كتاب الإيمان (27)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نعم.

طالب: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا، واغفر لنا ولشيخنا، واجزه عنا خيرًا.

قال الإمام البخاري -رَحِمَهُ اللهُ تعالى-: "بَابٌ: عَلاَمَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ.

 حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ»".

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيقول ابن حجر -رَحِمَهُ اللهُ- في شرح هذا الباب: ("بابٌ: علامة الإيمان حب الأنصار")، يقول: ("بابٌ" هو منون)؛ لأن الجملة كاملة بعده من المبتدأ والخبر، فحينئذٍ يُقطع الباب عن الإضافة، ويجوز إضافته إلى الجملة، فلا يُنون حينئذٍ، لكن الأكثر على أنه في مثل هذه الحالة إذا كانت الجملة مستوفية الطرفين فإنه يُقطع عن الإضافة.

قال -رَحِمَهُ اللهُ-: (ولما ذكر في الحديث السابق أنه لا يحبه إلا الله)، «وأن يحب المرء لا يحبه إله لله»، قال: (عقَّبه بما يشير إليه من أن حب الأنصار كذلك)؛ لأنه يحب الأنصار لا يحبهم إلا لله؛ لأنهم نصروا الرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-؛ (لأن محبة من يحبهم من حيث هذا الوصف وهو النصرة)، الأنصار معروف أن الذكر باللقب يُشعر بلمح الأصل الذي هو الصفة، والصفة هنا هي النصرة، إذا قيل: يحب العلماء، فإنما يحبهم لعلمهم، يحب الأتقياء، إنما يحبهم لتقواهم... وهكذا، فإذا ذُكر المراد بالوصف، فإن هذا الوصف مؤثر وسبب في الإسناد، له أثر في الإسناد، وذكرنا في أكثر من مناسبة أنه فرق بين أن تدعو قريبك باسمه أو بكنيته وبين أن تدعوه بما يدل على القرابة.

 يعني لو أن لك أخًا اسمه محمد أو كنيته أبو علي، فبدلاً من أن تقول: يا محمد أو يا أبا علي، تقول: يا أخي، تُشعره بأن بينك وبينه رابطة هي الأخوة، ومثله قولك: يا عم، يا خال، تُذكره بهذه القرابة، وتذكر نفسك بها، وهذه القرابة تُذكرك أيضًا بالحق الذي عليك لهذا الشخص، وبعض الناس مع الأسف يدعو أخاه الكبير أو يدعو عمه أو يدعو خاله: يا أبا فلان، إذًا ما الفرق بينه وبين الجار، الجار أبو محمد وعمك أبو محمد ما فيه فرق؟

عائشة -رَضِيَ اللهُ عنهُ- تقول لورقة: يا عم اسمع من ابن أخيك، يعني هذه ألفاظ، خديجة، نعم خديجة في بدء الوحي. هذه الألفاظ تُشعر بالرابطة والعلاقة التي تدعو إلى الصلة وتوثيق المودة والمحبة بين الأقارب، أما الدعوى. الآن عندنا الأنصار، يعني يُذكرنا بهذا الوصف الذي يجعلنا لا نغفل عن سبب هذه المحبة، وكذلك لو قيل: المهاجرون كذلك؛ لأنهم هاجروا وهجروا أوطانهم وأموالهم لله -جَلَّ وعَلا-، نصرة لدينه وفرارًا بأديانهم من الفتن التي يُعرضون لها.

فالوصف قال: (لأن محبة من يحبهم من حيث هذا الوصف وهو النصرة إنما هو لله تعالى، فهم وإن دخلوا في عموم قوله: «لا يحبه إلا لله»، لكن التنصيص بالتخصيص دليل العناية)، يعني إفراد الأنصار، وإن كانوا داخلين في الحديث السابق، إلا أن التخصيص بعد التعميم يدل على الاهتمام بشأن الخاص والعناية به.

(قوله: "حدثنا أبو الوليد" هو الطيالسي واسمه هشام بن عبد الملك. قوله: "جبر")، قال: "أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر" (هو بفتح الجيم وسكون الموحدة وهو ابن عتيك الأنصاري، وهذا الراوي ممن وافق اسمُه اسم أبيه)، عبد الله بن عبد الله.

(قوله: «آية الإيمان»)، «آية» (بالهمزة الممدودة وياء تحتية ومفتوحة وهاء التأنيث)؛ لأنه صُحف الحديث، لا بد من ضبطه هكذا؛ لينطق نطقًا سليمًا؛ لأنه صحفه من صحفه كالعكبري في إعراب الحديث قال: «إنه الإيمان». «الإيمان» مجرور بالإضافة)، «آيةُ الإيمانِ» (هذا هو المعتمد في ضبط هذه الكلمة في جميع الروايات في الصحيحين والسنن والمستخرجات والمسانيد، والآية العلامة).

 البخاري يقول: "باب علامة الإيمان" يفسر بذلك ما جاء في متن الحديث: «آية الإيمان» يعني علامته، (والآية العلامة كما ترجم به المصنف، ووقع في إعراب الحديث لأبي البقاء العكبري: «إنه الإيمان»)، ومعروف أن العكبري له عناية بالإعراب، فله إعراب القرآن إملاء ما منَّ به الرحمن، وله أيضًا إعراب الحديث النبوي. («إنه الإيمان» بهمزة مكسورة ونون مشددة وهاء، و«الإيمانُ» مرفوع، وأعربه فقال: إنَّ للتأكيد، والضمير ضمير الشأن)، هل يمكن أن يقال: إن هذا تصحيف من كاتب أو ناسخ أو طابع بالنسبة لإعراب الحديث؟ ما يمكن، من أصل، من المؤلف، لماذا؟

لأنه أعربه هكذا، (فقال: إنَّ للتأكيد، والهاء ضمير الشأن، و«الإيمان» مبتدأ وما بعده خبر، ويكون التقدير: إنَّ الشأن الإيمان حب الأنصار، وهذا تصحيف منه، ثم فيه نظر من جهة المعنى؛ لأنه يقتضي حصر الإيمان في حب الأنصار وليس كذلك)، الكلام على ثبوت الرواية، الرواية لم تثبت بهذا اللفظ، ولو ثبتت لكان حصر الإيمان في حب الأنصار يكون حصرًا إضافيًّا، ولا يكون حصرًا حقيقيًّا، والحصر الإضافي سائغ، يعني لو تقول مثلاً: الشاعر زيد، هذا حصر، والحصر مأخوذ من تعريف جزئي الجملة، هناك شعراء غير زيد، لكن هذا حصر إضافي، وليس بحصر حقيقي، وهو سائغ شائع.

(فإن قيل: واللفظ المشهور أيضًا يقتضي الحصر)، «آية الإيمان حب الأنصار» الجملة بطرفيها تقتضي الحصر؛ لأن الطرفين كل منهما معرفة، تعريف جزئي الجملة يدل على الحصر، وكلاهما معرفة بالإضافة.

(فإن قيل: واللفظ المشهور أيضًا يقتضي الحصر، وكذا ما أورده المصنف في فضائل الأنصار من حديث البراء بن عازب: «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن»؟ فالجواب عن الأول: أن العلامة كالخاصة تطَّرد ولا تنعكس)، (تطَّرد ولا تنعكس) معناها أن حبهم إيمان يقينًا، وبغضهم نفاق يقينًا، لكن هذا الحصر لا ينعكس باعتبار أن حب غيرهم ليس من الإيمان أو أن بغض غيرهم من خيار الأمة ليس من النفاق. (فالجواب عن الأول: أن العلامة كالخاصة تطرد ولا تنعكس، فإن أُخذ من طريق المفهوم فهو مفهوم لقب لا عبرة به)، مفهوم اللقب ضعيف عند عامة أهل العلم، بل عليه لوازم باطلة، «إنما أنا بشر» هذا مفهومه لو حصرنا الرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- بالبشرية فقط لزم عليه نفي الصفات الأخرى، واللقب الذي يُعبرون به أعم من أن يكون اسمًا أو لقبًا أو كنية، إذا قلنا: مفهوم لقب أشمل من أن يكون اسمًا أو وصفًا أو كنية أو لقبًا. المقصود أن مفهوم اللقب عليه لوازم باطلة، لو قلنا قوله: «إنما أنا بشر». قال: (سلمنا الحصر لكنه ليس حقيقيًّا بل ادعائيًّا للمبالغة)، وهذا الذي أشرنا إليه من كونه حصرًا إضافيًّا، وهذا كما يوجه به اللفظ الصحيح يمكن أن يوجه به اللفظ المصحف، فلا يكون سببًا للطعن فيه، إنما الطعن الحقيقي في التصحيف أنه لم تثبت به الرواية، ولو ثبتت به الرواية لأمكن توجيهه بمثل هذا الكلام.

(أو هو حقيقي، لكنه خاص بمن أبغضهم من حيث النصرة)، يعني فرق بين أن تبغض زيدًا من الناس إما لذاته، يعني ما دخل مزاجك؟ أحيانًا يحصل كره لشخص لا يمكن تعليله لكن «الأرواح جنود مجندة»، أو لسبب يقتضي ذلك، وفيه أوصاف أخرى يُحب من أجلها، فإذا قلت: أنا لا أحب فلانًا، ومن أوصافه أنه من رجال الحسبة، هل نقول: إنك تبغض الحسبة وأهل الحسبة؟ أنت تبغضه لأمر آخر، فكونك تكرهه أو تبغضه لأمر يقتضي ذلك غير الوصف الممدوح شرعًا، فإذا أبغضته للوصف الممدوح شرعًا فهذا لا شك أنه نفاق. قال: (لكنه خاص بمن أبغضهم من حيث النصرة.

 والجواب عن الثاني: أن غايته أن لا يقع حب الأنصار إلا لمؤمن وليس فيه نفي الإيمان عمن لم يقع منه ذلك، بل فيه أن غير المؤمن لا يحبهم)، (غير المؤمن لا يحبهم) طيب المؤمن؟ يجب عليه أن يحبه، طيب كون المؤمن لا يحبهم فهذا دليل على أن في إيمانه خللاً. (بل فيه أن غير المؤمن لا يحبهم، فإن قيل: فعلى الشق الثاني هل يكون من أبغضهم منافقًا وإن صدق وأقر؟ فالجواب: أن ظاهر اللفظ يقتضيه، لكنه غير مراد)، لكن إذا كان بغضه إياهم؛ لأنهم نصروا النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- واتصفوا بهذا الوصف؟

طالب: .......

نعم، نفاق هذا.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

في قوله: (فإن قيل: فعلى الشق الثاني هل يكون من أبغضهم منافقًا وإن صدق وأقر؟ فالجواب: أن ظاهر اللفظ يقتضيه، لكنه غير مراد، فيحتمل على تقييد البغض بالجهة، فمن أبغضهم من جهة هذه الصفة وهي كونهم نصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثر ذلك في تصديقه، فيصح أنه منافق).

طالب: ..........

لا، أنت افترض أن بينك وبين أنصاري مشاحنة دنيوية فوقع في نفسك كره له بهذا السبب، يصير نفاقًا؟

طالب: ..........

يصير نفاقًا؟

طالب: ..........

بخلاف ما لو أبغضته من أجل الصفة، مثل ما قلنا في رجال الحسبة مثلاً، كثير من الناس يكرههم؛ لأنهم يأمرون وينهون ويقول: إنهم يتدخلون في شئون الناس وأنهم...

طالب: ..........

لا، الكلام على الوصف المشترك، هؤلاء نصروا الدين ونصروا الرسول -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-، وهؤلاء اتصفوا بوصف معظم شرعًا.

(ويُقرِّب هذا الحمل زيادة أبي نعيم في المستخرج في حديث البراء بن عازب: «من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي أبغضهم»، ويأتي مثل هذا في الحب كما سبق. وقد أخرج مسلم من حديث أبي سعيد رفعه: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر». ولأحمد من حديثه: «حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق». ويحتمل أن يقال: إن اللفظ خرج على معنى التحذير فلا يراد ظاهره، ومن ثَم لم يقابل الإيمان بالكفر الذي هو ضده، بل قابله بالنفاق إشارةً إلى أن الترغيب والترهيب إنما خوطب به من يُظهر الإيمان، أما من يظهر الكفر فلا لأنه مرتكب ما هو أشد من ذلك)، يعني «ليس بعد الكفر ذنب»، يحب من شاء، ويبغض من شاء إذا اتصف بالكفر.

(قوله: «الأنصار» هو جمع ناصر كأصحاب وصاحب، أو جمع نصير كأشراف وشريف، واللام فيه للعهد أي أنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمراد الأوس والخزرج، وكانوا قبل ذلك يُعرفون ببني قَيْلة بقاف مفتوحة وياء تحتانية ساكنة، وهي الأُم التي تجمع القبيلتين، فسماهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأنصار، فصار ذلك عَلمًا عليهم، وأطلق أيضًا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم وخُصوا بهذه المنقبة)، إذا أردت أن تنسب إلى الأنصار، أنس بن مالك مثلاً تقول: الأنصاري، ومعروف في اللغة أن النسبة إلى الجمع شاذة، فلا بد أن ترد الكلمة إلى مفردها، ومفردها ناصري، فهل تستطيع أن تقول: أنس بن مالك الناصري؟ ما تقدر، فكيف يقال: النسبة إلى الجمع شاذة ولا بد من رد الكلمة إلى مفردها ثم يُنسب إليه؟ إذا أردت النسبة إلى الصحف تقول: صُحفي أم صَحفي؟

طالب: صَحفي.

صَحفي، ترد الكلمة إلى مفردها وهي صحيفة فتنسب إلى المفرد. هنا يقول أهل العلم: إذا كان اللفظ لفظ الجمع أشهر من لفظ المفرد نُسب إليه، وإذا كان الجمع لا مفرد له، لا واحد له نُسب إليه، كما تقول: الأعرابي، الأعرابي نسبة إلى الأعراب، فإذا كان اشتهار الجمع أكثر من المفرد، صحت النسبة إليه، وكذلك إذا كان الجمع لا واحد له من لفظه، صحت النسبة إليه أيضًا.

(وخُصوا بهذه المنقبة العظمى لما فازوا به دون غيرهم من القبائل من إيواء النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه، والقيام بأمرهم ومواساتهم بأنفسهم وأموالهم، وإيثارهم إياهم في كثير من الأمور على أنفسهم)، كما جاء في قول الله -جَلَّ وعَلا-: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9]، (فكان صنيعهم لذلك موجبًا لمعاداتهم جميع الفرق الموجودين من عرب وعجم، والعداوة تجر البغض، ثم كان ما اختُصوا به مما ذُكر موجبًا للحسد والحسد يجر البغض)، يعني في غزوة حنين لما قسم النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- الغنائم ولم يعط الأنصار شيئًا، هم وجدوا في أنفسهم، لكن النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- واساهم بكلام يعدل الدنيا كلها، فيحسدهم الناس على هذا الكلام الذي اختصهم به النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-.

 (والحسد يجر البغض، فلهذا جاء التحذير من بغضهم، والترغيب في حبهم، حتى جعل ذلك آية الإيمان والنفاق، تنويهًا بعظيم فضلهم، وتنبيهًا على كريم فعلهم، وإن كان مَن شاركهم في معنى ذلك مشاركًا لهم في الفضل المذكور كلٌّ بقسطه. وقد ثبت في صحيح مسلم عن علي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: «لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق»، وهذا جارٍ باطراد في أعيان الصحابة؛ لِتحقق مشترك الإكرام؛ لما لهم من حسن الغناء في الدين.

قال صاحب المفهم: وأما الحروب الواقعة بينهم، فإن وقع من بَعضهم بُغض فذلك من غير هذه الجهة)، (فذلك من غير هذه الجهة) التي هي الهجرة أن النصرة أو ما أشبه ذلك، (بل للأمر الطارئ الذي اقتضى المخالفة، ولذلك لم يحكم بعضهم على بعض بالنفاق، وإنما كان حالهم في ذاك حال المجتهدين في الأحكام: للمصيب أجران، وللمخطئ أجر واحد، والله أعلم).

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

نعم، مواليهم باعتبار أن مولى القوم منهم.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

وحلفاؤهم، لكن الكلام في الوصف الذي من أجله فُضلوا، هل اتصفوا بهذا الوصف؟ من اتصف بهذا الوصف يدخل.

طالب: ..........

النصوص الواردة في الأنصار سواء كانت في الكتاب أو السنة المراد بهم الأوس والخزرج.

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

الانتساب مع عدم الانتساب إلى الأب أو الموالي الذين هم الأصل القبيلة، هو لا ينكر قبيلته، لكنه جلس عندهم فنُسب إليهم، هذا موجود النسب، الانتساب بالولاء، بالحلف، بالمجاورة، ينتسبون وهذا ما ينكر أهل العلم عليه ذلك؛ شريطة أن لا ينكر انتسابه إلى أبيه وأهله وقومه وقبيلته وعشيرته.

طالب: ..........

أولاً هل يمكن أن يتصور أن يجتمع النقيضان؟ يعني إن قلت: إنه وقع في معصية، هو أنصاري ووقع في معصية، يُحب لنصرته، ويبغض لارتكابه هذه الكبيرة، فممكن فالصحابة ليسوا بمعصومين، هذا القصد؟

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

يبقى أن مثل هذا النص العام لا يقضي على النصوص الخاصة التي تخص كل شخص بمفرده، هذا تفصيل إجمالي، ومحبة إجمالية، لا تقضي على ما تقضي به النصوص الأخرى. يقول الكرماني: ("باب علامة الإيمان حب الأنصار".

قوله: "أبو الوليد" هو هشام بن عبد الملك الطيالسي البصري مولى باهلة. قال أحمد بن عبد الله: هو ثقة في الحديث يروي عن سبعين امرأة، وكانت الرحلة بعد أبي داود الطيالسي إليه. وقال أبو حاتم: كان ثقة إمامًا فقيهًا عاقلاً حافظًا، توفي بالبصرة سنة سبع وعشرين ومائتين.

قوله: "شعبة" هو ابن الحجاج المشهور بأمير المؤمنين في الحديث، وقدم مر ذِكره.

وقوله: "عبد الله بن عبد الله" بلفظ المكبَّر في اسمه واسم أبيه، ابن جَبْر بفتح الجيم وبالباء الموحدة الساكنة، وقيل: جابر بن عَتيك الأنصاري المدني.

قوله: «علامة الإيمان»)، والصواب: «آية الإيمان»، نعم في المتن: «آية الإيمان»، (أي علامته)، (قوله: «علامة الإيمان» أي علامته)، هذا الكلام ليس بصحيح، بل الصواب: «آية الإيمان»، (أي علامته. «حب الأنصار» أي إرادة الخير لهم)، (إرادة الخير لهم) هذا ناشئ عن المحبة، ومن لازمه، من لازم المحبة، ويمشي بالنسبة لصفة المخلوق يمكن أن تفسر بلازمها؛ لأنه لا يوجد من ينكر اتصاف المخلوق بهذه الصفة، هذه مسألة ينبغي أن نتنبه لها، لكن في صفة الخالق لو فسر المحبة بالإرادة قلنا: هذا يفر من الصفة، فلا يجوز. إذا فسر الصفة باللازم، وهو ممن يثبت الصفة، يعني شخص مر به حديث فيه: «والذي نفسي بيده»، شخص يثبت اليد لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته على ضوء ما جاء عنه وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- ثم قال: «نفسي بيده» روحي في تصرفه، يثبت الصفة.

طالب: ..........

نعم؟

طالب: إذا كان معنى من ..........

هو ذكر معنى ولا يفر به من إثبات الصفة وما فيه أحد تخرج روحه عن تصرف الله -جل وعلا-، فالمعنى صحيح. لكن الذي ينكر عليه من عُرف بإنكار الصفة، هو ما يثبت الصفة أو عُرف عنه ذلك واستفاض عنه ويفر بهذا التفسير من إثبات الصفة لله -جل وعلا-: المحبة هي إرادة الإنعام، البغض إرادة الانتقام، والغضب كذلك، كل هذا لا يجوز بالنسبة لصفات الخالق، إنما تُثبت كما جاءت، ولا يُتعرض لتأويلها ولا تكييفها ولا لشيء من ذلك.

طالب: ..........

الأصل أن الصفات تُجرى على ظاهرها، وتمر كما جاءت، لكن من الصفات ما جاء تأويله عن سلف هذه الأمة وأئمتها، مثل المعية أوَّلوها بالعلم.

طالب: ..........

لا، قالوا: هذه ليست من آيات الصفات، يعني فرق بين ما يُتفق عليه بأنه من آيات الصفات، وبين ما ينازع في كونه من آيات الصفات.

طالب: ..........

نعم. المرجع في ذلك هو تفسير السلف وفهمه.

طالب: أحسن الله إليك، كلام الكرماني حتى لو كان ..........

لا، هو معروف بإنكار الصفات.

طالب: نعم، لكن ..........

لكنه يؤول صفة مخلوق.

طالب: لكن يا شيخ مثل هذا مطرد ..........

على كل حال: فرق بين من يؤول صفة الخالق، وهو معروف بهذا التأويل أنه يفر مما يفر مما أثبته الله لنفسه، وبين من يؤول صفة مخلوق، وهو يقر بها، ويجزم بها، ويعترف بها، الآن ما هو بالإشكال في تأويل صفات المخلوق، ما أحد ينكر أن للمخلوق يدًا، لكن لو قال: اليد في هذا السياق بالنسبة للمخلوق النعمة، ما نقول: إنه يريد أن يفر من إثبات صفة اليد للمخلوق، لو فر من إثبات صفة اليد للمخلوق قلنا: مجنون، ما فيه أحد ينكر هذا.

طالب: لا، لكن تنبيه ..........

نعم، الرجل ما فيه شك هو أشعري، الرجل أشعري.

طالب: .......

 لا، يؤول الصفات، ومر بنا وسيمر الكثير من ذلك.

طالب: ..........

لا، أشعري، ويعترف بأنه أشعري، ويتبنى مذهب الأشعرية بجميع فروعه، ما هو بفي صفات فقط ولَّا في شيء، مذهبه أشعري مطرد.

طالب: ..........

نقول: قدوتنا فهم السلف للنصوص، نثبت ما أثبته الله لنفسه، وفهمنا للنصوص عن طريق فهم السلف، فقط.

طالب: أحسن الله إليك يا شيخ.

نعم.

طالب: ..........

لا، إذا قال: تناولها أبو بكر بيده، تناول الغرب، أو تناول عمر الغرب بيده، هل هناك أحد ينكر أن اليد يد المخلوق حقيقة؟ الأشاعرة يخالفونك في هذا الباب؟ ما يخالفونك.

هنا يقول: («حب الأنصار» أي إرادة الخير لهم، والأنصار جمع نصير كشريف وأشراف أو جمع ناصر كصاحب وأصحاب، والللام للعهد، أي أنصار الرسول -صلى الله عليه وسلم-، واختص عرفًا بأصحاب المدينة الذين آووا ونصروا، وهم المبتدئون بالبيعة على إعلان توحيد الله تعالى وشريعته؛ فلذلك كان حبهم علامة الإيمان.

فإن قلتَ: الأنصار جمع قلة، فلا يكون لما فوق العشرة، لكنهم كانوا أضعاف الآلاف؟ قلتُ: القلة والكثرة إنما اعتبرتا في نكرات الجموع، أما في المعارف فلا فرق بينهما)، الآن الأنصار نكرة أم معرفة؟ معرفة، فيقول: جمع القلة لا يزيد على عشرة في النكرات لا في المعارف.

 (قلتُ: القلة والكثرة إنما اعتبرتا في نكرات الجموع، أما في المعارف فلا فرق بينهما. قوله: «النفاق» هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر، والبغض هو ضد الحب. فإن قلتَ: المطابقة تقتضي أن يقابل الإيمان بالكفر بأن يقال: آية الكفر كذا، فلِمَ عدل عنه؟ قلتُ: البحث في الذين ظاهرهم الإيمان)، يعني من ينتسب إلى الإسلام ويبغضهم البحث فيهم، وليس البحث فيمن يظهر الكفر ولا ينتسب إلى الإسلام ويحصل منه بغض الأنصار، هذا يُحكم عليه بالكفر ولا إشكال.

(قلتُ: البحث في الذين ظاهرهم الإيمان، وهذا لبيان ما به يتميز المؤمن الظاهري من المؤمن الحقيقي، فلو قيل: آية الكفر بغضهم لا يصح؛ إذ هو ليس بكافر ظاهرًا. فإن قلتَ: هل يقتضي ظاهر الحديث أن من لم يحبهم لا يكون مؤمنًا؟ قلتُ: لا يقتضي؛ إذ لا يلزم من عدم العلامة عدم ما له العلامة، أو المراد كمال الإيمان)، (قلتُ: لا يقتضي؛ إذ لا يلزم من عدم العلامة عدم ما له العلامة، أو المراد كمال الإيمان) ما معنى هذا الكلام؟ علامة عُدمت، لكن هناك علامات أخرى، إذا كان ما له العلامة له علامات، عُدمت واحدة من هذه العلامات فهل يُعدم بالكلية؟ لا.

 قال: (أو المراد كمال الإيمان. فإن قلتَ: هل يلزم منه أن من أبغضهم يكون منافقًا وإن كان مصدقًا بقلبه؟ قلتُ: المقصود بغضهم من جهة أنهم أنصار لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يمكن اجتماعه مع التصديق لرسوله -صلى الله عليه وسلم-)، لا يمكن أن يكون مصدقًا مؤمنًا معترفًا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله بيقين، ثم بعد ذلك يبغض هذه الفئة؛ لأنهم نصروا الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

(فإن قلتَ: هل يستفاد الحصر من هذا التركيب؟ قلتُ: أكثر أهل المعاني على أن المبتدأ والخبر إذا كانَا معرفتين ربما يفيد الحصر حسب ما يقتضيه المقام.

فإن قلتَ: إذا كان للحصر فهل يُحصر المبتدأ على الخبر أو العكس؟)، يعني هل هو من باب قصر المسند على المسند إليه أو قصر المسند إليه على المسند؟ (فإن قلتَ: إذا كان للحصر فهل يُحصر المبتدأ على الخبر أو العكس؟ قلتُ: كلاهما نحو: الضاحك الكاتب)، الضاحك الكاتب، يعني كل منهما يصلح أن يكون مسندًا، وأن يكون مسندًا إليه، يعني بعض الألفاظ أو بعض التركيبات من كلمتين أو بعض المعطوفات يصح تقديم بعضها على بعض؛ لأن المعنى لا يختلف، المعنى لا يختلف: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم: 8]، هل يختلف المعنى لو قيل: ثم تدلى فدنا؟ مع أن التركيب الثاني يعني حسب المفهوم الظاهر من مما نحسه في واقعنا أقرب، الدنو قبل التدلي أم بعده؟

طالب: ..........

نعم. لكن الدنو هو مشرب معنى التدلي، والتدلي مشرب معنى الدنو، فصح تقديمه عليه. وضربنا مثالاً من الواقع على عدم اختلاف المعنى بالتقديم والتأخير، يعني هم يقولون: اربط حزام الأمان، صح؟ لكن لو قلت: احزم رباط الأمان، ماذا صار؟

طالب: ..........

ماذا؟ ما فيه فرق، يتأثر الكلام؟ ما يتأثر الكلام.

طالب: ..........

نعم، إذا أبغضه للنصرة فبهذا يتحقق النفاق، كما أن من أبغض شخصًا؛ لأنه اتصف بوصف محمود شرعًا على خطر عظيم، مثل ما ضربنا بأهل الحسبة، وهذه الفئة كثير من الناس مع الأسف الشديد يكرهونهم؛ لأنهم يصادمون رغباتهم، يعني قد يمر مثلاً عدد كبير من الدعاة ما لهم، يعني هم يوجهون الناس، ولكن ما يصادمون رغبات الناس، فلذلك ما يكرهون مثل ما يكره رجال الحسبة الذين يحولون بين الناس وبين تحقيق شهواتهم ومخالفاتهم، فرق بين هذا وهذا.

طالب: ..........

يعني وقع بين الصحابة؟

طالب: ..........

في الحروب؟

طالب: ..........

يعني فيما شجر بين الصحابة أمر معروف، وقع نعم.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

هم، نصوا على أنه اجتهاد. لكن هذه المنازعات والمشاجرات التي حصلت بينهم لا شك أن لها تأثيرًا على قلوبهم.

طالب: ..........

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} [الأعراف: 43]، هذا متى؟ يوم القيامة.

طالب: ..........

ما فيه إشكال، يعني قد يُتصور من الصحابة أن حبهم لا يتأثر، حبهم لإخوانهم في الله لا يتأثر وإن وجد القتال، فالقتال لتحقيق المصلحة الشرعية؛ لأنه مأمور به قتال البغاة، ومع ذلك هو يحبه؛ لما عنده من علم ودين وفضل ونصرة واستقامة، لكن عندنا لا يكاد ينفك هذا من هذا.

(فإن قلتَ: إذا كان للحصر فهل يُحصر المبتدأ على الخبر أو العكس؟

قلتُ: كلاهما نحو: الضاحك الكاتب، فإن معناه حصر الضحك على الكاتب والعكس.

فإن قلتَ: فهل هو حصر حقيقي أو ادعائي؟ قلتُ: الظاهر أنه ادعائي)، يعني إضافي (تعظيمًا لحب الأنصار كان الدعوى أنه لا علامة للإيمان إلا حبهم، وليس حبهم إلا علامته، ويؤيده ما قد جاء في صحيح مسلم: «آية المؤمن حب الأنصار» بتقديم الآية، و«حب الأنصار آية الإيمان» بتقديم الحب.

فإن قلتَ: إذا كان حب الأنصار آية الإيمان، فبغضهم آية عدمه؛ لأن حكم نقيض الشيء حكم الشيء، فما الفائدة في ذِكر: «وآية النفاق بغض الأنصار»؟)، يعني الجملة الثانية، وقد دل عليها مفهوم الجملة الأولى، الجملة الثانية يمكن أن يُستغنى بها أو عنها بمفهوم الجملة الأولى، فالجملة الثانية مؤكدة لمفهوم الجملة الأولى، «إذا كبر فكبروا، ولا تكبروا حتى يكبر» الجملة الثانية ما فائدتها؟ «إذا كبر فكبروا» مفهومه أن تكبير المأموم يقع بعد تكبير إمامه للعطف بالفاء، إذًا ما فائدة: «ولا تكبروا حتى يكبر»؟ هذه الجملة مؤكدة، منطوق الجملة مؤكد لمفهوم الجملة الأولى.

(فما الفائدة في ذِكر: «وآية النفاق بغض الأنصار»؟

قلتُ: هذا التقدير ممنوع، ولئن سلمنا فالفائدة في ذِكره التصريح به والتأكيد عليه والمقام يقتضي ذلك؛ لأن المقصود من الحديث الحث على حب الأنصار، وبيان فضلهم: لِما كان منهم من إعزاز الدين، وبذل الأموال والأنفس، والإيثار على أنفسهم، والإيواء والنصر، وغير ذلك).

أحيانًا التصريح بالشيء لمجرد توضيحه، فيكون من باب التصريح بما هو مجرد توضيح للشيء، وأحيانًا يكون التصريح بالشيء وإن استغني عنه من باب الاهتمام به؛ لأنه بصدد أن يُغفل عنه. يعني مثل ما يقولون في شرط القبول، شرط قبول الأعمال يُشترط له شرطان: الإخلاص والمتابعة، بعضهم يقول: المتابعة تكفي، لماذا؟ لأن عمل ًا ما فيه إخلاص ما فيه متابعة، فلماذا نُص على الإخلاص مع أنه يمكن الاستغناء عنه بالمتابعة؟

قالوا: لأن الإخلاص بصدد أن يغفل عنه الإنسان، فلا بد من التنصيص عليه، والتذكير به في كل مناسبة.  

قال (النووي: معناه أن مَن عرف مرتبة الأنصار وما كان منهم من نصرة دين الإسلام والسعي في إظهاره وإيواء المسلمين وقيامهم بمهمات دين الإسلام حق القيام، بحبهم النبي- صلى الله عليه وسلم- وحبه إياهم ومعاداتهم سائر الناس إيثارًا للإسلام، وأحب الأنصار لهذه الخصال كان ذلك من دلائل صحة إيمانه وصدقه في إسلامه لسروره بظهور الإسلام، ومن أبغضهم كان بضد ذلك، واستُدل به على نفاقه وفساد سريرته).

انتهى كلام الكرماني على الباب.

طالب: ..........

يعني من غير القبيلتين، ومن شرك المهاجرين في الوصف وليس من أهل مكة، هاجر للنبي- عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- من مكة. لذلك يقول بعض من يدعو: اللهم صلِّ على النبي المختار وآله الأطهار وصحبه الأخيار من المهاجرين والأنصار، من المهاجرين والأنصار، لكن هناك صحابة ليسوا من أهل المدينة ولا من أهل مكة، حصل منهم النصرة، وحصل منهم الهجرة، أبو هريرة مثلاً هل نقول: هو من المهاجرين؟ هو هاجر من دَوس، أصلاً دوس باليمن، وهاجر إلى المدينة، هل نقول: يدخل في المهاجرين أو نقول: المهاجرين من هاجر من مكة إلى المدينة، والأنصار من نصر النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- من القبيلتين من الأوس والخزرج؟

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

هذا على خطر عظيم، خطر عظيم، لكن إذا كان مرده إلى الطمع الدنيوي والمنافسة الدنيوية والخلاف على الخلافة والولاية، هذا أمر ثانٍ، من عظائم الأمور بلا شك، الحجاج أهانهم وأذلهم، وأذل أنس بن مالك وهو من أقرب الأنصار إلى النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-، حتى قال أنس: واللهِ لو أدرك اليهود حمار عزير لأكرموه، وقد خدمت النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- عشر سنين.

طالب: ..........

أنس بن مالك.

طالب: ..........

حمار عزير.

طالب: ..........

***

يقول: ما الذي يصح أخذه من العلوم من الأشاعرة ونحوهم ممن عندهم خلل في العقيدة وما الذي لا يجوز، فالذي يظهر لنا في الغالب تنبيه أهل العلم على عدم الأخذ منهم في تفسير آيات الصفات وكذلك في العقيدة، ونراهم يأخذون منهم في شروح الأحاديث كما عند الكرماني وغيره من أهل العلم؟

لا شك أن لأهل البدع من الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم مشاركات في العلوم الإسلامية من التفسير وشرح الحديث وغير ذلك من العلوم، والعلماء يستفيدون من كتبهم بلا شك، وخدموا الكتاب والسنة، ومع ذلك الخلل الذي عندهم لا يوافقون عليه، ويجب التنبيه عليه عند ذكره والرد عليهم فيه، وما عدا ذلك مما يشاركون فيه أهل السنة يُقبل منهم، فالحكمة ضالة المؤمن.

طالب: ..........

يعني ما صلوا؟ ماذا؟ ما صلوا هم؟ نُقل أنهم ما صلوا؟

طالب: ..........

أو ما ذُكر شيء لا هذا ولا هذا؟

طالب: ما ذُكر.

ما دام ما ذُكر فالنص المحتمل المجمل لا يقضى به على المفصل.

طالب: ..........

نعم، هذا لمن جاء بعدهم، اتبعوه ممن جاء بعدهم.

طالب: ..........

فماذا تقول عن أبي هريرة؟

طالب: ..........

إذًا يقال مهاجري.

طالب: ..........

على كل حال: هو لا يخرج عن المدح العام للصحابة، وإن حُصروا بالنسبة للوصف إلى المهاجرين والأنصار.

طالب: ..........

المعنى هو صحيح، معناه صحيح.

اللهم صل على محمد.

طالب: ..........

نعم.

طالب: ..........

ما أدري ما عليه ..........

طالب: ..........