كتاب الصلاة (22)
هذا يقول: من المعلوم أن قول المحدِّثين: هذا حديث صحيح يختلف عن قولهم: هذا حديث إسناده صحيح، يقول: فكأن المحدِّث إذا قال: هذا حديث صحيح قد تكفل لنا بالشروط الخمسة للحديث الصحيح، وأما إذا قال: هذا حديث إسناده صحيح فإنه قد تكفل لنا باتصال الإسناد وعدالة الرواة وضبطهم، وأما عدم العلة والشذوذ فلم يتكفل بهما، لكن قرأت كلامًا لأحد العلماء المعاصرين قال فيه: إن قال حافظ، إن قال حافظ معتمد: هذا حديث إسناده صحيح، ولم يذكر علة للحديث فالظاهر أن الحديث صحيح؛ لأن الأصل عدم العلة، وعدم الشذوذ، انتهى كلامه، نعم.
هذا الكلام ليس لأحد المعاصرين، النووي قال، ابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم نصوا على أنه إذا قال الإمام المعتمد في أحكامه: إسناده صحيح، فهذا برهان، وعلامة على صحته؛ لأنه لا يظَنُّ بالإمام، لا يُظَنُّ به أن يعرف له علة، أو شذوذًا أو مخالفة ولا يذكرها، من هذه الحيثية، سَمِّ.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: "باب المساجد في البيوت، وصلى البراء بن عازب في مسجده في داره جماعة
حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان بن مالك -رضي الله عنه- وهو من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدرًا من الأنصار أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي، فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى، قال: فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سأفعل إن شاء الله»، قال عتبان: فغدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك؟» قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكبّر، فقمنا فصفنا، فصلى ركعتين ثم سلم، قال: وحبسناه على خزيرة صنعناها له، قال: فثاب في البيت رجال من أهل الدار ذوو عدد، فاجتمعوا فقال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخيشن أو ابن الدُّخشن؟ فقال بعضهم: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله؟» قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله».
قال ابن شهاب ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري، وهو أحد بني سالم، وهو من سراتهم، عن حديث محمود بن الربيع الأنصاري، فصدّقه بذلك".
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد،
فيقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-:"باب المساجد في البيوت" باب المساجد في البيوت، "وصلى البراء بن عازب في مسجده في داره جماعة" المساجد في البيوت كانت تتخذ إلى وقت قريب، وتميَّز، وتُطيَّب، ثم غفل الناس عنها، وصاروا يصلون في أي بقعة من بيوتهم ودورهم؛ لأن الدور الآن صارت كلها تصلح لأن يصلى فيها، كلها مرتبة ومنظفة، أما قبل والبيوت فيها شُحّ وضيق، وأيضًا وسائل التنظيف والحرص عليها ليس مثل الآن، قبل الناس في قِل.
على كل حال هذه سنَّة اندثرت، ويعرَف هذا العمود مثلاً في وسط البيت أو في زاوية من زواياه يوضع عليه مثل الحجيرة الصغيرة، وينظَّف، ويصلى فيه، يتخذ مسجدًا يصلي فيه الرجال النوافل، وتصلي فيه النساء، والأوزاعي، الإمام الأوزاعي -رحمه الله- ذُكِر أنه يصلي في بيته في مسجده، يعني النوافل، فزاره أحد أقرانه، ثم دعا الخادم، ونهره وقال: هكذا تتركون مسجد الشيخ للصبيان يبولون فيه؟ هكذا تتركون مسجد الشيخ للصبيان يبولون فيه؟ ماذا كان الجواب؟ دموعه -رحمه الله-، الله المستعان.
فهذه سنَّة معروفة ومأثورة، ومطروقة، النساء تتخذ من مكان للصلاة تحفظه من أن يعبث به أحد، ويستمر تنظيفه، وتطييبه، وتطهيره، وكذلك الرجال بالنسبة للنوافل، وأما بالنسبة للفرائض فلا يُعرَف عن أحد منهم أنه يصلي في بيته، وصلاة المرء في بيته أفضل إلا المكتوبة.
المساجد في البيوت، وصلى البراء بن عازب في مسجده، في داره جماعة، البيت محل السكن، والدار قد تطلق على هذا، وقد تطلق على الحي، على الحي كله، خير دور الأنصار كذا، يعني أحياء الأنصار.
قال: "حدثنا الليث"، لا إله إلا الله.
"باب المساجد في البيوت، وصلى البراء بن عازب في مسجد في داره جماعة" والجماعة كما تصلى أو تشرع في الفرائض هي كذلك بالنسبة للنوافل، فيما جاء فيه الدليل، والنبي -عليه الصلاة والسلام- صلى ومعه ابن عباس جماعة في صلاة الليل، وهناك نوافل تشرع لها الجماعة.
قال -رحمه الله-: "حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عقيل" الليث بن سعد، وعقيل هو ابن خالد، "عن ابن شهاب" الإمام الزهري، "قال: أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري" الصحابي من صغار الصحابة، سبق في كتاب العلم أنه عقل المجة التي مجها النبي- عليه الصلاة والسلام- في وجهه من دلو وعمره خمس سنين، وجاء عند بعضهم بعض الروايات أربع سنين، أظن عند الخطيب، لكن المعتمد ما في البخاري، وقد يتجوزون في مثل هذا، فمن يقول: خمس سنين يجبر الكسر، ومن يقول: أربع سنين يحذف الكسر، وهذه طريقتهم في الجمع بين الروايات المختلفة، وهذا الحديث حديث عقل المجة مشهور عند أهل الحديث في وقت التحمل، متى يتحمل الطالب الحديث، وانتهوا في النهاية إلى أن وقته التمييز، فإذا ميّز الصبي فهم الخطاب، وأدى الجواب، فإنه يصلح تحمله للحديث وروايته، أما بالنسبة للأداء فلا بد من البلوغ.
"أن عتبان بن مالك" عتبان بكسر العين، الأنصاري صحابي جليل، "وهو من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممن شهد بدرًا من الأنصار" له ميزة بدري، «وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم».
"أنه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" فهذه الرواية تدل على أنه أتى بنفسه، وفي أخرى أنه بعث من يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا منافاة، لا مانع أن يأتي بنفسه، فصلت الروايات أنه صلى الجمعة مع النبي -عليه الصلاة والسلام- فذكر له ذلك، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أتاه من الغد يوم السبت، ولا يمنع أنه في أول يوم السبت مثلاً بعث من يُذكِّر الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيصحّ الأمران، أو يكون بعث ولم يحضر، فتكون نسبة الأمر إليه من باب التجوز؛ لأن الآمر بالشيء كأنه فاعل له، "فقال: يا رسول الله، قد أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي" يعني من أجلهم إمامًا بهم، "فإذا كانت الأمطار سال الوادي الذي بيني وبينهم لم أستطع أن آتي مسجدهم" أنكر بصره، وبدأ به الضعف، ومن بداية الضعف وهو يذكر ذلك للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ولم يطبق عماه بالكلية كما سيأتي في الروايات إلا في آخر الوقت، جاء في بعض الروايات في روايات هذا الحديث أنه عمي، وفي بعضها: أنكرت بصري، وفيه ما يدل على أنه يرى، لكنها رؤية ضعيفة، وقالوا: إن قول الراوي: قد عمي الذي هو محمود بن الربيع قاله بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- في وقت رواية الحديث، هذا صحيح عمي، لكن في وقته -عليه الصلاة والسلام- أنكره لما ضعف.
"لم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي بهم، ووددت يا رسول الله أنك تأتيني، فتصلي في بيتي" فتصليَ في بيتي، تصليَ بالفتح منصوب بإيش؟
النصب؛ لأن آتي أن موجودة فأصليَن أين؟ أن آتي مسجدهم فأصليَ هذه موجودة، الفاء، أن الناصبة والعطف موجود، ووودت يا رسول الله أنك تأتي فتصليَ مضمور، منصوب بأن مضمرة بعد إيش؟
طالب: ..........
نعم المسبوقة بالتمني، المسبوقة بالتمني، فتصليَ في بيتي، "فأتخذه مصلى" الرسول -عليه الصلاة والسلام- جعل الله فيه من البركة ما جعل مما لم يكن لغيره -عليه الصلاة والسلام-، فيكون هذا المكان الذي صلى فيه النبي -عليه الصلاة والسلام- مباركًا.
"قال: فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «سأفعل إن شاء الله»" هذه تحقيق أم تعليق؟
طالب: ..........
ماذا؟
طالب: ..........
هو وقت مقالتها هل هي تحقيق أم تعليق؟
طالب: ..........
تعليق، لكن مستقبل، مستقبل لا يستطيع أن يجزم، لكن مضى، إذا تحقق صارت.
"قال عتبان: فغدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" يعني جاءهم في أول النهار، "وأبو بكر" يعني معه، ولم يذكر غيره في أول الأمر، لكنه لما دخل الرسول -عليه الصلاة والسلام- ثاب أناس من قومه وذُكر فيهم عمر وغيره.
"فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأذنت له فلم يجلس" جرت عادة الناس أنه إذا دُعي شخص أو أشخاص، ثم جاؤوا ووجدوا الباب مفتوحًا في الوقت المحدد كثير من الناس لا يستأذن، مفتوح وفيه ناس تقدموا، تقدموا عليه أو عليهم، يدخلون؛ لأنه أُذن لهم سابقًا، النبي -عليه الصلاة والسلام- دُعي فاستأذن، ما تدري ما الذي طرأ.
"فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأذنت له، فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت" لم يجلس حتى دخل البيت، في رواية: حين دخل البيت، "ثم قال: «أين تحب أن أصلي من بيتك؟» قال: فأشرت له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكبّر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم". هنا بدأ بالصلاة، بدأ بالصلاة؛ لأنه دُعي إليها، وفي الحديث السابق في حديث أم سليم بدأ بالطعام؛ لأنه دعي إليه، ثم صلى، وهنا صلى ثم أكل، قال: "قال: وحبسناه على خزيرة صنعناها له" هذه خطأ، خريزة عندك؟
طالب: ..........
السلفية خريزة، خطأ، ما الذي معك؟
طالب: ..........
خزيرة.
طالب: ..........
ماذا؟
طالب: ..........
فصفنا، فقمنا فصففنا.
طالب: ..........
ماذا؟
طالب:...
فصففنا، ما فيه رواية أخرى؟
طالب: ..........
والرمز الذي على الهامش؟
طالب: ..........
نعم، على كل حال إذا صفّوا بعد أن أمرهم بالصف صحّ أن يقول: صففنا، وأن يقول: وصفنا، قال: وحبسناه على خزيرة، خزيرة صنعناها له، الخزيرة يؤتى بقطع اللحم الصغيرة، ويصب عليها من الماء الكثير، ثم يوضع عليها الدقيق، إذا كان فيها لحم قالوا: خزيرة، وإذا كان ما فيها لحم قالوا: عصيدة، وجاء في الشروح وكتب اللغة أن الدقيق لا يكون ناعمًا، بل قد يطلق على ما يسمى عندنا الجريش الخشن، وبعضها يطحن معه القشور، القشور، مع القشور، وعلى كل حال هذه مادتها وكيفية صنعها ما ذُكِر.
قال: "فثاب في البيت رجال" يعني ثاب اجتمع، ثاب اجتمع، وقالوا في تعريف اللبن المحرِّم أنه ثاب عن حمل، ثاب يعني اجتمع من حمل أو بسبب حمل، "فثاب في البيت رجالٌ من أهل الدار" رجالٌ من أهل الدار، يعني من أهل الحي، "ذوو عدد، فاجتمعوا فقال قائل منهم: أين مالك بن الدُّخيشن؟" مالك بن الدُّخيشن، "أو ابن الدُّخشن؟" تصغير أو تكبير أو بالميم دخشم بالميم، "فقال بعضهم" قالوا: إن هذا البعض الذي قال هو عتبان صاحب البيت، فقال بعضهم: "ذلك منافق لا يحب الله ورسوله"، ذاك منافق لا يحب الله ورسوله، هذه تسمَع كثيرًا قديمًا وحديثًا تُرمى بهذه الطريقة، كثيرًا ما قيل في عهده -عليه الصلاة والسلام-: دعني أضرب عنق هذا المنافق، وهي متداولة الآن إذا رئي نفس الشخص إلى غير أهل الخير، وإلى غير أهل الحق رُمي بالنفاق، مع أنه لا يُعرَف تأويله، ولا ما رمى إليه وما قصد، "ذاك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقل ذلك»"؛ لأن الأصل أن الإيمان في القلب، وما كل أحد يطلع على خواص الناس إلا عن خبرة ومعاشرة، وقد يكون عند المقذوف والمرمي خبيئة لا يعرفها المتكلم.
"قال: «لا تقل ذلك، ألا تراه»" نعم، ما لهم إلا الظاهر، لكن أنت هل تقول هذا لشخص رأيته مرة أو مرات وبقية حياته أين؟ وجهه إلى المنافقين، لكن ما تدري ما تعليله، لا تدري ما علته في هذا، يمكن مثل حاطب، مثل حاطب، لكنك ما تدري.
على كل حال هذا الحديث في الصحيح ما لأحد كلام، ذاك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال، بعض الناس تحملهم الغيرة على أن يقولوا كلامًا لا يتحققون منه، ويعذرون في هذا، الذي قال في حضرة النبي -عليه الصلاة والسلام- منافق أعظم من القذف بالكبائر، لكن مع ذلك يعذرون في وقت الغياب الجزئي للعقل مع الغضب، مع كذا، فيعذرون، مسألة الغيرة؛ لأن الغضب له حدود في الشرع، أحيانًا ما تصحّ التصرفات، إذا وصل الغضب إلى حدٍّ بلغ به مبلغًا لا يقع طلاقه ولا بيعه ولا يقع شيء.
حمية المسلم على دينه تورثه الغضب، هذا شخص ونفسه ووجهه للمنافقين، لو يقال لك: إن فلانًا من الناس الكاتب كتب يمدح جهة مشبوهة، ما تغار وتغضب وتقول كلامًا قد لا تحسب له حسابًا؟ هذا طبيعة بشرية.
قال: فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "«لا تقل ذلك، ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله»" ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله؟ "«يريد بذلك وجه الله؟» قال: الله ورسوله أعلم" بقي في النفس شيء، بقي في النفس شيء، "قال: فإنا نرى وجهه ونصيحته إلى المنافقين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فإن الله قد حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»" يعني مخلصًا في ذلك لله -جل وعلا-.
"قال ابن شهاب: ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري، وهو أحد بني سالم" يعني من جماعة عتبان، "وهو من سراتهم" يعني من عليتهم، "عن حديث محمود بن الربيع الأنصاري، فصدّقه بذلك" كأنه رأى سِن محمود بن الربيع لا يحتمل الاتصال، هو في الأصل محمود بن الربيع الأنصاري أن عتبان مالك، الآن هل القصة متصلة أم منقطعة؟
طالب: ..........
هو قال فيما بعد، فيما بعد، فيه نسبة إلى عتبان، أن عتبان بن مالك، وهو من أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أتى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، هذه محمود بن الربيع يحكي القصة يحتمل أن يكون رواها عن صاحبها، أو شهدها، على صغر سنه، الله أعلم، ثم بعد ذلك قال..
طالب: ..........
نعم، مذكور يأتي في الشرح، عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك.
طالب: ..........
نعم، يرى؟
لكن قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله، تبرأ.
اقرأ.
قال الحافظ -رحمه الله-: "قوله: (باب المساجد) أي اتخاذ المساجد (في البيوت). قوله: (وصلى البراء بن عازب في مسجد في داره جماعة) وللكشميهني في جماعة، وهذا الأثر أورد ابن أبي شيبة معناه في قصة.
قوله: (إن عتبان بن مالك) أي الخزرجي السالمي من بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، هو بكسر العين، ويجوز ضمها".
عِتبان وعُتبان، نعم.
"قوله: (أنه أتى) في رواية ثابت عن أنس عن عتبان عند مسلم: أنه بعث إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يطلب منه ذلك".
نعم، رواية مسلم عن عتبان هي مروية عن صاحب القصة.
"فيحتمل أن يكون نُسب إتيان رسوله إلى نفسه مجازًا، ويحتمل أن يكون أتاه مرة، وبعث إليه أخرى إما متقاضيًا وإما مذكرًا. وفي الطبراني من طريق أبي أويس عن ابن شهاب بسنده أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم جمعة".
متقاضيًا يعني يطلبه قضاء ما وعده به.
"أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم جمعة: لو أتيتني يا رسول الله، وفيه أنه أتاه يوم السبت، وظاهره أن مخاطبة عتبان بذلك كانت حقيقية لا مجازًا.
قوله: (قد أنكرت بصري) كذا ذكره جمهور أصحاب ابن شهاب كما للمصنف من طريق إبراهيم بن سعد ومعمر، ولمسلم من طريق يونس، وللطبراني من طريق الزبيدي والأوزاعي، وله من طريق أبي أويس: لما ساء بصري، وللإسماعيلي من طريق عبد الرحمن بن نمر: جعل بصري يكلُّ، ولمسلم من طريق سليمان بن المغيرة عن ثابت: أصابني في بصري بعض الشيء، وكل ذلك ظاهر في أنه لم يكن بلغ العمى إذ ذاك، لكن أخرجه المصنف في باب الرخصة في المطر من طريق مالك عن ابن شهاب فقال فيه: إن عتبان كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنها تكون الظلمة والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، الحديث.
وقد قيل: إن رواية مالك هذه معارضة لغيره، وليست عندي كذلك، بل قول محمود: إن عتبان كان يؤم قومه وهو أعمى أي حين لقيه محمود وسمع منه الحديث، لا حين سؤاله للنبي -صلى الله عليه وسلم-. ويبينه قوله في رواية يعقوب: فجئت إلى عتبان وهو شيخ أعمى يؤم قومه. وأما قوله: وأنا رجل ضرير البصر، أي أصابني فيه ضرّ، كقوله: أنكرت بصري".
ولا يلزم أن يكون عمي.
"ويؤيد هذا الحمل قوله في رواية ابن ماجه من طريق إبراهيم بن سعد أيضًا: لما أنكرت من بصري وقوله في رواية مسلم: أصابني في بصري بعض الشيء فإنه ظاهر في أنه لم يكمل عماه".
في أنه، في أنه، أنه ظاهر.
"فإنه ظاهر في أنه لم يكمل عماه".
لو كان أعمى لو كان أعمى لو كان أعمى ما يفرق عنده.
طالب:...
نعم لم يكمل عماه.
"لكن رواية مسلم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت بلفظ: أنه عمي فأرسل. وقد جمع ابن خزيمة بين رواية مالك وغيره من أصحاب ابن شهاب فقال: أنكرت بصري، هذا اللفظ يطلق على من في بصره سوء، وإن كان يبصر بصًرا ما، وعلى من صار أعمى لا يبصر شيئًا. انتهى. والأولى أن يقال: أطلق عليه عمى؛ لقربه منه ومشاركته له في فوات بعض ما كان يعهده في حال الصحة، وبهذا تأتلف الروايات. والله أعلم.
قوله: (أصلي لقومي) أي لأجلهم، والمراد أنه كان يؤمهم، وصرح بذلك أبو داود الطيالسي عن إبراهيم بن سعد.
قوله: (سال الوادي) أي سال الماء في الوادي، فهو من إطلاق المحل على الحال، وللطبراني من طريق الزبيدي: وأن الأمطار حين تكون يمنعني سيل الوادي.
قوله: (بيني وبينهم) وفي رواية الإسماعيلي: يسيل الوادي الذي بين مسكني وبين مسجد قومي، فيحول بيني وبين الصلاة معهم.
قوله: (فأصلي بهم) بالنصب عطفًا على آتي. قوله: (ودِدت) بكسر الدال الأولى أي تمنيت. وحكى القزاز جواز فتح الدال في الماضي والواو في المصدر، والمشهور في المصدر الضم، وحكي فيه أيضًا الفتح فهو مثلث".
ودَدت وَدًا ووِدًا ووُدًا.
"قوله: (فتصلي) بسكون الياء، ويجوز النصب؛ لوقوع الفاء بعد التمني، وكذا قوله: (فأتخذُه) بالرفع، ويجوز النصب.
قوله: (سأفعل إن شاء الله) هو هنا للتعليق لا لمحض التبرك، كذا قيل، ويجوز أن يكون للتبرك؛ لاحتمال اطلاعه -صلى الله عليه وسلم- بالوحي على الجزم بأن ذلك سيقع. قوله: (قال عتبان) ظاهر هذا السياق أن الحديث من أوله إلى هنا من رواية محمود بن الربيع بغير واسطة، ومن هنا إلى آخره من روايته عن عتبان صاحب القصة".
أين قال عتبان؟
طالب:...
قال عتبان أي في منتصف الحديث.
"وقد يقال: القدر الأول مرسل; لأن محمودًا يصغر عن حضور ذلك، لكن وقع التصريح في أوله بالتحديث بين عتبان ومحمود من رواية الأوزاعي عن ابن شهاب عند أبي عوانة، وكذا وقع تصريحه بالسماع عند المصنف من طريق معمر ومن طريق إبراهيم بن سعد كما ذكرناه في الباب الماضي، فيحمل قوله: (قال عتبان) على أن محمودًا أعاد اسم شيخه اهتمامًا بذلك لطول الحديث.
قوله: (فغدا علي) زاد الإسماعيلي بالغد، وللطبراني من طريق أبي أويس أن السؤال وقع يوم الجمعة، والتوجه إليه وقع يوم السبت كما تقدم.
قوله: (وأبو بكر) لم يذكر جمهور الرواة عن ابن شهاب غيره، حتى إن في رواية الأوزاعي: فاستأذنا فأذنت لهما، لكن في رواية أبي أويس ومعه أبو بكر وعمر، ولمسلم من طريق أنس عن عتبان: فأتاني ومن شاء الله من أصحابه، وللطبراني من وجه آخر عن أنس: في نفر من أصحابه. فيحتمل الجمع بأن أبا بكر صحبه وحده في ابتداء التوجه، ثم عند الدخول أو قبله اجتمع عمر وغيره من الصحابة فدخلوا معه.
قوله: (فلم يجلس حين دخل)، وللكشميهني: حتى دخل، قال عياض: زعم بعضهم أنها غلط، وليس كذلك، بل المعنى فلم يجلس في الدار ولا غيرها حتى دخل البيت مبادرًا إلى ما جاء بسببه. وفي رواية يعقوب عند المصنف، وكذا عند الطيالسي: فلما دخل لم يجلس حتى قال أين تحب؟ وكذا للإسماعيلي من وجه آخر، وهي أبين في المراد; لأن جلوسه إنما وقع بعد صلاته بخلاف ما وقع منه في بيت مُليكة حيث جلس فأكل ثم صلى; لأنه هناك دعي إلى الطعام فبدأ به، وهنا دعي إلى الصلاة فبدأ بها.
قوله: (أن أصلي من بيتك) كذا للأكثر، والجمهور من رواة الزهري، ووقع عند الكشميهني وحده: في بيتك.
قوله: (وحبسناه) أي منعناه من الرجوع. قوله: (خزيرة) بخاء معجمة مفتوحة بعدها زاي مكسورة ثم ياء تحتانية ثم راء ثم هاء نوع من الأطعمة قال ابن قتيبة: تصنع من لحم يقطع صغارًا ثم يصب عليه ماء كثير، فإذا نضج ذر عليه الدقيق، وإن لم يكن فيه لحم فهو عصيدة. وكذا ذكر يعقوب نحوه وزاد: من لحم بات ليلة".
من يعقوب؟
طالب:...
نعم يعقوب بن السكيت، يعقوب الراوي نعم. ذكرنا هذا في الدرس الماضي، وأشرنا إليه مرارًا، وأن منزل بن سالم أبعد من منزل ابن أم مكتوم، احتمال أن عتبان ما يسمع النداء، وابن أم مكتوم قال له: تسمع النداء؟ قال: نعم، الأمر الثاني: أن ابن أم مكتوم أعمى من الصغر، وعتبان ما عمي إلا لما كبر، ومعلوم الفرق، ومعلوم الفرق بين من يصيبه العمى وكبير حتى يضيع في بيته، وبين من يصاب بالعمى وهو صغير، فلا يوجد فرق كبير بينه وبين المبصرين، بل قد يفوقهم، من يولد أعمى أو يعمى وهو صغير قد يفوق المبصرين، يعوّض، قصص كثيرة عن العميان، وللصفدي كتاب اسمه نَكت الهميان في نُكت العميان، نَكت الهميان في قصص العميان، وذكر عن المعري أنه جاء مع طريق وهو أعمى فضربته شجرة مع وجهه، ثم عاد إلى الطريق بعد عشرين سنة، فلما وصل موضع الشجرة طأطأ برأسه قال له: ماذا عندك؟ قال: فيه شجرة، قال له: ما فيه شيء، قال: احفر إما وجدتها عروق الشجرة فأنا، وبالفعل، ووُجِد ما هو أعجب من ذلك لبعض العميان من المتقدمين والمعاصرين، والمقام لا يتسع لذكر بعضها فضلاً عن جميعها.
طالب: ..........
نعم، يظل معه، صحيح.
طالب: ..........
معروف نعم، يصلحون الساعات، ويصلحون الدراجات، ويصلحون كل شيء، شخص أعيت به الأسباب من وجود صوت في سيارته، وجميع الورش والوكالات والمهرة من مهندسي السيارات عجزوا، يتكلم مجلس، قال: إذا أذن الأول في صلاة الفجر تعال، ومسك به الخط طلع به من الرياض قال: ارجع، قال: أين؟ قال: فيه الياي الذي يرتفع وينزل، عرفته؟ يقول: فيه حصاة إذا ارتفعت السيارة وصار فيها مجال تحركت، وإذا نزلت ما فيه شيء، راح قال لهم يفكونه ويأخذونه.
"قال: وقيل: هي حساء من دقيق فيه دسم، وحكى في الجمهرة نحوه، وحكى الأزهري عن أبي الهيثم أن الخزيرة من النخالة، وكذا حكاه المصنف في كتاب الأطعمة عن النضر بن شُميل، قال عياض: المراد بالنخالة دقيق لم يغربل".
يعني فيه القشور لم يغربل.
"ويؤيد هذا التفسير قوله في رواية الأوزاعي عند مسلم: على جشيشة بجيم ومعجمتين، قال أهل اللغة: هي أن تطحن الحنطة قليلاً ثم يلقى فيها شحم أو غيره، وفي المطالع: أنها رويت في الصحيحين بحاء وراءين مهملات".
حريرة يعني.
"وحكى المصنف في الأطعمة عن النضر أيضًا أنها -أي التي بمهملات- تصنع من اللبن. قوله: (فثاب في البيت رجال) بمثلثة وبعد الألف موحدة، أي اجتمعوا بعد أن تفرقوا. قال الخليل: المثابة مجتمع الناس بعد افتراقهم، ومنه قيل للبيت: مثابة. وقال صاحب المحكم: يقال: ثاب إذا رجع، وثاب إذا أقبل.
قوله: (من أهل الدار) أي المحلة، كقوله: خير دور الأنصار دار بني النجار؛ أي محلتهم، والمراد أهلها. قوله: (فقال قائل منهم) لم يسم هذا المبتدئ.
قوله: (مالك بن الدُّخيشن) بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة وسكون الياء التحتانية بعدها شين معجمة مكسورة ثم نون، قوله: (أو ابن الدُّخشن) بضم الدال والشين وسكون الخاء بينهما وحُكي كسر أوله، والشك فيه من الراوي هل هو مصغر أو مكبر. وفي رواية المستملي هنا في الثانية بالميم بدل النون، وعند المصنف في المحاربين من رواية معمر: الدُّخشن بالنون مكبرًا من غير شك، وكذا لمسلم من طريق يونس، وله من طريق معمر بالشك، ونقل الطبراني عن أحمد بن صالح أن الصواب: الدُّخشم، بالميم وهي رواية الطيالسي، وكذا لمسلم من طريق ثابت عن أنس عن عتبان، والطبراني من طريق النضر بن أنس عن أبيه".
الدُّحشم؟ هذه بدون شك في مسلم، التي بالميم، والشك من الراوي والمصغر والمكبر، وفي رواية المستملي، هنا في الثانية بالميم بدلاً، المستملي، المستملي عند البخاري، المستملي عند البخاري بالميم.
"ونقل الطبراني عن أحمد بن صالح أن الصواب: الدُّخشم، بالميم، وهي رواية الطيالسي، وكذا لمسلم من طريق ثابت عن أنس عن عتبان، والطبراني من طريق النضر بن أنس، عن أبيه، قوله: (فقال بعضهم) قيل: هو عتبان راوي الحديث، قال ابن عبد البر في التمهيد: الرجل الذي سارّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في قتل رجل من المنافقين هو عتبان، والمنافق المشار إليه هو مالك بن الدُّخشم. ثم ساق حديث عتبان المذكور في هذا الباب، وليس فيه دليل على ما ادعاه من أن الذي سارّه هو عتبان. وأغرب بعض المتأخرين فنقل عن ابن عبد البر أن الذي قال في هذا الحديث: ذلك منافق، هو عتبان أخذًا من كلامه هذا، وليس فيه تصريح بذلك، وقال ابن عبد البر: لم يختَلف في شهود مالك بدرًا، وهو الذي أسر سهيل بن عمرو، ثم ساق بإسناد حسن عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لمن تكلم فيه: «أليس قد شهد بدرًا».
قلت: وفي المغازي لابن إسحاق أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث مالكًا هذا ومعن بن عدي فحرقا مسجد الضرار، فدل على أنه بريء مما اتهم به من النفاق، أو كان قد أقلع عن ذلك، أو النفاق الذي اتهم به ليس نفاق الكفر، إنما أنكر الصحابة عليه تودده للمنافقين، ولعل له عذرًا في ذلك كما وقع لحاطب.
قوله: «ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله» وللطيالسي: أما يقول، ولمسلم: أليس يشهد، وكأنهم فهموا من هذا الاستفهام أن لا جزم بذلك. ولولا ذلك لم يقولوا في جوابه: إنه ليقول ذلك وما هو في قلبه، كما وقع عند مسلم من طريق أنس عن عتبان.
قوله: (فإنا نرى وجهه) أي توجهه. قوله: (ونصيحته إلى المنافقين) قال الكرماني: يقال نصحت له لا إليه ثم قال: قد ضمن معنى الانتهاء، كذا قال، والظاهر أن قوله: إلى المنافقين متعلق بقوله: وجهه فهو الذي يتعدى بإلى، وأما متعلق نصيحته فمحذوف للعلم به. قوله: (قال ابن شهاب) أي بالإسناد الماضي، ووهم من قال إنه معلق. قوله: (ثم سألت) زاد الكشميهني: بعد ذلك والحصين بمهملتين لجميعهم".
قف على قوله: قال ابن شهاب.
طالب: أي بالإسناد الماضي.
قف عليه.