شرح كتاب التوحيد - 28

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:

"باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [سورة النساء:51]، وقوله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60].

وقوله: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [سورة الكهف:21].

عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟!» أخرجاه.

ولمسلم عن ثوبان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكها بسنة بعامة، وألا يسلط عليهم عدوًّا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد، إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة عامة، وألا أسلط عليهم عدوًا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم مَن بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضًا، ويسبي بعضهم بعضًا» وروى البرقاني في صحيحه وزاد..

ورواه البرقاني في صحيحه وزاد: «وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان، وإنه سيكون من أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى».

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية النساء.

الثانية: تفسير آية المائدة.

الثالثة: تفسير آية الكهف.

الرابعة: وهي من أهمها ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها.

الخامسة: قولهم: إن الكفار الذين يعرفون كفرهم.. قولهم إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين.

السادسة: وهي المقصودة بالترجمة أن هذا لا بد أن يوجَد في هذه الأمة كما تقرر في حديث أبي سعيد.

السابعة: التصريح بوقوعها أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة.

الثامنة: العُجْب..".

العَجَب العجاب..

أحسن الله إليك.

"الثامنة: العَجَب العجاب خروج من يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه أنه من هذه الأمة، وأن الرسول حق، والقرآن حق، وفيه أن محمدًا خاتم النبيين، ومع هذا يصدِّق في هذا..".

يصدَّق.

"ومع هذا يصدَّق في هذا كله مع التضاد الواضح، وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة وتبعه فئام كثير.

التاسعة: البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة.

العاشرة: الآية العظيمة أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.

الحادية عشرة: أن ذلك إلى أشراط الساعة.

الثانية عشرة: ما فيها من الآيات العظيمة منها:

إخباره بأن الله زوى له المشارق والمغارب، وأخبر بمعنى ذلك فوقع كما أخبر بخلاف الجنوب والشِّمال.."

الشَّمال الشَّمال.

أحسن الله إليك.

"بخلاف الجنوب والشَّمال، وإخباره بأنه أعطي الكنزين، وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الإثم وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين، وإخباره بأنه منع الثالثة، وإخباره بوقوع السيف، وأنه لا يرفع إذا وقع وإخباره بإهلاك بعضهم بعضًا، وسبي بعضهم بعضًا، وخوفه على أمته من الأئمة المضلين، وإخباره بظهور المتنبئين في هذه الأمة وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة، وكل هذا وقع كما أخبر مع أن كل واحدة منها من أبعد ما يكون في العقول.

الثالثة عشرة: حصره الخوف على أمته من الأئمة المضلين.

الرابعة عشرة: التنبيه على معنى عبادة الأوثان."

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد،

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان" المؤلف- رحمة الله عليه- ساق هذه الترجمة من أجل الرد على من يقول: إن الشرك لا يقع في هذه الأمة ممن وقع في الشرك وعبادة القبور ونحوها، يقول: الشرك لا يقع في هذه الأمة مستدلاًّ بحديث «أن الشيطان قد أيس أن يعبد في جزيرة العرب»، والشيخ -رحمة الله عليه- لما ظهر في جزيرة العرب دعا إلى التوحيد الخالص؛ لأنه رأى من يعبد غير الله في جزيرة العرب، ومَن اطلع على التواريخ التي أرَّخت لدعوة الشيخ، وذكرت الواقع واقع أهل نجد حين قيام الشيخ بدعوته -رحمة الله عليه- وجد الشرك الصريح ودعوة غير الله -جل وعلا-: يا فلان يا فلان، وبيَّن ذلك الشيخ- رحمة الله عليه- في كشف الشبهات، وذكر ممن يُعبَد من دون الله ويدعى باسمه وتطلب منه الحوائج، وذَكر بعض الأشجار، وذكر بعض الأحجار التي تُصرَف لها العبادة من دون الله، فأراد الشيخ -رحمة الله عليه- في هذا الباب في إيراد هذه الترجمة وما تحتها أن يرد على أمثال من استدل بقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إن الشيطان قد أيس أن يُعبَد في جزيرة العرب فرضي بالتحريش» والتحريش ليس بكفر مخرج عن الملة، فما الجواب عن هذا الحديث الصحيح؟

طالب: .........

الشيطان أيس.

طالب: .........

ليس فيه دلالة على عدم الوقوع، وكل إنسان يجد من نفسه أنه إذا طلب أمرًا وحرص عليه حرصًا شديدًا قد يدب اليأس إليه أنه لن يحصل له، ولو حصل لشدة حرصه عليه فالشيطان على حرصه.. مع حرصه على إضلال الناس أيس.. أيس من أن يُعبَد من دون الله في جزيرة العرب؛ لما رأى من قوة الدين وأهل الدين وانتشار الدِّين، أظن هذا واضحًا، يعني كل إنسان إذا حرص على شيء.. يعني الإنسان الذي في العادة يكون الأول على زملائه، وهو حريص على ذلك ألا ينزل عن هذه المنزلة وعن هذا المستوى تجده في ليالي الامتحان يكاد أن ييأس ويحبط حتى يحصل له، وهذا الشيطان من حرصه على إضلال الناس.. من حرصه على إضلال الناس دب إليه اليأس، وإن كان خلاف الواقع {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} [سورة يوسف:110] {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [سورة يوسف:110] من حرصهم على هداية الناس، وهذا من حرصه على إضلال الناس أيس أن يعبد في جزيرة العرب، ورضي بالتحريش. طيب هل الشرك واقع أم غير واقع؟

واقع بلا شك، الظاهر أن معنى الحديث واضح يعني كونه ييأس من شدة حرصه لا يعني أنه لا يقع، فالشيخ -رحمة الله عليه- يريد أن يرد على هؤلاء الذين يرون أنه من خلال هذا الحديث أن الشرك لا يوجد في جزيرة العرب، والشيخ حكم على بعض معاصريه بأنهم مشركون، وقاتلهم على ذلك، وتبعًا لذلك رأوا أن الشيخ يكفر المسلمين، ويحكم عليهم بالشرك، والكتب التي ألفت في الرد على الشيخ في هذا المعنى موجودة، لكن الرد عليها سهل ويسير، وتولى أئمة الدعوة من أولاد الشيخ وأحفاده وتلاميذهم الرد على هذه الكتب.

داود بن جرجيس البغدادي ألَّف رسالة يلبِّس فيها على الناس أن الشيخ -رحمة الله عليه- يكفِّر المسلمين، وأورد من هذه الشبهات، ولكن ما ترك القول الفصل النفيس في الرد على داود بن جرجيس أساس التقديس أو تأسيس التقديس للبابطين في الرد على داود.. كتب كثيرة تولت الرد عليه وعلى غيره ممن يقول بقوله.

إن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان، طيب هذه الأمة هل المقصود بها أمة الدعوة أو أمة الإجابة؟ أمة الإجابة بلا شك؛ لأن ما قبله كثير فيهم الشرك -رحمه الله-، ومن أتباع الأنبياء كثير فيهم الشرك، فضلاً عن المشركين من وثنيين وغيرهم الأصل فيهم الشرك.

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

أن يُعبَد يعني كل الناس يعبدونه؟

طالب: ........

أن يعود الناس كما كانوا قبل البعثة، لا، لكن يعبد ما تعطي هذا ما تعطي لو عبده واحد صدق فيه الحديث لو واحد صدق فيه الحديث.

هذه الأمة أي أمة الدعوة.

طالب: ........

لا، «ولكن رضي بالتحريش» في وقته رضي بالتحريش لا لا.

أيس أن يعبد في جزيرة العرب وما ذكرناه في توجيه الحديث أظنه واضح، ولا يعني أن يأسه لا بد أن يطابق الواقع، بل خيب الله ظنه، بل اختلف قوله وظنه؛ لأنه حريص أشد الحرص على فتنة الناس وحرفهم وصرفهم عن دين الله، فحصل ما يخالف، ومنه الآية {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} [سورة يوسف:110] معلوم أن كل إنسان يحرص على شيء ويبالغ في الحرص عليه هذا حرصه على إضلال الناس، وأولئك حرصهم على هداية الناس، والحرص بلغ أشده عندهم وعنده، فوصل بهم الأمر إلى أن ظنوا هذا الظن، وإن كان الواقع خلافه.

"باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان" والمراد بالأمة أمة الإجابة، وأما أمة الدعوة فهم على الأصل مشركون ما جاء أن بعض هذه الأمة الشيخ -رحمة الله عليه- يركز على هذه الأمة، وهم محط الحديث عنده ليرد على من يرى أنه لا يقع الشرك في هذه الأمة ولاسيما في جزيرة العرب للحديث الصحيح، لكن الآيات التي أوردها الآيات التي أوردها {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً} [سورة آل عمران:23] آية النساء.

"قول الله -جل وعلا-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} [سورة النساء:51]" هل هم من أمة الإجابة؟

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

المهم أنهم ليسوا من هذه الأمة، هل ينطبق؟ هل فيه مناسبة بين الحديث والترجمة؟

طالب: ........

بغض النظر في الظاهر نريد..

طالب: ........

لا، اذكر الله.. أنا أقول هل الآية مطابقة للحديث بغض النظر عن غيرها؟

طالب: ........

لا.

"وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60]" كذلك ليسوا من هذه الأمة؛ لأنه قد يقول قائل: الشيخ يترجم بترجمة والنصوص التي أوردها بعيدة كل البعد عن هذه الترجمة.

"وقوله: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [سورة الكهف:21]" يعني في قصة أهل الكهف {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [سورة الكهف:21] والغلو في الصالحين لا شك أنه من وسائل الشرك، ومن الفتن التي توقع في الشرك كذلك قبل هذه الأمة إذًا فما المطابقة؟ المطابقة مثل ما قال الأخ ما جاء في الحديث اللاحق.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ} [سورة آل عمران:23] من اليهود والنصارى وغيرهم ممن أنزل إليه كتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت يؤمنون بالجبت والطاغوت والجبت السحر والطاغوت الشيطان الجبت السحر والطاغوت.. والسحر شرك، والطاغوت الشيطان، هؤلاء خالفوا ما جاءهم من الكتاب أو ما نزل عليهم من كتاب على نبيهم خالفوه وآمنوا بالجبت والطاغوت، فلا يعني أن من أنزل إليه الكتاب لا يخالف ما جاء في كتابه أو يرفض ما جاء في كتابه.

جاء كعب بن الأشرف إلى مكة، فاجتمع حول المشركين وقالوا له: إنا معاشر قريش ومن معنا ممن تبعنا على دين الأجداد والآباء نقري الضيف، ونفك العاني، ونطعم الطعام وإلى غير ذلك من الخصال الحميدة، وهذا الأبتر أو هذا الصنبور فرق بيننا وقطع أرحامنا وسفه أحلامنا، فأينا أفضل وأهدى نحن أم محمد؟! وهو من أهل الكتاب ويعرف النبي -عليه الصلاة والسلام- ووصفه في كتابه الذي هو التوراة قال: أنتم أهدى سبيلاً، أنتم أهدى سبيلاً منه {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} [سورة النساء:51] هذا كعب بن الأشرف ومن جاء معه من اليهود إلى قريش في مكة شهادة زور شهادة زور وإلا فالذي عنده في كتابه بل في قرارة نفسه أن محمد -عليه الصلاة والسلام- رسول من عند الله صادق، بل هم يعرفون صدقه، ويعرفون أمانته، لكن حجبهم عن اتباعه -عليه الصلاة والسلام- التقليد للآباء والأجداد.

"وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ} [سورة المائدة:60]" يعني شر، يعني هل أخبركم بشر، يعني أشر وأشد شرًّا؛ لأن خير وشر أفعل تفضيل حذفت منه الهمزة وبقي على هذا اللفظ بشر من ذلك {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} [سورة الفرقان:24] شر وخير أفعل تفضيل، ولكن هل يلزم من أفعل التفضيل أن يكون الطرفان مشتركين في الصفة؟ هذا الأصل في التفضيل أن يشترك شيئان في وصف يزيد فيه أحدهما على الآخر، لكن قد تأتي أفعل التفضيل على غير بابها {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً} [سورة الفرقان:24] يعني من أهل النار، أصحاب الجنة خير من أهل النار مستقرًّا وأحسن مقيلاً، لكن هل عند أهل النار خير يشاركون فيه أهل الجنة وينقصون عنهم فيه؟ لا، ليس عندهم خير، فأفعل التفضيل تستعمل في لغة العرب وفي النصوص على غير أصلها على غير ما وضعت له {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ} [سورة المائدة:60] يعني جزاءً مثوبة يعني {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} [سورة المطففين:36] يعني هل جوزوا لا يعني الثواب دائمًا أجر إنما هو جزاء إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر {مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ} [سورة المائدة:60]، لكن كثر استعماله في الخير {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60] يعني هؤلاء {بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ} [سورة المائدة:60] هؤلاء {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60] هل هؤلاء مفضَّلون أو مفضَّل عليهم؟ والمفضَّلون مَن؟

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60].

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

لكن هؤلاء {مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [سورة المائدة:60] هؤلاء من اليهود {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [سورة المائدة:78]هؤلاء من بني إسرائيل {وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [سورة المائدة:60] المغضوب عليهم هم اليهود {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} [سورة المائدة:60] أيضًا من اليهود أصحاب السبت مسخوا قردة وخنازير فشبابهم قردة وشيوخهم خنازير، ومنهم من يقول: إن الذين مسخوا قردة أصحاب السبت من اليهود، والذين مسخوا خنازير أصحاب المائدة من قوم عيسى، لكن في اليهود مسخوا قردة وخنازير، فجاءت تسميتهم بإخوان القردة والخنازير بإخوان القردة والخنازير.

طالب: ........

الغضب في الأصل صفة فعلية.

طالب: ........

لا لا لا، ما هو براجع إلى الصفة هذا راجع إلى ما يستحقه هؤلاء من استمرار الغضب عليهم، ما تكون..

الله -جل وعلا- يوصَف بالغضب والرضا على ما يليق بجلاله وعظمته، ولا نتعرض لتأويله، بل يُمَر كما جاء ومن لازمه، لازم الغضب الانتقام، ومن لا يثبت الصفة من الأشاعرة فمن فوقهم في الابتداع يؤولونه بالانتقام ويقولون: هذا هو المراد، ولا صفة أكبر من ذلك فيؤولون الصفة بلازمها. {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60] الممسوخ لا نسل له كما جاء في الحديث، ولذا القردة الموجودة والخنازير الموجودة ليست من نسل أولئك الممسوخين.

طالب: ........

لكن ما يدري ما جزم بشيء -عليه الصلاة والسلام- ما جزم بشيء ليتعارض مع قوله -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ........

مادام الممسوخ لا نسل له إنما يقال: إخوان ما يقال: أحفاد ما يقال: إخوان.

طالب: ........

ماذا؟

طالب: ........

المشابهة لا تعني المطابقة، المشابهة في بعض الصفات قد توجد مشابهة من بعض الحيوانات لنوع من أنواع البشر أو للبشر عمومًا لا يعني أنها منه.

طالب: ........

طيب.

طالب: ........

يعني المغضوب عليهم المفضل عليه ما تقدم.

طالب: ........

يعني الكلام في عَود الإشارة في قوله ذلك يعني المفضَّل عليه والتفضيل لا يعني الفضل في هذا السياق، التفضيل لا يعني الفضل أفعل التفضيل يعني إذا قيل: زيد أخبث من عمرو ونقول: أخبث أفعل تفضيل، هل يعني أن هناك فضلًا في الطرفين؟

طالب: ........

الكلام على التفاوت وكون أحد الطرفين يزيد على الآخر في هذه الصفة، ولذا يستعمل أهل الحديث أفعل في غير ما وُضعَت له فيقولون حديث فلان أقوى من حديث.. أو أصح من حديث فلان، وكلا الحديثين ضعيف، حديث زيد أو فلان أصح من حديث فلان، وكلاهما ضعيف وقد يقولون: حديث فلان أضعف من حديث فلان، وأحدهما صحيح، والثاني حسن، ولا شك أن الحسن أضعف من الصحيح، لكن لا يعني الضعف الصفة الأصلية، لا يعني وجودها، لا يعني وجودها كما يقال: زيد أوثق من عمرو، ابن لهيعة أوثق من الإفريقي، وكلاهما ضعيف ونافع أضعف من سلام، وكلاهما ثقة، مثل هذه الأمور ومثل هذه السياقات التي تأتي على خلاف الأصل لا بد من التنبه لها.

طالب: ........

نعم مشتركون في الشر.

طالب: ........

لا لا، الذي ما تقدم لا لا، غير مشترك.

في قوله -جل وعلا-: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} [سورة الفرقان:24] لا يشتركون أصحاب النار لا يشاركونهم في هذا الوصف وقوله: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [سورة الكهف:21] يبنون عليهم مسجدًا، لكن هل هذا سياق مدح لهؤلاء الذين غلبوا أو ذم؟ بلا شك ذم؛ لأن اتخاذ المساجد على القبور من وسائل الشرك، ومع الأسف أن يندر أن يوجَد قطر من أقطار المسلمين يخلو من هذا، بل الذين سافروا إلى البلدان القريبة منا المحيطة بنا يجدون القبور في المساجد، وبعضهم يقول: يستفتي هل يصلي منفردًا؛ لأنه لا يجد مسجدًا ليس فيه قبر، قد يجد بعد البحث الطويل، لكن يصلي منفردًا، ولا يصلي في مسجد فيه قبر، أحمد بن الصديق الغُمَاري المغربي له كتاب في المشاهد والبنايات على القبور مطبوع، وذكر في مقدمته سؤالاً يسأل: هل البناء على القبور والمشاهد، هل هو سنة شرعية متوارَثة في هذه الأمة جيلاً بعد جيل؟ يعني كثرة وجودها في الأقطار كلها، يريد أن يقرر من خلاله أنه مشروع.

هل بناء المشاهد الأبنية على الأضرحة والمشاهد وعند الشرق يسمونه عتبات مقدسة.. هل هذا أفضل أو سنة متبعة متوارثة بين المسلمين أو بدعة كما يقوله القرنيون، من هم القرنيون؟ أئمة الدعوة الشيخ محمد ومن اتبعه على إحياء التوحيد والقرنيون نسبة إلى..

طالب: قرن الشيطان..

نعم نجد قرن الشيطان مع أن الشراح يقولون: ليس المراد بنجد التي هي من جزيرة العرب، وإنما هو نجد كل ما على وارتفع من الأرض، ومنهم من يقول: بعض الشراح نص على أنه العراق وما وراءه تخرج منه الفتن على مر الأزمان، على كل حال هو يتساءل ويريد أن يقرر ويقرر فعلاً في هذا الكتاب أن الأبنية على القبور والمشاهد والأضرحة سنة متبعة {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [سورة الكهف:21] اتخذوا مسجدًا من أجل تعظيم هؤلاء الذين ظهر من كرامتهم ما ظهر.

الشرك في أول ما بدأ من قوم نوح، وقد تقدم حصل بمثل هذا صوروا تماثيلهم، وصاروا يعبدون الله عندهم لتذكرهم، ثم بعد ذلك صاروا يعبدونهم من دون الله، جاءهم الشيطان قال: ما صوروهم إلا ليعبدوهم.

طالب: ........

الذين غلبوا؟ الذين غلبوا؟ الذين غلبوا مشركون هذا الأصل هم فروا منهم أصحاب الكهف فروا من هؤلاء حفاظًا على دينهم.

{عَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60] فيها قراءات بالفتح والضم، عُبُد جمع عابد للطاغوت، وتكون حينئذ الطاغوت مضافًا إليه فتُكسَر، بعضهم قرأها بضم الباء وفتح العين، وكذلك أضاف الطاغوت إليها، والقراءة التي عندنا {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} [سورة المائدة:60].

{قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً} [سورة الكهف:21] قام مجموعة من السلفيين في قطر من أقطار المسلمين بدعوة إلى إخراج القبور من المساجد، وأدركوا بعض الشيء وأخرجوها، ثم جاء مفتٍ للبلد جديد، وأفتى بإرجاعها، وصنَّف في ذلك كتابًا، نسأل الله العافية.

طالب: ........

الغريب الوارد الغريب ما يعرفون فيه قبرًا؟ يعني اندرست معالمه؟

طالب: ........

كيف ما تعرف؟!

طالب: ........

وأنت رأيته أنت؟ واضحة؟

طالب: ........

يعني الذي يعيش في ذلك البلد.. قل الغريب الذي جاء وصلى ومشى هذا يمكن ما يعرف، لكن الذي يسكن البلد، كيف ما يعرف؟!

طالب: ........

على كل حال الذي لا يعلم ما عليه شيء.

ثم جاء المؤلف -رحمه الله تعالى- بحديث أبي سعيد؛ ليبين أن هذه الأمة ستفعل ما فعلته الأمم السابقة؛ لئلا يقال: إن الآيات السابقة لا تدل على ما يريده المؤلف من الترجمة، فجاء بحديث أبي سعيد..

تفضَّل.

قال -رحمه الله-: "عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم»" واللام واقعة في جواب قسم مقدَّر: واللهِ لتتبعن، والنون نون التوكيد، ودخلت على الفعل المضارع، والفعل المضارع الأصل فيه الإعراب إلا إذا دخلت عليه نون النسوة أو نون التوكيد المباشِرة، وهنا النون مباشِرة أو غير مباشِرة؟

............................

 

 

 

وأعربوا مضارعًا إن عريا

 

عن نون توكيد مباشر وعن

 

 

نون إناث كيرعن من فتن

 

إذا عري عن نون التوكيد المباشِرة فإنه يُعرَب، وإذا وجدت نون التوكيد المباشِرة فإنه يبنى، وهل هو مبني أو معرب الآن؟ معرب، إذًا النون ليست مباشرة، والحائل بين الفعل والنون هو واو الجماعة، لو كان الخطاب لمفرد لتتبعَن، لتتبعَن يا محمد، تصير النون مباشرة فيبنى على الفتح، وهنا النون غير مباشرة فأعرب "«لتتبعُن سَنن»" طريق "«من كان قبلكم»" سَنن وسُنن، السُّنة الطريقة، والسَّنن كذلك المنهج والسبيل "«سَنن من كان قبلكم»" مَن هؤلاء؟ جاء بيانهم في الحديث بأنهم اليهود والنصارى كما سيأتي.

"«حذو القذة بالقذة»" القذة: ريشة السهم، فالسهم يوضع في آخره ريشة؛ لتثبت التوازن لتُثبت توازنه كالشعر في مؤخرة الطائر، "«حذو القذة»" ريشة السهم "«بالقذة»" والقذذ لا بد أن تكون متطابقة.

حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»"، وفي بعض الروايات «حتى لو وجد فيهم من ينكح أمه علانية لفعلتموه»، والتقليد لهؤلاء بين المسلمين موجود أو ما هو موجود؟ موجود، بل حصلت فيه الفتنة العظمى، يعني إذا جاء منهم صار هو الأفضل وهو الأحسن، ونجد من بعض شبابنا وسفهائنا من هو مفتون بهم، ويصرِّح بذلك، بل من بعض الكتاب الذين يزعمون أنهم مثقفون من يصرح بأننا ما عندنا إلا التخلف والرجعية، وعندهم التقدم، نظروا إلى ظاهر الحياة الدنيا، صحيح في أمور الدنيا تقدَّموا علينا، في أول سورة الروم {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [سورة الروم:1-5] {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ} [سورة الروم:6-7] {لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ} [سورة الروم:6-7] هذا الشاهد عندي أنا {لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ} [سورة الروم:6-7] ما معنى {لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ} [سورة الروم:6-7]؟ الأصل أن الكفار لا يعلمون، لكن ظاهر الحياة الدنيا يعلمونه، يعلمون ظاهر الحياة الدنيا، طيب علمهم هذا في الدنيا ظاهر أم باطن بالنسبة للدنيا؟ ظاهر أم باطن؟ معرفتهم بهذه الأمور والمخترعات والصناعات الدقيقة ظاهر أم باطن؟ ظاهر؛ لأنه لو كان باطنًا لقادهم إلى الإيمان بالله، ومع ذلك فئام كثير من المسلمين فتنوا بهم وقلدوهم حتى في مظاهرهم، حتى في مظاهرهم.

"«لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»" والرواية الثانية: «حتى لو وجد فيهم من ينكح أمه علانية لوجد فيكم» "قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟"

اليهودَ والنصارى؟ على تقدير تعني، أو أتعني يا رسول الله اليهودَ والنصارى؟ بالفتح والرواية والضبط الثاني اليهودُ والنصارى؟ يعني أهم اليهودُ والنصارى؟ "قال: «فمَن؟!»" يعني مَن القوم إلا أولئك؟

"أخرجاه" يعني في الصحيحين البخاري ومسلم في صحيحيهما الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، وهو من أهل الحديث، الشيخ سليمان محدِّث وقالوا: إنه يعرف رجال الحديث أكثر من معرفته برجال بلده، فهو محدِّث -رحمة الله عليه-.

يقول الشيخ سليمان في تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذي هو أصل فتح المجيد، فتح المجيد مختصر منه نبَّه -رحمة الله عليه- إلى أنه ليس في الصحيحين بهذا اللفظ، ليس في الصحيحين بهذا اللفظ، وإلى احتمال أنه عند غيرهما بهذا اللفظ، وأن المؤلف أراد أصله لا لفظه يعني أصل الحديث في الصحيحين، ودائمًا ما يقول أهل العلم: وأصله في الصحيحين، وأحيانًا يقولون: هذا لفظ مسلم وأصله في البخاري، وأحيانًا يقولون العكس. المقصود أن اللفظ الموجود في الكتاب ليس هو لفظ البخاري ومسلم، يقول: ليس في الصحيحين بهذا اللفظ، وإلى احتمال أنه عند غيرهما بهذا اللفظ، وأن المؤلف أراد أصله لا لفظه ولفظ الصحيحين.. ولفظه في الصحيحين، والسياق لمسلم: لتتبعن سنن من كان قبلكم «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم حتى لو دخلوا جحر ضب لاتبعتموهم»، والخلاف بين لفظ الصحيحين وما ذكر «حذو القذة بالقذة»، وفي رواية الصحيحين: «شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، شبرًا بشبر وذراعا بذراع».

وأحيانًا يُطلَق التخريج ويُنسَب إلى كتاب، والمراد أصل الحديث، والمراد أصل الحديث، البيهقي يعزو للبخاري، ابن الأثير في جامع الأصول يعزو للبخاري ومسلم وعمدتهم ومعوَّلهم على المستخرجات، ما يرجعون إلى الصحيحين مباشرة، ويعزون إلى البخاري وقد أخذوا من المستخرج على الصحيح، وكذلك مسلم، ولذا يقول الحافظ العراقي:

والأصل يعني البيهقي ومن عزا

 

 

 

وليت إذ زاد الحميدي ميَّزا

 

لأن المستخرجات تزيد على ما في الصحيح، وهذا من فوائدها، فالإنسان إذا أراد أن يعزو إلى الصحيح، وقد أخذ الحديث بواسطة من يتساهل ويأخذ من المستخرجات ويعزو إلى الصحيح لا بد أن يطابق الحديث الذي في البيهقي على ما يصححه البخاري ويذكر الفرق، والحميدي يأخذ زيادات من المستخرجات؛ لأن المستخرجات فيها زيادات على ما في الأصل.

...............................

 

 

 

وليت إذ زاد الحميدي ميزا

 

لأنه يجمع بين الصحيحين، الأصل أن يعتمد على الأصل من صحيح البخاري والأصل من صحيح مسلم، ولا يزيد من المستخرجات، ولا ينبه كذا قالوا:

...............................

 

 

 

وليت إذ زاد الحميدي ميزا

 

وبمراجعة الجمع بين الصحيحين للحميدي نجد أنه يميز -رحمة الله عليه-، قد يغفل في مواضع يسيرة، لكن الأصل أنه يميز، والذي قال هذا الكلام:

...............................

 

 

 

وليت إذ زاد الحميدي ميزا

 

لعله وقع نظره على بعض المواضع التي لم يحصل فيها التمييز.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...

طالب: يا شيخ -أحسن الله إليك- بالنسبة للحديث «لتتبعن سنن من كان قبلكم» هل يدل على أن كل فعل ذكر في

القرآن لليهود والنصارى كل فعل مذموم سيفعله المسلمون؟

«حذو القذة بالقذة» أو «شبرًا بشبر وذراعًا بذراع» يدل عليه.

طالب: كل الأفعال..؟

 

كلها نعم.