تعليق على تفسير سورة آل عمران من أضواء البيان (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله تعالى-:

"تنبيهان، الأول: اعلم أنه على القول بأن الواو عاطفة فإن إعراب جملة يقولون مستشكَل من ثلاث جهات الأولى: أنها حال من المعطوف."

القول بأن الواو عاطفة وأن الراسخين يعلمون المتشابه هذا هو القول الثاني في معنى الآية والقول الأول هو أن الواو استئنافية وأن المتشابه لا يعلمه إلا الله ودور الراسخين أنهم يعترفون ويقولون آمنا به علامة على عدم معرفتهم بالمتشابه وهذا تقدم.

"الأول: أنها حال من المعطوف وهو الراسخون دون المعطوف عليه وهو لفظ الجلالة، والمعروف إتيان الحال من المعطوف والمعطوف عليه معًا كقولك جاء زيد وعمرو راكبين وقوله تعالى {وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ} [سورة إبراهيم:33].."

كقولك جاء زيد وعمرو راكبين هذا ما فيه إشكال أن الحال من الاثنين؛ لأن التثنية تدل عليهم، لكن لو قال: جاء زيد وعمرو راكبًا أو جاء زيد وعمرو راكبًا ماشيا لكل حالة من الحالات وجه، فإذا وُجدت تثنية دل على أن المراد من الاثنين لكن لا يمنع ذلك من أن يكون الحال من واحد منهما هو المراد في السياق، لو قلت جاءت هند وزيد راكبة الحال من الأول أو من الثاني؟ من الأول، ولو قلت: جاء زيد وهند راكبًا صار الحال من الأول والعكس يأتي هذا وهذا، ولو جيء بحالين لاثنين متعاطفين جاء زيد وهند إذا قلنا زيد وهند تبين من خلال العلامة، لكن لو قلنا: جاء زيد وعمرو راكبًا ماشيًا كان لكل واحد منهما حاله، فأول الحالين لثاني الاسمين هذا إذا لم يتميز فأول الحالين لثاني الاسمين وثاني الحالين لأول الاسمين كما هو معروف، قال:

"وهذا الإشكال ساقط لجواز إتيان الحال من المعطوف فقط دون المعطوف عليه، ومن أمثلته في القرآن قوله تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [سورة الفجر:22] فقوله صفًا حال من المعطوف وهو الملَك دون المعطوف عليه وهو لفظة ربك، وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُو مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا} [سورة الحشر:10] فجملة يقولون حال من واو الفاعل في قوله الذين جاؤوا وهو معطوف على قول {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ} [سورة الحشر:8] وقوله: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ} [سورة الحشر:9] فهو حال من المعطوف دون المعطوف عليه كما بينه ابن كثير وغيره، الجهة الثانية من جهات الإشكال المذكور هي ما ذكره القرطبي عن الخطابي قال عنه واحتج له بعض أهل اللغة فقال معناه والراسخون في العلم يعلمونه قائلين آمنًا وزعم أن موضع يقولون."

لأن قوله آمنا لا ينافي العلم فيجتمع لهم العلم بالمتشابه وقول آمنا، وأشد الناس إيمانًا واستسلامًا هم أهل العلم فلا ينافيه.

"وزعم أن موضع يقولون نصب على الحال وعامة أهل اللغة ينكرونه ويستبعدونه؛ لأن العرب لا تضمر الفعل والمفعول معا ولا تذكر حالاً إلا مع ظهور الفعل، فإذا لم يظهر فعل فلا يكون حالا، ولو جاز ذلك لجاز أن يقال عبد الله راكبًا يعني أقبل عبد الله راكبًا، وإنما يجوز ذلك مع ذكر الفعل كقوله عبد الله يتكلم يصلح بين الناس، فكان يصلح حالاً له كقول الشاعر أنشدنيه أبو عمر قال أنشدنا أبو العباس ثعلب:

أرسلت فيها قطما لكالكا

 

يقصر يمشي ويطول باركا

أي يقصر ماشيًا وهذا الإشكال أيضًا ساقط؛ لأن الفعل العامل في الحال المذكورة غير مضمر لأنه مذكور."

العامل.

"لأن الفعل العامل في الحال المذكورة غير."

ليس عندنا العامل لا بد منها.

"لأن الفعل العامل في الحال المذكورة غير مضمر لأنه مذكور في قوله يعلم لكن الحال في المعطوف دون المعطوف عليه كما بينه العلامة الشوكاني في تفسيره وهو واضح. الجهة الثالثة من جهات الإشكال المذكورة هي أن المعروف في اللغة العربية أن الحال قيد لعاملها ووصف لصاحبها."

لأنها في بعض الأحوال تكون حالا وفي بعضها تكون صفة، إذا كانت بعد نكرة صارت صفة، وإذا كانت بعد معرفة صارت حالا، فكونها تتناوب مع الصفة يدل على أن فيها شوب الوصف، إذا قلت جاء زيد راكبا لا شك أن زيد موصوف بالركوب وإن كانت حالا مبينة لهيئته.

"فيُشكل تقييد هذا العامل الذي هو يعلم بهذه الحال التي هي يقولون آمنا إذ لا وجه لتقييد علم الراسخين بتأويله بقولهم آمنا به؛ لأن مفهومهم أنهم في حال عدم قولهم آمنا به لا يعلمون تأويله وهو باطل."

ومثل ما ذكرنا أن أهل العلم وأولاهم الراسخون هم أشد الناس إيمانا بما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-.

"وهذا الإشكال قوي وفيه الدلالة على منع الحالية في جملة يقولون على القول بالعطف. التنبيه الثاني: إذا كانت جملة يقولون لا يصح أن تكون حالاً لما ذكرنا فما وجه إعرابها على القول بأن الواو عاطفة؟ الجواب والله تعالى أعلم أنها معطوفة بحرف محذوف والعطف بالحرف المحذوف أجازه ابن مالك وجماعة من علماء العربية والتحقيق جوازه وأنه ليس مختصًّا بضرورة الشعر كما زعمه."

يعني الحذف إذا دل عليه الكلام أو دلت القرائن عليه فلا مانع من الحذف، وكثير من الأعاريب مبنية على الحذف كما يقولون لولا الحذف و التقدير لعرف النحو الحمير، الحذف موجود في كلام أهل العلم وفي أساليبهم ولا مانع منه.

"والدليل على جوازه وقوعه في القرآن وفي كلام العرب، ومن أمثلته في القرآن قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ} [سورة الغاشية:8] الآية فإنه معطوف بلا شك على قوله تعالى وجوه يومئذ خاشعة بالحرف المحذوف الذي هو الواو، ويدل له إثبات الواو في نظيره في قوله تعالى في سورة القيامة {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ = 22  إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ } [سورة القيامة:22-24] الآية وقوله تعالى.."

هنا ذكر العاطف بينما في سورة الغاشية حذف العاطف.

"وقوله تعالى في عبس: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} [سورة عبس:38-40] الآية، وجعل بعض العلماء منه قوله تعالى {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ} [سورة التوبة:92] الآية، قال يعني وقلت بالعطف بواو محذوفة وهو أحد احتمالات ذكرها ابن هشام في المغني، وجعل بعضهم منه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} [سورة آل عمران:19] على قراءة فتح."

في سورة ق عندك قال {قَالَ قَرِينُهُ} [سورة ق:23] وفيها أيضًا {وَقَالَ قَرِينُهُ} [سورة ق:23] في الموضع الأول عطف وفي الثاني حذف.

"على قراءة فتح همزة إن قال هو معطوف بحرف محذوف على قوله {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ} [سورة آل عمران:18] أي وشهد أن الدين عند الله الإسلام وهو أحد احتمالات ذكرها صاحب المغني أيضًا، ومنه حديث «تصدق رجل من ديناره من درهمه من صاع بره من صاع تمره» يعني ومن درهمه ومن صاعه إلى آخره حكاه الأشموني وغيره، والحديث المذكور أخرجه مسلم والإمام أحمد وأصحاب السنن ومن شواهد حذف حرف العطف قول الشاعر:

كيف أصبحت كيف أمسيت مما

 

يغرس الود في فؤاد الكريم

يعني وكيف أمسيت وقوله."

السؤال عن حاله لا شك أنه يزرع الود والمحبة بين الناس والمقصود كيف أصبحت وكيف أمسيت؟

"وقول الحطيئة:

إن امرءًا رهطه بالشام منزله

 

برمل يبرين دار شد ما اغتربا

أي ومنزله برمل يبرين وقيل الجملة الثانية صفة ثانية لا معطوفة وعليه فلا شاهد في البيت، وممن أجاز العطف بالحرف المحذوف الفارسي وابن عصفور خلافًا لابن جني والسهيلي ولا شك أن في القرآن أشياء لا يعلمها إلا الله كحقيقة الروح.."

يعني هذا يؤيد أن الراسخين لا يعلمون مثل هذا المتشابه أو هذا النوع من المتشابه وإن علموا بعضه فإنهم لا يعلمونه كله بدليل ما يذكره من الأدلة كالروح.

"ولا شك أن في القرآن أشياء لا يعلمها إلا الله كحقيقة الروح؛ لأن الله تعالى يقول: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [سورة الإسراء:85] الآية، وكمفاتح الغيب التي نص على أنها لا يعلم إلا هو بقوله: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} [سورة الأنعام:59] الآية وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها الخمس المذكورة في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ} [سورة لقمان:34] الآية."

لكن هذه الخمس ما منها واحدة إلا وقد ادعى بعض الناس معرفتها والله المستعان.

"وكالحروف المقطعة في أوائل السور وكنعيم الجنة لقوله تعالى {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [سورة السجدة:17] الآية وفيه أشياء يعلمها الراسخون في العلم دون غيرهم كقوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الحجر:92-93] وقوله: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} [سورة الأعراف:6] مع قوله {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ} [سورة الرحمن:39] وقوله {وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} [سورة القصص:78]."

يعني كما قال ابن عباس هي مواقف في بعضها يحسن السؤال وفي بعضها لا يحسن.

"وكقوله {وَرُوحٌ مِّنْهُ} [سورة النساء:171] والرسوخ الثبوت، ومنه قول الشاعر:

لقد رسخت في القلب مني مودة

 

لليلى أبت آياتها أن تغيرا

طالب: ..........

لا، مما لا يعلمه إلا الله لا؛ لأن القرآن فيه ما لا يعلمه إلا الله ومنها هذه.

طالب: ..........

نعم لكن يجمعها كونه لا يعلمها إلا الله؛ لأن حجة من يقول أن الراسخين يعلمون والعطف بالواو هو الأصل يقول القرآن أنزل للتدبر وللعمل وكيف نتدبر شيئا لا نفهمه؟ أو نعمل بشيء لا نفهمه؟ هو يثبت أن من القرآن ما لا يفهمه الناس أو ما لا يعلمه إلا الله.

طالب: ..........

ادعوا ذلك.

طالب: ..........

الحرف.

طالب: ..........

اقرأ الآية.

طالب: ..........

يعلمونه ويقولون آمنا.

طالب: ..........

أين؟

طالب: ..........

لا، يقولون الكلام على العطف، يقولون معطوف على مقدر يعلمون ويقولون.

طالب: ..........

أين؟

"قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ} [سورة آل عمران:10] ذكر في هذه الآية الكريمة أن الكفار يوم القيامة لا تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم شيئًا، وذكر أنهم وقود النار أي حطبها الذي تتقد فيه ولم يبين هنا هل نفيه لذلك تكذيب لدعواهم أن أموالهم وأولادهم تنفعهم وبيَّن في مواضع أخر أنهم ادعوا ذلك ظنًا منهم أنه ما أعطاهم الأموال والأولاد في الدنيا إلا لكرامتهم عليه واستحقاقهم لذلك وأن الآخرة كالدنيا يستحقون فيها ذلك أيضًا، فكذبهم في آيات كثيرة فمن الآية الدالة على أنهم ادعوا ذلك قوله تعالى: {وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ} [سورة سبأ:35] وقوله: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} [سورة مريم:77] يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا، وقوله: {وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى} [سورة فصلت:50] أي بدليل ما أعطاني في الدنيا، وقوله: {وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي} [سورة الكهف:36]."

يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا.

طالب: ..........

كيف؟

طالب: ..........

لا، هو يحسن أن يكون بعدهما ليشمل الآيتين ليشمل الآيتين.

طالب: يعني في الآخرة؟

وقوله أفرأيت الذي اقرأ.

"وقوله {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} [سورة مريم:77] يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا."

يعني لو كان بعد الآية الثانية لشمل الآيتين.

طالب: ..........

ولئن رجعت يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا.

طالب: ..........

لا.

طالب: ..........

أفرأيت الذي كفر وقال لأوتينَّ يعني كما أوتيته في الدنيا هي المطابقة الآية الأولى بينما الآية الثانية ما تطابق فالذي عندك أظهر هو متعلق بالآية الأولى الإرجاع غير الإيتاء.

"وقوله {وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى} [سورة فصلت:50] أي بدليل ما أعطاني في الدنيا، وقوله: {وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً} [سورة الكهف:36] قياسًا."

أي بدليل ما أعطاني منه، في الآخرة على الدنيا مثل الآيتين السابقتين أي بدليل بعد الآية الثانية.

طالب: ..........

لا، قال {لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً} [سورة مريم:77] هو أعطي في الدنيا.

طالب: ..........

ولئن رجعت.

طالب: ..........

{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا} [سورة مريم:77] يعني في الآخرة كما أوتيته في الدنيا.

طالب: ..........

لأن رجعت ورددت متعلَّقهما واحد.

طالب: ..........

نعم لكن رجعت ورددت متعلقهما واحد أي بدليل ما أعطاني منه للآخرة على الدنيا، ورد الله عليه هذه الدعوى إلى آخره، وعلى كل حال الأمر سهل إن شاء الله.

"وقوله {وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً} [سورة الكهف:36] قياسًا منه للآخرة على الدنيا، ورد الله عليهم هذه الدعوى في آيات كثيرة كقوله هنا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} [سورة آل عمران:10] الآية وقولُه."

وقولِه.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

أي بدليل ما أعطاني منه للآخرة على الدنيا، ورد الله عليهم هذه الدعوى في آيات كثيرة فيه سقط؟

طالب: ..........

أجل هذه كلها فيها خلل! نحتاج أن نرجع من الأول.

طالب: من أي آية؟

طالب: ..........

نعم لكن الذي عنده يختلف عن بعض النسخ الأخرى.

طالب: ..........

مثل الذي عنده.

طالب: ..........

هذا كله موجود لكن ليس بعد الآية مباشرة بعد التي بعدها في الموضعين.

طالب: ..........

هذا الذي ليس عندنا، يعني كل تعليق على آية متأخر عنها، على كل حال، انقلب قياسًا.

طالب: ..........

عندك يا شيخ؟

طالب: أي نعم للآخرة على الدنيا.

طالب: ..........

الطبعة الأولى يعني صار عندنا نقص.

"ورد الله عليهم هذه الدعوى في آيات كثيرة كقوله هنا {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ} [سورة آل عمران:10] الآية وقوله {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ} [سورة المؤمنون:55].."

وقولِه.

"وقولِه {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } [سورة المؤمنون:55-56] وقوله {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى} [سورة سبأ:37] وقوله {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [سورة آل :178] وقوله {سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [سورة الأعراف:182-183] إلى غير ذلك من الآيات وصرّح في موضع آخر أن كونهم وقود النار المذكور هنا على سبيل الخلود."

لأنهم كفار والنار وقودها الناس والحجارة نعوذ بالله.

"وهو قوله {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة آل عمران:116] قوله تعالى {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ} [سورة آل عمران:11] لم يبين هنا من هؤلاء الذين من قبلهم وما ذنوبهم التي أخذهم الله بها وبين في مواضع أخر أن منهم قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط وقوم شعيب وأن ذنوبهم التي أخذهم بها هي الكفر بالله وتكذيب الرسل وغير ذلك من المعاصي كعقر ثمود للناقة وكلواط قوم لوط وكتطفيف قوم شعيب للمكيال والميزان وغير ذلك كما جاء مفصلاً في آيات كثيرة."

في تفسير سورة هود من تفسير القرطبي يقرر المفسر أن الله-جل وعلا-لا يعجل عقوبة الشرك وإنما عجل عقوبات هذه الأمم بما اختصت به كل أمة من معصية اختصت بها وأظهرتها وشاعت فيها والله المستعان.

طالب: ..........

له حظ من النظر؛ لأن هناك أمم أجلت عقوباتها.

"كما جاء مفصلاً في آيات كثيرة كقوله في نوح وقومه: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [سورة العنكبوت:14] ونحوها من الآيات، وكقوله في قوم هود {إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [سورة الذاريات:41] الآية ونحوها من الآيات، وكقوله في قوم صالح: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ} [سورة هود:67] الآية ونحوها من الآيات، وكقوله في قوم لوط: {فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} [سورة الحجر:74] الآية ونحوها من الآيات، وكقوله في قوم شعيب: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [سورة الشعراء:189] ونحوها من الآيات. قوله تعالى."

وما هي من الظالمين ببعيد-نسأل الله اللطف-.

"قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا} [سورة آل عمران:13] الآية ذكر في هذه الآية الكريمة أن وقعة بدر آية أي علامة على صحة دين الإسلام إذ لو كان غير حق لما غلبت الفئة القليلة الضعيفة المتمسكة به الفئة الكثيرة القوية التي لم تتمسك به، وصرح في موضع آخر أن وقعة بدر بينة أي لا لبس في الحق معها وذلك في قوله {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} [سورة الأنفال:42] وصرح أيضًا بأن وقعة بدر فرقان فارق بين الحق والباطل وهو قوله {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ} [سورة الأنفال:41] الآية.

 قوله تعالى {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [سورة آل عمران:14] لم يبين هنا كم يدخل تحت لفظ الأنعام من الأصناف ولكنه قد بين في مواضع أخر أنها ثمانية أصناف هي الجمل والناقة والثور والبقرة والكبش والنعجة والتيس والعنز كقوله تعالى {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً} [سورة الأنعام:142] ثم بين الأنعام بقوله {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} [سورة الأنعام:143] يعني الكبش والنعجة {وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ} [سورة الأنعام:143] يعني التيس والعنز إلى قوله {وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ} [سورة الأنعام:144] يعني الجمل والناقة {وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ} [سورة الأنعام:144] الثور والبقرة وهذه الثمانية هي المرادة بقوله {وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [سورة الزمر:6] وهي المشار إليها بقوله {فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً} [سورة الشورى:11] الآية.

تنبيه: ربما أطلقت العرب لفظ النعم على خصوص الإبل ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم- «من حمر النعم» يعني الإبل، وقول حسان رضي الله عنه.."

لأنها أنفسها عند العرب فتأخذ الاسم.

ومنه قول حسان رضي الله عنه:

وكانت لا يزال بها أنيس

 

خلال مروجها نعم وشاء

أي إبل وشاء. قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عمران:31] الآية صرح تعالى في هذه الآية الكريمة أن اتباع نبيه موجب لمحبته- جل وعلا- ذلك المتبع وذلك يدل."

هذا هو البرهان الشرعي على صدق المحبة {إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي} [سورة آل عمران:31] البرهان الصادق اتباع النبي -عليه الصلاة والسلام-وأمَّا الدعوى التي يدعيها بعض الغلاة فيه -عليه الصلاة والسلام-مع أنهم مخالفون له بل مخالفون في أعظم ما يعصى الله به وهو الشرك ويزعمون أنهم يحبون الرسول هذا محال.

"وذلك يدل على أن طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هي عين طاعته تعالى، وصرح بهذا المدلول في قوله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [سورة النساء:80] وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [سورة الحشر:7] تنبيه: يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- هي اتباعه -صلى الله عليه وسلم- فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كاذب مفتر إذ لو كان محبًا له لأطاعه ومن المعلوم عند العامة أن المحبة تستجلب الطاعة ومنه قول الشاعر:

لو كان حبك صادقا لأطعته

 

إن المحب لمن يحب مطيع

وقول ابن أبي ربيعة المخزومي:

ومن لو نهاني من حبه

 

عن الماء عطشان لم أشرب

وقد أجاد من قال:

قالت وقد سألت عن حال عاشقها

 

بالله صفه ولا تنقص ولا تزد

فقلت لو كان رهن الموت من ضمأ

 

وقلت قف عن ورود الماء لم يرد

الله المستعان.

طالب: ..........

فقلت.

طالب: وقلت أو فقلت؟

الظاهر فقلت، الأولى فقلت أكيد، وقلت لو كان رهن وقلت فقلت وقلت..

طالب: ..........

وقلتِ. فقلتُ هذا المتكلم والثانية قلتِ يعني محبوبته.

طالب: ..........

فسر بأن طاعة الرسول طاعة لله-جل وعلا-يترتب عليه المحبة.

"قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} [سورة آل عمران:40] لم يبين هنا القدر الذي بلغ من الكبر ولكنه بين في سورة مريم أنه."

الشيخ-رحمه الله-يعني في المجلد الأول ما خطه لنفسه من بيان القرآن بالقرآن ولا يتعداه إلى غيره إلا في القليل النادر لكن بعد ذلك يعني البقرة ثلاثمائة صفحة بالحرف الموجود عندنا، بينما الحج وهي خمسها في مجلد يبلغ سبعمائة صفحة.

"ولكنه بيَّن في سورة مريم أنه بلغ من الكبر عتيا وذلك في قوله تعالى عنه {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيّاً} [سورة مريم:8] والعتي اليبس والقحول في المفاصل والعظام من شدة الكبر، وقال ابن جرير في تفسيره: وكلُّ متناه إلى غايته في كِبَر أو فساد أو كفر فهو عات وعاس.."

شيخ قد عسا يعني انتهى وصل إلى حد ليس وراه شيء.

"قوله تعالى عن زكريا {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ} [سورة آل عمران:40] لم يبين هنا هل كانت كذلك أيام شبابها ولكنه بين في سورة مريم أنها كانت كذلك قبل كبرها بقوله {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً} [سورة مريم:5] الآية."

لأن كانت تدل على مضي في الزمن الماضي.

"قوله تعالى: {قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً} [سورة آل عمران:41] لم يبيِّن هل المانع له من كلام الناس بكم طرأ له أو آفة تمنعه من ذلك أو لا مانع له إلا الله وهو صحيح لا علة له ولكنه بيَّن في سورة مريم أنَّه لا بأس عليه وأن انتفاء التكلم عنه لا لبكم ولا مرض وذلك في قوله تعالى {قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً} [سورة مريم:10] لأن قوله سويا حال من فاعل تكلم مفيد."

السوي ضد من به عاهة يعني مستوي الحال.

"مفيد لكون انتفاء التكلم بطريق الإعجاز وخرق العادة لا لاعتقال اللسان بمرض أي يتعذر عليك تكليمهم ولا تطليقه في حال كونك سوي الخلق سليم الجوارح ما بك شائبة بكم ولا خرس وهذا ما عليه الجمهور ويشهد له قوله تعالى {وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} [سورة آل عمران:41] وعن ابن عباس أن سويا عائد إلى الليالي أي كاملاً مستويات فيكون صفة الثلاث وعليه فلا بيان بهذه الآية لآية آل عمران."

لكن هل يصح وصف الليالي بأنها سويًا أو سويَّة، سوية يعني مستوية الليالي مؤنثة توصف بمؤنث فالمرجح هو القول الأول.

 

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

"