التعليق على تفسير القرطبي - سورة الملك (02)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طالب: ..............

كلهن يجيب عليهن.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-: "قوله تعالى: ﮏﮐ ﮚﮛ الملك: ٥ - ٦ . قوله تعالى: الملك: ٥ جمع مصباح، وهو السراج، وتُسمى الكواكب مصابيح؛ لإضاءتها. الملك: ٥ أي جعلنا شهبها فحذف المضاف دليله الصافات: ١٠."

يعني ما تبعه مصباح، إنما تبعه شهاب ينفصل من المصباح.

طالب: ..............

ينفصل من المصباح، والمصباح ثابت لا يزول ولا يرجم به، ولو زال لما صار زينة للسماء، والقول الثاني على ما سيأتي أنه نفسه المصباح يُرجم به.

"وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يرجم بها، وقيل: إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس الكواكب، ولا يسقط الكوكب نفسه، إنما ينفصل منه شيء يُرجم به من غير أن ينقص ضوؤه ولا صورته، قال أبو علي جوابًا لمن قال كيف تكون زينة وهي رُجوم لا تبقى؟ قال المهدوي.."

ما الفرق بين هذا والذي قبله؟ الذي قبله وعلى هذا فالمصابيح لا تزول ولا يُرجم بها، والثاني إن الضمير راجع إلى المصابيح على أن الرجم من أنفس من أنفس الكواكب، ولا يسقط الكوكب نفسه، إنما ينفصل منه شيء يرجم به، يظهر فرق؟

طالب: ..............

لا، أنا أريد من خلال كلام المؤلف- رحمه الله-.

طالب: ..............

ما يظهر أن فيه فرقًا.

طالب: ..............

القول الأول واضح أنه ينفصل من النجم شهاب من أثره لا من نفسه، والثاني كأنه جزء منه من نفسه ينفصل من الجزء يُرمى به، إنما ينفصل منه شيء يُرجم به.

طالب: ..............

أي نعم من ضوئه الأول من شهاب من ضوئه، والثاني ينفصل جزء منه فيرجم به.

طالب: ..............

هذا الأول.

طالب: ..............

مختلف، لكن ما وجه الاختلاف؟

طالب: ..............

وجه الاختلاف على الأول أنه من ضوئه لا جزء منه، وعلى الثانية جزء منه والمصباح باقٍ غالبه، وجله باقٍ لكن ينفصل منه من جنسه شيء يُرجم به.

طالب: ..............

ما هي؟

طالب: ..............

لا لا لا لا، إلى الشهاب إلى الشهب الشهب من المصابيح، الشهب تنطلق من المصابيح على كل حال الأمر سهل يعني ما..

"قاله أبو علي جوابًا لمن قال: كيف تكون زينة وهي رجوم لا تبقى؟ قال المهدوي: وهذا على أن يكون الاستراق من موضع الكواكب، والتقدير الأول على أن يكون الاستراق من الهواء الذي هو دون موضع الكواكب، قال القشيري: وأمثل من قول أبي علي أن نقول: هي زينة قبل أن يُرجم بها الشياطين. والرجوم جمع رجم، وهو مصدر سُمي به ما يرجم به، قال قتادة: خلق الله تعالى النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها في البر والبحر والأوقات، فمن تأول فيها غير ذلك فقد تكلف ما لا علم له به وتعدى وظلم."

يعني من المنجمين الذين يرون أن لهذه النجوم ولهذه الكواكب أثرًا في الكون الذين يرون أن لها أثرًا في الكون، هؤلاء المنجمون قد تعدوا وظلموا، وإنما النجوم خُلقت لهذه الأشياء الثلاثة فقط.

طالب: ..............

كان قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام- كثيرًا جدًّا؛ لأن هؤلاء الشياطين يتطاولون ويركب بعضهم بعضًا حتى يصلوا إلى عنان السماء ويسترقون السمع فيُرجمون بكثرة؛ لأن تطاولهم كثير، أما بعد بعثته -عليه الصلاة والسلام- فقلّ هذا وندر، وتبعًا لذلك قلة الشهب وإن كان مستمرًّا لكنه لقلته كأنه غير موجود.

"وقال محمد بن كعب: والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء نجم، ولكنهم يتخذون الكهانة سبيلاً، ويتخذون النجوم علة."

يضحكون به على السذج من الناس، ويرون أنهم لديهم خبرة ومعرفة، وأن هذا النجم لفلان، وأن ذاك لفلان، وأن نجمك كذا، وأن.. من أجل ابتزاز أموال الناس، والخسارة الأولى والأخيرة تقع عليهم -نسأل الله العافية- يعني إذا خسر الإنسان شيئًا من الدنيا، الدنيا كلها لا تعدل شيئًا بالنسبة لخسارة الآخرة مع أن من يذهب إلى المنجم أو إلى الكاهن على خطر عظيم، وإذا صدقه- نسأل الله العافية- فقد كفر بما أُنزل على محمد.

" الملك: ٥ أي أعتدنا للشياطين أشد الحريق يقال: سعرت النار فهي مسعورة وسعير مثل مقتولة وقتيل. ﮚﮛ الملك: ٦ قوله تعالى: الملك: ٧ يعني الكفار الملك: ٧ أي صوتًا قال ابن عباس: الشهيق لجهنم عند إلقاء الكفار فيها تشهق إليهم شهقة البغلة للشعير، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف، وقيل: الشهيق من الكفار عند إلقائهم في النار، قاله عطاء، والشهيق في الصدر، والزفير في الحلق."

لكن هذا القول الشهيق من الكفار يرده ظاهر اللفظ الملك: ٧ ما قال: سُمع لهم، إنما قال: الملك: ٧ تشهق فرحًا بهم كما تشهق البغلة إذا رأت الطعام لاسيما إذا كان على اشتياق منها بعد مدة وشدة حاجة.

"وقد مضى في سورة هود: وهي تفور أي تغلي، ومنه قول حسان:

تركتم قدركم لا شيء فيها

 

..........................."

في سورة هود هود: ١٠٦.

طالب: ..............

هود: ١٠٦ ، نسأل الله العافية.

"ومنه قول حسان:

تركتم قدركم لا شيء فيها

 

وقدر القوم حامية تفور

قال مجاهد: تفور بهم كما يفور الحب القليل في الماء الكثير. وقال ابن عباس: تغلي بهم غلي المرجل، وهذا من شدة لهب النار من شدة الغضب كما تقول: فلان يفور غيظًا."

ويبينه الآية التي تليها قوله..

"قوله تعالى: ﮫﮬ الملك: ٨ يعني تتقطع وينفصل بعضها من بعض، قاله سعيد بن جبير، وقال ابن عباس والضحاك وابن زيد: تتفرق من الغيظ من شدة الغيظ على أعداء الله تعالى، وقيل: من الغيظ من الغليان، وأصل تميز تتميز."

يعني قد يقول قائل: من أين لها العقل الذي تتصرف فيه مثل تصرف العقلاء ﮫﮬ الملك: ٨ الذي يتصف بهذا هو العاقل، لكن الله -جل وعلا- قادر على أن يجعل فيها مثل هذا الإدراك ومثل هذا التصرف ومثله القول المنسوب لبعض المخلوقات التي هي في الأصل لا تتكلم فصلت: ١١ فالقدرة الإلهية صالحة لهذا ولما هو أعظم منه.

" الملك: ٨ أي جماعة من الكفار الملك: ٨ على جهة التوبيخ والتقريع الملك: ٨ أي رسول في الدنيا ينذركم هذا اليوم حتى تحذروا. الملك: ٩ أنذرنا وخوفنا. الملك: ٩ أي على ألسنتكم إن أنتم يا معشر الرسل إلا في ضلال كبير، اعترفوا بتكذيب الرسل، ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا وهم في النار."

وعلى هذا فيكون قوله: الملك: ٩ من كلام الكفار، هناك قول يدل على أنه من كلام الملائكة لهؤلاء الكفار إن أنتم أيها الكفار إلا في ضلال كبير.

فقالوا..

ونسق الكلام يدل على هذا.

لا، الثاني؛ لأنه قال: الملك: ٩ لا، يدل على الأول نعم {إن أنتم} هذا من كلام الكفار يقولون للرسل: لو كنا نسمع أو نعقل يدل على الأول، والقول الثاني أنه من كلام الملائكة يقرعون به هؤلاء الكفار، ثم يرد الكفار بقولهم: {لو كنا نسمع أو نعقل}.

"ثم اعترفوا بجهلهم فقالوا وهم في النار: لو كنا نسمع من النذر يعني الرسل ما جاؤوا به أو نعقل عنهم، قال ابن عباس: لو كنا نسمع الهدى أو نعقله أو لو كنا نسمع سماع من يعي ويفكر أو نعقل عقل من يميز وينظر، ودل هذا على أن الكافر لم يُعطَ من العقل شيئًا، وقد مضى في الطور بيانه، والحمد لله."

لأنه لو أعطي من العقل شيئًا لتصرف على مقتضى هذا العقل تصرفًا ينجيه من عذاب الله، ثم إن أعطوا عقولًا يدركون بها مثل ما أُعطي بعض الحيوانات ما تدرك به بعض الأمور، بعض الحيوانات ما أُعطيت عقولًا، إنما أعطيت قوى مدركة تدرك بها ما ينفع وما يضر في أمور دنياها، فتعرف أن الطعام مرغوب ومحتاج إليه، وتعرف أن الذئب مخوف مهروب منه، وتتأثر إذا ذُبحت أختها أمامها وهكذا، ولكنها لم تُعط عقولًا بحيث ترتب عليها شيء مما تعمله مما ينجيها من عذاب لو قُدِّر عليها، لكن هؤلاء الكفار أُعطوا عقولًا، وقد يكون بعضهم عنده شيء من الذكاء، لكن عقل لا ينفع لا قيمة له، وجوده مثل عدمه، وقد أثبت الله لهم علمًا، لكنه علم لا ينفع، فصح نفيّه، لا يعلمون علمًا ينفعهم، إنما يعلمون شيئًا من ظاهر الحياة الدنيا يتعيشون به ويتقوتون به، ولو علموا باطن الحياة الدنيا وحقيقة الحياة الدنيا ما بقوا على كفرهم.

طالب: ..............

لا، العقل المنفي العقل النافع، العقل المنفي هو العقل الذي ينفع، ولذا فلان يسمع ويبصر ويصح نفي السمع والبصر عنه، لماذا؟ لأنه لم ينتفع بهذا السمع كما نفى الله -جل وعلا- السمع والبصر عن الكفار.

" الملك: ١٠ يعني ما كنا من أهل النار وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لقد ندم الفاجر يوم القيامة قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير."

فالفاجر يقصد به الجنس يعني جميعهم ندموا فقالوا..

"فقال الله تعالى: الملك: ١١ أي بتكذيبهم الرسل، والذنب هاهنا بمعنى الجمع؛ لأن فيه معنى الفعل، يقال: خرج عطاء الناس أي أُعطيتهم."

والمفرد المضاف يفيد العموم، فإذا قلت في دعائك: اللهم اغفر لي ذنبي، فهل تريد ذنبًا واحدًا أو جميع الذنوب؟ جميع الذنوب، لماذا؟ لأنه مفرد مضاف يفيد العموم.

فسحقًا..

طالب: ..............

مثل هذه الأمور تحتاج في المعاملة مع الخلق تحتاج إلى شيء من التحري والتثبت، فيُقبل قوله.

" الملك: ١١ أي فبعدًا لهم من رحمة الله، وقال سعيد بن جبير وأبو صالح: هو وادٍ في جهنم يقال له السَّحْق، وقرأ الكسائي وأبو جعفر: فسُحُقًا بضم الحاء، ورويت عن علي، والباقون بإسْكانها، وهما لغتان مثل السُّحُت والرُّعُب، قال الزجاج: وهو منصوب على المصدر أي أسحقهم الله سحقًا أي باعدهم بعدًا، قال امرؤ القيس:

يجول بأطراف البلاد مغرِبًا

 

وتسحقه ريح الصبا كل مسحق

وقال أبو علي: القياس إسحاقًا، فجاء المصدر على الحذف كما قيل:

........................

 

وإن أهلك فذلك كان قدري

أي تقديري وقيل.."

القياس في المصدر أسحق إسحاقًا، فيكون سحقًا اسم مصدر كما في قوله: والله أنبتهم..

طالب: ..............

أنبتكم ﭿ نوح: ١٧ نعم ما قال: إنباتًا، المصدر إنباتًا أنبت إنباتًا ونباتًا اسم مصدر، أسحق إسحاقًا وسحقًا اسم مصدر ﭿ نوح: ١٧.

طالب: ..............

من خرّجه؟

طالب: ..............

نعم تفضل.

"وقيل: إن قوله تعالى: الملك: ٩ من قول خزنة جهنم لأهلها."

يعني مثل ما أشرنا سابقًا.

"قوله تعالى: ﯿ الملك: ١٢ نظيره ق: ٣٣ وقد مضى الكلام فيه."

والخشية في الشهادة تنفع أم ما تنفع؟

طالب: ..............

إذا رأى هو وعاين تنفع أم ما تنفع؟ ما تنفع الإيمان كله بالغيب، الإيمان كله النافع بالغيب البقرة: ٣ أما إذا رأى وعاين هذا فما ينفعه إيمانه يونس: ٩١.

"أي يخافون الله ويخافون عذابه الذي هو بالغيب، وهو عذاب يوم القيامة لهم مغفرة لذنوبهم وأجر كبير وهو الجنة. قوله تعالى: ﭕﭖ الملك: ١٣ اللفظ لفظ الأمر، والمراد به الخبر، يعني إن أخفيتم كلامكم في أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- أو جهرتم به فإنه عليم بذات الصدور يعني بما في القلوب من الخير والشر، قال ابن عباس: نزلت في المشركين كانوا ينالون من النبي -صلى الله عليه وسلم- فيخبره جبريل -عليه السلام- فقال بعضهم لبعض: أسروا قولكم كي لا يسمعَ رب محمد فنزلت ﭕﭖ الملك: ١٣ يعني أسروا قولكم في أمر محمد -صلى الله عليه وسلم- وقيل: في سائر الأقوال أو اجهروا به أعلنوه إنه عليم بذات الصدور، ذات الصدور ما فيها، كما يسمى ولد المرأة وهو جنين ذا بطنها ثم قال: ألا يعلم من خلق، يعني ألا يعلم السر من خلق السر يقول: أنا خلقت السر في القلب، أفلا أكون عالمًا بما في قلوب العباد وقال أهل المعاني: إن شئت جعلت مَن اسمًا.."

ألا يعلم من خلق إما أن يكون المراد السر أو المُسر صاحب السر، فإذا خلقه علم جميع التفاصيل المتعلقة به، ومن ذلك سره وعلانيته.

"وقال أهل المعاني: إن شئت جعلت مَن اسمًا للخالق -جل وعز-، ويكون المعنى ألا يعلم الخالق خلقه، وإن شئت جعلته اسمًا للمخلوق، والمعنى ألا يعلم الله من خلق، ولا بد أن يكون الخالق عالمًا بما خلقه وما يخلقه، قال ابن المسيِّب: بينما رجل واقف بالليل في شجر كثير وقد عصفت الريح فوقع في نفس الرجل: أترى الله يعلم ما يسقط من هذا الورق؟ فنودي من جانب الغيضة بصوت عظيم: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وقال الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني مَن.."

مِن.

"مِن أسماء صفات الذات ما هو.."

يعني من أسماء صفات الله -جل وعلا-.

مِن؟

مِن أسماء.

"مِن أسماء صفات الذات ما هو للعلم، منها العليم ومعناه تعميم جميع المعلومات، ومنها الخبير ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون، ومنها الحكيم ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف، ومنها الشهيد ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر، ومعناه ألا يغيب عنه شيء، ومنها الحافظ ويختص بأنه لا ينسى، ومنها المُحصي ويختص بأن.."

والحفظ أعم من أن يكون في المحسوسات فقط أو في المعنويات فقط.

"ومنها المحصي، ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النور واشتداد الريح وتساقط الأوراق، فيعلم عند ذلك أجزاء الحركات في كل ورقة، وكيف لا يعلم وهو الذي يخلق وقد قال: الملك: ١٤ . قوله تعالى: الملك: ١٥."

قد يقول قائل: إن بعض الخلق لهم صنائع دقيقة ومبهرة، ثم بعد ذلك يُفاجؤون بما لا يحتسبون، ومن هذه الآلات التي صنعوها لا شك أن إحاطة المخلوق فيما خلق لا شيء بالنسبة لإحاطة الخالق بما خلق، وإلا فكم من صانع شيئًا صار سببًا في هلاكه.

"قوله تعالى.."

يعني لعدم علمه بخفاياه.

"قوله تعالى: الملك: ١٥ أي سهلة تستقرون عليها، والذلول المنقاد الذي يذل لك، والمصدر الذل."

وهو بمقابل الصعب الذي لا يذل لمريده لمن يريده لا يذل له، ومن ذلك المركوب منه الصعب ومنه الذلول...

"والمصدر الذل وهو.."

الحادي عشر أو الثاني عشر.

"والمصدر الذل، وهو اللين والانقياد أي لم يجعل الأرض بحيث يمتنع المشي فيها بالحزونة والغلظة قيل: أي ثبتها بالجبال؛ لئلا تزول بأهلها ولو كانت تتكفأ متمائلة لما كانت منقادة لنا."

ولصعب العيش على ظهرها، لكن الله -جل وعلا- ذللها لنا ويسَّرها فاستطعنا أن نعيش فيها.

"وقيل: أشار إلى التمكن من الزرع والغرس وشق العيون والأنهار وحفر الآبار."

والأمر أعم من ذلك.

" الملك: ١٥ هو أمر إباحة، وفيه إظهار الامتنان، وقيل: خبر بلفظ الأمر أي لكي تمشوا في أطرافها ونواحيها وآكامها وجبالها، وقال ابن عباس وقتادة وبَشير بن كعب."

بَشير أم بُشير؟

طالب: ..............

نعم هذا الذي نحفظ، مضبوط عندكم أم..؟

طالب: ..............

نعم أنا أحفظه بُشير لكن..

"وقال ابن عباس وقتادة وبُشير بن كعب: في مناكبها في جبالها، وروي أن بُشير بن كعب كانت له سرية فقال لها: إن أخبرتني ما مناكب الأرض فأنت حرة، فقالت: مناكبها جبالها، فصارت حرة، فأراد."

لكن هل يساعد السياق على هذا التأويل؟ في جبالها فامشوا في جبالها..

طالب: ..............

الملك: ١٥ مناكبها جبالها على هذا الكلام.

طالب: ..............

الملك: ١٥ يعني فامشوا في جبالها، السياق ما يساعد على هذا التأويل.

"فأراد أن يتزوجها فسأل أبا الدرداء فقال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وقال مجاهد: في أطرافها."

لكن لو تزوجها، أعتقها وتزوجها «ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين منهم رجل كانت عنده جارية أدبها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها» له الأجر مرتين، وهنا يقول في الخبر: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك؛ لأنه أعتقها لله، فيُخشى أن يكون زواجه بها رجوعًا في هذا العتق، مع أنه إذا أعتقها وصارت حرة ملكت أمرها، فلا يستطيع أن يتزوجها إلا بمهر كسائر الحرائر.

طالب: ما تكون الريبة -أحسن الله إليك- في العتق؟

طالب: ..............

من هو؟

طالب: ..............

هو سأل أبا الدرداء الجواب ما هو من عنده.

طالب: ..............

والله أنا الذي أعرف أنه له صحبة من صغارهم راجع التقريب..

طالب: ..............

والله أنا ما أدري، هو صحابي صغير من صغارهم أو هو تابعي، راجع التقريب أول شيء انزل إلى آخر درج أول كتاب.

طالب: ..............

أنا ما أدري، أنا ما أجزم حتى نتأكد..

بُشير مصغر ابن كعب بن أبي الحميري العدوي أبو أيوب البصري ثقة مخضرم من الثانية يعني ما رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- وإن عاصره.

طالب: ما تكون الريبة في كلام أبا الدرداء في العتق أنها ما عتقت..

لا، يقول دع ما يريبك يعني لا تتزوجها؛ لأن زواجك بها كأنه فهم منه أنه أراد أن يرجع ولا يستغني عنها.

"وقال مجاهد: في أطرافها، وعنه أيضًا: في طرقها وفجاجها، وقاله السدي والحسن، وقال الكلبي: في جوانبها، ومنكبا الرجل جانباه، وأصل المنكب الجانب، ومنه منكب الرجل والريح النكباء وتنكّب فلان عن فلان يقول: امشوا حيث أردتم، فقد جعلتها لكم ذلولاً لا تمتنع، وحكى قتادة عن أبي الجلد أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ، فللسودان اثنا عشر ألفًا، وللروم ثمانية آلاف، وللفرس ثلاثة آلاف، وللعرب ألف."

ما يحتاج إلى ثبوت بسند صحيح، ولعله متلقى عن بني إسرائيل.

" ﭯﭰ الملك: ١٥ أي مما أحله لكم، قاله الحسن، وقيل: مما أتيته لكم.."

لكم يعني أعطيتكم آتيتكم يعني أعطيتكم إياه..

طالب: ..............

أو أن أنبتّه لكم.

"وقيل: مما آتيته لكم. وإليه النشور: المرجع، وقيل: معناه أن الذي خلق السماء لا تفاوت فيها والأرض ذلولاً قادر على أن ينشركم. قوله تعالى: ﭿ الملك: ١٦ قال ابن عباس: أأمنتم عذاب من في السماء إن عصيتموه. وقيل: تقديره أأمنتم من في السماء قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته، وخص السماء وإن عم ملكه تنبيهًا على أن الإله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الأرض، وقيل: هو إشارة إلى الملائكة، وقيل: إلى جبريل، وهو الملك الموكل بالعذاب."

فيه كلام للمؤلف يأتي التعليق عليه.

"قلت: ويحتمل أن يكون المعنى: أأمنتم خالق من في السماء أن يخسف بكم الأرض كما خسفها بقارون، فإذا هي تمور أي تذهب وتجيء، والمَور: الاضطراب بالذهاب والمجيء، قال الشاعر:

رمين فأقصدن القلوب ولن ترى

 

دمًا مائرًا إلا جرى في الحيازم

جمع حيزوم، وهو وسط الصدر، وإذا خُسف بإنسان دارت به الأرض فهو المَور، وقال المحققون.."

إذا خسف به فإنه يتجلجل فيها يدور ويمور لا يصل إلى قعرها إلى يوم القيامة مثل ما جاء في الخبر، وألغز به أهل العلم فقالوا: كافر لا تأكل جسده الأرض، هذا الذي..

طالب: ..............

لا، إذا خسف به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة، ما تأكله الأرض، لو أكلته الأرض انتهى.

طالب: ..............

لا، أكثر من قصة.

طالب: ..............

سيأتي كلام أشد من هذا.

طالب: ..............

نعم بلا شك، لا لا.

"وقال المحققون: أمنتم من فوق السماء كقوله: التوبة: ٢ أي فوقها لا بالمماسة والتحيز، ولكن بالقهر والتدبير، وقيل: معناه أمنتم من على السماء كقوله تعالى: طه: ٧١ أي عليها، ومعناه أنه مدبرها ومالكها، كما يقال: فلان على العراق والحجاز أي واليها وأميرها، والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة مشيرة إلى العلو، لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند، والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت."

يعني دلالة الآية على العلو بأنواعه لا إشكال فيها، وكلام المؤلف فيه شيء من الغبش؛ لأنهم يثبتون أنواعًا من العلو، وينفون علو الذات، علو القهر والغلبة يثبتونه، لكن علو الذات يترددون فيه، وأن الجهة ممتنعة في حقه مستحيلة، والجهة معلوم أن جهة العلو مُثبتة لله -جل وعلا- دون سائر الجهات بالنصوص القطعية التي تبلغ المئات، كما حقق ذلك أهل العلم كالحافظ الذهبي في كتاب له أسماه العلو للعلي الغفار، ابن القيم أيضًا في النونية ذكر من الأدلة الشيء الكثير، خلافًا للجهمية الذين يرونه لا في جهة، ومنهم من يثبت له نقيض العلو، حتى نقلوا عن بشر المريسي أنه قال: سبحان ربي الأسفل، نسأل الله العافية، سُمع في السجود يقول: سبحان ربي الأسفل، إلحاد، نسأل الله العافية، والنصوص الدالة على علوه -جل وعلا- بجميع ما تحمله الكلمة من أنواع للعلو نصوص قطعية في الكتاب والسنة، لكن هو قال: ووصفه بالعلو قال: والأخبار في هذا الباب كثيرة صحيحة منتشرة مشيرة إلى العلو، لا يدفعه إلا ملحد أو جاهل، مع أنها لأنها متضافرة بهذا اللفظ وبمعناه فهي كثيرة جدًّا، لكن عندهم إشكال في إثبات الجهة لله- جل وعلا- ينفون الجهة، من لازم إثبات العلو ثبوت الجهة، يعني ما ورد نص يدل على الجهة، لكن نصوص العلو من لازمها ثبوت الجهة.

طالب: ..............

يثبتون علو القدر والقهر.

طالب: ..............

أين؟ شف ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود؛ لأنها صفات الأجسام، هنا الخلل في كلامه، ولذلك مثل ما يقولون يقال لهم: الأنظار تتجه إلى جهة العلو، والأيدي ترفع إلى جهة العلو في الدعاء، يقول: لا؛ لأن العلو مثل الكعبة بالنسبة للصلاة جهتها، مع أن هذا مغروز في الفطر حتى الحيوانات.

طالب: ..............

شف الوصف بالتحقيق ليس بشيء ثابت معيّن لفئة أو فرقة أو أشخاص معيّنين، إنما من أراد أن يرجح قولًا يوافق ما يريده دعم قوله بالمحققين، وإلا فما هو بوصف لفئة من الناس أو شخص بعينه أو مجموعة بعينها.

طالب: ..............

نعم، لكن ما معنى فوق عنده؟ ولذلك وضحه قال: ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود؛ لأنها صفات الأجسام يعني يثبتون الشيء وينفونه، هذا يوجد في كلامهم شيئًا من الاضطراب؛ لأنهم إن نفوه فقد نفوا النصوص القطعية، وإن أثبتوه أثبتوا الجهة والتحيز على ما يقولون، ومن لازم ذلك أن يكون الله -جل وعلا- جسمًا تحمله السموات أو تقله أو تظله، هذا كلام لوازم باطلة هذه.

"ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود؛ لأنها صفات الأجسام، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء؛ لأن السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل.."

القدس.

"ومحل القدس ومعدن المطهرين من الملائكة، وإليها ترفع أعمال العباد، وفوقها عرشه وجنته، كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة، ولأنه خلق الأمكنة، وهو غير محتاج.."

شف مادام فوق عرشه، وقد استوى على عرشه وعلا عليه، فما الذي يمنع من إثبات جهة العلو التي أثبتها الله -جل وعلا- لنفسه؟ الإشكال أنهم يوردون أشياء ويلتزمون بلوازمها ثم يؤديهم ذلك إلى نفيها، يثبتون بعض الأشياء ثم إذا أورد عليهم بعض اللوازم التزموا بهذه اللوازم، ثم توصلوا بهذه اللوازم إلى النفي.

"وكان في أزله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان، وهو الآن على ما عليه كان. وقرأ قنبل عن ابن كثير: النشور ومنتم بقلب الهمزة الأول واوًا وتخفيف الثانية، وقرأ الكوفيون والبصريون وأهل الشام سوى أبي عمرو وهشام بالتخفيف في الهمزتين، وخفف الباقون، وقد تقدم جميعه. قوله تعالى."

طالب: ..............

بالتحقيق في الهمزتين أأمنتم، ويقرأ أيضًا بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما من هي قراءته.

طالب: ..............

عندك؟

طالب: ..............

تحفظه..

"قوله تعالى: ﮈﮉ الملك: ١٧ أي حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل، وقيل: ريح فيها حجارة وحصباء وقيل: سحاب فيه حجارة، فستعلمون كيف نذير أي كيف إنذار أي إنذاري، وقيل: النذير بمعنى المنذر يعني محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فستعلمون صدقه وعاقبة تكذيبكم."

وسيأتي ذكر من قرأها بالياء، فستعلمون كيف نذيري مثل نكيري.

"قوله تعالى: الملك: ١٨ يعني كفار الأمم كقوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين وأصحاب الرس وقوم فرعون، فكيف كان نكير أي إنكاري، وقد تقدم، وأثبت ورش الباء."

الياء.

"وأثبت ورش الياء في نذيري ونكيري في الوصل، وأثبتها يعقوب في الحالين، وحذف الباقون اتباعًا للمصحف. قوله تعالى: الملك: ١٩ أي كما ذلّل الأرض للآدمي، ذلل الهواء للطيور، وصافات أي باسطات أجنحتهن في الجو عند طيرانها؛ لأنهن إذا بسطنها صففن قوائمها صفًّا، ويقبضن أي يضربن بها جنوبهن، قال أبو جعفر النحاس: يقال للطائر إذا بسط جناحيه: صافّ، وإذا ضمها فأصابا جنبه قابض؛ لأنه يقبضهما، قال أبو خراش:

يبادر جنح الليل فهو موائل

 

.........................."

لا شك أن الصف والقبض هو للأجنحة لا للرجلين؛ لأنهن إذا بسطنها صففن قوائمها.

طالب: ..............

هو مكتوب نذير أي إنذاري وإنكاري.

طالب: ..............

وقيل: النذير بمعنى المنذر يعني محمدًا -عليه الصلاة والسلام-.

طالب: ..............

لا لا، أعم من ذلك.

"قال أبو خراش:

يبادر جنح الليل فهو موائل

 

يحث الجناح بالتبسط والقبض

وقيل: ويقبضن أجنحتهن بعد بسطها إذا وقفن من الطيران، وهو معطوف على صافات عطف المضارع على اسم الفاعل كما عُطف اسم الفاعل على المضارع في قول الشاعر:

بات يعشيها بعضب باتر

 

يقصد في أسوقها ......

أسْوُقِها.

.........................

 

يقصد في أسْوُقِها وجائر

ما يمسكهن أي ما يمسك الطير في الجو وهي تطير إلا الله -عز وجل-، إنه بكل شيء بصير. قوله تعالى..."

لأن الحركة هي التي تعين على الارتفاع والطيران هي التي تعين عليه، فإذا تركت هذه الحركة بالصف والقبض الأصل أنها تسقط، لكن الله -جل وعلا- يمسكها.

"قوله تعالى: الملك: ٢٠ قال ابن عباس: حزب ومنعة لكم ينصركم من دون الرحمن، فيدفع عنكم ما أراد بكم إن عصيتموه، ولفظ الجند يوحد، ولهذا قال: الملك: ٢٠ وهو استفهام إنكار أي لا جند لكم يدفع عنكم عذاب الله من دون الرحمن أي من سوى الرحمن. الملك: ٢٠ من الشياطين تغرهم بأن لا عذاب ولا حساب. قوله تعالى: الملك: ٢١ أي يعطيكم منافع الدنيا."

ومن صفة الشياطين أو الشيطان أنه غَرور.

"قوله تعالى: الملك: ٢١ أي يعطيكم منافع الدنيا، وقيل: المطر من آلهتكم إن أمسك يعني الله تعالى رزقه، بل لجوا أي تمادوا وأصروا في عتوّ طغيان ونفور عن الحق. قوله تعالى: الملك: ٢٢ ضرب الله مثلاً للمؤمن والكافر مكبًّا أي منكِّسًا رأسه لا ينظر أمامه ولا يمينه ولا شماله، فهو لا يأمن من العثور والانكباب على وجهه كمن يمشي سويًّا معتدلاً ناظرًا ما بين يديه وعن يمينه وعن شماله، قال ابن عباس: هذا في الدنيا، ويجوز أن يريد به الأعمى الذي لا يهتدي إلى الطريق فيعتسِف، فلا يزال ينكب على وجهه، وأنه ليس كالرجل السوي الصحيح البصير الماشي في الطريق المهتدي له، وقال قتادة: هو الكافر أكبّ على معاصي الله في الدنيا، فحشره الله يوم القيامة على وجهه. وقال ابن عباس والكلبي: عنى بالذي يمشي مكبًّا على وجهه أبا جهل، وبالذي يمشي سويًّا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقيل: أبو بكر، وقيل: حمزة، وقيل: عمار بن ياسر، قاله عكرمة، وقيل: هو عامٌّ في الكافر والمؤمن أي أن الكافر لا يدري أعلى حق هو أم على باطل؟ أي أهذا الكافر أهدى أو المسلم الذي يمشي سويًّا معتدلاً يبصر الطريق وهو على صراط مستقيم وهو الإسلام، ويقال: أكب الرجل على وجهه فيما لا يتعدى بالألِف، فإذا تعدّى قيل: كبّه الله لوجهه بغير ألِف."

وهذا هو الصحيح أن السياق عام في الكافر والمؤمن الملك: ٢٢ وهو مثل يُضرب لمن يسلك الصراط المستقيم، ودليله الكتاب والسنة هذا على صراط مستقيم وعلى طريق بيّن واضح، أما من تنكّب عن الوحيين، وأراد الهدى من غيرهما فلا بد أن ينكبّ على وجهه حسًّا ومعنى.

طالب: ..............

اختلاف تنوع وأمثلة هي أمثلة لكن العبرة بالعموم.

"قوله تعالى: الملك: ٢٣ أمر نبيه أن يعرفهم قبح شركهم مع اعترافهم بأن الله خلقهم. ﯾﯿ الملك: ٢٣ يعني القلوب. الملك: ٢٣ أي لا تشكرون هذه النعم، ولا توحدون الله تعالى، تقول: قل ما أفعل كذا أي لا أفعله. قوله تعالى: الملك: ٢٤ أي خلقكم في الأرض، قاله ابن عباس، وقيل: نشركم فيها وفرّقكم على ظهرها، قاله ابن شجرة، وإليه تحشرون حتى يجازي كلًّا بعمله. الملك: ٢٥ أي متى يوم القيامة؟ ومتى هذا العذاب؟ الذي تعدوننا به، وهذا استهزاء منهم، وقد تقدم."

نعم؛ لأنهم ينكرونه، إنما يقولون متى إن كان هنا شيء علمونا عنه وأخبرونا عنه متى وقته، يقولون هذا من باب الاستهزاء، نسأل الله العافية.

"قوله تعالى: الملك: ٢٦ أي قل لهم يا محمد علم وقت قيام الساعة عند الله فلا يعلمه غيره، نظيره طه: ٥٢ الآية. الملك: ٢٦ أي مخوف ومعلم لكم."

فلا يعلم متى قيام الساعة أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل غير الله -جل وعلا- حتى قال الله- جل وعلا-: طه: ١٥ يعني من المبالغة في إخفائها عن غيره قال: أكاد أخفيها يعني كما قال أهل العلم: حتى عن نفسي، من باب المبالغة في إخفائها، فلا يعلم متى تقوم الساعة أحد، وحديث جبريل حينما جاء يعلم النبي -عليه الصلاة والسلام- ويعلم الأمة الدين بأسئلته للنبي -عليه الصلاة والسلام- سأله عن الساعة قال: «ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»، يعني نستوي في جهل وقت قيامها، حينما يقول من يقول إنها في سنة كذا من باب الاستنباط البعيد فيقول: إنها سنة ألف وأربعمائة مثلاً استنباطًا من حديث «إنما مثلكم ومثل من قبلكم...» إلى أن قال: «من صلاة العصر إلى غروب الشمس»، وهذا خمس النهار، وخمس السبعة آلاف ألف وأربعمائة عمر الدنيا، وقال بعضهم: تقوم سنة ألف وأربعمائة وسبعة؛ لأن بغتة في حساب الجُمَّل ألف وأربعمائة وسبعة، كل هذا لا يمكن أن تعارَض به النصوص القطعية التي تدل على أنه لا يعلم ولن يعلم، ولا يمكن أن يُستدل على وقت قيامها بأي دليل؛ لأن الله -جل وعلا- حجب ذلك عن غيره.

طالب: ..............

وأي فرية أعظم من هذه، محمد لا يعرفها -عليه الصلاة والسلام- ولا جبريل يعني من التخبطات والتخرصات التي تُذكر، يعني ألف وأربعمائة، ألف وأربعمائة وسبعة يعني متقاربة مع أنها مردودة، يعني بعض الفلكيين أُجري معه مقابلة فسُئل عن خراب العالم الذي هو قيام الساعة قال: بعد اثنين ونصف تريليون سنة، طيّب اتصل عليه واحد، قناة من القنوات قال: ما رأيك بفلان سماه من الفلكيين قال: هذا شيخ الجميع إمام الفلك قال: قال: إن خراب العلم سنة ألفين واثني عشر بعد سنتين ونصف في وقت المقابلة يعني، ما الفرق بين اثنين ونصف تريليون وبين سنتين ونصف، كل هذا سببه الانقياد وراء مقدمات غير ثابتة وليست شرعية، فالنتائج لا بد أن تكون بهذه الطريقة، لكن لو كانت المقدمات شرعية فلا بد أن تكون النتائج شرعية.

طالب: ..............

لا، أهل الكتاب لهم يد في مثل هذا؛ لأنهم رفضوا اتباع محمد -عليه الصلاة والسلام- وقالوا: كيف نتبع نبيًّا مدة رسالته سبعون سنة، مدة النبوة المحمدية من أولها إلى قيام الساعة سبعون سنة، طيب وما يدريكم؟ قالوا: ألف لام ميم في حساب الجمل سبعون، فأهل الكتاب يستنبطون من مقدماتهم التي يبنون عليها أحكامًا يردون بها الحق، فمن شابههم في ذلك فله نصيب من صنيعهم.

"قوله تعالى: الملك: ٢٧ مصدر بمعنى مزدلفًا أي قريبًا، قاله مجاهد، وقال الحسن: عيانًا، وأكثر المفسرين على أن المعنى: فلما رأوه يعني العذاب وهو عذاب الآخرة، وقال مجاهد: يعني عذاب بدر، وقيل: أي رأوا ما وعدوا من الحشر قريبًا منهم، ودل عليه تحشرون، وقال ابن عباس: لما رأوا عملهم السيئ قريبًا الملك: ٢٧ أي فُعل بها السوء، وقال الزجاج: تبين فيها السوء أي ساءهم ذلك العذاب، وظهر على وجوههم سمة تدل على كفرهم، كقوله تعالى: ﯛﯜ آل عمران: ١٠٦ وقرأ نافع وابن محيصن وابن عامر والكسائي: سئت بإشمام الضم، وكسر الباقون بغير إشمام؛ طلبًا للخفة، ومن ضم لاحظ الأصل."

الذي هو السُّوء، فالسين مضمومة في الأصل فتُضم في الفرع، لكن ضمها بالتحقيق لا يمكن؛ لأن الذي بعدها أصله مكسور، فيحصل الإشمام بين الضم الخالص والكسر.

" الملك: ٢٧ قال الفرّاء: تدعون: تفتعلون من الدعاء، وهو قول أكثر العلماء، أي تتمنون وتسألون، وقال ابن عباس: تكذبون، وتأويله هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل والأحاديث، قاله الزجاج، وقراءة العامة: تدّعون بالتشديد، وتأويله ما ذكرناه، وقرأ قتادة وابن أبي إسحاق والضحاك ويعقوب: تدعون مخففة، قال قتادة: هو قولهم: ص: ١٦ وقال الضحاك: هو قولهم: الأنفال: ٣٢ الآية وقال: أبو العباس تدعون تستعجلون، يقال: دعوت بكذا إذا طلبتُه."

طلبتَه.

"إذا طلبتَه وادعيتُ افتعلت منه قال النحاس: تدّعون وتدْعون بمعنى واحد كما يقال: قدر واقتدر، وعدى واعتدى إلا أن في افتعل معنى شيء بعد شيء، وفعل يقع على القليل والكثير."

نعم؛ لأن زيادة المبنى تدل على الزيادة في المعنى.

"قوله تعالى: الملك: ٢٨ أي قل لهم يا محمد يريد مشركي مكة، وكانوا يتمنون موت محمد -صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى: ﯿ الطور: ٣٠ أرأيتم إن متنا أو رُحمنا فأخّرت آجالنا فمن يجيركم من عذاب الله؟ فلا حاجة بكم إلى التربص بنا، ولا إلى استعجال قيام الساعة، وأسكن الياء في أهلكني ابن مُحيصن والمسيِّب وشيبة والأعمش وحمزة، وفتحها الباقون، وكلهم فتح الياء في ومن معيَ، إلا أهل الكوفة فإنهم سكّنوها، وفتحها حفص كالجماعة. قوله تعالى: ﭵﭶ الملك: ٢٩ قرأ الكسائي بالياء على الخبر."

فسيعلمون.

"ورواه عن علي، والباقون بالتاء على الخطاب، وهو تهديد لهم، ويقال: لم أخّر مفعول آمنا وقدّم مفعول توكلنا؟ فيقال: لوقوع آمنا تعريضًا بالكافرين حين ورد عَقِيب ذكرهم، كأنه قيل: آمنا ولم نكفر كما كفرتم، ثم قال: وعليه توكلنا خصوصًا لم نتكل على ما أنتم متكلون عليه من رجالكم وأموالكم، قاله الزمخشري."

لأن تقديم المعمول يدل على الحصر عليه، توكلنا يعني لا على غيره.

طالب: ..............

من الدعوى من الدعوى.

طالب: ..............

تدعون الدعاوى لرده.

طالب: ..............

أشار إليه في قوله هذا الذي كنتم من أجله تدعون الأباطيل يعني لرده.

طالب: ..............

المعنى واحد.

"قوله تعالى: قل أرأيتم يا معشر قريش إن أصبح ماؤكم غورًا أي غائرًا ذاهبًا في الأرض لا تناله الدلاء، وكان ماؤهم من بئرين بئر زمزم وبئر ميمون. الملك: ٣٠ أي جارٍ، قاله قتادة والضحاك، فلا بد لهم من أن يقولوا: لا يأتينا به إلا الله، فقل لهم: لم تشركون به من لا يقدر على أن يأتيكم؟ يقال: غار الماء يغور غورًا أي نضب، والغور الغائر وصف بالمصدر للمبالغة، كما تقول: رجل عدل ورضا، وقد مضى في سورة الكهف، ومضى القول في المعنى في سورة المؤمنون، والحمد لله، وعن ابن عباس: بماء معين أي ظاهر تراه العيون، فهو مفعول، وقيل: هو من مَعن الماء أي كثر، فهو على هذا فعيل، وعن ابن عباس أيضًا: أن المعنى فمن يأتيكم بماء عذب؟ والله أعلم."

ذُكر لمسيلمة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- بصق في ماء ففار وكثر، فبصق في بئر فغارت.

طالب: ................

الأمر الثاني أنه نُقل عن بعض الجبابرة أنه لما سمع ﭿ الملك: ٣٠ قال: تأتي به الفؤوس والمعاول، فغار ماء عينه، هكذا التطاول على النصوص والاستخفاف والاستهتار بكلام الله وكلام رسوله يؤدي إلى هذه النتائج، الذي سخر من المسواك فيما نقله ابن كثير وغيره، نقلوا عن شخص استاك في دبره- نسأل الله العافية- فأصيب بآلام شديدة في بطنه، وبطنه يزيد انتفاخًا مع الوقت، ثم بعد مدة وضع قطعة من اللحم آذته، وآذت أهله، المقصود أن الاستخفاف بالشرع أمره خطير وشأنه عظيم، والذي سمع أن الملائكة تظل طلاب العلم بأجنحتها وضع المسامير في نعليه ليطأ أجنحة الملائكة- نسأل الله العافية- فخُسف به، فيه قصص كثيرة من هذا النوع ذكرها أهل العلم.

والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الجمعة ما فيه، الجمعة أنا مسافر إن شاء الله.

طالب: ................

لا أصل له.

طالب: ................

إذا دعا لك فقل: جزاك الله خيرًا.

طالب: ................

هذا وقته؟!

طالب: ................

المقصود أن الآن عامنا نحن، هم يسألون عن عامنا نحن، فإذا كان عامنا ما له أصل، فعام النصارى من باب أولى.

طالب: ................

"