تعليق على مقدمة المؤلف وتفسير سورة الفاتحة من أضواء البيان (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سم.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله تعالى-:

ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك بيان الإجمال الواقع بسبب إيهام في اسم جنسٍ جمعًا كان أو مفردًا أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف فمثال الإبهام في جنس مجموع قوله تعالى: ﯿ        البقرة: ٣٧  فقد أبهمها هنا وذكرها في قوله تعالى في سورة الأعراف الأعراف: ٢٣  ومن أمثلته في اسم جنس مفرد قوله تعالى      ﯪﯫ الأعراف: ١٣٧  الآية فقد أبهمها هنا وبينها بقوله     القصص: ٥  ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون، ومن أمثلته قوله:   الزمر: ٧١  فقد بيّنها بقوله      السجدة: ١٣ ".

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

في قوله-جل وعلا-      الأعراف: ١٣٧  معلوم أن هذا مفرد مضاف فيشمل ويعم أكثر من كلمة على أن الكلمة لو لم تكن مضافة فقد يقصد بها الكلام ولذا بيانها بقوله     القصص: ٥  كلام ويقول في الأصل      الأعراف: ١٣٧  أولاً: المفرد المضاف يعم، الأمر الثاني: أن الكلمة قد يراد بها الكلام يقول ابن مالك:

...........................

 

وكلمة بها كلام قد يأم          .

يعني يقصد كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وأصدق كلمة قالها شاعر بيت للبيد، نعم.

فهي كلمة حصل بيانها بكلام والسبب ما ذكر، نعم.

"فقد بيّنها بقوله:      السجدة: ١٣  الآية".

هذه مثلها، مثل التي تقدمت، نعم.

"ونحوها من الآية فقد بينها، ونحوها من الآيات ومن أمثلته قوله   البقرة: ٤٠  فقد بين عهده".

قد يقول قائل ما عهد الله وما  عهد المخلوق؟ جاء البيان في قوله- جل وعلا-.

"فقد بيّن عهده بقوله:   المائدة: ١٢ وبيّن عهدهم بقوله: المائدة: ١٢ ومن أمثلته قوله: ﭛﭜ الأنعام: ١٥٢ لأن الأشد يتناول البلوغ، ويتناول ثلاثين سنة، وأربعين، وستين وغير ذلك كما قيل فيه بكل ذلك، ومن إطلاقه على الخمسين قوله سحيم بن أُثَيْل:

أخو خمسين مجتمِع أشدي    .

 

............................."          .

مجتمِع أو مجتمَع؟

"أخو خمسين مجتمَع أشدِّي    .

 

............................."          .

وتجذب.

نعم مداورة.

"...........................

 

ونجدني مداورة الشؤون"  .

ديوان سحيم مطبوع في دار الكتب المصرية في جزء ليس بكبير فلو يراجع صحة.

طالب: ...........

بالذال؟

طالب: ...........

ممكن، أنا عندي بالذال لكن ما معناه؟ لا بد من الرجوع إلى الديوان لتصحيحها والديوان مطبوع ومتداول.

"ولكن الله تعالى بين أن المراد به في شأن اليتيم بلوغ النكاح بقوله تعالى:     ﯱﯲ النساء: ٦ ومثال الإجمال".

فإذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة، ومن معاني الأشد في هذه الآية التي معنا البلوغ بلوغ السن التي يكلف بها يودخل بها في حيز التكليف، وجاء النص على أن الأربعين أيضًا أشد، والثلاثين أيضًا، في لغة العرب ما يدل على ذلك، وفي الخمسين ما جاء في بيت سُحَيْم والستين.

"ومثال الإجمال بسبب الإيهام في اسم جمع قوله تعالى في سورة الدخان:      ﭿ            ﮍﮎ الدخان: ٢٥ – ٢٨".

فمن هؤلاء القوم؟

"فالقوم اسم جمع وقد أبهمه هنا، وكذلك قوله في الأعراف: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض الآية فإنه أبهم فيه القوم أيضًا ولكنه بيّن في سورة الشعراء أن المراد بأولئك القوم بنو إسرائيل لقوله في القصة بعينها            الشعراء: ٥٧ - ٥٩ ومن أمثلته قوله تعالى:     ﯼﯽ ﯿ                         النمل: ٤٣ فإنه أبهم هؤلاء القوم هنا ولكنه أشار إلى أنهم سبأ بقوله عن الهدهد مقررًا له:        ﯿ     النمل: ٢٢ – ٢٣ ".

فيه خطأ، يقول ولكنه بين في سورة الشعراء أن المراد بأولئك القوم بنو إسرائيل لقوله في القصة بعينها.

"فأخرجناهم".

فأخرجناهم.

"من جنات وعيون".

أي نعم؛ لأن عندنا في المطبوعة الكتاب طبع في عهد المؤلف مرتين، في الآية المبيَّنة والآية المبيِّنة في المطبوعة كما تركوا في الموضعين ماذا عندك يا أبا عبد الله؟ كم تركوا في الموضعين.

طالب: ...........

لكن هنا مصحح في طبعة.

طالب: ...........

لا، هم أخذوها من المصحف.

طالب: ...........

نعم لا بأس، لكنهم الآن أخذوها من المصحف برسم المصحف فيؤمَن بذلك من الخطأ لاسيما في القرآن، الخطأ في القرآن ليس كالخطأ في غيره، فأخرجناهم، في الطباعة الآن الأمر سهل يعني ما يكلف شيئا، يعطى الجهاز أمرا لينزل الآية رقم كذا من سورة كذا ولا يحتاج إلى أن تكتب.

طالب: ...........

فأخرجناهم من جنات وعيون.

الأولى وزروع.

وكنوز.

طالب: ...........

لا، في الآية الأولى وزروع.

والثانية كنوز.

والثانية كنوز.

طالب: ........... 

مُنَجَّذ بالذال.

طالب: ... قال منجَّذ ومنجِّذ الذي جرب الأمور وعرفها وأحكمها وهو المجرَّب والمجرِّب قال سحيم...

أتى بالبيت، اقرأ علينا البيت أخو خمسين.

طالب: أخو خمسين مجتمع.

إذًا هو بالذال نعم جزاك الله خير.

"ومثال الإجمال بسبب الإبهام في صلة موصول قوله تعالى أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم فقد أبهم هنا هذا المتلو عليهم الذي هو صلة الموصول ولكنه بيّنه بقوله المائدة: ٣ الآية ومن أمثلته قوله تعالى"

المائدة: ١ لا شك أن هذا مجمل وبيانه بقوله- جل وعلا-: المائدة: ٣ وفيما يتلى أيضًا وفي قوله: الأنعام: ١٤٥ كأن البيان بهذا أقرب فيما أوحي إلي الأنعام: ١٤٥ نعم قل لا أجد   الأنعام: ١٤٥ فالموحى إليه هو المتلو.

"ومن أمثلته قوله تعالى: الفاتحة: ٧ فإنه أبهمها فإنه أبهم هنا هؤلاء الذين أنعم عليهم ولكنه بين المراد بهم بقوله ﭿ ﮇﮈ    النساء:  ٦٩ ".

وسيأتي الاستدلال بالآيتين معًا على صحة إمامة أبي بكر لأنه من المنعَم عليهم الذين أُمرنا بالدعاء بسلوك صراطهم الفاتحة: ٧ وبيَّن في آية النساء أن منهم الصديقين وأبو بكر صديق بالنص فهو مندرج فيمن أمرنا أن ندعو الله-جل وعلا-أن يلزمنا صراطه المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم وهو واحد منهم فهو من الأئمة المقتدى بهم وذلك بضم آية النساء لآية الفاتحة.

"ومن أمثلته قوله تعالى: الأحزاب: ٣٧  فإنه هنا أبهم هذا الذي أخفاه صلى الله عليه وسلم في نفسه وأبداه الله، ولكنه أشار إلى أن المراد به زواجه من زينب بنت جحش حيث أوحي إليه ذلك وهي في ذلك الوقت تحت زيد بن حارثة لأن زواجه إياها هو الذي أبداه الله بقوله: الأحزاب: ٣٧  وهذا هو التحقيق في معنى الآية".

ومما يذكر مما جاء في التفاسير من القصص تنال منه -عليه الصلاة والسلام- وأنه أبدى في نفسه حبها وأنها وقعت في قلبه وأنه تمنى أن يحصل لزيد ما يحصل ليخلفه عليها هذا كله لا أصل له لأن المجمل في الآية الأولى الأحزاب: ٣٧  ما الذي أبداه الله الأحزاب: ٣٧.

"وهذا هو التحقيق في معنى".

لأن الله- جل وعلا- التزم بإبدائه وإظهاره فما أظهر إلا هذا فدل على أن هذا هو المقصود.

"وهذا هو التحقيق في معنى الآية الذي دل عليه القرآن وهو اللائق بجنابه -صلى الله عليه وسلم-وفيه تعلم أن ما يقوله كثير من المفسرين من أن ما أخفاه في نفسه -صلى الله عليه وسلم- وأبداه الله وقوع زينب في قلبه ومحبته لها وهي تحت زيد وأنها سمعته قال سبحان مقلب القلوب إلى آخر القصة فإنه كله لا صحة له".

كلَّه.

"فإنه كلَّه لا صحة له، والدليل عليه أن الله لم يبد من ذلك شيئًا مع أنه صرح بأنه مبدٍ ما أخفاه رسوله -صلى الله عليه وسلم- وسترى إن شاء الله تحقيق المقام في هذه المسألة في سورة الأحزاب، ومثال الإبهام في معنى حرف قوله تعالى:    البقرة: ٢٥٤  فإن لفظة (من) فيه للتبعيض ولكن هذا البعض المدلول عليه بحرف التبعيض المأمور بإنفاقه مبهم هنا وقد بيّنه تعالى بقوله: ﯷﯸ البقرة: ٢١٩  والعفو الزائد على الحاجة الضرورية وسترى إيضاحه في أول سورة البقرة- إن شاء الله تعالى- ومن أنواع البيان في هذا الكتاب المبارك بيان".

في أول سورة البقرة، هل الموضِع في الآية الأولى أو في الثانية أو في غيرهما في المبيِّنة أو المبيَّنة؟

طالب: ...........

نعم في أول السورة لا في الآية المبيِّنة ولا المبيَّنة يعني ليس في هذا الموضع ولا في هذا الموضع مما رزقناكم      البقرة: ٢٥٤.

طالب: ...........

   البقرة: ٢٥٤  هذه الآية المبيَّنة والمبيِّنة ﯷﯸ البقرة: ٢١٩  يعني لو أن الشيخ ما قال في أول سورة البقرة لكان البحث عن موضع بيانها في الآية الأولى أو في الثانية لكنه بيّنه في أول السورة في قوله: البقرة: ٣ ولو أتى بها على أنها هي الآية المجملة لصح المثال.

"ومن أنواع البيان في هذا الكتاب المبارك بيان الإجمال الواقع بسبب احتمال في مفسَّر الضمير وهو كثير".

فيما يعود عليه الضمير أو ما يفسَّر به الضمير.

"ومن أمثلته قوله تعالى في سورة العاديات: العاديات: ٧  فإن الضمير يحتمل أن يكون عائدًا إلى الإنسان وأن يكون عائدا إلى رب الإنسان المذكور في قوله".

لأن كلا منهما تقدم.

"المذكور في قوله:   العاديات: ٦  ولكن النظم الكريم يدل على عوده إلى الإنسان".

مع أن الرب أقرب وعود الضمير إلى الأقرب أولى هذا من حيث الأصل لكن من حيث المعنى الشيخ رجَّح أنه يعود إلى الإنسان لما سيذكره.

"ولكن النظم الكريم يدل على عوده إلى الإنسان وإن كان هو الأول في اللفظ بدليل قوله بعده   العاديات: ٨  فإنه للإنسان بلا نزاع، وتفريق الضمائر يجعل الأول للرب والثاني للإنسان لا يليق بالنظم الكريم".

يعني نظم القرآن لتتسق الضمائر وتعود على شيء واحد لأنها سيقت مساقًا واحدًا وإلا فالأصل كما قلنا عود الضمير إلى أقرب مذكور والأقرب هو الرب-جل وعلا-ولكن ما أبداه الشيخ لا شك أنه وجيه رحمه الله.

"ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك أن يذكر شيئا في موضع ثم يقع سؤال عنه وجواب في موضع آخر كقوله تعالى: الفاتحة: ٢  فإنه لم يبين هنا ما المراد بالعالمين ولكنه وقع سؤال عنهم وجواب في موضع آخر وهو قوله تعالى:      ﭸﭹ الشعراء: ٢٣ - ٢٤  الآية، وسؤال فرعون هذا لعنه الله وإن كان في الأصل عن الرب- جل وعلا- فقد دخل فيه الجواب عن المراد بالعالمين كما ترى، ومن أمثلته قوله تعالى:   الفاتحة: ٤  فإنه.."

     الشعراء: ٢٣ - ٢٤  يعني البيان ما حصل لمعنى كلمة رب؛ لأن هذا معروف ومستقر بالنفوس ولو جحدوها لكن أنفسهم استيقنتها، لكن الذي يحتاج إلى بيان هو العالمين فجاء الرب مضافًا إلى العالمين وجاء مضافًا إلى السموات والأرض وما بينهما فدل على أن هذا هو المراد بالعالمين.

"ومن أمثلته قوله تعالى:   الفاتحة: ٤  فإنه لم يبينه هنا مع أنه وقع سؤال عنه وجواب في موضع آخر وهو قوله: ﮯﮰ الانفطار: ١٧ - ١٩  الآية، ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك".

جاء بيانه بأنه يوم الجزاء الذي لا تملك فيه النفوس لأنفسها شيئًا لا يملك أحد لنفسه شيئًا نعم ولا لغيره فضلاً عن غيره.

"ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك أن يكون الظاهر المتبادر من الآية بحسب الوضع اللغوي غير مراد بدليل قرآني آخر على أن المراد غيره ومثاله قوله تعالى: ﮧﮨ البقرة: ٢٢٩  الآية فإن ظاهره المتبادر منه أن الطلاق كله محصور في المرتين".

لأن تعريف جزئي الجملة يدل على الحصر، تعريف المبتدأ والخبر يدل على الحصر ﮧﮨ البقرة: ٢٢٩  الطلاق نعم ليس فيه تعريف الخبر لكن الطلاق جنس الطلاق يكون مرتين ومفهومه أنه لا يكون مرة ولا يكون ثلاثًا لكن العدد قد يلغى مفهومه يعني بدلالة المفهوم أن الطلاق محصور في ثنتين فقط وهذا هو المفهوم من العدد، لكن العدد كثيرًا ما يلغى مفهومه إذا عورض بمنطوق   التوبة: ٨٠  يعني لو استغفر لهم واحدا وسبعين يغفر لهم؟! لا، لمعارضته لمنطوق قوله-جل وعلا-:   النساء: ٤٨  يعني لو استغفر لهم ألف مرة ما يغفر لهم فمفهوم المرتين التنصيص عليهما ينفي أن يكون الطلاق واحدة أو يكون ثلاثا أو أكثر من ذلك لكن قوله في الآية التي ذكرها المؤلف- رحمه الله- البقرة: ٢٣٠  يعني مرة ثالثة وجاء بقوله: البقرة: ٢٣٠  بعد ما يسمى بالخلع فدل على أن الخلع لا يحسب من الثلاث.

"ولكنه تعالى بيّن أن المراد بالمحصور في المرتين خصوص الطلاق الذي تملك بعده الرجعة بقوله ﯿ   ﰅﰆ البقرة: ٢٣٠  ومن أمثلته قوله تعالى: ﭛﭜ الأنعام: ١٥٢  فإن المتبادر من مفهوم الغاية أنه إذا بلغ أشده فلا مانع من قربان ماله بغير التي هي أحسن ولكنه تعالى بيّن أن المراد بالغاية أنه إن بلغها يدفع إليه ماله إن أونس منه الرشد وذلك في قوله  النساء: ٦ ".

ومثل قوله-جل وعلا-: ﯯﯰ آل عمران: ١٣٠  مفهومه أنه إذا كان ضعفا واحدا أنه يجوز لكن السنة بينت أن الربا محرم ولو كان يسيرًا مهما بلغت نسبته في القلة.

"ومن أنواع البيان التي تضمنها هذا الكتاب المبارك أن يقول بعض العلماء في الآية قولاً ويكون في نفس الآية قرينة تدل على بطلان ذلك القول ومثاله قول أبي حنيفة- رحمه الله- إن المسلم يقتل بالكافر الذمي مثلاً قائلا إن ذلك يفيده عموم النفس بالنفس في قوله: ﯞﯟ المائدة: ٤٥  الآية فإن قوله تعالى في آخر الآية فمن تصدق به فهو كفارة له قرينة على عدم دخول الكافر لأن صدقته لا تُكفِّر عنه شيئًا إذ لا تنفع الأعمال الصالحة مع الكفر كما."

   التوبة: ٥٤.

نعم التوبة: ٥٤   فالكفر مانع من القبول، وفي الآية: ومن تصدق به فهو كفارة له وكونه كفارة يعني لأنه مقبول والمردود لا يسمى كفارة؛ ولذا في قوله -عليه الصلاة والسلام-الصلوات الخمس كفارة لما بينهما يعني والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان، والعمرة إلى العمرة كلها كفارة لما بينهما والمراد بذلك مسمى ما ذكر أو المقبول منه؟ المقبول منه؛ ولذا يقول شيخ الإسلام من خرج من صلاته بعشرها لو لم يعقل منها إلا العشر فهذه تكفر ما بينها وبين التي تليها يقول هذه إن كفرت نفسها فنعمة، حسن جدًا أن تكفر نفسها فضلا عن أن تكفر غيرها.

"كما سترى تحقيقه في المائدة- إن شاء الله تعالى- ومن أمثلته قول الحسن البصري- رحمه الله- إن المراد بابني آدم في قوله: المائدة: ٢٧  الآية رجلان من بني إسرائيل فإن قوله تعالى         ﯵﯶ المائدة: ٣١  الآية دليل على أن ذلك وقع في مبدأ الأمر قبل أن يعلم الناس دفن الموتى، أما في زمن بني إسرائيل فلا يخفى دفن الموتى على أحد ولا يحتاج".

لأنه مر على بني آدم قرون كثيرة ولا يعقل أن يخفى على هذه القرون ماذا يفعلون بأمواتهم حتى يأتي الغراب ليعلمهم كيف يوارون موتاهم.

"ولا يحتاج إسرائيلي البتة إلى تعلم دفن الميت من الغراب كما هو ظاهر ومن أمثلته".

لكن ما جاء في الدليل على أن نساء بني إسرائيل ابتلين بالحيضة هل يعني هذا أن من قبلهن من النساء لا يحضن والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال لعائشة: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم».

طالب: ...........

ابتلوا فيما يترتب عليها أو ابتلوا في زيادتها كما قال بعض أهل العلم، المقصود أن مثل هذا واضح أن المسألة في كلام الحسن البصري أنه لا وجه له، يعني قرون كثيرة لا يعرفون كيف يوارون موتاهم حتى جاء الغراب؛ لأن بين آدم وبني إسرائيل مفاوز من القرون بخلاف ما قيل في أن بني إسرائيل ابتلوا بالحيضة مع قوله -عليه الصلاة والسلام- لعائشة لما رآها تبكي عندما حاضت في الحج قال: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم».

طالب: ...........

الحديث نص، قد يقول قائل مثلاً في جريمة قوم لوط ما سبقكم بها أحد من العالمين، قد يقول قائل هذه غريزة وموجودة في بني آدم منذ أن وُجدوا فكيف يخص بها قوم لوط؟ نعم الغريزة موجودة من الأصل لكن اختيار الرجال على النساء هذا الذي ما سبقوا إليه- نسأل الله العافية-.

"ومن أمثلته قول مجاهد رحمه الله".

ولذا الوليد بن عبد الملك يقول لولا أن الله-جل وعلا-ذكر عمل قوم لوط في كتابه ما صدقت أن رجلاً يعلو رجلا آخر- نسأل الله العافية-.

طالب: ...........

في ماذا؟

طالب: ...........

منهم من قال ابتلوا بكثرتها، أو أنهم ابتلوا بما يترتب عليه أنهم وسوسوا وكانوا لا ينامون مع الحائض ولا يؤاكلونها فصارت بلاء بالنسبة لهم.

"ومن أمثلته قول مجاهد- رحمه الله- إن المراد بقوله:    المائدة: ٩٥ أنه متعمد لقتله ناسٍ لإحرامه فإن قوله تعالى في آخر الآية ليذوق وبال أمره يدل على أنه مرتكب معصية والناسي لإحرامه غير مرتكب إثمًا حتى يقال فيه: ﯿﰀ المائدة: ٩٥ ".

وقال بقول مجاهد جمع من أهل العلم أنه يلزمه أن يفدي الصيد ولو كان غير متعمد لأنه إتلاف وهذا معروف في مذهب الحنابلة أيضًا.

طالب: ...........

المقصود أنه مذهب جمع من أهل العلم أنه ولو كان غير متعمد فالقيد المنصوص عليه في الآية المائدة: ٩٥ يعني لا مفهوم له؟ يعني غير ناسي، أما إذا كان ناسيًا فمفهوم قوله المائدة: ٩٥ أنه لا شيء عليه وهذا الذي تدل عليه الآية وقول مجاهد يقول لا، متعمد لقتله ناسٍ لإحرامه، والعلماء يقولون قتل الصيد وألحقوا به كل ما فيه إتلاف من قص للأظافر وحلق للشعر أن هذا كله ولو كان ناسيًا يؤاخذ به وعليه الفداء مع أن الآية صريحة في أن المتعمِّد هو المقصود بالجزاء دون غيره.

ومن أمثلته قول كثير من الناس إن آية الحجاب أعني قوله تعالى: ﯥﯦ   الأحزاب: ٥٣ الآية.

نعم هذه يستدل بها كثير من الكتبة على أن المراد بالآية أمهات المؤمنين فقط لأنها في سياقهن ولكن العلة في قوله: الأحزاب: ٥٣.

"خاصة بأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن تعليله تعالى لهذا الحكم الذي هو إيجاب الحجاب بكونه أطهرَ لقلوب الرجال والنساء من الريبة في قوله: ﯪﯫ الأحزاب: ٥٣ قرينة واضحة".

ومن يستغني عن هذا الطهر؟ ومن يعفى من هذا الطهر من جميع المكلفين؟

"قرينة واضحة على قصد تعميم الحكم إذ لم يقل أحد من جميع المسلمين إن غير أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- لا حاجة إلى طهارة قلوبهن ولا إلى طهارة قلوب الرجال من الريبة منهن، وقد تقرر في الأصول أن العلة قد تُعمم.."

معلولها.

"قد تعمم معلولها وإليه أشار في مراقي السعود بقوله:

وقد تخصص وقد تعمم       .

 

لأصلها لكنها لا تخرم       .

وسترى إن شاء الله تحقيق مسألة الحجاب في سورة الأحزاب، ومن أمثلته قول بعض أهل العلم إن أزواجه -صلى الله عليه وسلم-لا يدخلون في أهل بيته في قوله".

لا يدخلن.

"إن أزواجه -صلى الله عليه وسلم- لا يدخلن في أهل بيته في قوله:          الأحزاب: ٣٣ الآية فإن قرينة السياق صريحة في دخولهن لأن الله تعالى قال.."

والكلام بصدد الحديث عنهن فدخولهن دخول أولي، وأيضًا ما جاء في بعض الروايات للصلاة الإبراهيمية: اللهم صل محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم قال بدل وعلى آل محمد أزواجه وذريته والحديث يُفسَّر بعضه ببعض بما جاء في بعض رواياته إذا صح فيها السند.

"لأن الله تعالى قال:           الأحزاب: ٢٨ ثم قال في نفس خطابه لهن          الأحزاب: ٣٣ ثم قال بعده واذكرن ما يتلى في بيوتكن الآية، وأجمع جمهور علماء الأصول على أن صورة سبب النزول قطعية الدخول فلا يصح إخراجها بمخصص وروي عن مالك أنها ظنية الدخول وإليه أشار في مراقي السعود بقوله:

واجزم بإدخال ذوات السبب    .

 

واروِ عن الإمام ظنا تصب  .

فالحق أنهن داخلات في الآية وسترى إن شاء الله تحقيق ذلك في سورة الأحزاب".

طالب: ...........

نعم، يقول وأجمع جمهور مثل ما قال الحافظ العراقي:

وأجمع جمهور أئمة الأثر  .

 

.............................  .

وهنا يقول وأجمع جمهور، الإجماع غير الجمهور، الإجماع قول الكل والجمهور الأكثر لا يعني الكل، نعم يجري على اصطلاح الطبري الذي يرى أن الإجماع قول الأكثر، أما الذي يرى أن الإجماع قول جميع المجتهدين من الأمة لا يسوغ أن يقرنه بالجمهور الذي هو قول الأكثر، دخول السبب قطعي في النص وهذا شيء معروف ومتقرِر ما السبب في السعي الشديد في السعي بين الصفا والمروة؟ سببه.

طالب: ...........

هاجر، هل تدخل النساء في هذا الحكم؟ نقول دخول السبب قطعي؟! دخول السبب قطعي والمرأة لا تسعى وسبب السعي امرأة.

طالب: ...........

لا، السعي الشديد سببه سعي هاجر في بطن الوادي هذا سببه ومع ذلك المرأة لا تسعى.

طالب: ...........

ما الذي يخرج؟ ما النص؟

طالب: ...........

لا يسعن؟

طالب: ...........

الشيخ يقول: فلا يصح إخراجها بمخصص.

طالب: ...........

ظني؟

طالب: ...........

لا، ليس كونه ظنيا يخرج بعض الصور دون بعض لكنه لا يقطع به في جميع الصور.

طالب: ...........

طيّب.

طالب: ...........

السنة الواردة لكن لا شك أن العلة هذه، وجاء في شرعنا ما يدل على منع المرأة من السعي الشديد لئلا ينكشف شيء منها، جاء في شرعنا ما يدل على منع المرأة وأما سعي هاجر فليس على سبيل التعبد؛ ولذا لو خرجت امرأة من بيتها محتشمة تفلة تخرج إلى مسجد أو غيرها فتبعها سبع نقول لا تسعى لئلا ينكشف شيء منها للحاجة هذه ضرورة ليس بتعبد، من الصور التي ترد ما نقلوه من إجماع سجدة التلاوة في وقت النهي، العلماء يقولون أن السجدة المفردة ليست بصلاة وتساهلوا في هذا وتسامحوا وقالوا إن ما أقل من ركعة فليست بصلاة فيفعل في أوقات النهي.

طالب: ...........

علة النهي عن الصلاة في هذه الأوقات السجدة المفردة لأن الكفار إذا رأوا الشمس طلعت أو غربت سجدوا لها ما صلوا صلاة فالسجدة المفردة أقرب إلى مشابهة الكفار من الصلاة الكاملة ذات الركوع والقيام فهذه علة وهذا سبب النهي ودخول السبب في النص لا يجوز إخراجه ولا بمخصص الكلام مفهوم أو غير مفهوم؟

طالب: ...........

أعيده.

معروف مسألة أوقات النهي الخمسة التي منها ثلاثة مغلظة واثنان موسعان وأفضنا فيها وذكرناها في دروس كثيرة وبعضها أفرد في شريط لكن الذي يهمنا من ذلك أن السجدة المفردة يقرر جمع من أهل العلم أنها ليست بصلاة، تصح إلى غير القبلة، تصح على غير طهارة، تصح على أي وجه كان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- سجد في سورة النجم وسجد معه الكفار والمسلمون المتوضئون وغير المتوضئين، هذا جعل أهل العلم يخففون في أمر السجدة المفردة وما دون الركعة ليس بصلاة عندهم فمن باب أولى أن تكون السجدة المفردة ليست بصلاة فلا تدخل في أحاديث النهي ثلاث ساعات نهانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا ما تدخل؛ لأنها ليست بصلاة عند من يقول بأنها ليست بصلاة، وإلا عند الحنابلة معروف يشترط لها ما يشترط للصلاة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم ولا تفعل في أوقات النهي عند الحنابلة، وهي سجدة مفردة، وسبب النهي عن الصلاة في هذه الأوقات لاسيما في الأوقات المضيقة حينما تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحينما تتضيف للغروب حتى تغرب، والثالث حين يقوم قائم الظهيرة هذا هو المشكل الذي من أجله نهي عن الصلاة، هذا الوقت هو الإشكال هنا، والكفار يصلون ركعتين أو ثلاثا أو أو يسجدون سجدة مفردة؟ يسجدون إذا رأوها سجدوا فسجدة التلاوة وسجدة الشكر وأي سجدة مفردة أقرب إلى مشابهة المشركين التي هي السبب، ودخول السبب في النص قطعي فلا سجود.

طالب: ...........

نعم لو خلت امرأة بالمسعى مغلق ليس فيه أحد إلا هي وهي سبب الحكم الوارد في النص تسعى أو ما تسعى إذا زال المحظور؟ أصل المرأة في المسألة وضعها يختلف عن وضعها في جميع الأديان، وفي جميع الأعراف، المرأة لا بد أن تكون محتشمة مصونة، ويطالبونها الآن بأن تتعرى وتجري وراء كرة، ما أدري بأي عقل، بأي دين، بأي عرف يصنع مثل هذا؟ أو يُدعى إلى مثل هذا؟ الكلام -نسأل الله العافية- ويقولون: لا مانع من رياضة المرأة بالضوابط الشرعية، ماهي الضوابط الشرعية؟! أصل المسألة مهدوم، فكيف تأتي بأمر من أصله لا أساس له، ثم تضع له ضوابط؟ ألا يعتبرون بالبلدان المجاورة كانت المباريات بالعباءات ثم صرن يبارين عراة؛ لأن العلماء في ذلك الوقت ضُغط عليهم وأجازوا بالضوابط ماهي هذه الضوابط؟! هم يريدون الحكم فقط، ما عليهم من ضوابطك، ويستندون إلى فتوى للشيخ ابن باز -رحمة الله عليه- أنه قال: لا مانع إذا كان المكان مغلقا ولا يعتريه رجال ولا كذا من إقامة نوادي نسائية، والفتوى في الجزء التاسع من فتاوى الشيخ، صفحة ثلاثمائة وثلاث وثمانين، وبيّن في آخره أن مراده بالنوادي النسائية: النوادي التي يجتمع فيها الطالبات مع المعلمات ويلقى فيها المحاضرات، وتحصل فيها المذاكرات والمدارسات، نوادي ثقافية، ما هي نوادي رياضية. بيان بنفس الفتوى، الذين يقتطعون أصل الفتوى من فوق يتركون الباقي، هؤلاء الذي يتتبعون المتشابه، هؤلاء هم أهل الزيغ، والله المستعان، تُمنع من الرَّمَل في الطواف وتمنع من السعي بين الصفا والمروة، ويقال: تابعي كورة واجري وراها؟! ويعقد حلقات وندوات في وسائل الإعلام ويتصل عليهم، ويقال: هل قصدكم رياضة من غير إعلام، من غير نشر؟ يقولون: نعم، إذًا كل واحدة تشتغل في بيتها، إذا كان هذا القصد، لماذا ننشئ نوادي ومباريات ومشاركات رياضية في دول العالم؟! ويستدل بعض المفتونات تقول: خرجنا برحلة إلى غار حراء أو غار ثور، في طالبات من المرحلة الثانوية، فعجزن عن الصعود وجلسن في أثناء الجبل في أوله، والسبب في ذلك: ما زاولن الرياضة، ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر تصعد في اليوم مرات؛ لأنها تزاول الرياضة هذا الاستدلال على أن الرياضة مشروعة، وأنها لا بد منها.

طالب: ...........

الشغل، العمل، أسماء تعمل في مزرعة.

طالب: ...........

مسألة المجافاة في الصلاة والسدل في الجلوس وكذا مسائل مختلف فيها بين أهل العلم والبخاري كأنه يميل بأنها كالرجل في الصلاة وذكر عن أم الدرداء أنها تجلس في الصلاة جلسة الرجل وكانت فقيهة.

طالب: ...........

تفضل.

طالب: ...........

نعم لا، تَرِد على كلامهم.

طالب: ...........

لا، أنا أورد هذا الكلام ليس على كلام الشيخ على من تساهل في هذا ورأى أنها لا تدخل في النصوص أصلاً لأنها ليست بصلاة.

طالب: ...........

أنا أتيت بكلام عام لا يلزم أن يكون تعليقا على كلام الشيخ، الشيخ لو فصل ومذهب المالكية المنع والتشديد في فعل أي نفل في هذه الأوقات لرأيت المنع عنده وعند غيره، ومذهب الجمهور المنع من فعل أي صلاة في أوقات النهي إلا الفريضة التي جاء الدليل على تخصيصها.

"ومن أنواع البيان التي تضمنها أيضًا أن يذكر وقوع شيء في القرآن ثم يذكر في محل آخر كيفية وقوعه كقوله تعالى: البقرة: ٥١ الآية فإنه لم بين هنا كيفية الوعد بها هل كانت مجمتعة أو مفرّقة ولكنه بيّنها في الأعراف بقوله:    ﮠﮡ الأعراف: ١٤٢ ومن أمثلته قوله".

عكس البيان هنا أنه ذُكرت مجتمعة ثم ذُكرت متفرقة ما جاء في قوله:                ﰍﰎ البقرة: ١٩٦ قد يحتاج إلى جمعها والعلماء يقولون الصيام لا وقت له ولا مكان له فإذا فرّط في هذا الصيام عشرة أيام حتى لا يبق على رمضان إلا عشرة أيام يفرّق أو يجمع؟ حتى لو بقي وقت واسع يلزمه التفريق أو لا يلزمه؟ ما يلزم التفريق إذا وصل إلى أهله، ما تمكن من الصيام في الحج ووصل إلى أهله له أن يصوم عشرة أيام مجتمعة، أما إذا ضاق عليه الوقت فيلزمه أن يجمع بينها.

"ومن أمثلته قوله تعالى: البقرة: ٥٠ فإنه بيّن كيفية إغراقه لهم في مواضع أخر كقوله:      ﭨﭩ الشعراء: ٦٣ الآية وقوله:     طه: ٧٧ الآية ومن هذا".

     الشعراء: ٦٣ نعم ماذا عندك يا أبا عبد الله. بيّن كيفية إغراقه له في مواضع أخر كقوله، صح الآية؟        الشعراء: ٦٣ نعم.

"ومن هذا القبيل أن يذكر وقوع أمر من غير تعرض إلى كونه وقع أولاً بتنجيز أو تعليق ثم يبين ذلك في موضع آخر، ومثاله قوله تعالى:   البقرة: ٣٤ الآية فإنه لم يبين هنا هل ذلك الأمر بالسجود وقع أو لا؟ بتنجيز أو تعليق وقد بين في (الحجر) و(ص) أنه وقع أولاً معلقًا قال في الحجر   الحجر: ٢٨ – ٢٩ ".

يعني جاء الأمر متقدما على وقته وأن الأمر لا يمكن أن  يتم حتى يُسوَّى ويُنتهى من خلقه.

"وقال في سورة ص:   ص: ٧١ - ٧٢ ومن أنواع البيان المذكورة فيه أن يقع طلب لأمر ويبين في موضع آخر المقصود من ذلك الأمر المطلوب ومثاله قوله تعالى في الأنعام:   ﯰﯱ الأنعام: ٨ الآية فإنه بيّن في القرآن أن مرادهم بالملك  المقترح إنزاله أن يكون نذيرًا آخر معه -صلى الله عليه وسلم- وذلك في قوله تعالى:   ﮚﮛ      الفرقان: ٧ ومن أنواع البيان التي تضمنها أيضًا أن يذكر أمر في موضع ثم يذكر في موضع آخر شيء يتعلق بذلك الأمر كأن يذكر له سبب أو مفعول أو ظرف مكان أو ظرف زمان أو متعلَّق فمثال ذكر سببه في قوله تعالى:       ﮡﮢ البقرة: ٧٤ فإنه لم يبين هنا سبب قسوة قلوبهم ولكنه بينه بقوله: ﮫﮬ المائدة: ١٣ وقوله:   ﯨﯩ الحديد: ١٦ ومن أمثلة ذكر السبب قوله تعالى:   ﯛﯜ آل عمران: ١٠٦ فإنه أشار هنا لسبب اسودادها بقوله: آل عمران: ١٠٦ الآية ".

يعني سبب القسوة في القلوب نقض الميثاق وطول الأمد، وجاء في السنة وجاء في مواضع أُخر من القرآن أسباب أخرى ﭹﭺ ﭻﭼ ﭿ المطففين: ١٤  وأكل الحرام والإكثار من المعاصي وعدم الاكتراث بالأوامر كل هذه من أسباب قسوة القلوب والبعد عن الله- جل وعلا- السبب   ﯛﯜ آل عمران: ١٠٦  ذكر السبب آل عمران: ١٠٦  سببه الكفر وفي قوله في الآية الأخرى         ﭻﭼ الزمر: ٦٠  والكذب أعم من أن يكون بالكفر أو ادعاء الولد، الكذب أعم من أن يكون بادعاء الشريك أو ادعاء الولد   النحل: ١١٦  تكذب على الله- جل وعلا- تفتري على الله إذا أجبت بغير مراد الله أو من غير علم   النحل: ١١٦  هذا كذب على الله- جل وعلا-         ﭻﭼ الزمر: ٦٠  فالأمر ليس بالسهل الأمر خطير جدًا في مسألة الفتوى بغير علم- نسأل الله العافية-.

طالب: ..........

ماذا؟

طالب: ..........

نعم كذب على الله بالولد أو بالشريك أو أنه قال كذا أو حكمه كذا كل هذا كذب على الله.

طالب: ..........

هذا شيء عظيم والشرك عظيم ادعاء.

"وقد بينه في مواضع أخر كقوله         ﭻﭼ الزمر: ٦٠  ونحوها من الآيات كما سترى إن شاء الله تحقيقه في آل في آل عمران، ومن أمثلة ذكر المفعول الواحد قوله تعالى:     النازعات: ٢٦  فإنه لم يذكر هنا مفعول يخشى ولكنه أشار إليه في هود والذاريات وإيضاحه أن الإشارة في قوله هنا:     النازعات: ٢٦  راجعة إلى أنما أصاب فرعون من النكال والعذاب المذكور في قوله تعالى: ﭿ     النازعات: ٢٥  فإذا عرفت ذلك فاعلم أنه تعالى صرّح في سورة هود بأن فيما أصاب فرعون من العذاب آية لمن خاف عذاب الآخرة، فصرَّح بأن الخوف واقع على عذاب الآخرة فهو المفعول والخوف المذكور في هود هو الخشية المذكورة في النازعات فقوله في هود".

والتنصيص على عذاب الآخرة لا ينفي عذاب الدنيا وإنما لم يذكر عذاب الدنيا لأنه كلا شيء بالنسبة لعذاب الآخرة «ومن نفّس عن مسلم كربة نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة» لم تذكر كُرب الدنيا؛ لأن أمرها يسير لا شيء بالنسبة لكرب يوم القيامة.

"فقوله في هود: ﯿ   هود: ٩٧ - ٩٨  إلى قوله.

ﭖﭗ هود: ٩٨  " يذكر الآية كلها.

طالب: ..........

""إلى قوله: هود: ٩٩  وقوله بعده ﮢﮣ هود: ١٠٣  يدل على أن المفعول المحذوف في النازعات هو عذاب الآخرة لتصريحه تعالى به في نفس القصة في هود، ويؤيده قوله تعالى في الذاريات:   الذاريات: ٣٨  الآية لأن قوله: الذاريات: ٣٨  معطوف على قوله:     ﭿ الذاريات: ٣٧  فيكون المعنى وتركنا في قصة فرعون مع موسى وما أصابه من العذاب بسبب تكذيبه له آية للذين يخافون العذاب الأليم، ففيه بيان المفعول وأنه عذاب الآخرة كما ذكر في هود وسترى- إن شاء الله- إيضاحه في النازعات، ومثاله في أحد المفعولين قوله: البقرة: ٥١  الآية ونحوها من جميع آيات اتخاذهم العجل إلهــًا فإن المفعول الثاني محذوف في جميعها وتقديره اتخذتم العجل إلها".

لكن هناك نكتة لحذف المفعول الثاني بينا المؤلف- رحمه الله-.

"ونكتة حذفه دائمًا التنبيه إلى أنه لا ينبغي أن يتلفظ بأن عِجلاً مصطنعًا إله وقد أشار إلى هذا المفعول في طه بقوله      طه: ٨٧ - ٨٨  ومثال ذكر ظرف المكان قوله تعالى: الفاتحة: ٢  ثم بيّن في سورة الروم".

يعني هذا حذف المفعول الثاني من باب الأدب في الكلام والعبارة، الأدب مع الله- جل وعلا- ألا يخبر عن العجل بأنه إله لكن إذا جاء سياقه على لسان الغير مثلاً كما في قوله:      طه: ٨٨  فقالوا لا مانع منه مثل ما جاء في حديث قصة موت أبي طالب قال هو على ملة عبد المطلب، مع أن الأصل يعني في سياق الكلام والكلام لأبي طالب نفسه أن يتتابع الرواة على قول ما ذكره أبو طالب نفسه هذا الأصل، لكن لما كان اللفظ قبيحا لا يليق بالمسلم أن ينسبه إلى نفسه ولو كان حاكيًا آثرًا عُدِل عنه بقولهم هو على ملة عبد المطلب، لكن إذا كان يترتب على التغيير في اللفظ تغير حكم أو تأثير في حكم فإنه لا بد أن يساق بفصه ولفظه يعني في قصة ماعز قال ماعز إني زنيت والرواة كلهم يقولون في القصة نفس كلامه يسوقونه ولا يقولون هو زنا؛ لأن مثل هذا التصرف قد يُدرأ به الحد، لا بد أن ينسب الإنسان الكلام إلى نفسه ولو نقله الرواة بالتصرف فقال هو زنا قالوا إن ماعزا يمكن نطق بهذا اللفظ هو زنا ولو نطق بقوله هو زنا ما أقيم عليه الحد درءًا للحد للشبهة في عود الضمير مثلاً، الفرق واضح أو ليس بواضح.

"ثم بيَّن في سورة الروم أن السموات والأرض من الظروف المكانية لحمده- جل وعلا- وذلك في قوله تعالى: الروم: ١٨  الآية، ومثال ذكر ظرف الزمان قوله تعالى في القصص: ﯿ   ﰂﰃ القصص: ٧٠  وقوله في أول سبأ   ﭞﭟ      سبأ: ١  فبيَّن أن الدنيا والآخرة من الظروف الزمانية لحمده، ومن أمثلته قوله تعالى:   ﭵﭶ البقرة: ١٤٣  فإنه بيّن في النساء أن شهادة الرسول واقعة يوم القيامة وذلك في قوله:                النساء: ٤١ - ٤٢  ومثال ذكر المتعلَّق قوله تعالى في النساء: ﯖﯗ ﯞﯟ النساء: ٨٤  الآية فإنه لم يبيّن هنا متعلق التحريض ولكنه بينه في الأنفال بقوله: ﮄﮅ الأنفال: ٦٥  الآية ومن أمثلته قوله تعالى: الفجر: ٢٢  وقوله الأنعام: ١٥٨  الآية فإنه ذكر في البقرة لإتيانه- جل وعلا- يوم القيامة متعلقًا وذلك في قوله:        البقرة: ٢١٠  الآية فالجارّ والمجرور الذي هو قوله: البقرة: ٢١٠  يتعلق بقوله البقرة: ٢١٠  ومن أمثلته قوله الرحمن: ٣٧  الآية وقوله الحاقة: ١٦  وقوله:   الانشقاق: ١  فقد ذكر لانشقاقها متعلقًا في الفرقان في قوله: الفرقان: ٢٥  الآية".

كم بقي؟ النصف؟

طالب: ..........

دفع إيهام الاضطراب.

طالب: ..........

لأن هذه آيات مشكلة تشكل على طلاب العلم فأراد إفرادها وهي موجودة في الكتاب مبثوثة في الكتاب، الجواب عنها مبثوث، ولغيره أيضًا تصانيف في هذا الباب، الآيات المشكلة وفيه كتاب اسمه درة التنزيل وغرة التأويل.

طالب: ..........

لا، قديم الخطيب الإسكافي كتاب نفيس في هذا الباب تجد جاء في هذه الآية العطف بالواو وفي آية أخرى العطف بالفاء لماذا جاء كذا؟ في هذه الآية زاد حرفا في هذه زاد كلمة مجلد واحد بحجم هذا.

طالب: ..........

صعب، الشكوى إلى لله طالب العلم لا بد أن يتعوّد درة التنزيل وغرة التأويل.

طالب: ..........

الخطيب الإسكافي مطبوع ومتداول ومعروف لكن طلاب العلم لا يعرفونه.

طالب: ..........

درة التنزيل وغرة التأويل.

طالب: ..........

 

اسمه درة التنزيل وغرة التأويل.

"