التعليق على تفسير القرطبي - سورة المزمل (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

 الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: المزمل: ٥  هو متصل بما فُرض من قيام الليل أي سنلقي عليك بافتراض صلاة الليل قولاً ثقيلاً يثقل حمله؛ لأن الليل للمنام، فمن أُمر بقيام أكثره لم يتهيأ له ذلك إلا بحملٍ شديد على النفس ومجاهدة للشيطان، فهو أمر يثقل على العبد وقيل... "

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلا إشكال في ثقل قيام الليل على كثير من النفوس التي قيدتها الذنوب والمعاصي، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، ولا شك أنه يحتاج إلى مجاهدة للنفس في أول الأمر، يشق عليها في أول الأمر، ثم تتلذذ به كما أُثر ذلك عن جمع من السلف أنهم كابدوا قيام الليل عشرين سنة، ثم تلذذوا به عشرين سنة، وهكذا جميع العبادات التي تقرب إلى الله -جل وعلا- في أولها يكون هناك شيء من المجاهدة؛ لأن الجنة حُفّت بالمكاره، ثم بعد ذلك لا يلبث المرء أن تنقلب هذه المجاهدة إلى تلذذ وأنس بالله -جل وعلا-، والله المستعان.

" وقيل: إنا سنوحي إليك القرآن، وهو قول ثقيل يثقل العمل بشرائعه قال قتادة: ثقيل والله فرائضه وحدوده. وقال مجاهد: حلاله وحرامه. وقال الحسن: العمل به. وقال أبو العالية: ثقيلاً بالوعد والوعيد والحلال والحرام. وقال محمد بن كعب: ثقيلاً على المنافقين. وقيل: على الكفار؛ لما فيه من الاحتجاج عليهم والبيان لضلالتهم وسبِّ آلهتهم والكشف عما حرَّفه أهل الكتاب، قال السدي: ثقيل بمعنى كريم مأخوذ من قولهم: فلان ثقيل عليّ أي يكرم عليّ. "

يعني كأن حق هذا الشخص الذي هو كريم عليه يثقل عليه حمله؛ لكثرته وقوته عليه، ولا شك أن القرآن قول ثقيل يعالج منه النبي -عليه الصلاة والسلام- عند التنزيل شدة، ويحصل له ما يحصل من شيء من الغشي، وتعلوه الرحضاء والعرق في اليوم الشاتي شديد البرد، ومن استشعر ثقله وعظمه في نفسه لا شك أنه يجد من ذلك شيئًا، لكن الإشكال فيمن ران على قلبه ما ران من الذنوب والغفلة أنه لا يستشعر شيئًا من ذلك، ويقرأ القرآن كأنه يقرأ أي كلام، ويسمع القرآن وكأنه يسمع أخبارًا، ولذا الصحابة -رضوان الله عليهم- يعانون من قراءة القرآن الشيء الكثير، تجد الواحد منهم يردد الآية الليلة كاملة ويبكي؛ لأنه ما جاء من فراغ، إنما هو لاستشعار عظمة هذا الكلام وعظمة المتكلم، مع أن قلوبهم في غاية القوة، قويت بالإيمان، فتحملت، ثم جاء بعدهم التابعون واستشعروا هذه العظمة وهذه القوة، مع أن القلوب ضعفت، فحصل ما حصل له من الغشي والصعق وما أشبه ذلك، وإن أنكر ذلك بعض أهل العلم وقالوا: إن هذا ليس بصحيح، ويرونه ضربًا من التمثيل، لكن الوقائع تشهد بأن له أصلًا، كثرة هذه الوقائع وكثرة ما يقال عنهم تشهد أن له أصلًا، وشيخ الإسلام يرى ذلك ويثبت مثل هذا عن بعض التابعين، وسمع زرارة بن أوفى     المدثر: ٨  في صلاة الصبح سمعها من الإمام فصعق، وهذا كثير، بعضهم يقول إن هذا ليس بصحيح، ما حصل من النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو أعظم استشعارًا لهذه العظمة، وما حصل لصحابته الكرام وهم أعظم استشعارًا، أقول القلوب قوية مع تعظيمها لهذا القرآن، واستشعار عظمة المتكلم به، لكن القلوب أُعطيت قدرة على التحمل، فلم يحصل مثل ما حصل للتابعين الذين ضعفت عندهم القلوب مع وجود هذا الاستشعار والتعظيم، قد يقول قائل إن النقص في الأمة إلى قيام الساعة، والقلوب تضعف، ومع ذلك ما حصل للمتأخرين ما حصل للمتقدمين، نقول: استشعار التعظيم قل! في النفوس إلى أن وصل الحد إلينا حتى صرنا نسمع القرآن ونقرأ القرآن وكأننا نسمع أي كلام، حتى يوجد من يبكي إذا سمع القرآن، لكنه بكاء لا يجدي ولا يثمر، لماذا؟ لأنه لا يلبث أن يكون في الوقت نفسه ولا يتعداه، والقارئ الذي يبكي من تلاوة القرآن تجده في آية يبكي، والتي بعدها مباشرة كأن شيئًا لم يكن، بينما الصحابة إذا بكى منهم واحد يزار من الغد؛ لأنه مريض، وهذا حصل لعمر ولغيره، هذا الذي يستشعر عظمة القرآن، والله المستعان.

" وقال الفراء: ثقيلاً رزينًا ليس بالخفيف السفساف؛ لأنه كلام ربنا. وقال الحسن بن الفضل: ثقيلاً لا يحمله إلا قلب مؤيّد بالتوفيق ونفس مزينة بالتوحيد. وقال ابن زيد: هو والله ثقيل مبارك كما ثقل في الدنيا يثقل في الميزان يوم القيامة، وقيل: ثقيل.. "

يثقل في ميزان العبد يوم القيامة؛ لأن له بكل حرف عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء، يعني هذا أقل تقدير عشر حسنات، والختمة الواحدة التي تُختم في أسبوع بكل راحة يعني ثلاثة ملايين حسنة، فكيف بمن زاد على ذلك، فكيف بمن زاد على مجرد القراءة بالتدبر والترتيل، أجورهم مضاعفة أضعافًا كثيرة.

" وقيل: ثقيلاً أي ثابتًا كثبوت الثقيل في محله، ويكون معناه أنه ثابت الإعجاز، لا يزول إعجازه أبدًا، وقيل: هو القرآن نفسه كما جاء في الخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أُوحي إليه وهو على ناقته وضعت حرانها يعني صدرها على الأرض، فما تستطيع أن تتحرك حتى يسرى عنه، وفي الموطأ وغيره أنه -عليه السلام- سُئل: كيف يأتيك الوحي؟ فقال: «أحيانًا يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فيفصم عني وقد وعيت ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول». قالت عائشة -رضي الله عنها-: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقًا. "

والخبر في البخاري.

" قال ابن العربي: وهذا أولى؛ لأنه الحقيقة، وقد جاء ﮰﮱ الحج: ٧٨  وقال -عليه السلام-: «بُعثت بالحنيفية السمحة» وقيل: القول في هذه السورة هو قول لا إله إلا الله؛ إذ في الخبر «خفيفة على اللسان ثقيلة في الميزان» ذكره القشيري. "

ومن ثقل لا إله إلا الله ما جاء في حديث البطاقة التي رجحت ومالت بتسعة وتسعين سجلاً، الحديث الأول مخرج؟

طالب: .............

بعثت الأخير..

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

نعم.

" قوله تعالى:      المزمل: ٦ - ٧  فيه خمس مسائل؛ الأولى: قوله تعالى:   المزمل: ٦  قال العلماء: ناشئة الليل أي أوقاته وساعاته؛ لأن أوقاتَه تنشأ أولاً فأولاً يقال: نشأ الشيء ينشأ إذا ابتدأ وأقبل شيئًا بعد شيء، فهو ناشئ، وأنشأه الله فنشأ، ومنه: نشأت السحابة إذا بدأت وأنشأها الله، فناشئة فاعلة من نشأت تنشأ فهي ناشئة، ومنه قوله تعالى:   الزخرف: ١٨  والمراد أن ساعات الليل الناشئة فاكتفى بالوصف عن الاسم، فالتأنيث للفظ ساعة؛ لأن كل ساعة تحدث. "

الوصف النائشة، والموصوف الساعات، واكتفى بالوصف عن الموصوف، حذف الساعات ساعات الليل ناشئة تنشأ؛ لأنها تنشأ شيئًا فشيئًا كما ينشأ الصغير ثم يكبر، كذلك الليل ينشأ قليلاً قليلاً إلى أن يدلهم ظلامه ويطول وقته وأمده.

" وقيل: الناشئة مصدر بمعنى قيام الليل.. "

ومنهم من يقول: إن الناشئة القيام بعد النوم، ولا شك أن القيام بعد النوم أشد من مواصلة السهر؛ لأن بعض الناس لا يستطيع إذا نام أن يقوم، لكنه بإمكانه أن يسهر إلى الفجر لاسيما إذا أخذ نصيبه من نوم النهار، كثير من الأخيار لاسيما الشباب تجدهم في رمضان في العشر الأواخر ما ينامون؛ لأنه لو نام ما قام، يصعب عليه القيام، ويعز عليه أن ينام في هذه الليالي المباركة.

" وقيل: الناشئة مصدر بمعنى القيام، كالخاطئة والكاتبة أي إن نشأة الليل هي أشد وطئًا، وقيل: إن ناشئة الليل قيام الليل، قال ابن مسعود: الحبشة يقولون: نشأ أي قام، فلعله أراد أن الكلمة عربية، ولكنها شائعة في كلام الحبشة غالبة عليهم وإلا فليس في القرآن ما ليس في لغة العرب، وقد تقدم بيان هذا في مقدمة الكتاب مستوفًى. "

لا شك أن القرآن بلسان عربي مبين، والخلاف في وجود بعض الألفاظ بغير لغة العرب مع أن الإجماع قائم بين أهل العلم على وجود أعلام أعجمية، والخلاف فيما عدا ذلك ليس فيه تراكيب أعجمية، وفيه أعلام أعجمية، والخلاف في مفردات وألفاظ أعجمية، هل هي موجودة مثل ناشئة الليل ومثل إستبرق ومثل مشكاة يختلفون في وجودها، والمقرر أن هذه الألفاظ وُجدت عند غير العرب، فهي مما اتفقت عليه اللغات بين العرب وغيرهم، فمنهم من يقول إن وجود مثل هذه الألفاظ اليسيرة لا يخرج القرآن عن كونه عربيًّا.

" الثانية: بيَّن تعالى في هذه الآية فضل صلاة الليل على صلاة النهار، وأن الاستكثار من صلاة الليل بالقراءة فيها ما أمكن أعظم للأجر وأجلب للثواب، واختلف العلماء في المراد بناشئة الليل فقال ابن عمر وأنس بن مالك: هو ما بين المغرب والعشاء تمسكًا بأن لفظ نشأ يعطي الابتداء، فكان بالأولية أحق، ومنه قول الشاعر:

ولولا أن يقال صَبَا نُصَيب

 

لقلت بنفسيَ النَّشَأُ الصغار

وكان علي بن الحسين يصلي بين المغرب والعشاء ويقول: هذه ناشئة الليل. وقال عطاء وعكرمة: إنه بدء الليل. وقال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: هي الليل كله؛ لأنه ينشأ بعد النهار، وهو الذي اختاره مالك بن أنس، قال ابن العربي: وهو الذي يعطيه اللفظ وتقتضيه اللغة. وقالت عائشة وابن عباس أيضًا ومجاهد: إنما الناشئة القيام بالليل بعد النوم، ومن قام أول الليل قبل النوم فما قام ناشئة. فقال يمان وابن كيسان: هو القيام من آخر الليل. وقال ابن عباس: كانت صلاتهم أول الليل، وذلك أن الإنسان إذا نام لا يدري متى يستيقظ. وفي الصحاح: وناشئة الليل أول ساعاته. وقال القتبي: إنه ساعات الليل؛ لأنها تنشأ ساعة بعد ساعة. وعن الحسن ومجاهد: هي ما بعد العشاء الآخرة إلى الصبح، وعن الحسن أيضًا: ما كان بعد العشاء فهو ناشئة، ويقال: ما يَنشأ في الليل من الطاعات، حكاه الجوهري. "

يُنشأ.

" ويقال ما يُنشأ في الليل من الطاعات، حكاه الجوهري. "

وعلى كل حال المراد بناشئة الليل قيام الليل سواء كانت في أوله أو في آخره إلا أن أشده ما يكون بعد قيام، ما يكون بعد نوم أشد من يكون قبل النوم.

طالب: .............

ما صار قيامًا؛ لأن لفظ القيام مشترك المائدة: ٦  يلزم أن يكون من نوم؟ ما يلزم، القيام في الأصل الوقوف، فإن كنت جالسًا ووقفت قيل: قام فلان، وإذا كانت جالسًا في مكانك أو في مصلاك فإذا قمت إلى الصلاة قيل: قام إلى الصلاة، وإذا قمت إلى وضوئك قيل: قام إلى الوضوء، وهكذا، لكن قيام الليل إحياء ساعاته بالصلاة والذكر والتلاوة، ولو كان جلوسًا ما يلزم أن ينطبق عليه حقيقة اللفظ، فصار اسمًا عرفيًّا على الصلاة بالليل والذكر والتلاوة والدعاء، هذا كله قيام ليل، وإن لم يكن قيامًا على الأقدام، وإن كان أصله ذلك.

طالب: ..............

ولا يلزم أن يكون بعد نوم، كله قيام ليل، حتى إن بعضهم قال: إن صلاة ما بين العشاءين من قيام الليل.

الثالثة: قوله تعالى..

لكن ساعات الليل متفاوتة في الفضل، أفضله ما كان في جوفه الآخر وقت النزول.

" قوله تعالى: المزمل: ٦  قرأ أبو العالية وأبو عمرو وابن أبي إسحاق ومجاهد وحميد وابن محيصن وابن عامر والمغيرة وأبو حيوة: وطاء بكسر الواو وفتح الطاء والمد، واختاره أبو عبيد، والباقون: وطئًا بفتح الواو وسكون الواء مقصورة، واختاره أبو حاتم من قولك: اشتدت على القوم وطأة سلطانهم أي ثقل عليهم ما حملهم من المؤن، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «اللهم اشدد وطأتك على مُضَر»، فالمعنى أنها أثقل على المصلي من ساعات النهار، وذلك أن الليل وقت منام وتُودُّع وإجمام.. "

تَودُّع.

" وقت منام وتَودُّع وإجمام. "

يعني دعة من الدعة والراحة.

" وإجمام، فمن شغله بالعبادة فقد تحمل المشقة العظيمة، ومن مدَّ فهو مصدر واطأت وطاءً ومواطأة أي وافقَتْه، قال ابن زيد.. "

واطأت وافقت..

" أي وافَقْتُه قال ابن زيد: واطأته على الأمر مواطأة إذا وافقته من الوفاق، وفلان يواطئ اسمه اسمي.. "

يعني يكون مثله يطابقه كما جاء في المهدي.

" وتواطؤوا عليه أي توافقوا، فالمعنى أشد موافقة بين القلب والبصر والسمع واللسان؛ لانقطاع الأصوات والحركات، قاله مجاهد وابن أبي مُليكة وغيرهما، وقال ابن عباس: بمعناه أي يواطئ السمع القلب، قال الله تعالى: التوبة: ٣٧  أي ليوافقوا، وقيل: المعنى أشد مهادا.. "

للتصرف.

" أشد مهادًا للتصرف في التفكر والتدبر، والوطاء خلاف الغطاء، وقيل أشد.. "

يعني ما يفترش، والغطاء ما يلتحف.

" وقيل: أشد وطئًا بسكون الطاء وفتح الواو أي أشد ثباتًا من النهار، فإن الليل يخلو فيه الإنسان بما يعمله، فيكون ذلك أثبت للعمل وأتقى لما يلهي ويشغل.. "

أنفى.

" وأنفى لما يلهي ويشغل القلب، والوطء: الثبات، تقول.. "

نعم الثبات بالليل بالنسبة للأعمال أضمن منه في النهار؛ لأن الليل مضمون أن الشواغل منتفية بخلاف النهار، يعني تقرر أن تعمل عملاً في النهار، فما يتيسر لك، تنشغل عنه، أما في الليل فإنه أضمن ما تنشغل عنه، هذا في السابق لما كان الناس على الفطرة يلزمون البيوت في الليل ويتصرفون في النهار في معاشهم، لكن الآن العكس؛ لأن الكهرباء قلبت الحياة، وجعلت النهار للنوم، والتصرف في الحياة وغيرها في الليل، ومع الأسف أن الكفار أكثر من المسلمين محافظة على ما يوافق الفطرة، ولا شك أن موافقة الفطرة أسلم للبدن وأسلم للدين وأسلم للعقل أيضًا؛ لأن السهر هذا مضر، بينما النوم بالليل هو النافع، والنوم بالنهار فائدته أقل بكثير من نوم الليل، ساعة من نوم الليل تعدل ساعات من نوم النهار، والله المستعان، وكل إنسان يعرف هذا ومتقرر عنده هذا الأمر وجرّبه فوجده نافعًا، لكن هل يطبق أو لا؟ هذا المحك.

" والوطء: الثبات، تقول: وطئت الأرض بقدمي، وقال الأخفش: أشد قيامًا، وقال الفراء: أثبت قراءة وقيامًا، وعنه: أشد وطئًا أي أثبت للعمل وأدوم لمن أراد الاستكثار من العبادة، والليل وقت فراغ عن اشتغال المعاش، فعبادته تدوم ولا تنقطع، وقال الكلبي: أشد وطئًا أي أشد نشاطًا للمصلي؛ لأنه في زمان راحته، وقال: عبادة أشد وطئًا أي نشاطًا للمصلي وأخف وأثبت للقراءة. الرابعة: قوله تعالى: المزمل: ٦ أي القراءة بالليل أقوم منها بالنهار. "

الآن لو جاء سارق لحي من الأحياء في الساعة العاشرة في الليل أو العاشرة في النهار أيهما أستر له؟ العاشرة في النهار ما عنده أحد، والله ما عنده أحد.

طالب: .............

لا، حتى في طول العام الذي يعمل طالع للعمل، والذي يدرس رائح لمدرسته، والباقي سبات، بينما في العاشرة ليلاً عز النشاط، هذا الحاصل، لذلك أكثر ما تُسرق البيوت في هذا الوقت؛ لأن البيوت خالية إلا من النوام الذين وجودهم مثل عدمهم.

" قوله تعالى: المزمل: ٦  أي القراءة بالليل أقوم منها بالنهار أي أشد استقامة واستمرارًا على الصواب. "

يعني قبل وجود الكهرباء والأب إذا غضب على ولده وطرده من البيت في النهار يجد ما يسلو به، لكن إذا غابت الشمس لا بد أن يرجع إلى بيت أهله، ظلام أين يذهب والناس في هذا الظرف المظلم ما يسهرون، الآن في الليل أفضل لهم من النهار، في اجتماعات الشباب والاستراحات ومزاولة ما يريدون من خير أو شر، المقصود أن الظروف اختلفت وتغيرت، ولذلك كان التشديد على الأولاد وطردهم من البيوت علاج، الآن لا، زيادة فساد، أين يذهب؟ فإذا طردته يذهب فيزداد شره، ويجد من يتلقفه من شياطين الإنس والجن، أما في السابق، ما فيه أحد أين يذهب؟ والله المستعان، هذه النعم التي نتقلب فيها التي لم تكن موجودة عند من قبلنا، ليست خيرًا محضًا إلا من استغلها فيما يرضي الله -جل وعلا- وإلا ترتب عليها من الشرور ما ترتب.

" لأن الأصوات هادئة، والدنيا ساكنة، فلا يضطرب على المصلي ما يقرؤه، قال قتادة ومجاهد: أي أصوب للقراءة وأثبت للقول؛ لأنه زمان.. "

التفهم.

" زمان التفهم، وقال أبو علي: أقوم قيلاً أي أشد استقامة؛ لفراغ البال بالليل، وقيل: أي أعجل إجابة للدعاء، حكاه ابن شجرة، وقال عكرمة: عبادة الليل أتم نشاطًا وأتم إخلاصًا وأكثر بركة. وعن زيد بن أسلم: أجدر أن يتفقه في القرآن. وعن الأعمش قال: قرأ أنس بن مالك: إن ناشئة الليل هي أشد وطئًا وأصوب قيلاً فقيل له: وأقوم قيلاً، فقال: أقوم وأصوب وأهيأ سواء. قال أبو بكر الأنباري. "

هذا لما كانت الأحرف السبعة قبل العرضة الأخيرة في السنة التي مات فيها النبي -عليه الصلاة والسلام- وجمع عليها عثمان -رضي الله عنه- المصاحف بإجماع الصحابة، واستقر الأمر على حرف واحد، أما قبل فأصوب وأقوم وأهيأ وهلم وأقبل وتعال هذه من الأحرف السبعة، لما كان الناس بحاجة ماسة نزل القرآن على أناس متفاوتين في لهجاتهم وفي أعمارهم وسنيِّهم، فلا يتيسر للجميع أن ينطقوا بحرف واحد، ثم بعد ذلك لما ذلت ألسنتهم بالقرآن رفعت ستة من الأحرف وبقي واحد، وهو الذي اجتمع عليه الصحابة، وهو الذي ثبت في العرضة الأخيرة.

" قال أبو بكر الأنباري: وقد ترامى ببعض هؤلاء الزائغين إلى أن قال: من قرأ بحرف يوافق معنى حرف من القرآن فهو مصيب إذا لم يخالف معنى ولم يأتِ بغير ما أراد الله وقصد له، واحتجوا بقول أنس هذا، وهو قول لا يعرج عليه، ولا يلتفت إلى قائله؛ لأنه لو قرأ بألفاظ تخالف ألفاظ القرآن إذا قاربت معانيها واشتملت على عامّتها لجاز أن يقرأ في موضع الحمد لله رب العالمين الشكر للباري ملك المخلوقين/ ويتسع الأمر في هذا حتى يبطل لفظ جميع القرآن، ويكون التالي له مفتريًا على الله -عز وجل- كاذبًا على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، ولا حجة لهم في قول ابن مسعود: نزل القرآن على سبعة أحرف، إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال وأقبل؛ لأن هذا الحديث يوجب أن القراءات المأثورة المنقولة بالأسانيد الصحاح عن النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا اختلفت ألفاظها واتفقت معانيها كان ذلك فيها بمنزلة الخلاف في هلم وتعال وأقبل، فأما ما لم يقرأ به النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وتابعوهم -رضي الله عنهم- فإنه من أورد حرفًا منه في القرآن... "

بهت ومال..

" بهت ومال وخرج عن مذهب الصواب، قال أبو بكر: والحديث الذي جعلوه قاعدتهم في هذه الضلالة حديث لا يصح عن أحد من أهل العلم؛ لأنه مبني على رواية الأعمش عن أنس، فهو مقطوع ليس بمتصل، فيؤخذ به من قِبل أن الأعمش رأى أنسًا ولم يسمع منه. الخامسة: قوله تعالى.. "

على كل حال الحديث مصحح عند جمع من أهل العلم، ولا يلزم منه ما ذكره ابن الأنباري، نعم كان هذا الأمر موجودًا في أول الأمر لما نزل القرآن على كبار سن، كبير السن لا يذل لسانه بالكلام أول ما يسمع، ثم بعد ذلك اتفق الصحابة على حرف واحد الموافق للعرضة الأخيرة حينما عرض جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في السنة التي مات فيها مرتين، واتفقوا على حرف واحد دون ما عداه.

طالب: ................

أُنزل القرآن على سبعة أحرف.

طالب: ................

ما اجتهدوا فيه لا، لكن هذا اللفظ يناسب هذيلًا، وهذا اللفظ يناسب قريشًا، وهذا اللفظ يناسب.

طالب: ................

ماذا؟

طالب: ................

نعم ليجتهدوا ما فيه شك أنه ما فيه مجال للاجتهاد.

الخامسة..

طالب: ................

القراءات فيما يحتمله الرسم، الرسم يحتمل القراء السبعة يقرؤون حرفًا لا تتغير صورته، الصورة واحدة مجلس ومجالس ما فيه فرق في الرسم، وهكذا.

"الخامسة: قوله تعالى:    المزمل: ٧  قراءة العامة بالحاء غير معجمة أي تصرفًا في حوائجك وإقبالًا وإدبارًا وذهابًا ومجيئًا، والسبح الجري والدوران، ومنه السابح في الماء؛ لتقلبه بيديه ورجليه، وفرس سابح شديد الجري، قال امرؤ القيس: مَسِحٌ.

مِسَحٌّ.

مسح إذا ما السابحات على الونى

 

أثرن الغبار بالكديد المركّل

وقيل: السبح الفراغ أي إن لك فراغًا للحاجات بالنهار، وقيل:    المزمل: ٧  أي نومًا، والسبح التمدد، والتسبح التمدد، ذكره الخليل، وعن ابن عباس وعطاء: سبحًا طويلاً يعني فراغًا طويلاً لنومك وراحتك، فاجعل ناشئة الليل لعبادتك. وقال الزجاج: إن فاتك في الليل شيء فلك في النهار فراغ في الاستدراك، وقرأ يحيى بن يعمر وأبو وائل: سبخا بالخاء المعجمة، قال المهدوي: ومعناه النوم، روى ذلك عن القارئين بهذه القراءة، وقيل: معناه الخفة والسعة والاستراحة، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة وقد دعت على سارق ردائها: «لا تسبخي عنه بدعائك عليه» أي لا تخففي عنه إثمه، قال الشاعر:

فسبخ عليك الهم واعلم بأنه

 

......................................".

تخفيف الإثم على أخيك المسلم مطلوب، لكن لا يكون بالدعاء عليه، يكون بالدعاء له وإباحته من هذه المظلمة.

" قال الشاعر:

فسبخ عليك الهم واعلم بأنه

 

إذا قدر الرحمن شيئًا فكائن

قال الأصمعي: يقال سبَّخ الله عنك الحمى أي خففها، وسبخ الحر فتر وخف، والتسبيخ النوم الشديد، والتسبيخ أيضًا توسيع القطن والكتان والصوف وتنفيشها، يقال للمرأة سبخي قطنك والتسبيخ من القطن ما يسبخ بعد الندف أي يلف لتغزله المرأة، والقطعة منه سبيخة، وكذلك من الصوف والوبر، ويقال لِقِطَع القطن سبائخ، قال الأخطل يصف القُنَّاص والكلاب:

فأرسلوهن يذرين التراب كما

 

يذري سبائخ قطن ندف أوتار

وقال ثعلب: السبْخ بالخاء التردد والاضطراب، والسبخ أيضًا السكون، ومنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الحمى من فيح جهنم، فسبخوها بالماء»، أي سكنوها، وقال أبو عمرو: السبخ النوم والفراغ، قلت: فعلى هذا يكون من الأضداد، وتكون بمعنى السبح بالحاء غير المعجمة. قوله تعالى:   المزمل: ٨.. "

الحديث.

طالب: ..............

فأبردوها نعم هذا محفوظ، فأبردوها في البخاري.

طالب: ..............

في البخاري وسبخوها ما خرجت؟

طالب: ..............

نعم معروف، فأبردوها صحيح.

" قوله تعالى:   ﭿ     المزمل: ٨  فيه ثلاث مسائل؛ الأولى: قوله تعالى:   المزمل: ٨  أي ادعه بأسمائه الحسنى ليحصل لك مع الصلاة محمود العاقبة وقيل: أي اقصد بعملك وجه ربك. وقال سهل: اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في ابتداء صلاتك توصلك بركة قراءتها إلى ربك وتقطعك عما سواه، وقيل: اذكر اسم ربك في وعده ووعيده لتوفر على طاعته وتعدل عن معصيته. وقال الكلبي: صلِّ لربك أي بالنهار. "

اذكر اسم ربك على كل حال، سمِّ على كل شيء ذي بال يُهتم به شرعًا واذكره واجعل لسانك رطبًا بذكره على كل حال، كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يذكر الله في سائر أحواله.

" قلت: وهذا حسن، فإنه لما ذكر الليل ذكر النهار؛ إذ هو قسيمه، وقد قال الله تعالى:                   الفرقان: ٦٢  على ما تقدم. الثانية: قوله تعالى: ﭿ     المزمل: ٨  التبتل الانقطاع إلى عبادة الله -عز وجل- أي انقطع بعبادتك إليه ولا تشرك به غيره، يقال: بتلت الشيء أي قطعته، ومنه قولهم: طلقها بتَّة بتلة، وهذه صدقة بتَّة بتلة أي بائنة منقطعة عن صاحبها أي قُطع ملكه عنها بالكلية، ومنه مريم البتول؛ لانقطاعها إلى الله تعالى، ويقال للراهب متبتل؛ لانقطاعه عن الناس وانفراده بالعبادة، قال:

تضيء الظلام بالعشاء كأنها

 

منارة ممسى راهب متبتل

وفي الحديث النهي عن التبتل وهو الانقطاع عن الناس والجماعات، وقيل: إن أصله عند العرب التفرد، قاله ابن عرفة: والأوّل أقوى؛ لما ذكرنا، ويقال: كيف قال تبتيلاً ولم يقل تبتلاً قيل له: لأن معنى تبتل بتَّل نفسه فجيء به على معناه؛ مراعاةً لحق الفواصل الثالثة. "

التبتل..

طالب: ...........

المقصود عدم الانقطاع عن أمور الدنيا سواء كان بالزواج أو بأكل المباح أو بترك النوم، والنبي- عليه الصلاة والسلام- ما رضي لعثمان بن مظعون التبتل الذي هو ترك النكاح قال: ولو أذن له لاختصينا.

" الثالثة: قد مضى في المائدة في تفسير قوله تعالى: المائدة: ٨٧  كراهة لمن تبتل وانقطع وسلك سبيل الرهبانية بما فيه كفاية، قال ابن العربي: وأما اليوم وقد مرجت عهود الناس، وخفت أماناتهم، واستولى الحرام على الحطام، فالعزلة خير من الخلطة، والعزبة أفضل من التأهل، ولكنّ معنى الآية انقطع عن الأوثان والأصنام وعن عبادة غير الله، وكذلك قال مجاهد: معناه أخلص له العبادة ولم يرد التبتل فصار التبتل مأمورًا به في القرآن منهيًّا عنه في السنة، ومتعلق الأمر غيرَ متعَلَّق النهي، فلا يتناقضان، وإنما بُعث ليبين للناس ما نُزل إليهم، فالتبتل المأمور به الانقطاع إلى الله بإخلاص العبادة كما قال تعالى: البينة: ٥  والتبتل المنهي عنه هو سلوك مسلك النصارى في ترك النكاح والترهب في الصوامع، لكن عند فساد الزمان يكون خير مال المسلم غنمًا يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن. "

يعني كما ثبت في الحديث الصحيح عند البخاري وغيره: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمًا يتبع بها شعف الجبال»، التبتل جاء الأمر بها كما هنا، وجاء النهي عنه كما في صحيح السنة، الخلطة جاء الأمر بها، والعزلة أيضًا جاء الأمر بها، ومورد النهي كما قال المؤلف غير مورد الأمر؛ لأنها تختلف باختلاف الأحوال وباختلاف الأشخاص والظروف، فشخص يقال له اعتزل، وآخر يقال له خالط الناس، فمن يؤثر في الناس ولا يتأثر بمنكراتهم فهذا يتعين في حقه الخلطة، هذا يؤثر في الناس في الخير ولا يتأثر بهم، والعكس من يتأثر بشرورهم ولا يستطيع أن يؤثر بهم يقال له اعتزل، والشراح الكرماني والعيني وغيرهما ممن كان في القرن الثامن والتاسع يقولون: المتعين في هذه الأزمان العزلة؛ لاستحالة خلوِّ المحافل عن المآثم، محافلهم ومجتمعاتهم، فكيف بمجتمعاتنا وأسواقنا ومحافلنا التي في الغالب عواصم المسلمين لا تجد فرقًا بينها وبين عواصم الكفار، المطاف ما يخلو، فكيف بغيره من أماكن تجمع الناس واختلاطهم، لا شك أن الشرور كثرت وانتشرت، لكن يبقى أن من لديه القدرة على التأثير هذا يتعين عليه أن يخالط الناس، وينفع الناس، ويصبر على أذاهم، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويعلم الجاهل، ويصلي بالناس، ويعظهم ويوجههم ويقوم بأعمالهم، يعني لو أن كل إنسان اعتزل فمن يقوم بمصالح الناس، إذًا تتعطل، لكن من خاف على دينه أو على نفسه ترجح في حقه العزلة، والله المستعان.

طالب: ................

من هذا النوع ترون الناس كم عندهم من المشاكل وكم عندهم من التساهل بالنسبة لنسائهم وأولادهم، يعني بيوت المسلمين الآن مليئة بالمصائب والمشاكل الشاغلة عن المهمات وضعف في الرقابة وضعف في التربية، وأيضًا الولد مجبنة مبخلة، تجده يبخل بالواجبات، وتجده يقصر فيها، وقد يرتكب بعض المحظورات من أجلهم، بعض الناس يترجح إليه العزوبة من أجل هذا، ومثل ما قال المؤلف: والعزبة أفضل من التأهل؛ لوجود هذه الأمور، وإلا فلا شك أن الزواج من سنن المرسلين، من سنته -عليه الصلاة والسلام-، ومن رغب عن سنتي فليس مني، هذا من غير تأويل، ما فيه شك أن المرأة الصالحة تعين، لكن أيضًا فيها ما فيها من الصدّ عن بعض ما يطمح إليه الإنسان من الازدياد من العلم والعمل، قد يوجد من هذا، وبعض الناس ما يتحمل مثل هذه التكاليف.. فيرتكب بسببها محرمات ومحظورات، والله المستعان.

" قوله تعالى: المزمل: ٩  قرأ أهل الحرمين وابن محيصن ومجاهد وأبو عمرو وابن أبي إسحاق وحفص: ربُّ بالرفع على الابتداء والخبر.    المزمل: ٩  وقيل: على إضمار هو، والباقون: ربِّ بالخفض على نعت الرب تعالى في قوله تعالى:   المزمل: ٨  ربِّ المشرق، ومن علم أنه رب المشارق والمغارب انقطع بعمله وأمله إليه المزمل: ٩  أي قائمًا بأمورك، وقيلً كفيلاً بما وعدك. "

هنا أفرد المشرق والمغرب، وجمع في المزمل: ٩ ، وثنى الرحمن: ١٧ ، مشرق يراد المشرق والمغرب يراد به الجنس جنس المشرق وجنس المغرب ما تشرق منه الشمس وما تغرب منه، فلكل يوم مشرقه، ولكل يوم مغربه، فمن جمع أراد التعدد بعدد الأيام، ومن أفرد كما هنا أراد الجنس، ومن ثنى قال: مغارب في الصيف ومشارق الصيف ومغارب الشتاء ومشارق الشتاء؛ لأن اتجاه الشمس في الشتاء غير اتجاه الشمس في الصيف، فهي في الصيف تخرج من جهة اليسار وتغرب من جهة اليمين، بينما في الشتاء والنهار أقصر تكون في وسط السماء.

" قوله تعالى: المزمل: ١٠  أي من الأذى والسب والاستهزاء، ولا تجزع من قولهم، ولا تمتنع من دعائهم. المزمل: ١٠  أي لا تتعرض لهم، ولا تشتغل بمكافأتهم، فإن في ذلك ترك الدعاء إلى الله، وكان هذا قبل الأمر بالقتال، ثم أُمر بعدُ بقتالهم وقتْلهم فنسخت آية القتال ما كان قبلها من الترك، قاله قتادة وغيره، وقال أبو الدرداء: إنا لنكشِّر في وجوه أقوام ونضحك إليهم، وإن قلوبنا لتقليهم أو لتلعنهم. قوله تعالى: المزمل: ١١. "

نعم هذا من باب المداراة والتأليف والانشغال بما هو أهم، وأما بالنسبة للمداهنة فلا، لا تداهن فاسقًا وتوافقه على ما يرتكبه من محرمات، المداهنة        القلم: ٩  حرام لا يجوز، بخلاف المداراة والممايلة وما يدعو إلى التأليف، كل هذا مطلوب.

" قوله تعالى: المزمل: ١١  أي ارض لي بعقابهم، نزلت في صناديد قريش ورؤساء مكة من المستهزئين، وقال مقاتل: نزلت في المطعمين يوم بدر وهم عشرة، وقد تقدم ذكرهم في الأنفال، وقال يحيى بن سلّام: إنهم بنو المغيرة. وقال سعيد بن جبير: أُخبرتُ أنهم اثنا عشر رجلاً المزمل: ١١  أي أولي الغنى والترفه واللذة في الدنيا. المزمل: ١١  يعني إلى مدة آجالهم، قالت عائشة -رضي الله عنها-: لما نزلت هذه الآية لم يكن إلا يسيرًا حتى وقعت وقعة بدر. وقيل: المزمل: ١١  يعني إلى مدة الدنيا. قوله تعالى: المزمل: ١٢  الأنكال: القيود، عن الحسن ومجاهد وغيرهما، واحدها نِكْل، وهو ما منع الإنسان من الحركة، وقيل: سمي نكلاً ؛لأنه ينكّل به، قال الشعبي: أترون أن الله تعالى جعل الأنكال في أرجل أهل النار خشية أن يهربوا، لا والله، ولكنهم إذا أرادوا أن يرتفعوا استفلت بهم، وقال الكلبي.. "

يعني من ثقلها، يعني نزلت بهم، استفلت من السفل وهو النزول.

" وقال الكلبي: الأنكال الأغلال، والأول أعرف في اللغة، ومنه قول الخنساء:

دعاك فقطعتَ أنكاله

 

وقد كن قبلك لا تقطع

وقيل: إنه أنواع العذاب الشديد، قاله مقاتل، وقد جاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله يحب النكَل على النكَل» بالتحريك، قاله الجوهري، قيل: وما النكل؟ قال: «الرجل القوي المجرّب على الفرس القوي المجرّب»، ذكره الماوردي قال: ومن ذلك سُمي القيد نِكْلاً لقوته، وكذلك الغل، وكل عذاب قوي فاشتد. والجحيم النار المؤججة.. "

مخرج الحديث؟

طالب: ..........

هذا الذي يظهر، مادام بدون إسناد فهو لا أصل له.

" المزمل: ١٣  أي غير سائغ يأخذ بالحلق لا هو نازل ولا هو خارج، وهو الغسلين والزقوم والضريع، قاله ابن عباس، وعنه أيضًا أنه شوك يدخل الحلق فلا ينزل ولا يخرج. وقال الزجاج: أي طعامهم الضريع، كما قال: ﭿ الغاشية: ٦  وهو شوك كالعوسج، وقال مجاهد: هو الزقوم كما قال:      الدخان: ٤٣ - ٤٤  والمعنى واحد، وقال حمران بن أعين: قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم-: المزمل: ١٢ - ١٣  فصعق، وقال خليد بن حسان: أمسى الحسن.. "

مخرجه؟

طالب: ............

لأنه ما يُعرف أن النبي -عليه الصلاة والسلام- صُعق.

طالب: ............

نعم بلا شك لا أصل له.

" وقال خليد بن حسان: أمسى الحسن عندنا صائمًا فأتيته بطعام فعرضت له هذه الآية المزمل: ١٢ - ١٣  فقال: ارفع طعامك، فلما كانت الثانية أتيته بطعام فعرضت له هذه الآية فقال: ارفعوه، ومثله في الثالثة، فانطلق ابنه إلى ثابت البناني ويزيد الضبي ويحيى البكّاء فحدثهم، فجاؤوه فلم يزالوا به حتى شرب شربة من سويق. والغصة الشجا، وهو ما ينشب في الحلق من عظم أو غيره، وجمعها غصص، والغَصص بالفتح مصدر قولك غصصت يا رجل تغص فأنت غاص. "

تغَصُّ.

" غصصت يا رجل تغَصُّ فأنت غاص بالطعام وغصَّان وأغصصته أنا، والمنزل غاص بالقوم أي ممتلئ بهم. "

ومنهم حديث قيام الليل، فلما كان في الليلة الثالثة غص بهم المسجد، يعني امتلأ بهم.

" قوله تعالى: المزمل: ١٤  أي تتحرك وتضطرب بمن عليها، وانتُصب يوم على الظرف أي ينكل بهم ويعذبون يوم ترجف الأرض، وقيل: بنزع الخافض يعني هذه العقوبة في يوم ترجف الأرض والجبال، وقيل: العامل ذرني أي ذرني والمكذبين يوم ترجف الأرض والجبال.     المزمل: ١٤  أي وتكون، والكثيب الرمل المجتمع، قال حسان:

عرفت ديار زينب بالكثيب

 

كخط الوحي في الورق القشيب

والمهيل الذي يمر تحت تحت الأرجل، قال الضحاك والكلبي: المهيل هو الذي إذا وطئته بالقدم زل من تحتها وإذا أخذت.. "

يعني ينهال من تحت القدم كالرمل تجده متماسك في أول الأمر؛ لرطوبته، فإذا وطئته انهال من تحت قدمك.

" وإذا أخذت أسفله انهال، وقال ابن عباس: مهيلاً أي رملاً سائلاً متناثرًا، وأصله مهيول، وهو مفعول من قولك. "

مثل قتيل أصله مقتول.

" من قولك: هلتُ عليه التراب أهيله هيلا إذا صببتُه. "

صببتَه.

" إذا صببتَه، يقال: مهيل ومهيول، ومكيل ومكيول، ومدين ومديون، ومعين ومعيون، قال الشاعر:

قد كان قومك يحسبونك سيدًا

 

وإخال أنك سيد معيون

وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم شكوا إليه الجدوبة فقال: «أتكيلون أم تهيلون؟» قالوا: نهيل قال: «كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه»."

تخريج.

طالب: ............

ما هو؟

طالب: ............

«كيلوا طعامكم يبارك لكم» يعني في البيع والشراء لا في الاستعمال.

طالب: ............

والله يظهر نعم، ما هو برقم عندك؟

طالب: ............

كم؟

طالب: ............

أبا عبد الله، الرابع.

طالب: ............

يعني في البيع والشراء لا في الاستعمال؛ لأن عائشة لما استبطأت الشعير الذي عندها كالته ... في الاستعمال لا جزافًا يباع كيلًا لا جزافًا، أبرك نعم، ودعا النبي -عليه الصلاة والسلام- في مدها وصاعها من هذا الباب.

طالب: ............

يعني أقل.

طالب: ............

فاكتل.

" وأهلت الدقيق لغة في هِلت فهو مهال ومهيل، وإنما حذفت الواو؛ لأن الياء تثقل فيها الضمة، فحذفت فسكنت هي والواو فحذفت الواو لالتقاء الساكنين. قوله تعالى:   المزمل: ١٥  يريد النبي -صلى الله عليه وسلم- أرسله إلى قريش             المزمل: ١٥  وهو موسى   المزمل: ١٦  أي كذب به ولم يؤمن قال مقاتل: ذكر موسى وفرعون؛ لأن أهل مكة ازدروا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- واستخفوا به؛ لأنه ولد فيهم كما أن فرعون ازدرى موسى؛ لأنه رباه ونشأ فيما بينهم، كما قال تعالى: ﯿ الشعراء: ١٨.. "

ومنه ما يدور بين الناس في المثل من عرفك صغيرًا احتقرك كبيرًا، عندما يعرفونه في صغره لو جاءهم غريب وادعى ما ادعى يصدَّق ويهاب، أما من يعرفونه في حال صغره وفي حال بروزه في ظروف بعضها مناسب وبعضها غير مناسب، يعني يزدرونه ويحتقرونه، ومن هذا يهون الأب على أولاده، والعالم بين أهله وجيرانه؛ لأنهم يعرفونه وينظرونه في أوقات وظروف بعضها قد يخرج عن حد الحشمة، فلا يعظم ويقدر مثل البعيد.

طالب: .........

لا، مستخدم مثل استخدام الأصل.

طالب: .........

لا.

" كما قال تعالى: ﯿ الشعراء: ١٨  قال المهدوي: ودخلت الألف واللام في الرسول؛ لتقدم ذكره، ولذلك اختير في أول الكتاب سلام عليكم، وفي آخرها السلام عليكم. "

نعم إذا أعيد النكرة معرفة صار عينه، وإذا أعيد نكرة صار غيره، إعادة النكرة معرفة، يكون الثاني هو الأول، ولكن لو أعيد نكرة صار غيره، فعصى فرعون رسولاً يعني رسولاً آخر، فعصى فرعون الرسول أي الذي تقدم ذكره.

"وبيلاً أي ثقيلاً شديدًا، وضرب وبيل، وعذاب وبيل أي شديد، قاله ابن عباس ومجاهد، ومنه مطر وابل أي شديد، قاله الأخفش، وقال الزجاج: أي ثقيلاً غليظًا، ومنه قيل: للمطر وابل، وقيل مهلكًا، والمعنى عاقبناه عقوبة غليظة قال:

أكلتِ بنيكِ أكلَ الضبِّ حتى

 

وجدتِّ مرارةَ الكلأ الوبيل

واستوبل فلان كذا أي لم يحمد عاقبته، وماء وبيل أي وخيم، غير مريء، وكلأ مستوبل، وطعام وبيل ومستوبل إذا لم يمرئ ولم يستمرأ، قال زهير:

فقضّوا منايا بينهم ثم أصدروا

 

إلى كلأ مستوبَل متوخَّم

وقالت الخنساء:

لقد أُكِلَت بَجِيلةُ يوم لاقت

 

فوارس مالك أكلاً وبيلاً

والوبيل أيضًا العصا الضخمة قال:

لو أصبح في يمنى يديَّ زمامُها

 

وفي كفيَ الأخرى وبيلٌ تحاذره

وكذلك الموبِل بكسر الباء والموبلة أيضًا الحزمة من الحطب، وكذلك الوبيل، قال طرفة:

.........................

 

عقيلةُ شيخٌ كالوبيل يَلَنْدَدِ

قوله تعالى:         المزمل: ١٧ هو توبيخ وتقريع أي كيف تتقون العذاب إن كفرتم، وفيه تقديم وتأخير أي كيف تتقون يوم.."

المزمل: ١٦  ثقيلاً بقوة وحزم «إن الله -جل وعلا- ليملي بالظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» أخذ عزيز مقتدر قوي غالب قادر على ما يريد، ومنه الوبال، وهو النكال والشدة في العقوبة.

" وفيه تقديم وتأخير، أي كيف تتقون يومًا يجعل الولدان شيبًا إن كفرتم؟ وكذا قراءة عبد الله وعطية قال الحسن: أي بأي صلاة تتقون العذاب؟ بأي صوم تتقون العذاب؟ وفيه إضمار أي كيف تتقون عذاب يوم؟ وقال قتادة: والله ما يتقي من كفر بالله ذلك اليوم بشيء. "

لا يجد ما يدفعه، لا يجد ما يجعله وقاية بينه وبينه         المزمل: ١٧  هذا اليوم المهيل الهائل في الأهوال، ولو لم يكن من هوله إلا أنه يجعل الولدان شيبًا، الأمر ليس بالسهل ليس بالهيّن يعني من السهولة أن يشيب الطفل؟ لا، إنما هو من شدة الهول والأهوال التي تقع في ذلك اليوم.

" ويومًا مفعول بتتقون على هذه القراءة وليس بظرف، وإن قُدر الكفر بمعنى الجحود كان اليوم مفعول كفرتم وقال بعض المفسرين: وقف التمام على قوله: كفرتم، والابتداء يومًا يذهب إلى أن اليوم مفعول يجعل، والفعل لله -عز وجل- وكأنه قال يجعل الله الولدان شيبًا في يوم قال ابن الأنباري: وهذا لا يصح؛ لأن اليوم.. "

لا يصلح.

" وهذا لا يصلح؛ لأن اليوم هو الذي يفعل هذا من شدة هوله قال المهدوي: والضمير في يجعل يجوز أن يكون لله -عز وجل-، ويجوز أن يكون لليوم وإذا كان لليوم صلح أن يكون صفة له، ولا يصلح ذلك إذا كان الضمير لله -عز وجل- إلا مع تقدير حذف كأنه قال يومًا يجعل الله الولدان فيه شيبًا قال ابن الأنباري: ومنهم من نصب اليوم بكفرتم. "

يعني إضافة الجعل إلى اليوم إضافة لأدنى ملابسة، فيُنسب الفعل إلى الفاعل الحقيقي وهو الله- جل وعلا-، وينسب أيضًا إلى من تلبس به لهذه المناسبة كما يقال: مات فلان، توفاه الله، توفته رسلنا، الفاعل الحقيقي هو الله -جل وعلا- الله يتوفى الأنفس، وقد يضاف الفعل إلى الملائكة الذين يباشرون التوفي، وقد يضاف الفعل والموت إلى فلان من الناس والله -جل وعلا- هو الذي أماته وهو الذي توفاه   عبس: ٢١  لهذه المناسبة، ومثله المزمل: ١٧ يومًا يجعل اليوم هو الذي يجعل يصح، مثل ما يقال: مات زيد والله -جل وعلا- هو الذي يجعل الولدان شيبًا في ذلك اليوم في ذلك الظرف؛ لأنه هو الفاعل الحقيقي.

" قال ابن الأنباري: ومنهم من نصب اليوم بكفرتم، وهذا قبيح؛ لأن اليوم إذا عُلق بكفرتم احتاج إلى صفة أي كفرتم بيوم، فإن احتج متحج بأن الصفة قد تحذف وينصب ما بعدها احتججنا عليه بقراءة عبد الله: فكيف تتقون يومًا قلت: هذه القراءة ليست متواترة، وإنما جاءت على وجه التفسير، وإذا كان الكفر بمعنى الجحود فيومًا مفعول صريح من غير صفة ولا حذفها أي فكيف تتقون الله وتخشونه إن جحدتم يوم القيامة والجزاء؟ وقرأ أبو السمَّال قعنب: فكيف تتقونِ بكسر النون على الإضافة، والولدان الصبيان، وقال السدي: هم أولاد الزنا، وقيل: أولاد المشركين، والعموم أصح، أي يشيب فيه الصغير من غير كبر، وذلك حين يقال: يا آدم قم فابعث بعث النار، على ما تقدم في أول سورة الحج. "

نسبتهم تسعمائة وتسعة وتسعون من ألف، والناجون واحد من ألف، كيف لا تشيب الولدان والصبيان والأطفال من هول هذا اليوم الذي ما ينجو فيه إلا واحد من ألف؟ مع أن بعض الناس قد يبعثه الغرور والثقة بالنفس أن يقول: هو هو الواحد مع أن من سلف هذه الأمة وأئمتها من أنه لو كانت النسبة العكس لرأى نفسه هو الواحد حتى قال بعضهم: إنه لو قيل له ماذا تتمنى في ذلك اليوم قال: أتمنى أن أكون أن لو كنت شجرة عضدتني أهلي وأحرقوني أو كبشًا ذبحوني فأكلوني هذا منسوب لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهذا من شدة خوفه من الله -جل وعلا-، ومعرفة حقيقة الأمر أن الإنسان مادام روحه في جسده فعليه خطر من أن ينحرف في آخر لحظة ويموت على غير الإسلام، ولا شك أن الفواتح عنوان الخواتم والله -جل وعلا- لا يخيب من رجاه، ولا يضيع عمل من أحسن أو أجر من أحسن عملاً، لكن على الإنسان أن يخشى الله -جل وعلا- ويخاف من سوء العاقبة كما كان واقع سلف الأمة وأئمتها.

" قال القشيري: ثم إن أهل الجنة يغير الله أحوالهم وأوصافهم على ما يريد، وقيل: هذا ضرب مُثل لشدة ذلك اليوم وهو مجاز؛ لأن يوم القيامة لا يكون فيه ولدان، ولكن معناه أن هيبة ذلك اليوم بحال لو كان فيه.. "

يطوف عليهم ولدان كيف لا يكون فيه ولدان نعم هم خدم وليسوا ممن يجازى في ذلك اليوم، والمكلفون يبعثون على سن واحدة ثلاثة وثلاثين التي هي قوة الشبان.

" ولكن معناه أن هيبة ذلك اليوم بحال لو كان فيه هناك صبي لشاب رأسه من الهيبة، ويقال هذا وقت الفزع، وقبل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق، فالله أعلم، قال الزمخشري: وقد مر بي في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب، فأصبح وهو أبيض الرأس واللحية كالثَّغامة فقال: أريت القيامة والجنة والنار في المنام، ورأيت الناس يقادون في السلاسل إلى النار، فمن هول ذلك أصبحت كما ترون ويجوز أن يوصف اليوم بالطول، وأن الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب. قوله تعالى... "

يعني يشيب فيه الولدان من طوله، يعني تمر عليهم مراحل العمر من الطفولة إلى الشيخوخة من طول ذلك اليوم، لكن كونه من هوله وشدائده أبلغ في الزجر.

" قوله تعالى:   المزمل: ١٨  أي متشققة لشدته ومعنى به أي في ذلك اليوم لهوله هذا أحسن ما قيل فيه.. "

والباء عند بعض العرب تستعمل في الظرفية مثل فيه تقول: أين أبوك؟ يقول بالمسجد   المزمل: ١٨  أي بذلك اليوم، وحقيقة الأمر في الظرفية في ذلك اليوم.

" ويقال: مثقلة به إثقالاً يؤدي إلى انفطارها لعظمته عليها وخشيتها من وقوعه كقوله تعالى:   ﰄﰅ الأعراف: ١٨٧  وقيل به أي له أي لذلك اليوم يقال: فعلت كذا بحرمتك ولرحمتك، والباء واللام وفي متقاربة في مثل هذا الموضع قال الله تعالى:         الأنبياء: ٤٧  أي في يوم القيامة وقيل به أي بالأمر أي السماء منفطر بما يجعل الولدان شيبًا وقيل: منفطر بالله أي بأمره. وقال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل منفطرة؛ لأن مجازها السقف تقول: هذا سماء البيت، قال الشاعر:

فلو رفع السماء إليه قومًا

 

لحقنا بالسماء وبالسحاب

وفي التنزيل: ﯚﯛ الأنبياء: ٣٢ ، وقال الفراء.. "

والسقف مذكر، فما كان في معناه فهو مذكر.

" وقال الفراء: السماء يذكر ويؤنث. وقال أبو علي: هو من باب الجراد المنتشر والشجر الأخضر وأعجاز نخل منقعر. وقال أبو علي أيضًا: أي السماء ذات انفطار، كقولهم: امرأة مرضع أي ذات إرضاع، فجرى على طريق النسب.        المزمل: ١٨  أي بالقيامة والحساب والجزاء.   المزمل: ١٨  كائنًا لا شك فيه ولا خلف. وقال مقاتل:        المزمل: ١٨  بأن يظهر دينه على الدين كله.

 قوله تعالى: ﯷﯸ المزمل: ١٩  يريد هذه السورة أو الآيات عظة، وقيل: آيات القرآن؛ إذ هو كالسورة الواحدة.   المزمل: ١٩  أي من أراد أن يؤمن ويتخذ بذلك إلى ربه ﯿ المزمل: ١٩  أي طريقًا إلى رضاه ورحمته فليرغب، فقد أمكن له؛ لأنه أظهر له الحجج والدلائل، ثم قيل: نُسخت بآية السيف، وكذلك قوله تعالى: المدثر: ٥٥   قال الثعلبي: والأشبه أنه غير منسوخ. "

مرد ذلك إلى مشيئة المكلف، يدل على أن الله جعل له الاختيار التابع لمشيئة الله -جل وعلا- واختياره، وليس له الاختيار المطلق الذي إن شاء فعل وإن شاء ترك من غير لوم، لا، فإذا اختار الصراط المستقيم نجا، وإن اختار غيره هلك.

اللهم صل على محمد...

طالب: ...........

سلام على من اتبع الهدى..

طالب: ...........

يدل على أنه يعني في أول الخطاب تقول سلام عليكم، وفي آخره تقول: السلام عليك ورحمة الله..

"