التعليق على تفسير القرطبي - سورة القيامة (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى:                          القيامة: ٢٢ - ٢٥  قوله تعالى:               القيامة: ٢٢ - ٢٣  الأول من النضرة التي هي الحسن والنعمة، والثاني من النظر أي وجوه المؤمنين مشرقة حسنة ناعمة، يقال: نضرهم الله ينضرهم نضرة ونضارة، وهو الإشراق والعيش والغنى، ومنه الحديث: «نضّر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها».     القيامة: ٢٣  إلى خالقها ومالكها       القيامة: ٢٣  أي تنظر إلى ربها، على هذا جمهور العلماء، وفي الباب حديث صهيب أخرجه مسلم، وقد مضى في يونس عند قوله تعالى: ﭕﭖ يونس: ٢٦ ، وكان ابن عمر.. "

لأن الزيادة فُسِّرت كما جاء في الخبر بأنها النظر إلى وجه الله -جل وعلا-، والنظر نظر المؤمنين إلى ربهم، نعم يرونه يوم القيامة كما ترون الشمس صحوًا أو ضحوًا ليس دونها سحاب، وهو أجل نعمة يتنعم بها أهل الجنة، وهم يتفاوتون في هذا، فمنهم من ينظر إلى الله -جل وعلا- كل أسبوع، كل جمعة، ومنهم من ينظر إلى أن يصل الحد إلى أن يرى ربه في اليوم مرتين، وعلى ذلك الحديث: «فإن استطعتم ألا تضاموا أو تضاروا على صلاتي الصبح والعصر» يعني خير ما يعين على تحقيق هذه النعمة وهذا النعيم المحافظة على البردين صلاة الصبح وصلاة العصر، والحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما، بل هو متواتر يدل على أن الرؤية رؤية المؤمنين لربهم ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وأئمتها، ولا ينكر ذلك إلا المبتدعة من المعتزلة وغيرهم الذين ينكرون الرؤية، ويستدلون بأدلة هي لا تدل على مرادهم، لكن من في قلبه مرض يتتبع المتشابه، ويترك المحكم، النصوص الصحيحة الصريحة التي تدل على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يتركونها ويعرضون عنها، ويقولون: أخبار آحاد، طيب مثل هذه الآية يقولون أخبار آحاد؟! يقولون أخبار آحاد ظنية مع أنها متواترة تواترًا قطعيًّا، وليس بظني؟ ولو سلمنا أنها لم تتواتر ولم تصل إلى حد التواتر، القرآن دل عليها، ولا يشك أحد في أنه متواتر مقطوع به، هذا من حيث الثبوت، لكن قد ينازعون في القطعية من حيث الدلالة، لكن الدلالة في مثل هذا الموضع لا تحتمل، يعني إذا استطاعوا أن يجيبوا عن قوله -جل وعلا-: ﭕﭖ يونس: ٢٦  فإنهم لا يستطيعون بحال أن يجيبوا عن قوله -جل وعلا-:               القيامة: ٢٢ - ٢٣  الأول من النضرة وهي الحسن والبهاء، والثاني من النظر وهو الإبصار، النظر إذا عُدِّي بـ(إلى) تمحض أن يكون بالبصر بخلاف نظرت كذا أو في كذا فإنه يحتمل النظر بالرأي، لكن إذا عُدِّي بـ(إلى) فإنه يكون النظر أو الرؤية البصرية.

" وكان ابن عمر يقول: أكرم أهل الجنة على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم تلا هذه الآية:               القيامة: ٢٢ - ٢٣ ، وروى يزيد النحوي عن عكرمة قال: تنظر إلى ربها نظرًا. وكان الحسن يقول: نضرت وجوههم ونظروا إلى ربهم. وقيل: إن النظر هنا انتظار ما لهم عند الله من الثواب، وروي عن ابن عمر ومجاهد وقال عكرمة: تنظر أمر ربها.. "

تنتظر..

" تنتظر أمر ربها، حكاه الماوردي عن ابن عمر وعكرمة أيضًا. "

لكن النظر غير الانتظار، النظر شيء والانتظار شيء آخر، وهذا رُوي عن ابن عمر ومجاهد وعكرمة، لكن هل يثبت عنهم بسند صحيح؟ حكاه الماوردي والماوردي معروف من أئمة الشافعية من حيث الفقه، لكن فيه شوب ورُمي بشيء مما يوافق مذهب المعتزلة، وكأن من قال ذلك أخذه من سياق له من كلامه في أدب الدنيا والدين يقول: المتبوع نص مسموع وعقل مطبوع، فعنده أن العقل يتبع مثل النص، وهذا معلوم أنه قول المعتزلة، على كل حال إمامته معروفة عند أهل العلم، وكونه يوافق المعتزلة في بعض ما يرونه لا يعني أنه معتزلي، يقال: فلان هو معتزلي فيه اعتزال هذا إذا ما أمكن حمل كلامه على محمل صحيح، فكونه ينقل عن ابن عمر تفسير هذه الآية تفسير النظر بالانتظار لا عبرة بنقله.

" وليس معروفًا إلا عن مجاهد وحده.. "

ومجاهد متهم.. هو مجاهد أم عكرمة المتهم برأي أهل الخوارج؟ عكرمة، الذهبي دافع عنه، والحافظ ابن حجر دافع عنه، وكونه يقول عكرمة تنتظر فأيضًا الخوارج ينكرون الرؤية كالمعتزلة، وعلى كل حال هؤلاء أئمة كبار وصحابة وتابعون، الكلام فيه صعوبة، لكن لا بد من ثبوت النقل عنهم، أول ما يبحث فيه ثبوت النقل عنهم، وهم أيضًا بشر يصيبون ويخطئون، ولا يعني أن كلامهم ملزِم لغيرهم، العبرة بما ثبت عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- وإثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة هذه قطعية بالنصوص الصحيحة الصريحة        المطففين: ١٥  هذا في حق من؟

الكفار.

الكفار فإذا حُجب الكفار، فمفهومه أن المؤمنين لا يُحجبون عنه، تزول الحجب، تمكن رؤيتهم له هذا في الآخرة، بخلاف الدنيا، واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت، والخلاف هل رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- ربه ليلة الإسراء أو لم يره، خلاف معروف بين الصحابة، والمرجح أنه لم يره «نور أنى أراه»، يعني كيف أراه؟ «حجابه النور» وفي رواية «النار»، على كل حال هذا أمر مقرر عند أهل السنة لا خلاف بينهم فيه..

طالب: ............

والله مادام النص قطعيًّا ولا عنده تأويل، نكفره بلا شك.

" واحتجوا بقوله تعالى: ﭪﭫ الأنعام: ١٠٣  وهذا القول.. "

ومعلوم أن معنى الإدراك الإحاطة، لا يحيطون به.

" وهذا القول ضعيف جدًّا خارج عن مقتضى ظاهر الآية والأخبار، وفي الترمذي: عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وغشية» ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-               القيامة: ٢٢ - ٢٣  قال هذا حديث غريب وقد رُوي عن ابن عمر.. "

تخريجه، مخرّج؟

طالب: ............

يعني ما حكم عليه لا بصحة ولا بحسن على تساهله، ما قال حسن، مما يدل على ضعفه.

" وقد رُوي عن ابن عمر ولم يرفعه، وفي صحيح مسلم عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس. "

لكن لا يمنع كون المرفوع ضعيفًا ألا يثبت موقوفًا على ابن عمر، وإذا ثبت موقوفًا عن ابن عمر فله حكم الرفع؛ لأن مثله لا يقال بالرأي.

" وفي صحيح مسلم عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم -جل وعز- إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن». وروى جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جلوسًا، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «إنكم سترون ربكم عيانًا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا» ثم قرأ: ق: ٣٩  متفق عليه، وخرجه أيضًا أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وخرج أبو داود عن أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أكلنا يرى ربه؟ قال ابن معاذ: «مخليًا به يوم القيامة قال: نعم يا أبا رزين» قال: وما آية ذلك في خلقه؟ قال: «يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر؟» قال ابن معاذ: «ليلة البدر مخليًا به» قلنا: بلى، قال: «فالله أعظم»، قال ابن معاذ: قال: فإنما هو خلق من خلق الله، يعني القمر، فالله أجل وأعظم. وفي كتاب النسائي عن صهيب قال: فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فوالله ما أعطاهم الله شيئًا أحب إليهم من النظر ولا أقر لأعينهم. وفي التفسير لأبي إسحاق الثعلبي عن الزبير عن جابر قال.. "

عن أبي الزبير لحظة، نعم عن أبي الزبير.

طالب: ..........

من هو؟

طالب: ..........

نعم، هو أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي مشهور بالرواية عن جابر ومدلس.

" عن جابر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يتجلى ربنا -عز وجل- حتى ينظروا إلى وجهه، فيخرون له سجدًا، فيقول: ارفعوا رؤوسكم، فليس هذا بيوم عبادة» قال الثعلبي: وقول مجاهد إنها بمعنى تنتظر الثواب من ربها ولا يراه شيء من خلقه فتأويل مدخول؛ لأن العرب إذا أرادت بالنظر الانتظار قالوا: نظرَت كما قال تعالى.. "

قالوا نظرْتُه يعني يُعدَّى بدون حرف، نظرْتُه، ما يقول نظرْت إليه، يقول نظرْته، يعني انتظرته، أما أن يعدَّى بإلى فلا يتجه إلا إلى الرؤية؛ لأن العرب إذا أرادت بالنظر الانتظار قالوا نظرته.

" كما قال تعالى: الزخرف: ٦٦ ، ﭟﭠ الأعراف: ٥٣ ،    يس: ٤٩  وإذا أرادت به التفكر والتدبر قالوا: نظرت فيه، فأما إذا كان النظر مقرونًا بذكر إلى وذكر الوجه فلا يكون إلا بمعنى الرؤية والعيان. وقال الأزهري: إن قول مجاهد تنتظر ثواب ربها خطأ؛ لأنه لا يقال: نظر إلى كذا بمعنى الانتظار، وإن قول القائل نظرتُ إلى فلان ليس إلا رؤية عين، كذلك تقوله العرب؛ لأنهم يقولون: نظرت إليه إذا أرادوا نظر العين، وإذا أرادوا الانتظار قالوا: نظرته، قال

فإنكما إن تنظراني ساعة

 

من الدهر تنفعني لدى أم جندب

لما أراد الانتظار قال: تنظراني، ولم يقل: تنظران إلي، وإذا أرادوا نظر العين قالوا: نظرت إليه، قال:

نظرت إليها والنجوم كأنها

 

مصابيح رهبان تُشّب لقفال

وقال الآخر:

نظرت إليها بالمحصّب من منى

 

ولي نظر لولا التحرجُ عارم

وقال آخر

إني إليك لما وعدتَ لناظرٌ

 

نظرَ الفقير إلى الغني الموسر

أي أنظر إليك بذل؛ لأن نظر الذل والخضوع أرق لقلب المسؤول، فأما ما استدلوا به من قوله تعالى: ﭪﭫ الأنعام: ١٠٣  فإنما ذلك في الدنيا، وقد مضى القول فيه في موضعه مستوفى، وقال عطية العوفي: ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته ونظره يحيط بها، يدل عليه ﭪﭫ الأنعام: ١٠٣  قال القشيري أبو نصر: وقيل: إلى واحد آلاء.. "

إلىً..

" وقيل: إلىً واحد آلاء أي نعمه منتَظَرة، وهذا باطل أيضًا؛ لأن واحد الآلاء يُكتب بالألف لا بالياء، ثم الآلاء نعمة الدفع، وهم في الجنة لا.. "

نعمه الدُّفَّع، الآلاء النعم، وواحدها إلىً، ويُضبط على عشرة أوجه، مفرد الآلاء ضبطوه بعشرة أوجه.

" ثم الآلاء نعمه الدُّفَّع، وهم في الجنة لا ينتظرون دفع نقمة عنهم، والمنتظر للشيء متنغص العيش فلا يوصف أهل الجنة بذلك، وقيل: أضاف النظر إلى الوجه وهو كقوله تعالى: ﭜﭝ البقرة: ٢٥ والماء يجري في النهر لا النهر، ثم قد يذكر الوجه بمعنى العين قال الله تعالى: يوسف: ٩٣ أي على عينيه ثم لا يبعد قلب العادة غدًا حتى يخلق الرؤية والنظر في الوجه، وهو كقوله تعالى:    الملك: ٢٢ فقيل: يا رسول الله، كيف يمشون في النار على وجوههم؟"

يعني إطلاق الكل وإرادة البعض أسلوب مستعمل في لغة العرب، فأطلق النظر، أضاف النظر إلى الوجوه، والذي ينظر العينان من باب إطلاق الكل وإرادة البعض، وهذا أسلوب متبع.

" فقيل: يا رسول الله، كيف يمشون في النار على وجوههم قال: «الذي أمشاهم على أقدامهم قادر أن يمشيهم على وجوههم»."

الذي أمشاهم.

"«الذي أمشاهم على أقدامهم..». "

طالب: ..............

ما هو؟

طالب: ..............

ثم لا يبعد قلب العادة غدًا حتى يخلق الرؤية والنظر في الوجه، يعني بدلًا من أن تكون في العين فقط تكون في الوجه، يعني خلق الفعل عند الأشاعرة إنما يكون في وقت الحاجة إليه، ما يكون قبله، على كل حال هذه المسألة تحتاج إلى شيء من التدقيق، وتوضيحها يحتاج إلى وقت، المقصود أن قوله: حتى يخلق الرؤية والنظر في الوجه ما نحتاج إليه، فأطلق الوجه والنظر للعينين من باب إطلاق الكل وإرادة البعض نوح: ٧  أصابعهم الأصبع كله في الأذن أم طرف الأنملة؟ طرف الأصبع.

طالب: ..............

وقيل: أضاف النظر إلى الوجه..

طالب: ..............

عندكم بعض النسخ؟

طالب: ..............

مثل ما قلنا، يعني أطلق الكل وأراد البعض، والعين جزء من الوجه.

قال: «الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيْهم».

يمشيَهم.

"«قادر على أن يمشيَهم على وجوههم».        القيامة: ٢٤  أي وجوه الكفار يوم القيامة كالحة كاسفة عابسة، وفي الصحاح: وبسر الفحل.. "

يعني مثل ما تقدم في السورة التي قبلها      المدثر: ٢٢.

"وفي الصحاح: وبسر الفحل الناقة وابتسرها إذا ضربها من غير ضبعة، وبسر الرجل وجهه بسورًا أي كلح يقال: عبس وبسر. وقال السدي: باسرة أي متغيرة والمعنى واحد.     القيامة: ٢٥  أي توقن وتعلم، والفاقرة الداهية والأمر العظيم، يقال: فقرته الفاقرة أي كسرت فقار ظهره، قال معناه مجاهد وغيره، وقال قتادة: الفاقرة الشر. وقال السدي: الهلاك. وقال ابن عباس وابن زيد: دخول النار، والمعنى متقارب، وأصلها الوسم على أنف البعير بحديدة أو نار حتى يخلص إلى العظم، قاله الأصمعي، يقال: فقرت أنف البعير إذا حززته بحديدة ثم جعلت على موضع الحز الجرير، وعليه وتر ملوي لتذللَه بذلك وتروضه، ومنه قد عمل به الفاقرة، وقال النابغة:

أبي لي قبر لا يزال مقابلي

 

.............................

أبي أم أبى؟

أبى لي قبر لا يزال مقابلي

 

وضربةُ فأسِ فوق رأسي فاقره"

الظن في قوله:     القيامة: ٢٥  المراد به العلم؛ لأنها رأت عيانًا ما يحتمل النقيض، توقن بذلك وتعلم وتجزم، والظن متفاوت يبدأ من كونه أكذب الحديث، ثم لا يغني من الحق شيئًا، ثم يكون الاحتمال الراجح، ثم يكون المقطوع به المجزوم به البقرة: ٤٦ ، وهنا     القيامة: ٢٥.

" قوله تعالى:                القيامة: ٢٦  كلا: ردع وزجر، أي بعيد أن يؤمن الكافر بيوم القيامة، ثم استأنف فقال:                القيامة: ٢٦  أي بلغت النفس أو الروح التراقي، فأخبر عما لم يجرِ له ذكر لعلمِ المخاطَب به، كقوله تعالى.. "

يعني ما يحتاج أن يوجد أو يذكر مرجع للضمير؛ لأنه لا يماري فيه أحد، ولا يختلف فيه اثنان أنه يرجع إلى الروح كما في قوله: ص: ٣٢  لا يشك أحد أن المراد بها الشمس.

" كقوله تعالى: ص: ٣٢ ، وقوله:   الواقعة: ٨٣  وقد تقدم وقيل: كلا معناه حقًّا أي حقًّا إن المساق إلى الله.                القيامة: ٢٦  أي إذا ارتقت النفس إلى التراقي، وكان ابن عباس يقول: إذا بلغت نفس الكافر التراقي، والتراقي جمع ترقوة، وهي العظام المكتنفة.

المكتنفة لنقرة النحر وهو مقدم الحلق من أعلى الصدر موضع الحشرجة، قال دريد بن الصِّمة:

ورب عظيمة دافعت عنهم

 

وقد بلغت نفوسهم التراقي

وقد يكنى عن الإشفاء على الموت ببلوغ النفس التراقي، والمقصود تذكيرهم شدة الحال عند نزول الموت. قوله تعالى:   ﭱﭲ القيامة: ٢٧  اختلف فيه فقال هو من الرقية، عن ابن عباس وعكرمة وغيرهما، روى سماك عن عكرمة قال: ﭱﭲ القيامة: ٢٧.. "

يعني إذا بلغت الروح هذا المبلغ ووصل إلى حد النزع يلتفت أهله وذووه يبحثون عمن يرقيه علَّ الله أن يدفع عنه،   ﭱﭲ القيامة: ٢٧  من الذي يرقيه ليُشفى، الله المستعان.

" وروى سماك عن عكرمة قال:   ﭱﭲ القيامة: ٢٧  يرقي أي يشفي وروى ميمون بن مهران عن ابن عباس: أي هل من طبيب يشفيه؟ وقاله أبو قلابة وقتادة، وقال الشاعر:

هل للفتى من بنات الدهر من واقٍ

 

أم هل له من حِمام الموت من راقٍ

وكان هذا على وجه الاستبعاد واليأس أي من يقدر أن يرقي من الموت؟ وعن ابن عباس أيضًا وأبي الجوزاء أنه من رقي يرقى إذا صعد، والمعنى من يرقى بروحه إلى السماء أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ وقيل: إن ملك الموت يقول: من راق أي من يرقى بهذه النفس؟ وذلك أن نفس الكافر تكره الملائكة قربها فيقول ملك الموت: يا فلان اصعد بها. وأظهر عاصم وقوم النون في قوله تعالى: ﭱﭲ القيامة: ٢٧ ، واللام في قوله: ﭻﭼ المطففين: ١٤ ؛ لئلا يشبه مرّاق، وهو بائع المرقة، وبرّان في تثنية البر، والصحيح ترك الإظهار وكسرة القاف في ﭱﭲ القيامة: ٢٧.. "

هذا موضع سكتة لطيفة عند أهل التجويد ﭱﭲ القيامة: ٢٧   ﭻﭼ المطففين: ١٤  مواضع يسيرة يسكتون فيها سكتة لطيفة، والسبب مثل ما قال هنا؛ لئلا يشبه مرّاق؛ لأنك إذا وصلت أدغمت، وإذا أدغمت صارت في اللفظ مرّاق قال: وهو بائع المرقة وبرّان..

طالب: ..........

نعم في تثنية البرّ برّان، وعلى كل حال إن ثبتت بها القراءة بالسند المتصل عن النبي -عليه الصلاة والسلام- لزِم القول بها، وإلا فالأمر على الأصل؛ لأنها نون ساكنة، يليها حرف إدغام.

طالب: ..........

نعم، لكن إن ثبتت بها الرواية فلا شك أن هذا مقدم، وإلا فالأصل الإدغام.

" والصحيح ترك الإظهار وكسرة القاف في ﭱﭲ القيامة: ٢٧  وفتحة النون في ﭻﭼ المطففين: ١٤  تكفي في زوال اللبس وأمثل مما ذكر قصر الوقف على من وبل فأظهرهما، قاله القشيري. قوله تعالى.. "

قصَدَ الوقف على (من) و(بل) فأظهَرَهما.

قصَدَ..

الوقف على من وبل فأظهَرَهما، وإلا فالأصل الإدغام.

" وأمثل مما ذكر قصَدَ الوقف على من وبل فأظهَرَهما، قاله القشيري. قوله تعالى: القيامة: ٢٨  أي أيقن الإنسان أنه الفراق أي فراق الدنيا والأهل والمال والولد، وذلك حين عاين الملائكة، وقال الشاعر:

فراق ليس يشبهه فراق

 

قد انقطع الرجاء عن التلاقي

  القيامة: ٢٩  أي..

الفراق بالموت ما هو مثل الفراق بسفر، يختلف المسافر فيُرجى رجوعه، وأما الميت فلا يُرجى رجوعه إلا بعد البعث، الله المستعان.

  القيامة: ٢٩  أي فاتصلت الشدة بالشدة شدة آخر الدنيا بشدة أول الآخرة، قاله ابن عباس والحسن وغيرهما، وقال الشعبي وغيره: المعنى التفت ساقا الإنسان عند الموت من شدة الكرب. وقال قتادة أما رأيته إذا أشرف على الموت يضرب إحدى رجليه على الأخرى؟ وقال سعيد بن المسيب والحسن أيضًا: هما ساقا الإنسان إذا التفتا في الكفن. وقال زيد بن أسلم: التفت ساق الكفن بساق الميت. وقال الحسن أيضًا: ماتت رجلاه.. "

المحتضَر من شدة ما يجد تجده يعتصره الألم حتى يلوي رجله على الأخرى من شدة ما يجد من شدة النزع تجده يجعل على رجل ويعصر إحداهما بالأخرى، وهذا التفات الساق بالساق، وهذا شيء مشاهَد.

" وقال الحسن أيضًا: ماتت رجلاه ويبست ساقاه فلم تحملاه، ولقد كان عليهما جوالاً. قال النحاس: القول الأول أحسنها. وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس   القيامة: ٢٩  قال: آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحمه الله أي شدة كرب الموت بشدة هول المطلع، والدليل على هذا قوله تعالى.. "

متفق يعني تفسير الساق بالشدة مع تفسير ابن عباس لقوله -جل وعلا-: القلم: ٤٢.

" والدليل على هذا قوله تعالى: ﭿ   القيامة: ٣٠  وقال مجاهد: بلاء ببلاء يقول: تتابعت عليه الشدائد. وكان الضحاك وابن زيد.. "

وقال..

" وقال الضحاك وابن زيد: اجتمع عليه أمران شديدان، الناس يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه، والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام، ومنه قولهم: قامت الدنيا على ساق، وقامت الحرب على ساق، قال الشاعر:

............................

 

وقامت الحرب بنا على ساق

وقد مضى هذا المعنى في آخر سورة ﮉﮊ القلم: ١  وقال قوم: الكافر تعذب روحه عند خروج نفسه، فهذه الساق الأولى، ثم يكون بعدها ساق البعث وشدائده إلى ربك.. "

تقدم الكلام عند قوله -جل وعلا-: القلم: ٤٢ تقدم أن إثبات الساق لله -جل وعلا- من هذه الآية مختلف فيه تبعًا لاختلافهم في معنى الساق، ومن أثبته لله -جل وعلا- من هذه الآية قال: هو كما يليق بجلاله وعظمته من غير تشبيه في ساق المخلوق أو تمثيل أو تكييف، بل يمر كما جاء، وإثبات الساق مسألة خلافية بين أهل العلم تبعًا لمعنى هذه الآية.

" القيامة: ٣٠  أي إلى خالقك، ﭿ القيامة: ٣٠  أي يوم القيامة،   القيامة: ٣٠  أي المرجع، وفي بعض التفاسير قال: يسوقه ملكه الذي كان يحفظ عليه السيئات، والمساق المصدر من ساق يسوق، كالمقال من قال يقول. قوله تعالى:       القيامة: ٣١  أي لم يصدق أبو جهل ولم يصلّ، وقيل: يرجع هذا إلى الإنسان في أول السورة، وهو اسم جنس، والأول قول ابن عباس أي لم يصدّق بالرسالة، ولا صلى ودعا لربه وصلى على رسوله. وقال قتادة: فلا صدق بكتاب الله ولا صلى لله. وقيل: ولا صدق بما لله ذخرًا له عند الله ولا صلى الصلوات التي أمره الله بها. وقيل: فلا آمن.. "

فيكون المعنى فلا صدق يعني اصّدّق واصّدّق هذه تصدّق تدغم التاء بالصاد.

" وقيل: فلا آمن بقلبه ولا عمل ببدنه، قاله الكسائي، (لا) بمعنى لم، ولكنه يقرن بغيره، تقول العرب: لا عبد الله خارج ولا فلان، ولا تقول: مررت برجل لا محسن حتى يقال: ولا مجمل. وقوله تعالى:   البلد: ١١  ليس من هذا القبيل؛ لأن معناه: أفلا اقتحم أي فهلا اقتحم، فحذف ألف الاستفهام وقال الأخفش.. "

فلا يكون نفيًا، إنما يكون تحضيضًا، حض وحث على اقتحام العقبة.

" وقال الأخفش: القيامة: ٣١  أي لم يصدق كقوله: البلد: ١١  أي لم يقتحم ولم يشترط أن يُعقبه بشيء آخر، والعرب تقول: لا ذهب أي لم يذهب، فحرف النفي ينفي الماضي كما ينفي المستقبل، ومنه قول زهير:

...........................

 

فلا هو أبداها ولم يتقدم

قوله تعالى.. "

والأصل عند من يشترط تكرار (لا) أن يقول والعرب تقول لا ذهب يعني ولا رجع تقول: فلا أبداها ولا أخفاها، فيشترطون أن تكرر، وهنا القول الآخر أنه لا يُشترط.

" قوله تعالى:            القيامة: ٣٢  أي كذب بالقرآن وتولى عن الإيمان،       القيامة: ٣٣  أي يتبختر افتخارًا بذلك، قاله مجاهد وغيره، قال مجاهد: المراد به أبو جهل، وقيل: يتمطى من المطى وهو الظهر، والمعنى يلوي مطاه وقيل: أصله يتمطط وهو التمدد من التكسل والتثاقل، فهو يتثاقل عن الداعي إلى الحق، فأبدل من الطاء ياءً كراهة التضعيف، والتمطي يدل على قلة الاكتراث وهو التمدد كأنه يمد ظهره ويلويه من التبختر والمطيطة الماء الخاثر في أسفل الحوض؛ لأنه يتمطى أي يتمدد، وفي الخبر: «إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم كان بأسهم بينهم» والمطيطاء التبختر ومد اليدين في المشي. "

مخرّج؟

طالب: ..................

يعني له شواهد، أكثر من شاهد، وله متابعة، وإلا فالأصل أن موسى بن عبيدة الربذي ضعيف عند أهل العلم.

" قوله تعالى: القيامة: ٣٤ - ٣٥  تهديد بعد تهديد ووعيد بعد وعيد أي فهو وعيد أربعة لأربعة، كما رُوي أنها نزلت في أبي جهل الجاهل بربه فقال:                  القيامة: ٣١ - ٣٢  أي لا صدق رسول الله، ولا وقف بين يديّ فصلى، ولكن كذب رسولي وتولى عن التصلية بين يديّ، فترك التصديق خصلة، والتكذيب خصلة، وترك الصلاة خصلة، والتولي عن الله تعالى خصلة، فجاء الوعيد أربعة مقابلة لترك الخصال الأربعة، والله أعلم. لا يقال فإن قوله:       القيامة: ٣٣  خصلة خامسة فإنا نقول تلك كانت عادته قبل التكذيب والتولي، فأخبر عنها، وذلك بيِّن في قول قتادة على ما نذكره، وقيل: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج من المسجد ذات يوم فاستقبله أبو جهل على باب المسجد مما يلي باب بني مخزوم، فأخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده فهزه مرة أو مرتين ثم قال: القيامة: ٣٤  فقال له أبو جهل: أتهددني فوالله إني لأعز أهل الوادي وأكرمه، ونزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما قال لأبي جهل وهي كلمة وعيد، قال الشاعر:

فأولى ثم أولى ثم أولى

 

وهل للدر يحلب من مرد

قال قتادة: أقبل أبو جهل بن هشام يتبختر فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بيده فقال: القيامة: ٣٤ - ٣٥  فقال: ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئًا، إني لأعز من بين جبليها، فلما كان يوم بدر أشرف على المسلمين فقال: لا يُعبد الله بعد هذا اليوم أبدًا، فضرب الله عنقه وقتله شر قِتلة، وقيل: معناه الويل لك، ومنه قول الخنساء:

هممت بنفسي كل الهموم

 

فأولى لنفسي أولى لها

سأحمل نفسي على آلة

 

فإما عليها وإما لها

الآلة الحالة والآلة السرير أيضًا الذي.. "

تخريج، وقيل...

طالب: ...............

والذي قبله...

طالب: ...............

نعم ولا يعني ما حكم عليه ولا شيء، ما فيه زيادة؟

طالب: ...............

فيه زيادة؟

طالب: ...............

نعم جيّد.

" الآلة الحالة، والآلة السرير أيضًا الذي يُحمل عليه الميّت، وعلى هذا التأويل قيل: هو من المقلوب..

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

 

يومًا على آلة حدباء ..........

على آلة هي السرير النعش، الله المستعان.

وعلى هذا التأويل قيل: هو من المقلوب كأنه قيل: أوَيل. "

أوْيَل.

" كأنه قيل: أوْيَل ثم أُخر الحرف المعتل، والمعنى الويل لك حيًّا، والويل لك ميِّتًا، والويل لك يوم البعث، والويل لك يوم تدخل النار، وهذا التكرير كما قال:

لك الويلات إنك مرجل

 

............................

أي لك الويل ثم الويل ثم الويل، وضُعِّف هذا القول، وقيل: معناه الذم لك أولى من تركه إلا أنه كثير في الكلام فحذف، وقيل: المعنى أنت أولى وأجدر بهذا العذاب، وقال أبو العباس أحمد بن يحيى قال الأصمعي. "

المعروف بثعلب؟

طالب: ..............

لا لا محمد المبرد.

طالب: ..............

ثعلب.

" قال الأصمعي: أولى في كلام العرب معناه مقاربة الهلاك، كأنه يقول: قد وليت الهلاك، قد دانيت الهلاك، وأصله من الولْي وهو القرب، قال الله تعالى:    التوبة: ١٢٣  أي يقربون منكم، وأنشد الأصمعي:

...........................

 

وأولى أن يكون له الولاء

أي قارب أن يكون له، وأنشد أيضًا:

أولى لمن هاجت له أن يكمدا

 

............................

أي قد دنى صاحبها من الكمد، وكان أبو العباس ثعلب يستحسن قول الأصمعي ويقول: ليس أحد يفسر كتفسير الأصمعي. "

الأصمعي يعني عنده شيء من سعة الاطلاع والإحاطة على لغة العرب، ويحفظها ديوانهم وشعرهم، قالوا إنه يحفظ أكثر من ستة عشر ألف قصيدة في بعضها ما يزيد على مائتي بيت، والشعر ديوان العرب، ومع ذلك يتكلم على الكلمة من حيث هي لا من حيث أنها من كلام الله أو من كلام رسوله -عليه الصلاة والسلام- احتياطًا وتحريًا؛ لئلا يقول في القرآن برأيه أو بكلام النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولما سئل عن الصقب في حديث «الجار أحق بصقبه» قال: أنا لا أفسر كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكن العرب تزعم أن الصقب اللزيق يعني الجار الملاصق.

" قال النحاس: العرب تقول: أولى لك كدت تهلك ثم أفلتّ، وكأن تقديره: أولى لك وأولى بك الهلكة، قال المهدوي: قال ولا تكون أولى أفعل منك، وتكون خبر مبتدأ محذوف كأنه قال الوعيد أولى له من غيره؛ لأن أبا زيد قد حكى أولاه الآن إذا أوعدوا، فدخول علامة التأنيث دليل على أنه ليس كذلك، ولك.. "

أولاة الآن..

طالب: ...............

أولاة الآن.

" لأن أبا زيد قد حكى أولاة الآن إذا أوعدوا، فدخول علامة التأنيث دليل على أنه ليس كذلك. "

علامة التأنيث التاء المربوطة هذه.

" ولك خبر عن أولى ولم ينصرف أولى؛ لأنه صار علمًا للوعيد، فصار كرجل اسمه أحمد، وقيل: التكرير فيه على معنى ألزم لك على عملك السيئ الأول ثم على الثاني والثالث والرابع كما تقدم. "

طالب: ..............

الذم ما هو ألزم.

نعم يا شيخ الذم.

الذم.. كثيرًا ما يخلطون بين الذال والزاي؛ لأنهم ينطقون الذال زايًا، وكأنه يمليها على من يركب الحروف ما هو ببعيد تصير وأحيانًا من شدة الاحتياط والتحري في عدم النطق بالذال زايًا ينطقون الزاي ذالًا مع أنهم لا يستعملونها في كلامهم العادي، لكن من شدة التحري؛ لئلا ينطق الذال زايًا تجده يعكس عندنا الزوجة يسمونها معزبة، ومن الإخوة من المصريين يقول: صدقوا والله معزبة يعني أنها معذبة.

" وقيل: التكرير فيه على معنى الذم لك على معنى الذم لك على عملك السيئ الأول ثم على الثاني والثالث والرابع كما تقدم. قوله تعالى:        القيامة: ٣٦  أي يظن ابن آدم   القيامة: ٣٦  أي يخلى مهملاً فلا يؤمر ولا ينهى، قاله ابن زيد ومجاهد، ومنه إبل سدى ترعى بلا راعٍ، وقيل.. "

يعني همل ومهملة.

" وقيل.

لا يصبح الناس فوضى لا سراة لهم

 

...........................

وقيل: أيحسب أن يُترك في قبره كذلك أبدًا لا يُبعث؟ وقال الشاعر:

فأقسم بالله جهد اليمين

 

ما ترك الله شيئًا سدى

قوله تعالى:      القيامة: ٣٧. "

لأن تركه سدى ينافي الحكمة من خلقه.

" قوله تعالى:         القيامة: ٣٧  أي من قطرة ماء تُمنى في الرحم أي تُراق فيه، ولذلك سميت مُنىً. "

مِنى.

" مِنىً؛ لإراقة الدماء، وقد تقدم. والنطفة الماء القليل يقال: نطف الماء إذا قطر أي ألم يك ماءً قليلاً في صلب الرجل وترائب المرأة؟ وقرأ حفص:    القيامة: ٣٧  بالياء، وهي قراءة ابن محيصن ومجاهد ويعقوب وعيّاش عن أبي عمرو، واختاره أبو عبيد لأجل المني، والباقون بالتاء لأجل النطفة، واختاره أبو حاتم.       القيامة: ٣٨  أي دمًا بعد النطفة أي قد رتبه تعالى بهذا كله على خسة..

على خسة قدره ثم قال: القيامة: ٣٨  أي فقدر، القيامة: ٣٨  أي فسّواه تسوية وعدّله تعديلاً. "

طالب: ..............

ماذا فيه؟ لحظة.

طالب: ..............

أي دمًا بعد النطفة..

طالب: ..............

بدل رتبه أي قد نبهه.

نبّهه؟

أي قد نبّه الله تعالى بهذا كله على خسة قدره، أما الترتيب فهو مرتب، كان نطفة ثم علقة ثم كذا، مرتب.

طالب: ................

يعني المعنى محتمِل، لكن التنبيه بذلك، وعلى كل حال المعنى -سواء كان هذا أو ذاك- صحيح.

" القيامة: ٣٨  أي فقدر، القيامة: ٣٨  أي فسواه تسوية وعدله تعديلاً بجعل الروح فيه. القيامة: ٣٩  أي من الإنسان، وقيل: من المني.   القيامة: ٣٩  أي الرجل والمرأة، وقد احتج بهذا من رأى إسقاط الخنثى، وقد مضى في سورة الشورى أن هذه الآية وقرينتها إنما خرجتا مخرج الغالب، وقد مضى في أول.. "

الغالب أنه ذكر أو أنثى، الخنثى نادر، فلذلك لم يُنبه عليه هناك في سورة الشورى     ﯭﯮ الشورى: ٤٩ - ٥٠  يعني ما فيه إلا ذكران أو إناث، أما الخنثى فلندرته لا يذكر، وإذا وجد فإنه في الغالب إما أن ينحاز إلى هذا أو إلى ذاك، والمشكل قليل نادر، والقرطبي ذكر قصة لشخص يحضر عندهم الدروس، من يراجع لنا الجزء السادس عشر؟.. واحد معهم يحضر الدروس في الجزء السادس عشر صفحة ثمان وأربعين.. قال: وقد ذكر القاضي أبو بكر بن العربي قال: وقد أنكر قوم رؤوس العوام وجود الخنثى؛ لأن الله تعالى قسم الخلق إلى ذكر وأنثى، قلنا هذا جهل باللغة وغباوة عن مقطع الفصاحة وقصور عن معرفة سعة القدرة، وقد كان.. أيش يقول؟ والوجود يشهد له، العيان يكذب منكره، يقول سكت عن ذكر النادر؛ لدخوله تحت عموم الكلام الأول، والوجود يشهد له، والعيان يكذب منكره، وقد كان يقرأ معنا برباط أبي سعيد على الإمام الشهيد من بلاد المغرب خنثى ليس له لحية وله ثديان وعنده جارية، فربك أعلم به، ومع طول الصحبة عقلني الحياء عن سؤاله، وبودي اليوم لو كاشفته عن حاله، يعني من نوادر الأسئلة، أمس واحد يسأل يقول: هل تجوز التضحية بخنثى؟

طالب: ..............

لا، موجود يقول له ثدي كبير عنز موجود له ثدي كبير وله أخصاء يقول: موجود في السوق تباع يقول: أردت أن أشتريها للضحية؛ لأنها كبير جدًّا، لها جسم كبير، قلت: أسأل قبل..؟

طالب: ............

الجواب عليك ابحثها وأتِ لنا الأسبوع الجاي، الدرس القادم؟

طالب: ............

نعم جزاك الله خيرا.

طالب: ............

يعني القسمة فقط، القسمة ثنائية سواء كان هنا في هذا الموضع أو في سورة الشورى، ما فيه إلا الاثنان ذكر أو أنثى، لكن الخنثى لاسيما المشكل الذي لا ينحاز إلى ذكر فيحكم له بالذكورية، ولا أنثى فيحكم له بالأنوثة، هذا نادر جدًّا، جاءنا اليوم رسالة بالجوال قالوا: إن واحدة تقول خِلقتها أنثى، وليس فيها أي علامة من علامات الذكر في الخِلقة، لكن تصرفاتها وعقليتها ومشاعرها كلها ذكر، وقد سألت تقول ما فيه عمليات ولا فيه طب يحول هذه المشاعر إلى أنثى؟ فما فيه إلا تصور في الخِلقة التي قد يتدخل فيها شيء من الطب، فعرضت على أبويها ورفضوا أن تجري عمليات تحول إلى ذكر ثم قالت: لما رفضوا هددت بأن تنتحر، وعلى كلام صاحب الرسالة التي أرسلها يقول: إنها سافرت إلى بلد من البلدان دون إذن والديها، وأجرت فحوصات وما ندري ما صار عليها، سبحان الله عجائب.

طالب: ................

ما هو؟ لا لا، تقول أنثى مائة بالمائة في الخِلقة، لكن قالت: ميولي إلى النساء، أنا لست متزوجة رجلًا، أتزوج امرأة، ومشاعرها رجل، وتفكيرها مع الرجال، وميلها إلى الرجال، تقول أنا رجل.

طالب: ................

نعم من الترجل معروف بالنسبة للنساء، والتأنث بالنسبة للرجال، هذا معروف، ولعن الله المترجلات من النساء، والمتخنثين من الرجال، المقصود أن هذا موجود، وأظنه بالتدريج يحصل يمكن عندها الميول كانت ضعيفة، ثم بدأت تزيد إلى أن وصلت إلى هذا الحد، الله المستعان، يقول:

ولا عجب أن النساء ترجلت

 

ولكن تأنيث الرجال عجيب

يعني كون الشخص يطلب الكمال، والرجل جنسه أكمل من جنس المرأة، هذا ما هو عجيب، لكن الإشكال عندنا يوجد العكس، والله المستعان.

طالب: ..............

هم يقولون هذا، يقولون أنه في الطب ممكن، ولذلك هي ذهبت تحاول.

طالب: ...............

ما هو؟

طالب: .................

مثل هذه التي تسأل.

طالب: .................

داخلة خفية.

طالب: ...............

تزوج وجاءه عيال.

طالب: ..............

هذه قصة واقعة يشهد بها أبو عبد الله، أبو عبد الله ثقة ما يجيئنا من..

طالب: .............

هو إذا ترتبت عليه أحكام الرجال، فالرجال لهم خواص، والنساء لهن خواص من أصل الخلقة مثل ما يحكم على الخنثى بحسب ما يغلب عليه.

" وقد مضى في أول سورة النساء أيضًا القول فيه، وذكرنا في آية المواريث حكمه، فلا معنى لإعادته.         القيامة: ٤٠  أي أليس الذي قدر على خلق هذه النسمة من قطرة من ماء            القيامة: ٤٠  أي على أن يعيد هذه الأجسام كهيئتها للبعث بعد البلاء؟ ورُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان إذا قرأها قال: «سبحانك اللهم بلى»، وقال ابن عباس: من قرأ: الأعلى: ١  إمامًا كان أو غيره فليقل: سبحان رب الأعلى، ومن قرأ:   القيامة: ١  إلى آخرها إمامًا كان أو غيره فليقل: سبحانك اللهم بلى، ذكره الثعلبي من حديث أبي إسحاق السبيعي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. "

ومثله من قرأ آخر سورة التين التين: ١ ، و            القيامة: ٤٠  يقول: بلى.

طالب: ..............

وفي النافلة ما فيه إشكال، لكن في الفريضة يعني يذكر عن الإمام أنه كان يقوله.

طالب: ضعيف الحديث أحسن الله إليك؟ الحديث ضعيف؟

ماذا؟ الحديث الأخير مخرّج؟

طالب: ..............

ماذا يقول؟

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

لا، كلها فيها انقطاع.

طالب: ..............

نعم.

طالب: ..............

هذا الذي ذكره.

طالب: ..............

نعم باعتبار أنه له طرق وإلا فما يسلم من ضعف.

طالب: ..............

والله في الفريضة يحرص ألا يقول شيئًا إلا ثابتًا عنده به دليل قاطع، والنافلة أمرها واسع.

"