، وإذا قابلتها على البهية المصرية وجدتها مطابقة من أول الصفحة إلى آخرها وشكل الحرف واحد إلا أنه أصغر، هذه إكليشة يسمونها وحروفها بارزة، لأنه قال هنا: فإن كذّبني فكذّبوه هذا لا يوجد في شيء من الأصول التشديد، فلينتبه له! فإن كذبني قال الكرماني: أي نقل إلي الكذب أي نقل إلي الكذب، يقال: كذبني الحديث كذبني الحديث وكذا نظيره صدق، قال الله -جل وعلا-: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا} [سورة الفتح: 27] يقول: وهما من غرائب الألفاظ هما من غرائب الألفاظ ففعّل بالتشديد يقتصر على مفعول واحد وفعل بالتخفيف يتعدى إلى مفعولين، الأصل العكس؛ لأن التضعيف يُعدّى به الفعل، لا يقصر به عن المفعول الثاني يُعدّى به، قال: وهما من غرائب الألفاظ ففعّل بالتشديد يقتصر على مفعول واحد وفعل بالتخفيف يتعدى إلى مفعولين قال القسطلاني: لأن الزيادة تناسب الزيادة يريد بذلك ما يذكرونه دائمًا أن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، وبالعكس والأمر ها هنا عكس بالعكس، يعني الزيادة تقتضي الزيادة والنقص يقتضي النقص والذي عندنا عكس ما عُرف في قواعد العربية، ويقول العيني: قوله فإن كذبني بالتخفيف من كذب يكذب كذبًا وكِذبًا وكِذبة وفي العباب: وأكذوبة وكاذبة ومكذوبًا ومكذوبة، وزاد ابن الأعرابي: مكذبة وكذبانًا أو كُذبانًا مثل غفران، وكُذبى مثل بشرى فهو كاذب وكذّاب وكذوب وكيذبان وكيذُبان ومِكذبان وكُذَبَة كُذبة يعني إذا اتصف بهذا الوصف الشنيع وأكثر منه فهو كُذَبة يعني يكذب على الناس، ومثله: ضُحَكة هُمَزة لُمزة، مثل تُؤدة، وكُذُبذُب، وكُذُبذُبان بالضمات الثلاث ولم يذكر سيبويه فيما ذكر من أمثلة كُذبذُب كُذّبذُب بالتشديد، وجمع الكذوب كُذُب مثل صبور وصُبُر، ويقال: كذب كُذّابًا بالضم والتشديد أي متناهيًا، والكذِب نقيض الصدق الكذب نقيض الصدق، أو ضده؟ نعم، على الصحيح أنه نقيض يعني ما في شيء ثالث ما في واسطة بينهم يعني الصدق والكذب لا يجتمعان ولا يرتفعان، لكن لو قلنا ضد لا يجتمعان لكن قد يرتفعا، ويحلّ وقد يرتفعان ويحلّ محلهما شيء ثالث كما سيأتي في رأي المعتزلة، الكذب اصطلاحًا هو الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عمدًا كان أو سهوًا، عمدًا كان أو سهوًا، فلا يشترط لتسمية الكلام كذبًا كونه صدر من قائله عمدًا بل مجرد الإخبار بخلاف الواقع يُسمى كذب بدليل قوله -عليه الصلاة والسلام-: «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ووجه الاستدلال من الحديث أنه قيّد الكذب الذي رُتب عليه هذا الوعيد بالتعمد فدلّ على أن هناك كذبًا آخر إلا أنه لا وعيد فيه وهو السهو والغلط يعني مخالفة الواقع من غير قصد. يدل له أيضًا قوله -عليه الصلاة والسلام-: «صدق الله وكذب بطن أخيك» وصفه بالكذب وإن لم يكن له قصد.
يقول ابن حجر في فتح الباري نقلاً عن الخطابي: أهل الحجاز يطلقون الكذب في موضع الخطأ يقال كذب سمعك أي زلّ فلم يدرك حقيقة ما قيل له، والخطأ ضد العمد، فعلى هذا لا واسطة بين الصدق والكذب، وهو قول أهل السُّنَّة لا واسطة بين الصدق والكذب هذا هو المعروف عند أهل السُّنَّة وأما المعتزلة فيثبتون الواسطة، ويشترطون لتسمية الكلام كذبًا العمدية، وعندهم أن هناك واسطة بين الصدق والكذب وهي كلامٌ ليس بصدق ولا كذب مستدلين بقوله تعالى: {أَفْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ} [سورة سبأ: 8] حيث قابل الكذب بغير الصدق {أَفْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ} [سورة سبأ: 8] ووجه استدلاهم من الآية أن الجنة غير الكذب نعم، لأنها صارت قسيمة له وغير الصدق لأنهم لم يعتقدوه لم يعتقدوا صدق النبي -عليه الصلاة والسلام- فالصدق ليس بوارد أصلاً، نعم، الكذب قابلوه بالجنة فدل على أن هناك واسطة بين الصدق والكذب، وأنه يمكن أن يُوصف الكلام بأنه لا صدق ولا كذب، ككلام المجنون كلام المجنون صدق ولّا كذب؟ يعني الكلام غير المقصود يعني يجري على لسانه من غير قصد الذي قابلوا به الكذب الذي قوبل به الكذب في الآية نعم.
طالب:...
كيف؟
طالب:...
هو يسمى كلام ولا ما يُسمى؟ هاه؟
طالب:...
لا يُسمى؟
طالب:...
يعني في كلام ابن آجروم في تعريف الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع، المفيد بالوضع منهم من يقول الوضع الوضع اللغوي، ومنهم من يقول الوضع القصد فالكلام الذي غير مقصود ليس بكلام، ككلام النائم مثلاً، وكلام المجنون مثله، لأنه غير مقصود، كلام الطيور التي تقبل التلقين هذا ليس بكلام هذا هذا التأويل، والذي يقول بالوضع العربي يُخرج كلام الأعاجم كله لا يسمى كلام، أما إذا قلنا المراد بالكلام هو القصد الذي هو الوضع بمعنى القصد يكون قيدًا في تسمية الكلام كلامًا، ورُدّ استدلالهم بأن المعنى: أم لم يفترِ فعُبِّر عنه بالجِنة لأن المجنون لا افتراء له، افترى أم لم يفترِ عُبِّر عنه بالجِنة لأن المجنون لا افتراء له، المجنون والصبي يعني غير المقلد لغيره لأنك تجد الصبي يعيش في بيت ما يسمع فيه الكذب هو على البراءة ما يكذب، ويعيش في بيتٍ يعتاد فيه الكذب يكذب لكن الأصل فيه البراءة، ولذا يقول العوام في أمثالهم: خذوا علوم القوم من سفهائهم لأن الداعي للكبار الداعي إلى الكذب هو النظر في المصالح والمفاسد المترتبة عليهم، والصبي والمجنون ما يدرك مثل هذه المصالح والمفاسد ليكذب من أجلها. وقيل إن أم في الآية منقطعة، فلا يتم لهم الاستدلال، وش معنى منقطعة؟ أن ما بعدها ليس من جنس ما قبلها، فكذِّبوه فإن كذبني فكذّبوه بتشديد الذال المعجمة المكسورة أي واجهوه بالتكذيب فوالله أي أقسم أبو سفيان بالله -جل وعلا-، ومعلوم أن هذا بعد إسلامه، وليس كما من كلام الترجمان، لولا الحياء وفي رواية كريمة: لولا أن الحياء يعني يمنعه من الكذب، ولولا كما هو معروف حرف امتناع لوجود فامتنع الكذب لوجود الحياء، والحياء كما في فتح الباري في كتاب الإيمان لأنه سيأتي في باب أمور الإيمان وسيأتي باب الحياء من الإيمان، والحياء بالمدّ لغة تغيُر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يُعاب به، تغيُر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به وقد يطلق على مجرد ترك الشيء بسبب والترك إنما هو من لوازمه، والحياء في الشرع: خلقٌ يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، ولذا جاء في الحديث الآخر: «الحياء خير كله»، جاء أيضًا: «الحياء لا يأتي إلا بخير»، فإن قيل: الحياء من الغرائز فكيف جُعل شعبة من الإيمان؟ يعني يكون ممدوحًا إذا كان شعبة من الإيمان فهو ممدوح والمدح والحمد على الأمور الغريزية أو على المكتسبة؟ يعني الحمد على الجميل الاختياري أو على الجميل الإجباري؟
طالب:...
إي، ومثله المدح، ما يمكن أن يُمدح هذا بأنه نعم؟
طالب:...
كيف؟
طالب:...
إي، لكن هو مجبول على هذا الأمر سواء كان جميل أو قبيح، هل يذم هذا الشخص لأنه قصير أو يمدح لأنه طويل؟ نعم هناك مطالب تتعلق بهذا الوصف يعني كما في الحديث: «تُنكح المرأة لأربع» نعم هذه مثار مدح في هذه الجوانب الأربعة، لكن ليس لها يد في وجودها، قد يكون لها يد في ما هو مكتسب منها، وأما ما هو ما هي مجبرة عليه ووجدت هكذا فليس بمناط للمدح ولا الذم ولا الحمد، في الأصل إلا إذا تعلّقت به مصلحة المادح، وإلا فالأصل أنه ما هو مثار مدح، ليس من كسبه ولا اختياره، يعني ما ذنب هذا أن يكون طويل وهذا قصير ما ذنبه بحيث يكون مثار ذم أو مدح؟ يقول هنا: فإن قيل: الحياء من الغرائز فكيف جُعل شعبة من الإيمان؟ أجيب بأنه قد يكون غريزة وقد يكون تخَلُّقًا نعم، الخصال والخلال سواء كانت جميلة حسنة أو قبيحة سيئة منها ما هو غريزي ومنها ما هو مكتسب، كما يقال: العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، وجاء في ترجمة محدِّث من المحدثين أنه كان من أحسن الناس خُلُقًا فما زال به الطلبة حتى صار من أسوأ الناس خُلُقًا، نعم الطلبة ما في شك أنهم يخرجون الإنسان في بعض الأحوال عن ما اعتاده، إذا إذا أرهقوه وإذا أكثروا عليه، وإذا أضجروه، هو بشر فقد يخرج عن طوره. هاه؟
طالب:...
كل الغرائز ما دام إن الإنسان إذا الإنسان حاول أن يتخلق بها تُكتَسب، كثير من الناس إذا قيل له: لا تغضب؟ قال: طبيعتي، لكن لو تحلّم اكتسب الحِلم.
طالب:...
وش فيها؟
طالب:...
إي، {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [سورة آل عمران: 188] هذا يصلح هل تناسب ما نحن فيه؟ وهل مفهومها أن محبة الحمد بما فعل لا شيء فيه؟ يعني كون الإنسان يُحِب أن يُحمد ويُمدح بما فعل عنده أعمال يتمنى أن تظهر للناس فيحمدوه عليها، هاه؟ يعني هل مفهوم الآية أنه لا مانع من محبة الإنسان أن يُحمد بما فعل؟ لا شك أن فيه خدش في الإخلاص، فيه خدش في الإخلاص، وإن استنبط بعضهم أنه لو أحب أن يُمدح بما فعل أنه أن مفهوم الآية لا يتناوله، لكن مهما كان إذا كان الإنسان يحب أن يمدح لا بد أن يقع الخلل في عمله وفي قصده، نعم.
طالب:...
شو؟ أصله غريزي لكن مع التنمية ينمو، والحافظة غريزية ومع التنمية مع التعاهد تنمو، ومع الترك تخمُد إي. نفس الشيء في منه ومنه مكتسب يُنمّى. إلا بما تتعلق به مصلحة المادح والذام هاه؟
طالب:...
شخص يؤثر البيضاء فيمدح البيض، شخص يؤثر السمراء فيمدح السود مثل ما قال ذاك: ولحبها أحببت سود الكلاب، هو يمدح هذا النوع ويحبه، إي هذا جبله هل هما يعني في الحديث حديث الأحنف جبله الله على خصلتين يحبهما الله ورسوله هذا أمر جُبل عليه قال: الحمد لله الذي جبلني على..، على كل حال لكن أيهما أفضل الذي جبل على هذا الأمر أو جُبِل على ضده فتخلّق به؟ لا شك أن الثاني أفضل، أجيب بأنه قد تكون قد يكون غريزة وقد يكون تخلّقًا ولكنه استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية فهو من الإيمان لهذا، ولكونه باعثًا على فعل الطاعة وعاجزًا عن فعل المعصية، وحاجزًا وحاجزًا عن فعل المعصية، ولا يقال رُبّ حياء يمنع عن قول الحق أو فعل الخير لأن ذاك ليس شرعيًا يعني لا يمكن أن يسمى حياء، يعني لو سماه الناس حياء وليس بحياء، هو من الخجل المذموم الذي يفوت المصالح الشرعية ويمنع عن قول الحق، تجد الإنسان لا يأمر ولا ينهى ولا يعلم ولا يرشد ولا يوجه، كل هذا مما يسميه حياء والحياء خير كله نقول هذا ليس بحياء وإن سُمي عرفًا حياء.
طالب:...
شرعي، شرعي لكن هناك معنى عرفي له، نعم، حتى له معنى عرفي، وسيأتي في باب مستقل، في كتاب الإيمان، يقول العيني: الحياء ممدودًا هو الاستحياء واشتقاقه من الحياة يقال: حَيَّ الرجل إذا انتقص حياته كيف؟ وانتكس قوته، إيش لون حَيَّ الرجل إذا انتقص حياته وانتكس قوته؟ هاه؟
طالب:...
حيَّ الرجل إذا انتقص حياته وانتكس قوته، هاه؟ إذا انتقص أو حياته على أي تأويل يمكن أن يطرد على قوله اشتقاقه من الحياة؟ يعني انتقص ازدرى حياته تواضعًا وحياءً من أن يمدح نفسه، لأن بعض الناس عنده استعداد يمدح نفسه، وبعض الناس ما يمكن، يعني يقول كلمة فيها مدح أو ثناء على نفسه والذي يمنعه من ذلك الحياء، يقال: حيَّ حياء واستحى واستحيا حذفوا الياء الأخيرة كراهية التقاء الساكنين، استحى واستحيا أشرنا مرارًا أن استحى بياء واحدة استحى يستحيي بياء واحدة هي لغة تميم، ويستحيي بيائين هي لغة قريش، وبها جاء القرآن، ذكرنا أيضًا في مناسبات أن حديث: «إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» هذا في البخاري بياء الحديث بالياء والترجمة بالحذف فترجم على لغة تميم: بابٌ إذا لم تستحي فاصنع ما شئت وأورد الحديث على لغة قريش، قال: والأخيران يتعديان بحرف وبغير حرف، يقول: استحيى منك واستحياك ورجلٌ حييٌ ذو حياء ذو حياءٍ والأنثى بالتاء يعني ذات حياء، من أن يأثروا (فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبًا لكذبت عنه) من أن يأثروا يعني رفقته، الركب الذين معه، يقول ابن الملقن: يكسر الثاء يأثِروا وضمها ولم يذكر القاضي غيره يعني القاضي عياض في مشارق الأنوار، يأثروا أي يحكوا عنه، ويتحدثوا به، فأعابُ به أي يحكوا عني يأثروا عني ويتحدثوا به فأعاب به، لأن الكذب قبيح لأن الكذب قبيح وإن كان على عدو، يقال: أثرت الحديث بقصر الهمزة أثرتُ يعني لا آثرت، الإيثار غير، آثرت إيثارًا هذا غير، قل مثل هذا في: أتى وآتى، ومثل: ما يخلط بعضهم بين الأذان والآذان، فهو بالقصر أثرت الحديث بقصر الهمزة آثُره بالمد والضم والضم والمثلثة والضم وضم المثلثة وكسرها أثرًا ساكنة الثاء: حدثت به، كذبًا بالتنكير وفي غير الفرع وأصله الكذب فأعاب به لأنه كما تقدَّم قبيح، الكذب قبيح، أهل المروءة لا يكذبون، ولو كانوا من غير المسلمين، لأن الكذب وصف قبيح شنيع، يتحاشاه كل كريم، وقوله: لكذبتُ عنه أي لأخبرت عن حاله بكذب لبغضي إياه، وقد قال الفقهاء إن شهادة العدو على عدوه لا تُسمع، إن شهادة العدو على عدوه لا تُسمع لهذا المعنى، لكن هل تسمع له يعني لا تسمع عليه لكن تسمع له، لأن التهمة منتفية، التهمة منتفية، ومثل هذا شهادة الوالد لولده والولد لوالده تسمع عليه ولا تسمع له، عكس هذا. وقوله: عنه أي عليه وقوله عنه أي عليه، وقد جاء كذلك في بعض النسخ نسخ البخاري ولم تقع هذه اللفظة في مسلم، رقم ستة وعشرين عليه نعم الفرق رقم ستة وعشرين، ولم تقع هذه اللفظة في مسلم ووقع فيه: لولا مخافة أن يؤثر علي الكذب، وعليّ بمعنى عني كما في قوله قول الشاعر: إذا رضيت عليّ بنو قشير يعني رضيت عنه، ومثله: رضي الله عن فلان وعلى فلان. نعم.
طالب:...
لكن هل يقول إنه قال كذا؟ يكذبون في وصفهم إياه.
طالب:...
في وصفهم إياه لكن هل ينقلون عنه كذب؟ لا، هم في تصورهم أن هذا واقعه هم يصفونه، وهل الواصف يقال كاذب؟ الواصف يعني إذا أخطأ في الوصف.
طالب:...
وين؟
طالب:...
كون الإنسان يخطئ نعم وإن دخل الخطأ وغير القصد في أصل الكذب لكن هل ينقلون عن شخص أنه قال كذا؟ يعني ذوي المروءات مثل أبي سفيان؟
طالب:...
يرد عليه يرد عليه من وجهة نظره، ويصف بأنه ساحر ومجنون على حسب فهمه للواقع، لكن ما يقول إن محمد قال كذا أو قال كذا ومدح آلهتنا وسوى وفعل وما حصل، الفرق واضح ولا؟
طالب:...
بالدف يعني، لا ما، لا لا فرق بين هذا وهذا. ولا يمنع أن يوجد الكذب، الكذب موجود ما هو بيرفع بالكلية لكن بعض أصحاب المروءات ما يفعلونه، ولذا جاء: هل يسرق المؤمن؟ قال: نعم، يسرق المسلم؟ قال: نعم، هل يزني؟ قال: نعم، هل يكذب؟ قال: لا، نعم.
طالب:...
لأنه قال خلاف الواقع، والراضي بالكذب كاذب ومروءتهم لا تخولهم أو لا تمكنهم من أن يقروه على كذبه؛ لأنه لو كذب بحضرتهم نُسب الكذب إلى الجميع. نعم.
طالب:...
ولذلك قال لهم كذبوه، لأنه لا يعلم. نعم.
طالب:...
هو هذه العلة هذه كما تؤثر عن أبي سفيان تؤثر عن الرهط أيضًا أنهم وافقوه على الكذب.
طالب:...
مسلم مسلم أو يكون بخيلاً نعم.
طالب:...
هذا الذي نحفظه إيه هذا الذي نحفظه، إذا رضيت علي بنو قشير يعني رضيت عني، ووقعت أيضًا لفظة عليّ في البخاري في التفسير، نقف على هذا لأن الإقامة قرب اللهم صل وسلم على عبدك محمد.