شرح كتاب التوحيد - 19

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هذا يقول بعض الإخوة الذين لا يحضرون دورة كتاب التوحيد لكنهم يحضرون الدروس اليومية يسألون هل ستبدأ الدروس الأسبوع القادم أو بعد الحج يقول ويتمنون البت في هذا من الآن كي يرتبوا برنامجهم العلمي.

نعم، غدًا هو آخر دروس دورة كتاب التوحيد للدورة الثانية، وأما الدورة الثالثة فسيعلن عنها في وقتها، ويوم الأحد يبدأ البرنامج المعتاد الذي وقف قبل خمسة أشهر لمدة ثلاثة أسابيع- إن شاء الله تعالى- ثم يُستَأنف بعد الحج، المقصود أنه يوم الأحد القادم شرح مختصر الخرقي- بإذن الله- هذا الأحد، والإثنين بعد العشاء شرح الطحاوية والموافقات، والثلاثاء المغرب صحيح البخاري من أوله من العبادات من الطهارة، وبعد العشاء البيوع من صحيح البخاري، ومغرب الأربعاء تفسير ابن كثير، والعشاء أضواء البيان، هذا هو الجدول الذي مشينا عليه من سنين، وسوف يُستَأنَف كالمعتاد في الأسبوع الثاني من أسابيع الدراسة، الأسبوع الثاني من استئناف الدراسة يبدأ الجدول المعتاد.

طالب: ............

وش هو؟

طالب: ............

وش فيه؟

طالب: ............

لا، ما يمدينا كم نشرح من باب؟ هذه الثلاثة الأسابيع التي اللي راحت كم راح؟ لا، مع الوقت- إن شاء الله- يمشي مع الوقت.

في الدرس الماضي قرأنا ما كتبه بعض الإخوة عن تقديم القربان لغير الله- جل وعلا- هذا المذبوح لا إشكال فيه وأنه شرك، وأما ما يُدفَع ويُذبَح لغير الله وهو حي قرأنا فيه ما كُتِب، ونهاية البحث نسب كاتبه إلى الشيخ البراك أنه لا يكفر، وأنا سألته بعد الدرس الماضي يوم الأحد بعد صلاة العشاء في مناسبة فقال: أبدًا لا فرق؛ لأنه يتقرب لغير الله، ولا يمكن أن يتقرب إلا إذا اعتقد النفع والضر، ومادام يعتقد النفع والضر فإنه يكفر، ولا فرق بين المذبوح وغير المذبوح، قد يتقرب مثلا تقليدا لغيره، رأى الناس يتقربون فقرب، وهذا ليس من كلام الشيخ، الشيخ قال لا فرق فقط، قال الشيخ لا فرق، فأقول: إذا كان يعتقد النفع والضر فلا خلاف في تكفيره، إذا كان يطلب النفع والضر من غير الله- جل وعلا- ويعتقد في هذا ويقرب إليه من أجل أن ينفعه أو يضره هذا لا شك في كفره كمن ذبح، لكن إذا قربه تقليدا لغيره، يعتري أيضا من ذبح تقليدا لغيره ولا يعتقد فيه، وإذا استرسلنا في هذه المسائل فإنها لا تنتهي لكن «لعن الله من ذبح لغير الله» وفي حكمه من أهداه حيا.

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه..

طالب: ..............

يمكن أن يقدِّم، لماذا يقدِّم؟

طالب: ..............

لدفع الضرر.

طالب: ..............

لا، هو المسألة أنه تقديم وتقريب للجن للشياطين أن يندفع هذا الضرر بسببه، والله أعلم هذا عالم غيبي لا يمكن التعامل معه بأسلوب صحيح أبدا.

طالب: ..............

وش يقول؟

طالب: ..............

إيه هو لا فرق، إذا نظرت إلى المعنى لا فرق، وإذا نظرت إلى تقريب لن يذبح الذباب كيف يذبح الذباب؟! افترض أنه قدم سمكة أخرجها من الماء ودفعها للسادن نفس الشيء.

وقفنا عل المسائل الظاهر.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

ففي باب قول الله تعالى {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً} [سورة الأعراف:191-192] ثم ذكر الشيخ آية فاطر، ثم ذكر حديث أنس في الصحيح لما شُجَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- وفي آخره {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] يريد أن يقرر الشيخ- رحمة الله عليه- إذا كان هذا أشرف  الخلق لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا محمد -عليه الصلاة والسلام- وفي مناسبة يستدعي أن يقال ما قيل، شج رأسه، وكسرت رباعيته، فقنت يلعنهم، فإذا كان في هذه المناسبة التي فيها نوع استدعاء لمثل هذا الكلام، ومن أشرف محمد -عليه الصلاة والسلام- يقال له {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] ويقول لأقرب الناس إليه وأحب الناس إليه «سليني ما شئتِ من مالي لا أغني عنكِ من الله شيئا» الشيخ ذكر هذا الباب ليبين أن هؤلاء الذين يدعَون من دون الله لا يملكون شيئا، لا يملكون نفعا ولا ضرا، لا لأنفسهم ولا لغيرهم، فكيف يدعون من دون الله، هذا أشرف الخلق وأحبهم إلى الله، وأقربهم إليه وأتقاهم وأخشاهم وأعلاهم منزلة عند الله- جل وعلا- لا يملك شيئا، "لا أملك لكم من الله شيئا لا أغني عنكم من الله شيئا".

طالب: ..............

كون الله- جل وعلا- هو الذي يبتدئ بتحقيق رغبته -عليه الصلاة والسلام- إكراما له هذا غير كونه يطلب منه ما لا يستطيعه ولا يقدر عليه، ويأتي في الباب الذي يليه مثل ما قيل في هذا الباب، بالنسبة للملائكة هذا لبيان وجه المناسبة بين هذه الأبواب قال- رحمه الله- فيه مسائل، الأولى: تفسير الآيتين وقد تقدم. الثانية: قصة أحد. وهي معروفة مشهورة، من أشهر الغزوات في عهده -عليه الصلاة والسلام- في السنة الثالثة بعد غزوة بدر، وأيضا هي معروفة في أول الأمر انتصر المسلمون ثم بعد ذلك لما خالفوا أمره -عليه الصلاة والسلام- حصل عليهم ما حصل، وحصل للنبي -عليه الصلاة والسلام- ما حصل. الثالثة: قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء ويؤمنون في الصلاة. الآن قنوت سيد المرسلين يعني قنوت النوازل، ومعروف حكمه عند أهل العلم، إذا نزلت بالمسلمين نازلة غير الطاعون فإنه يقنت في الفرائض كلها، لكن أكثر ما جاء في الصبح وأنه قنت شهرا يدعو على قبائل من العرب، على رِعْل وذكوان، ثم بعد ذلك ترك، ففي هذا مشروعية قنوت النوازل، وليس مراد الشيخ من هذه الفائدة إثبات مشروعية القنوت، وإنما ليبين؛ ولذلك قال سيد، وسادات، قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء ويؤمنون في الصلاة، ثم كانت النتيجة بعد أن لعن فلان وفلان وفلان {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] وهو سيد، وهم سادات، فكيف بمن دونه -عليه الصلاة والسلام- الرابعة: أن المدعو عليهم كفار وهم صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام هم كفار، والكافر في الجملة يُلعَن ولا إشكال {أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [سورة هود:18] لعن الله السارق، لعن الله شارب الخمر في الجملة، يعني لكن أعيانهم هو الذي فيه الخلاف، ولكن لما لعن النبي -عليه الصلاة والسلام- الأعيان قيل له {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] لأن هؤلاء العواقب بالنسبة له -عليه الصلاة والسلام- خفية، لا يدري عن العواقب ماذا يختم به عليهم، لكن إذا مات على كفره وجزمنا بأنه مات على كفره لا مانع من لعنه إذا جزمنا أنه مات على كفره وأن الجنة عليه حرام. الخامسة: أنهم فعلوا أشياء لا يفعلها غالب الكفار من الاعتداء عليه -عليه الصلاة والسلام- والحرص على قتله -عليه الصلاة والسلام- وغالب الكفار ما فعل هذا، منهم من اقتصر أذاه على الصحابة، ومنهم زاد في أذاه، ومنهم من نقص، ومنهم من لم يتعرض لأذى المسلمين، و مع ذلك هؤلاء تعرضوا لأشرف الخلق وحصل منهم ما حصل فدعا عليهم وقنت عليهم، ومع ذلك قيل له -عليه الصلاة والسلام- {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] فكيف بمن دونه، الآن الكتب مثلا التي تبحث في سيرته وشمائله وخصائصه لاسيما في شروحها، الأصل أن المتون مأخوذة من السنة مما صح منها وضعف، لكن الكلام في الشروح مثل شروح الشفاء، وشروح الشمائل والخصائص فيها من الغلو ما فيها؛ ولذلك لا تجدونها متداولة بين علماء التحقيق الذين حققوا التوحيد، لا تجدون لها رواجا مثل ما تروج في البلاد التي يكثر فيها الغلو به -عليه الصلاة والسلام- قد يقول قائل: الشفاء للقاضي عياض يُقرَأ مثل ما يقرأ القرآن في كثير من الأقطار المنتسبة للإسلام، وكذلك الشمائل وقل مثل هذا فيما هو أشد من ذلك من البردة، أو دلائل الخيرات، أو غيرها كلها فيها شيء من الغلو، بل بعضها شديد الغلو كما في البردة.

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به

 

سواك عند حلول الحادث العمم

حلول الحادث ما يلوذون إلا برسول الله، قوموا بنا إلى قبر أبي عمر قوموا بنا إلى فلان يعني كلام من الشرك الأكبر، فقد يقول قائل: إن هؤلاء الذين لا يقرؤون في هذه الكتب لا يحبون الرسول -عليه الصلاة والسلام- هذا الكلام ليس بصحيح، حبه الصحيح الحقيقي في متابعته {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عمران:31] أما حبه أو زعم حبه بأمور نهى عنها هو -عليه الصلاة والسلام- «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم» «إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو» ومع ذلك يزعمون أنهم يحبونه لا.

تعصي الإله وأنت تزعم حبه

 

هذا لعمري في القياس شنيع

لو كنتُ لو كنتَ ...............

 

.............................

إيش؟

طالب: ..............

لو كان حبك صادقا لأطعته

 

..........................

لو كان حبك صادقا لأطعته

 

إن المحب لمن يحب مطيع

نعصيه يقول «لا تطروني» ونغلو فيه ونقول هذا الحب؟! ليس بصحيح لكنه تسويل الشيطان وتزيين الشيطان لهم، ومع ذلك عندنا ما يغنينا عن هذه الكتب التي فيها هذه المخالفات، فقد صح في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ما يغنينا عن هذه الكتب، ومع ذلك لو أن هذه الكتب تداولها أهل التحقيق وعلقوا عليها وبينوا ما فيها من مخالفات لا شك أن هذا طيب جدًّا؛ لأنه ينتفع به القريب والبعيد، لكن يبين ما فيها من المخالفات، يعني من مظاهر الغلو في هذه الكتب مثل دلائل الخيرات مطبوع إذا رأيته قلت المصحف، مذهَّب وحرفه أجمل مما طُبع في جميع طبعات المصحف، الكتاب مذهَّب وبين كل جملة وأخرى فاصلة، وفيها رقم كالمصحف، يعني من يفتح الكتاب يقول مصحف، وهي صلوات غير مأثورة ولا مروية وإنما هي مخترعة وفيها بعض الغلو؛ ولذا كان يُؤمَر بإحراقه يقول الصنعاني في مدحه للشيخ:

وحرق عمدا للدلائل دفترا

 

.......................

إلى آخر ما قال، المقصود أن مثل هذا الغلو على المسلم أن يجتنبه، وأن يحقق توحيده لله الواحد الذي لا شريك له، أما كوننا نُتَّهَم بأننا لا نحب الرسول حتى أن الواحد منهم يقول: إن عصا أحدنا أنفع له من الرسول هذا كلام مجانين هذا! وإلزامهم بغير لازم، يعني ما المذهب الذي يجعل الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة ركنا تبطل الصلاة بدونها، من المذاهب الأربعة؟! لا يوجد إلا الحنابلة، الدعوة السلفية على يد الإمام المجدد، يعني في رسالة الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد إلى أهل مكة، يقول: ونحن على مذهب الحنابلة، على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، فمن الذي يبطل الصلاة بترك الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يوجد غيرهم، المذاهب الأخرى كلها لا تبطل الصلاة ومع هذا يقال أنهم لا يهتمون به -عليه الصلاة والسلام-! والله المستعان، لكن هذا من أساليب التنفير. "الخامسة: أنهم فعلوا أشياء لا يفعلها غالب الكفار منها شجهم نبيهم وحرصهم على قتله" وهذا مر "ومنها التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم" حمزة بن عبد المطلب مثلوا به ومثلوا بغيره. السادسة: أنزل الله عليه في ذلك {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] يعني مع وجود الداعي، والداعي أشرف الخلق ويؤمِّن على الدعاء سادات الأمة، ومع ذلك الجواب {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] السابعة: قوله {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} [سورة آل عمران:128] زُوَّار البدوي في السنة سبعة ملايين، وحجاج بيت الله قل ثلاثة، صحيح أن هناك فرقا، هذا مدة محددة، وهذا على مدى العام، لكن يبين لك تلاعب الشيطان بعقول كثير من الناس، تلاعب الشيطان بعقول فئام من الناس قالوا أنه يزور المشاهد في العراق  أكثر من أربعين مليون في السنة- نسأل الله العافية- وكتاب مطبوع في العراق اسمه العتبات المقدَّسة في اثني عشر مجلدا، ترون ما يصنعون بالصور، والآن لم يعد هناك ما يخفى، ولم يعد هناك سر بهذه القنوات، ترون  كيف يغلون، ومن باب المحادّة والمعاندة، المشهد الذي على قبر أبي لؤلؤة المجوسي الذي يسمونه مشهد آية الله فيروز من أعظم المشاهد..

طالب: ..............

أو شجاع..

طالب: ..............

أبو شجاع.. أبو لؤلؤة..

طالب: ..............

لا لا، لأنه قتل عمر صار شجاعا وإلا فيروز هو..

طالب: ..............

لا ما تصح الصلاة من عَلِم بحاله لا تصح الصلاة خلفه.

طالب: ..............

هذا مبتدع لكن ما هو مثل الشرك.

طالب: ..............

على كل حال إذا ما وجد غيره أخف.

السابعة: قوله {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ} [سورة آل عمران:128] لأنها تفسير لقوله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] ومادامت الروح في الجسد كل شيء ممكن «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة ثم ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها» وإن جاء تفسيره في بعض الروايات وبعض الأحاديث أنه يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وكذلك يعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس، المقصود أن المسلم لا بد أن يكون على وجل وخوف شديد من سوء العاقبة، قوله {أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ} [سورة آل عمران:128] فتاب عليهم وآمنوا، يعني الثلاثة الذين لعنوا في القنوت. الثامنة: القنوت في النوازل مشروع والنوازل يفرق أهل العلم بين ما كان منها مخلوقا وما كان من الله- جل وعلا- يعني لو حصل خسف أو زلازل أو أمور أخرى هذه يلحقونه بصلاة الكسوف، يسمونها صلاة الآيات، وصلى ابن عباس للزلزلة، الكلام فيما يحصل على المسلمين من شدة وأذى من الكفار هذا يقنت له، ويستثني أهل العلم الذين لا يفرقون بين ما يحصل من خالق أو مخلوق الطاعون، الطاعون لا يقنت له قالوا؛ لأنه الشهادة، والشهادة لا يطلب رفعها.

طالب: ..............

هذا اتفاق، هذا مجرد اتفاق، قنت شهرا ثم ترك، منهم من يحدد الغاية بشهر؛ لأنه ترك بعد الشهر، ومنهم من يقول هكذا حصل، وعلى كل حال إذا زال السبب يزول القنوت ولو بأقل من شهر. التاسعة تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم يعني أن هذا ليس من كلام الناس الذي يبطل الصلاة؛ لأنه دعاء والدعاء مخاطبة لله- جل وعلا- وذكر المدعو به أو عليه هو تابع للدعاء ولا يكون من كلام الناس حينئذ. العاشرة: لعنه المعيَّن في القنوت النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «اللهم العن فلانا وفلانا» كما أنه قال أيضا بالمقابل: اللهم أنجِ الوليد بن الوليد، اللهم أنجِ الوليد بن الوليد، يعني إذا دعا لقوم وسماهم لا بأس، وإذا دعا على قوم وسماهم فلا بأس. العاشرة: لعنه المعيَّن في القنوت لأنه لعن فلانا وفلانا لكن..

طالب: ..............

إيه كلام الشيخ علام يدل ؟

طالب: ..............

يعني أنه يجوز أو ما يجوز؟

طالب: ..............

كيف وقد عوتب النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله- جل وعلا- {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] هذا يدل على الجواز؟! لكن كلام الشيخ ليس فيه حكم، مطلق ليس فيه ما يدل على الجواز أو عدمه.

طالب: ..............

الذي وافى على كفره «إذا مررت بقبر كافر» وش فيه؟ «فبشره بالنار» {فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [سورة المائدة:72].

طالب: ..............

لكن ما يظهر، كثير لعان صيغة مبالغة كثير اللعن.

الحادية عشرة: قصته -صلى الله عليه وسلم- لما نزل {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [سورة الشعراء:214] صعد على الصفا قال: يا معشر قريش، يا عباس بن عبد المطلب، يا صفية عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا»، وتقدم. الثانية عشرة: "جِدُّه في هذا الأمر" لما نزل عليه الأمر بالتبليغ باشر، فبادر بالنذارة، وهو جاد في هذا الأمر ما قال غدا أو بعد غد، بادر مباشرة، فهو جاد في دعوته إلى ربه- عز وجل- "بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون"، صعد الصفا وبدأ يصرخ بأعلى صوته «يا معشر قريش» لكن تصور شخصا من الدعاة أو من أهل العلم جاء إلى مكان مرتفع في وسط الناس وقال: يا معشر الناس، يا أيها الناس افعلوا واتركوا، ينسب إلى الجنون، لكن الأحوال والظروف تختلف، الآن لو جاء أحد وصعد على مكان مرتفع وبأعلى صوته ينادي الناس ويعظهم ويوجههم ماذا يقولون؟ مجنون، يعني أدركنا قبل ثلاثين وأربعين سنة من يأتي إلى السوق الذي تباع فيه البضائع، يصعد على شيء ويتكلم وينصح، هذا شيء أدركناه لكنه مألوف في ذلك الوقت ومعروف، لكن الآن من يفعل هذا؟! ما يقدر لكن لو فعله أحد؟ قال: الرسول نسب إلى الجنون لا مانع أن أنسب إلى الجنون، في وقته -عليه الصلاة والسلام- لا توجد وسيلة إلا أن يصعد في مكان مرتفع ويراه الناس ليس له إلا أعلى صوته ليس عنده مكبراته ولا عنده وسائل إعلام ولا عنده شيء، "وكذا لو يفعله مسلم الآن" لا شك أنهم ينسبونه إلى الجنون لكن الله المستعان، قد يكون مثل هذا الأمر مشوِّشا ويكون ممنوعا بالأنظمة مثلا، ولا شك أن هناك مصالح ومفاسد فإذا ترتب عليه مفسدة لا يشرع حينئذ.

طالب: ..............

لكن لا يوجد مجال غيره هذا؟ لا توجد وسائل متاحة يعني في المساجد لو قام وتكلم..

طالب: ..............

إنكار المنكر لا بد منه بالطريقة التي تحقق المصلحة.

طالب: ..............

على كل حال هناك مصالح وهناك مفاسد خاصة وعامة، ولا بد من درء المفاسد لاسيما العامة؛ لأن بعض الناس يكون عنده جرأة وغيرة لكن أثر فعله يسري إلى غيره، فيصدر بسبب ذلك أنظمة تضيِّق الأمر والنهي أو تضيق الدعوة، لا بد من دراسة الآثار المترتبة عليه. الثالثة عشرة: قوله للأبعد والأقرب قال للأبعد قريش، وللأقرب لعمه وعمته وبنته «لا أغني عنكم من الله شيئا» حتى قال «يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنكِ من الله شيئا» في هذا رد على من يقول إنه ينفع أو يضر وهذا مقتضى فعل الغلاة به -عليه الصلاة والسلام- وإلا كيف يقول ما لي سواك عند حلول الحادث.. إلا يزعم أنه ينفعه أو يكشف عنه ما به من ضر، فإذا صرح -صلى الله عليه وسلم- أنه وهو سيد المرسلين لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين، وآمن الإنسان أنه -صلى الله عليه وسلم- لا يقول إلا الحق، هذا مجال تبليغ للدين، وإلا قد يقول قائل أنه قال هذا تواضعا هذا مجال تبليغ وبيان، "ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس الذين ينتسبون إلى العلم ويوصفون به وقع في قلوبهم الشرك الأكبر"، وهذا ظاهر وليس بخفي من أراد أن يَنظُر حقيقة هذا الكلام ينظر ما يجري عند القبور والمشاهد وما كتبه بعض الغلاة من الاستغاثات والاستعانة بجن وغيرهم، توجد كتب ومؤلفات ومع الأسف أنها تباع في أسواق المسلمين، النبهاني له كتب في الاستغاثة بسيد المرسلين -عليه الصلاة والسلام- وهناك رد للألوسي أجاب فيه عن جميع شبهاته- رحمه الله- مطبوع في مجلدين، "ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس" الآن يعني الخواص عندك الخاصة والعامة، الخواص من ينتسب إلى العلم ويُدَّعى له العلم، بل تدعى له الولاية، "تبين له التوحيد" يعني حقيقة التوحيد، وحقيقة هذه الدعوة إلى التوحيد، وتحقيق التوحيد وتخليص التوحيد من شوائب الشرك والبدع وتبين له أيضا غربة الدين؛ لأن نسبة من يدعو غير الله- جل وعلا- نسبة كبيرة جدًّا وليست يسيرة، وأهل التحقيق بالنسبة لهم قلة، فيتبين بذلك غربة الدين، والحمد لله يعني في العقود القريبة الأربعة أو الخمسة بدأ الناس يتفهموا حقيقة دعوة الشيخ ويستجيبون لها ويدعون إليها خارج هذه البلاد، والحمد لله أن التوحيد وتحقيقه انتشر في أصقاع الأرض وإن كان كثير من الناس مازالوا على غلوهم ودعائهم غير الله جل وعلا.

سم.

طالب: ..............

لا يُلعَن اللعن لا.

طالب: ..............

والظالم يدعى عليه {لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [سورة النساء:148] يُدعى عليه، ودعا النبي -عليه الصلاة والسلام- على «اللهم سلط عليه كلبا من كلابك» فأكله الأسد ودعا على أقوام.

"بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:

باب قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض وصفه سفيان بكفه فحرّفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان..».

يلقيَها..

أحسن الله إليك.

"«حتى يلقيَها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قالا لنا يوم كذا وكذا فيصدَّق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء» وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السموات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفا من الله- عز وجل- فإذا سمع ذلك أهل السموات صعقوا وخروا لله سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام»."

أولَ أو جبريلَ انصب أحدهما ويجوز هذا وهذا قلت فيكون أولَ من يرفعُ رأسَه جبريلُ وإن رفعت أول ونصبت جبريل على أن أحدهما اسم كان والآخر خبرها.

"«فيكون أولَ من يرفع رأسه جبريلُ عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما أراد ثم يمر جبريل على الملائكة كلما مر بسماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير قال فيقولون كلهم مثلما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل» فيه مسائل، الأولى: تفسير الآية. الثانية: ما فيها من الحجة على إبطال الشرك خصوصا من تعلق على الصالحين وهي الآية التي قيل إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب. الثالثة: تفسير قوله {قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] الرابعة: سبب سؤالهم عن ذلك. الخامسة: أن جبريل يجيبهم بقوله بعد ذلك قال كذا وكذا. السادسة: ذكر أن أول من يرفع رأسه جبريل. السابعة: أنه يقول لأهل السموات كلهم لأنهم يسألونه. الثامنة: أن الغشي يعم أهل السموات كلهم. التاسعة. ارتجاف السموات لكلام الله تعالى. العاشرة: أن جبريل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله. الحادية عشرة: ذكر استراق الشياطين. الثانية عشرة: صفة ركوب بعضهم بعضا. الثالثة عشرة: سبب إرسال الشهب. الرابعة عشرة: أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها وتارة يلقيها في أذن وليه من الأنس قبل أن يدركه. الخامسة عشرة: كون الكاهن يصدق بعض الأحيان. السادسة عشرة: كونه يكذب معها مائة كذبة. السابعة عشرة أنه لم يصْدق كذبه إلا بتلك الكلمة التي سُمعت من السماء.

الثامنة عشرة: قبول النفوس للباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة كذبة.

 التاسعة عشرة كونهم يلقى.."

يلقي.

أحسن الله إليك.

"كونهم يلقي بعضهم إلى بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها. العشرون: إثبات الصفات خلافا للمعطِّلة. الحادية والعشرون: التصريح بأن تلك الرجفةِ والغشي خوفا من الله.."

الرجفةَ..

أحسن الله إليك.

"التصريح بأن تلك الرجفةَ والغشيَ خوفا من الله عز وجل. الثانية والعشرون: أنهم يخرون لله سجدا.."

تفضل يا أبو عبد الله.

المؤذن يؤذن.

يقول ذكرتم أن القنوت لا يُشرَع أو أن القنوات لا يشرع في النوازل سوى الطاعون لماذا استثني الطاعون؟

العلماء نصوا على أن الطاعون لا يقنت له أولا لأنه شهادة، جاء في الحديث ما يدل على أن المطعون شهيد، فالشهادة لا يُطلَب رفعها، الأمر الثاني: أنه حصل أكثر من طاعون في عهد الصحابة رضي الله عنهم وذهبت بكثير من الناس، وهناك أكثر من طاعون يؤرَّخ بها، مات في طاعون عمَواس، ما يدلك على أن الموتى كثر ومع ذلك ما قنتوا.

طالب: ..............

هو ما يشبه الطاعون بحيث يكون مبطونا في البطن أو غرق شديد، ما فيه شهادة لا يقنت له كل ما كان سببا للشهادة لا يُقنَت له.

قال رحمه- الله تعالى- باب قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] عن قلوبهم الضمير يرجع إلى الملائكة كما يدل على ذلك السياق، والملائكة يُدعَون من دون الله، والملائكة أفضل الخلق بعد الخواص من بني آدم من البشر، على خلاف بين أهل العلم في المفاضلة بين الملائكة وبين بني آدم، لكن المرجح أن خواص بني آدم كالأنبياء أفضل من الملائكة ومن عداهم لا، {مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [سورة الأعراف:20] يعني هذه يستدل بها مَن يفضّل الملائكة، لكن الأدلة الأخرى ولاسيما كون الملائكة جُبِلوا على ترك المخالفة وأنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون، يعني كون الإنسان يُجبَل وتُنزَع منه الشهوة يدل على أنه مسيَّر، بخلاف من تُرك له الاختيار فاختار؛ ولذا قال جمهور أهل العلم أن الملائكة أفضل من عامة الناس؛ لأنهم وإن خيروا وقع منهم المخالفة، والملائكة لا تقع منهم المخالفة، وأما خواص البشر أو بني آدم لم تقع منهم المخالفات، فهم مع أنهم خيروا فهم أفضل من هذه الحيثية، والمسألة مبسوطة عند أهل العلم وعلى كل حال الباب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] يعني كشف عن قلوبهم الفزع، الملائكة يصيبهم الغشي من شدة الخوف إذا تكلم الله- جل وعلا- يصيبهم الغشي من شدة خوفهم من الله- جل وعلا- ثم بعد ذلك يكشَف عنهم هذا الفزع وهذا الخوف وهذا الغشي، الملائكة يُعبَدون من دون الله، فإذا كانوا بهذه المثابة يغشَون إذا سمعوا كلام الله، يصيبهم الغشي والخوف والوجل والخوف الشديد يصل إلى حد الغشي، هؤلاء يستحقون شيئا من العبادة مع الله جل وعلا؟! لا، وإذا كان هذا الباب السابق في محمد -عليه الصلاة والسلام- وهذا في الملائكة وهم أخص من يُدعَى من دون الله فكيف بمن دونهم وكيف بسواهم؟! والله المستعان، هذا وجه المناسبة لذكر هذا الباب بعد الباب السابق والباب السابق بعد الأبواب التي قبله، فالشيخ يريد أن يقرر أن أفضل المخلوقات هذا وضعهم محمد -عليه الصلاة والسلام- يقول: «لا أغني عنكم من الله شيئا» {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ} [سورة آل عمران:128] ومع ذلك يدعى من دون الله، ويدعى مَنْ دونه بمراحل، بل قد يدعى ويتبرَّك ويتوسل ويطاف وتدعى له الولاية، وهو كما جاء في ترجمته عند الشعراني وغيره: ما سجد لله سجدة وكان- رضي الله عنه- في الترجمة ما ترك منكرا ولا فاحشة إلا ارتكبها، ولا كذا ولا كذا، وهذا من أولياء الله على حسب زعم المؤلف، فوصلتني نسخة كاتب عليها شخص بقلمه إذا كان هذا- رضي الله عنه- فلعنة الله على مَن؟! ما سجد لله سجدة ولا ترك فاحشة ولا منكرا ولا شيئا إلا ارتكبه، ومع ذلك في كل جملة يقول: رضي الله عنه- نسأل الله العافية- نعوذ بالله من الخذلان، نعوذ بالله من انتكاس الفطر والقلوب؛ ولذا يقرر أهل العلم أن مسخ القلوب أعظم من مسخ الأبدان- نسأل الله العافية- ذكر ابن القيم -رحمه الله- في إغاثة اللهفان أنه في آخر الزمان يمضي الاثنان إلى معصية فيمسخ أحدهما خنزيرا الثاني ماذا يفعل يرجع أو يقول الحمد لله على السلامة؟ يمضي إلى معصيته، ممسوخ ما فيه فايدة {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} [سورة سبأ:23] يعني كشف عنهم الفزع الذي حصل لهم والغشي والوجل الشديد والخوف الذي وصل إلى حد الغشي {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] يعني الله لا يقول إلا الحق {قَالُوا الْحَقَّ} [سورة سبأ:23] يعني قال الحق، والحق لا يقول إلا الحق {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً} [سورة الأنعام:115] وهذا هو الحق {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] العلي وعلو المكان والمكانة فوق عرشه بائن من خلقه، علو القهر والغلبة، علو الذات، علو الصفات، قال في حديث أسماء في صحيح البخاري في صلاة الكسوف: لما دخلت المسجد والناس يصلون استشكلت فأشارت من الذي أشار؟ عائشة إلى السماء كسوف الشمس فقالت آية؟ فأشارت برأسها أن نعم فأصابها الغشي بسبب تلك الآية، الرسول -عليه الصلاة والسلام-خرج لما كسفت الشمس يجر رداءه فزعا يظنها الساعة، والآن يخرجون إلى البراري وقد يسافرون إلى البلدان التي يعلن فيها أنه سيكون الكسوف في كذا ويصحبه كذا ويصورون سبحان الله! الآن الفِطَر وتعلّق القلوب بالله- جل وعلا- ضعف جدًّا وكله بسبب الإعلان عن الشيء قبل وقوعه، وهو وإن كان ممكنا لكن الآثار المترتبة عليه ضعفت، مادام يعرفون أنه سوف يحصل الكسوف في ساعة كذا دقيقة كذا في ثانية كذا وينجلي كذا صار عاديا عند الناس، قال ففي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والمراد صحيح البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- «إذا قضى الله الأمرَ في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله أو خَضَعانا» ضبط بهذا وهذا يعني خاضعين وخضوعا لقوله- جل وعلا- «كأنه سلسلة على صفوان» التشبيه للكلام أو لما حصل لهم أو للسبب الذي حصل لهم به، يعني كما يحصل الذهول حينما تجر السلسلة على الحجر الأملس ما تحصل رعدة ووجل؟ بعض الناس لو يحرك الباب انتفض، والناس يتفاوتون في هذا، فالتشبيه ليس لكلام الله- جل وعلا- وإنما هو تشبيه لما يحصل لهم بجر السلسلة على الصفوان، ينفذهم ذلك، وأيضا التشبيه لا يقتضي المطابقة بين المشبَّه والمشبَّه به من كل وجه، قد يكون وجه الشبه من وجه دون آخر، ينفذهم ذلك يمضي فيهم {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] كشف الفزع عنهم ورجعوا إلى اكتمال قواهم {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ} [سورة سبأ:23] لأن وقت الفزع ما يدرون {قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [سورة سبأ:23] قالوا الحق يعني قال الحق وهو العلي الكبير، فالآية تدل على أن الملائكة لهم قلوب نص {فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] والقلب محل العقل، وبهذا يُرَد على من قال أن الملائكة ليسوا عقلاء، يعني تتصورون أحد يقول أن الملائكة ليسوا عقلاء؟! موجود في مصنفات يقول ما ورد في النصوص وصفهم بالعقل نقف، وأيضا رُد عليه برسالة اسمها تنبيه النبلاء إلى بطلان قول حامد الفقي الملائكة ليسوا عقلاء، يعني حامد من أهل التحقيق من أنصار السنة لكن هذا الحاصل، يعني سلب العقل نقص أو كمال؟ بلا شك نقص نعم على الإنسان أن يقف ولا يجتهد رأيه ولا يعمل رأيه في المغيبات لكن هناك أمور فيها أدلة {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] قال «فيستمعها مسترق السمع من الشياطين ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض» لأن الشياطين يتراكبون يركب بعضهم على بعض حتى يصلوا إلى السماء، ثم يسترقون الكلمة، وسفيان الراوي سفيان بن عيينة الهلالي المكي الثقة الجليل المعروف، وصف تراكب الشياطين بعضهم على بعض، قال بكفه فحرَّفها وبدد بين أصابعه، يعني فرق بين أصابعه فجعلهم يركب بعضهم بعضا هكذا، المقصود أن هؤلاء الشياطين عندهم خفة وعندهم سرعة في التصرفات، وقد يطير؛ لأنه قد يقول القائل كيف يمكنهم على أن يتراكبوا إلى أن يصلوا السماء؟ اللهم أعلم هذه أمور غيبية لا نعرفها لكن هذا الحاصل، فحرفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة هذا الشيطان الذي يسترق السمع فيلقيها إلى من تحته كل واحد يقر في أذن الثاني قر الدجاجة كما جاء في بعض الروايات، حتى تصل إلى الإنسي الذي يتلقاها ويتلقفها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر يعني من الإنس أو الكاهن، الساحر هو الذي يستعين بالشياطين والجن على ما يريده ويراد منه، السحر كفر- نسأل الله العافية- والساحر كافر وحده ضربه بالسيف، أو الكاهن الذي يخبر عن المغيبات يعني بواسطة ما يسمعه من الشياطين من كلمة واحدة ثم يضيف إليها مائة، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا يعني كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء.

طالب: ..............

وش هو؟

طالب: ..............

يصْدق هو مطابق للواقع ويُصَدَّق هذه الكلمة المطابقة التي تلقاها من السماء مطابقة للواقع، وإن كان صدقه كذبا؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول «صدقك وهو كذوب» فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء، يستدلون به أنه مادام وقع ما قال في هذه الكلمة وينسون المائة؛ لأن القلوب تسرع إلى تصديق مثل هذه الأمور وقبولها للبدع وما يأتي على أيدي الشياطين وما يجري عليهم، ومع الأسف الآن بدأت المسألة تنبعث من جديد بأسماء مضلة، قد يسمونه خفة واحتراف أو سيرك أو شيء من هذا وهو في الحقيقة سحر، ويجمع له الناس وتجبى بسببه الأموال، ومع ذلك يقال خفة يد أو خفة حركة والا شيء.

طالب: ..............

لأنه قد يصيبه وقد لا يصيبه، وهذا كان قبل بعثة محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد البعثة حرست السماء بالشهب، لكن الخلاف فيما بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- وانقطاع الوحي هل عادوا إلى صنيعهم أو استمر؟ خلاف بين أهل العلم؛ لأننا نرى الشهب ترمى وقد تكثر في بعض الأوقات وفي بعض الأماكن، على كل حال هذا الحاصل الجني قد يخطف الكلمة ويضيف إليها مائة، أحيانا من أراد أن يمشِّي كلامه الباطل لا بد أن يدس فيه شيئا يجعل الناس يصدقونه، والغاش أحيانا تجده يدخل في كلامه وغشه ما لا يمكن تصديقه، يأتي بسيارة أو بسلعة فيها عيوب وفيها كذا وكذا وكذا ويذكر عيبا الواقع يكذبه من أجل ماذا؟ أن يقال أن هذا من زيادة الورع ولا يريد أن يحمل نفسه شيئا، ذكر هذه العيوب السيارة فيها كذا وكذا وكذا ومصدومة مع كل مكان وهو يشوفها من أحسن ما يكون، قد يقول: المكينة مخبطة وهي تمشي من أجل أن يمشي عيوبا ما تُرى، فيدخل في كلامه ما يجعل كلامه ما يقبل وتمشي سلعته، عكس ما عندنا الآن وإن كان الحكم واحدا، والمسألة تختلف بين غش وسحر ما بينهم مقاربة ومقارنة، لكن هذا يصْدق بهذه الكلمة أو يصَدق بهذه الكلمة التي أصابها هذا الجني واختطفها قبل أن يرمى بالشهب ووافقت وطابقت الواقع، ثم بعد ذلك قال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا قال لنا كذا وكذا وطابق الواقع فهذه من العسل الذي يوضَع فيه السم.

طالب: ..............

وش هو؟

طالب: ..............

موجودون لا كثرهم الله.

طالب: ..............

الخلاف موجود بين أهل العلم، السماء لا شك أنها حرست بعد بعثته -عليه الصلاة والسلام- ومنهم من يقول أن هذا حفاظا للوحي في وقت نزوله، وبعد.. السحرة موجودين حتى في عصره -عليه الصلاة والسلام-وسُحِر -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..............

أن هذا الاستراق.

طالب: ..............

لا، يعني وجود السحرة لا يعني أن السماء غير محروسة؛ لأن السحرة يستعينون بجن وشياطين يدلونهم على ما في الأرض ويسلطونهم على من يؤذونه هذا مقدور لهم.

طالب: ..............

إلا لهم مقاعد في السماء.

طالب: ..............

 لا، {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} [سورة الجن:9] لا لا المقاعد انتهى..

طالب: ..............

وش هو؟

طالب: ..............

الحراسة من أجل حماية الوحي.

طالب: ..............

ابتلاء يا أخي ابتلاء لهؤلاء المفتونين المساكين- نسأل الله العافية- من أجل أن يصَدق ليقضي الله أمرا كان مفعولا، هذا مكتوب عليه هذا الأمر، والله المستعان.

طالب: ..............

لا يجوز النظر إلى المعصية، وهذه من أعظم المعاصي وهذا شرك، الآن في التلفزيون وغيره وبالمنتجعات وأماكن الترفيه ويسمونها سرك، يأتون بشخص، وينصبون الخيط الذي يخاط به الثوب بين جبلين، يوضع الخيط بين جبلين ويمشي على هذا الخيط بدباب يسير بسرعة مئتين من الأمام ثم ريوس بنفس السرعة، يقال هذا سرعة أو خفة أو ماذا؟ هل يشك أحد بأن هذا سحر؟! هل يشك عاقل في أن هذا سحر؟!

طالب: ..............

نفس الشيء أو يجر السيارة بأسنانه أو يجعل السيارة تمشي على جسده هذا كله سحر، ولو قالوا إنه غير ذلك، الآن البرمجة العصبية نوع من السحر، النار المحرقة التي ما قطعت السنة في إحراقها إلا لإبراهيم- عليه السلام- إما أن يكونوا مثله في الفضل، مثل إبراهيم عليه السلام ويمشون على الجمر؟ هذا الكلام ليس بصحيح مهما كانوا مهما قالوا من تمرن، في عهد شيخ الإسلام دخلوا النار، قال: يغتسلون بماء وبعد ذلك يدخلون النار؛ لأنهم قد طلوا أجسادهم بمواد مضادة للنار، والله المستعان.

طالب: ..............

نفس الشيء.

طالب: ..............

يقولون خفة وسيرك وما أدري ماذا يسمونه

طالب: ..............

والله أقرب إلى السحر.

طالب: ..............

{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ:23] جبريل هو الذي يتلقى الوحي كيف يتلقى..

طالب: ..............

إذا قيل أنه سحر نفس الحكم.

طالب: ..............

وش بالواقع؟

طالب: ..............

لا بد أن يقول كذبت ولو رآه، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- «صدقك وهو كذوب».

طالب: ..............

وش فيه؟

طالب: ..............

عاد فيه البنج بعد مثله..

طالب: ..............

لا لا..

طالب: ..............

إيه هذا هناك ما يدل على أنه قبل.

طالب: ..............

حكمه الكفر، الذي يخبر بالمغيبات لا يعلم الغيب إلا الله- جل وعلا-.

طالب: ..............

مثل قراءة الكف والوجه نفس الشيء.

طالب: ..............

القيافة لا، ليس نفس القيافة، القيافة معروفة ومُقَرَّة شرعا.

طالب: ..............

خرابيط كلها ليس لها أصل.

طالب: ..............

هذا دجل يسألونك عدة أسئلة.. نشوف الأولاد بالجوالات أنت كذا، أنت كذا.. والله المستعان توسع الناس في أمر غير محمود العاقبة.

طالب: ..............

سحرت؟!

طالب: ..............

إلا سحرت؛ لأن إعانة الجن ما يلزم أن تكون أنت تدري، المهم أن هناك مقدمات يستدرجونك بها إلى أن تقع في صميم الشرك.

طالب: ..............

 

ما عليك بالناس العبرة بالنص، يقول أنا سويت حطوا على صدري حصاة وكسروها أو رقت السيارة..

"