شرح مقدمة صحيح مسلم (06)

 

سم.

 

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، قال الإمام مسلم- رحمه الله تعالى-:

حدثنا حسن بن الربيع قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد وحدثنا فضيل عن هشام قال وحدثنا مخلد بن حسين عن هشام عن محمد سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمّن تأخذوا دينكم، حدثنا أبو جعفر محمد الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم إلى فيُنظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عيسى وهو ابن يونس قال حدثنا الأوزاعي عن سليمان بن موسى قال لقيت طاوسًا فقلت حدثَني فلان كيت وكيت قال إن كان مليا فخذ عنه وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارميُّ قال أخبرنا مروان يعني ابن محمد الدمشقي قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال قلت لطاوس إن فلانا حدثني بكذا وكذا قال إن كان صاحبك مليًّا فخذ عنه، وحدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث يقال ليس من أهله، حدثنا محمد بن أبي عمر المكي قال حدثنا سفيان ح وحدثني أبو بكر الخلاد الباهلي واللفظ له قال سمعت سفيان بن عيينة عن مسعر قال سمعت سعد بن إبراهيم يقول لا يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا الثقات وحدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو قال سمعت عبدان بن عثمان يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، قال وحدثنا محمد بن عبد الله قال حدثني العباس بن أبي رزمة قال سمعت عبد الله يقول بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد، وقال محمد سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقانيَّ قال قلت لعبد الله بن المبارك يا أبا عبد الرحمن: الحديث الذي جاء إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك قال فقال عبد الله يا أبا إسحاق عمن هذا؟ قال قلت له هذا من حديث شهاب ابن خراش قال ثقة، قال قلت عمن هذا قال قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة، قال عمن قال قلت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يا أبا إسحاق: إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي ولكن ليس في الصدقة اختلاف، وقال محمد سمعت علي بن شقيق يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول على رؤوس الناس دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف.

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الإسناد هو خصيصة هذه الأمة فلاتزال صلتها بنبيها إلى قيام الساعة بخلاف الأمم السابقة التي لا يوجد ما يصلها بأنبيائها، بل انقطعت صلتها بأنبيائها بالموت، ومما تختص به هذه الأمة ويشهد به الواقع أن الصلة موجودة بين آخر هذه الأمة إلى نبيها -عليه الصلاة والسلام- والأسانيد مازالت موجودة يتداولها أهل العلم إلى يومنا هذا بعد موته -عليه الصلاة والسلام- بأكثر من أربعة عشر قرنًا، والإسناد في عصور الرواية لا شك أنه في غاية الأهمية إذ لا تعرف صحة الأخبار وضعفها إلا بواسطة الأسانيد، فخبر لا إسناد له لا أصل له، كيف يعرف ثبوته من ضعفه بدون إسناد ومن الذي نقل إليك هذا الخبر إذا لم تعرفه وتعرف من حدثه به إلى من قاله، فالعلماء يقررون في قولهم هذا الحديث لا أصل له يعني لا إسناد له يثبت به فالأسانيد في عصور الرواية أهميتها من أهمية السنة فلا خبر يثبت بغير إسناد ولا يمكن تصحيح ولا تضعيف ولا إثبات ولا نفي إلا بمعرفة الأسانيد ودراستها، فما ثبت منها بعد التحقيق والتمحيص والنظر صح وقُبل وما لم يثبت منها بعد ذلك فإنه مردود بعد عصور الرواية استمر طلب الإسناد من أهل العلم وتسامحوا في الشروط التي كانوا يشترطونها في الرواة وفي كيفية التحديث تسامحوا لأن بقاء الإسناد محافظة على خصيصة هذه الأمة لكن الأثر المرتب عليها، بعد انقراض عصور الرواية لم يكن مثل الأثر الذي كان مرتبا عليها في عصور الرواية فالأحاديث قد دُونت في دواوين الإسلام، وصنفت فيها الكتب بالأسانيد، جُمعت السنة بالكتب بأسانيد مؤلفيها إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فمن البخاري إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- أحاديث صحيح البخاري مضبوطة ومتقنة، ومن مسلم إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بالأسانيد المتصلة مضبوطة ومتقنة، وقل مثل هذا في بقية الكتب التي اشترط مؤلفوها الصحة والتي لم يشترط مؤلفوها الصحة تخضع للدراسة، لكن رواية الحديث عن طريق البخاري بعد الإمام البخاري، يعني شخص في آخر الثالث أو في أول الرابع أو في الخامس أو ما بعده ما الذي يستفيده حديث إنما الأعمال بالنيات بروايتنا له بسند متصل منا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو مدوَّن ومضبوط في صحيح البخاري بالأسانيد الصحيحة، حديث في صحيح البخاري نرويه بأسانيدنا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ما الذي يستفيده هذه الأحاديث من الناحية العملية لا فائدة ولذلكم الحرص على الأسانيد في العصور المتأخرة بعد عصور الرواية لا يساوي شيئا بالنسبة إلى عصور الرواية؛ لأن الحرص على الأسانيد ونظافة الأسانيد وصحة الأسانيد وثقة الرواة واتصال الأسانيد في عصور الرواية يترتب عليه الإثبات والنفي التصحيح والتضعيف، لكن بعد أن دونت الأحاديث في الكتب وضبطت الكتب وأتقنت الحاجة إلى الأسانيد ضعفت، يعني ليست الحاجة الداعة إليها كالحاجة الداعية إليها في وقت الرواية، فالحديث الذي في البخاري مصحح ولو لم نروه بأسانيدهم، نعم المحافظة على الأسانيد أمر مهم بالنسبة لطالب العلم فمحافظة على خصيصة هذه الأمة وتقدم في درس الألفية من دروس العام الماضي في نقل الأحاديث من الكتب المعتمدة:

قلت ولابن خير امتناع

 

نقل سوى مرويه إجماع

ابن خير ينقل الإجماع على أنه لا يجوز لك أن تنقل ولا تحتج بحديث ليست لك به رواية ولو كان موجودا في صحيح البخاري، لكن نقل الإجماع على خلاف هذا، على أنه يجوز أن تنقل وتستدل وتستشهد وتعمل بحديث إذا صح سنده ولو لم تكن لك به رواية يجوز هذا وهذا محل اتفاق فيما نقله ابن برهان وغيره خلافا لما ذكره ابن خير الإشبيلي في فهرسته ونقله عنه الحافظ العراقي في ألفيته، نظرا لخفة أثر الإسناد بعد التدوين تساهل العلماء في شروط الرواية فقبلوا الرواية من غير سماع ومن غير عرض بل بالإجازة وبالمناولة وبالوصية وبالإعلام وبالكتابة وبالوِجادة، مشَّوا هذه الأمور وإن كان في بعضها خلاف، لكن ما الأثر المرتب على قبولها وعدمها يعني محافظة معنوية على خصيصة هذه الأمة يعني ليست لها أثر عملي فخفف وسوغوا الرواية عمن لا يمكن قبوله في عصور الرواية، فتجد الأسانيد المتأخرة لو درستها ما ثبتت على ميزان المتقدمين، يشترطون الثقة في الرواة العدالة الملازمة للتقوى والمروءة مع الضبط والحفظ والإتقان، لكن بعد عصور الرواية تروي عن من هب ودب، وروي عن أناس عوام لا يدرون ماذا يقرؤون لمجرد إبقاء السلسة، فمازالت الأسانيد باقية ويحرص عليها طلاب العلم، ومازال من يجيز إلى وقتنا هذا، لكن تضييع الأوقات في طلب الإجازات وهذه قيمتها في عصورنا لا ينبغي لطالب العلم أن يضيع وقته لملاحقة هؤلاء المجيزين، ولا ينبغي أن يحرص على الإجازة إلا من شيخ يشرف بالانتساب إليه، ومع الأسف أن من طلاب العلم ممن يحرص على هذا النوع أعني الإجازات تجده يضيع الأوقات ويسافر إلى الأقطار ويرتكب بعض المحظورات التي لا تتيسر له في بلده طلبا لهذا الإسناد، ولا نشك بأحد ولا نظن بطلاب العلم إلا الخير لكن من ضرورات السفر مشاهدة المنكرات من غير نكير ولو لم يكن فيه إلا هذا، فتجدهم يسافرون إلى الأقطار من أجل إجازة من شخص لا يرتضي ديانته وقد أخذوا إجازات من أناس تركوهم وخرجوا إلى الصلاة وهم في بيوتهم بناء على أنه كبير في السن وعنده سند عالي، وقد أخذوا من أناس لا يوافقونهم في المعتقد كله من أجل الحرص على هذه الإجازة، وأقول أخذك إجازة من شخص واحد أو من شخصين تشرف بالانتساب لهما يعني من أهل العلم أهل التحقيق أهل التجريد للتوحيد لا يشوب توحيدهم شرك يعني تنتسب من أهل الشرعي الأصيل هؤلاء تشرف بالانتساب إليهم، فلا مانع من أخذ الإجازة من مثل هؤلاء أما أن تأخذ الإجازة ممن هب ودب تقول حدثنا فلان أو أخبرنا فلان أو أروي عن فلان وهو شخص إذا بُحث عن سيرته سيرته غير مرضية وهذا موجود على مستوى طلاب العلم المعاصرين، وتجد هذا الطالب من أشد الناس في معاداة إخوانه لأنه أخطأ في شيء أو نُقل عنه شيء لم يثبت عنه ثم إذا أراد مثل هذه الأمور تجاوز كل شيء وتخطاه فمثل هذا لا ينبغي إضاعة الوقت فيه وإن فعله من فعله من طلاب العلم المعاصرين، فوصيتي ألا يضيع الوقت بهذه الأمور وأن يقتصر على من يتشرف طالب العلم بالانتساب إليه ولذلكم لا تجدون الإجازات تشغل بال المحققين من أهل العلم في هذا العصر لا تشغل بالهم بل بعضهم لا إجازة عنده ومشت أموره واقتدت به الأمة واقترن علمه بالعمل وله أثر كبير في التعليم وفي الدعوة وفي الإنكار على مستوى العالم ومحل ثقة من الأمة بأكملها، وتجد بعض الناس من الشباب الذين لم يتجاوز الثلاثين عنده ثلاثين إجازة أكثر من عمره عمن هب ودب، فالبيوت إنما تؤتى من أبوابها، والعلم إنما يؤخذ من أهله، وهذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك كما قال، قال المؤلف- رحمه الله تعالى- حدثنا حسن بن الربيع قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد يعني ابن سيرين وحدثنا فُضيل عن هشام القائل مسلم أو حسن؟ القائل هو حسن، وحدثنا فضيل عن هشام قال- يعني حسن- وحدثنا مخلد بن حُسين عن هشام عن محمد بن سيرين الإمام العلم المشهور قال إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم حاصله أن الحديث إن هذا العلم يعني علم الحديث الأساس الثاني للدين بعد القرآن، فانظروا عمن تأخذون دينكم يعني لا يؤخذ الدين إلا ممن وثق عليه، إن هذا العلم دين فانظر عمن تأخذ دينك، وهذا الأثر عن ابن سيرين أخرجه ابن عدي في الكامل مرفوعا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن  أنس وفي إسناده خليد بن دعلج وهو ضعيف كما في التقريب وغيره، ونسبه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في ضعيف الجامع إلى الحاكم عن أنس والسجزي عن أبي هريرة وضعفه والصواب أنه مقطوع كما هنا ما معنى مقطوع؟ المقطوع ما يضاف إلى التابعي كما أن الموقوف ما يضاف إلى الصحابي والمرفوع ما يضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- والصواب أنه مقطوع كما هنا يعني مضاف إلى التابعي.

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

نعم تميز بأن مسلم ما يأخذ عن فضيل مباشرة ولا عن مخلد بن حسين إلا بواسطة حسن، قال رحمه الله حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول صحفه بعضهم فقال واصل الأحدب، يعني سمعه وبعض الناس في سمعه تشويش لا يسمع الشيء بدقة فلقرب المخارج وكون الكلام على وزن صرفي واحد يناسب ما صحف به يسهل التصحيف، فبدلا من  أن يقول عن عاصم الأحول قال واصل الأحدب، وذكر الدارقطني أن هذا من تصحيف السمع لا من تصحيف البصر، البصر فيه فرق في الكتاب بين واصل وعاصم وبين الأحول والأحدب؛ لأنه لا يشتبه من حيث الكتابة وإنما أخطأ فيه سمع من رواه وأما تصحيف البصر تصحيف الفهم أيضا كثير، وهناك فرق بين التصحيف والتحريف معروف في كتب المصطلح يأتي- إن شاء الله تعالى- في درس الألفية قال الحافظ العراقي:

وواصل بعاصم والأحدب

 

بأحول تصحيف سامع لقبوا

عن عاصم الأحول عن ابن سيرين قال لم يكونوا- يعني الصحابة والتابعين- لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة الصادقين فيؤخذ حديثهم أهل السنة الذين هم أهل الحديث فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع أهل الأهواء أهل المحدثات فلا يؤخذ حديثهم، فالسنة أهلها المعروفون بها العاملون بها الذين لا يخالفونها، أما أهل البدع المخالفون للسنة فليسوا بأهل إلى أن يُحمل عنهم هذا الدين فلما وقعت الفتنة والمراد بها قتل عثمان- رضي الله عنه- وخروج الخوارج على علي- رضي الله عن الجميع- أعني عثمان وعليا وسائر الصحابة أجمعين وحاصل هذا أن ضرورة الإسناد في الحديث اشتدت بعد وقوع الفتنة وشيوع الكذب وانشعاب أهل البدعة والدعوة إلى بدعهم وإلا فالسلف من الصحابة والتابعين يقبلون المرسل ولا يسألون عن الإسناد، كانوا في أول الأمر لا يسألون عن الإسناد لأن الناس كلهم على الجادة في أول الأمر لكن لما وقعت الفتنة ووقع الانتصار للأشخاص على حساب الدين وعلى حساب العلم اهتم العلماء بالإسناد لأنه قبل قبل هذه الفتنة لا داعي لهذا الاهتمام؛ لأن الناس كلهم على الجادة فلما، وقعت الفتنة وُجد الداعي للتشديد في قبول الأسانيد انبرى لذلك العلماء المحققون قال- رحمه الله- حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي الإمام المعروف بابن راهويه، قال: أخبرنا عيسى إسحاق لا يكاد يروي إلا بأخبرنا لا يكاد يقول حدثنا وإنما يروي بأخبرنا باستمرار ويفسر به المهمل إذا وجدت هذه الصيغة، فلو قال مسلم حدثنا إسحاق قال أخبرنا عيسى عرفنا أنه فيما يغلب على الظن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ولو قال مسلم حدثنا إسحاق قال حدثنا عيسى بحثنا عن إسحاق آخر غير ابن راهويه؛ لأنه لا يكاد يحدث إلا بالإخبار وضبطنا في صحيح مسلم في أثنائه عن  إسحاق بن راهويه- رحمه الله تعالى- قال حدثنا مع أن هذا يكون في بعض النسخ دون بعض، والمقرر عنه والمعروف عنه أنه لا يروي إلا بصيغة الإخبار، قال حدثنا عيسى وهو ابن يونس، حدثنا عيسى بن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي عيسى بن يونس، ما قال حدثنا بن يونس لأن إسحاق قال حدثنا عيسى فقط فأراد مسلم أن يميزه عن غيره فقال هو ابن يونس، وإذا روى المحدث عن شيخه اسمًا مهملا يعني غير منسوب وأراد توضيحه لمن يقرأ في كتابه فلا يقول حدثنا فلان بن فلان لأنه يقول شيخه ما لم يقله يعني ما قال إسحاق عيسى بن يونس وإنما قال عيسى ولما أراد إيضاحه قال وهو ابن يونس، وأحيانا يقال يعني ابن يونس فهو يؤتى بها في هذه الحالة ويعني كذلك قال حدثنا الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو الإمام المعروف صاحب المذهب المتبوع الذي انقرض انقرض بعد قرن أو قرنين من وفاته المقصود أنه كان متبوعا كالأئمة الأربعة وسفيان لكنها مذاهب انقرضت وكُتب القبول والبقاء للمذاهب الأربعة، عن سليمان بن موسى قال لقيت طاوسًا وهو ابن كيسان الإمام المعروف، فقلت حدثني فلان كيت وكيت يقول النووي قوله كيت وكيت هما بفتح التاء وكسرها لغتان نقلهما الجوهري في صحاحه عن أبي عبيدة وهي كيت وكيت كناية عن الأمر يعني نحو كذا وكذا، قال إن كان صاحبك قال طاوس إن كان صاحبك مليا فخذ عنه يعني إن كان ثقة ضابطا متقنا يوثق بدينه ومعرفته ويعتمد عليه كما يعتمد على الملي في معاملته فخذ عنه «من أحيل على ملي فليحتل» يعني فليقبل الحوالة، وأنت إذا أحلت في العلم على ملي فاقبل وخذ عنه لكن إن أحلت على غير ملي يعني لا تأخذ ولا تقبل، وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي الإمام صاحب السنن المعروف والمسند الذي ذكره الخطيب في ترجمته وأما المشهور والمتداول فهو سنن لأنه مرتب على الأبواب، وانتُقد ابن الصلاح في عد الدارمي مسندا، لكن لعله يقصد ما ذكره الخطيب في ترجمته من أن له مسند غير السنن وأما المشهور والمتداول فهو سنن وليس بمسند إلا على المعنى الأعم للمسند وهو الكتاب الذي تروى فيه الأحاديث بالأسانيد لكن عده لا يقصد به هذا وإنما يقصد به الكتاب المرتب على أسماء الصحابة ولذا يقول الحافظ العراقي:

ودونها في رتبة ما جعلا

 

على المسانيد فيدعى الجفلا

كمسند الطيالسي وأحمدا

 

وعده للدارمي انتُقدا

يعني عد ابن الصلاح للدارمي في المسانيد انتُقد لأنه سنن اللهم إلا إن كان يريد ما ذكره الخطيب في ترجمته فلا يدرى عن واقعه ولعله مرتب على المسانيد، قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال أخبرنا مروان يعني ابن محمد مثل ما سبق يعني لأن الدارمي قال أخبرنا مروان وسكت ومسلم يريد أن يوضحه للقارئ ولا يستجيز لنفسه أني قول مروان بن محمد مباشرة لئلا يظن أن الدارمي قال له أخبرنا مروان بن محمد، ولذلكم لا تجدون يعني وهو في شيوخ مسلم شيوخ مسلم الذين يحدث عنهم ينسبهم كيفما شاء وأمس بالأمس في درس الأمس نسب شيخه إلى سادس جد له أن يتحدث عن شيخه بما شاء ويقول عن نفسه ما شاء لكن يقول عن غيره لا، ولذا قال: أخبرنا مروان يعني ابن محمد الدمشقي قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال قلت لطاوس إن فلانا حدثني بكذا وكذا قال إن كان صاحبك مليا فخذ عنه وهذا طريق للخبر السابق، قال- رحمه الله- حدثنا نصر بن علي الجهضمي ويروي مسلم أيضا عن علي بن نصر وقد يقلب هذا ويجعل هذا مكان هذا والعكس ومثلنا به للمقلوب في درس الألفية، قال- رحمه الله- حدثنا نصر بن علي الجهضمي نصر كذا تنطق بالصاد وبدون (ال) بخلاف النضر بالضاد فإنها تنطق بـ(ال) نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا الأصمعي الأديب اللغوي المشهور عبد الملك بن قُريب الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه ابن أبي الزناد ما اسمه؟ أبو الزناد ما اسمه؟.

طالب: ..............

عبد الله بن... وابنه..

طالب: ..............

عبد الرحمن، عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون يعني في دينه وفي معاملاته ما يؤخذ عنهم الحديث يقال لكل واحد منهم ليس من أهله يعني أنه لا يوجد فيهم شرائط الأخذ وإن كان كل واحد يؤتمن على الأموال وأمين في معاملاته وتبرأ الذمة بتزويجه إذا خطب لأن الشرط متوافر فيه مأمون في دينه لكنه ليس من أهل هذا الشأن، ليس من أهل الحديث، قال ابن أبي أويس سمعت خالي مالكًا يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم لقد أدركت سبعين ممن يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند هذه الأساطين جمع أسطوانة وهي العمد التي يقوم عليها المسجد النبوي، أدركت سبعين ممن يقول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند هذه الأساطين فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو اؤتمن على بيت مال لكان به أمينا لماذا؟ لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، وقدم علينا ابن شهاب فكنا نزدحم عند بابه الدين والأمانة شيء وهي جزء مما يطلب في الرواية، يعني الرواية يطلب لها أمران: الدين والأمانة بمعنى العدالة، ويطلب أيضا الحفظ والضبط والإتقان، ومجموع الأمرين العدالة والضبط والثقة مجموع الأمرين يساوي يعني العدالة مع الضبط العدالة زائد الضبط يساوي الثقة، الثقة عبارة عمن توافر فيه الأمران العدالة والضبط، قال حدثنا محمد بن أبي عمر المكي قال حدثنا سفيان ح وحدثني أبو بكر بن خلاد سفيان هذا يعني فسر في الطريق الثاني ولو لم يفسر ولماذا لم يقل مسلم- رحمه الله تعالى- حدثنا سفيان هو ابن عيينة لم يقل هو ابن عيينة ولا يعني ابن عيينة لأنه سوف يرد في الطريق الثاني، ولو افترضنا أنه لم يرد تعيينه وتبيينه في الطريق الثاني فالقاعدة الأغلبية لا أقول كلية أنه إذا كان بين صاحب الكتاب من الستة وبين سفيان واحد أنه ابن عيينة، وإذا كان بينهما اثنان فالذي يغلب على الظن أنه الثوري؛ لأن الثوري أقدم من ابن عيينة، ح وحدثني هذه حاء التحويل التي يكثر منها الإمام مسلم فقد يذكرها في حديث واحد خمس مرات، ويحول من إسناد إلى إسناد ليختصر الأسانيد ويجمع الأسانيد على المدار، قال سمعت سفيان بن عيينة عن مسعر وهو ابن كدام قال سمعت سعد بن إبراهيم يقول لا يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا الثقات، لا يحدث ضم الفعل يقتضي أن تكون لا نافية أو ناهية؟ نافية ولو كانت ناهية لجزمت، لقال لا يحدثْ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا الثقات، والمقصود بالنفي هنا النهي وهو أبلغ من النهي الصريح، قال أبو عاصم النبيل ما رأيت الصالح يكذب في شيء أكثر من الحديث هذا الكلام في عرفنا قوي جدا كيف يقال صالح وهو يكذب في الحديث؟ لكنهم يطلقون الكذب على الخطأ، يعني مخالفة الكلام للواقع ولو لم يكن عن عمد، والسبب في ذلك أنه إذا رأيت الصالح وقد غلب عليه الزهد والعبادة غلب على هؤلاء الصالحين الزهد والعبادة حتى جعلهم ينشغلون عن الحفظ والتمييز، وكثيرا ما يقولون أخذته غفلة الصالحين مع أن الغفلة ليست ملازمة للصالحين وإنما هي لبعض الصالحين الذين لا يستوعبون الجمع بين العمل والعمل، وأما صالحوا هذه الأمة وأئمتها هم على رأس قائمة الصالحين، خيار الأمة وأئمتها على رأس القائمة من الصالحين، إذا قلنا غفلة الصالحين وقلنا إن الغفلة ملازمة للصالحين معناه أن أهل الحفظ والضبط والإتقان ليسوا بصالحين لكن هم السادة سادة الصالحين وبدءًا من الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى كبار صحابته وبقية الصحابة والتابعين هم أهل العلم وهم أهل الحفظ والضبط والإتقان وهم أهل العبادة والزهد والورع، لكن مرادهم بالصالحين الذين انصرفوا إلى العمل حتى عرفوا به ولم يعرفوا بالعلم وحدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل مرو مرو مدينة عظيمة بخراسان ولعلها هي التي تسمى الآن ماذا؟ طهران من أهل مرو قال سمعت عبدان بن عثمان عبدان بن عثمان اسمه، عبدان لقب عبد الله اسمه عبد الله بن عثمان المروزي العتكي يقول سمعت عبد الله بن المبارك الإمام الذي ضرب بكثير من أبواب الدين بسهم وافر، ضرب بسهم وافر في كثير من أبواب الدين، فتجده في العلم، تجده في العبادة، في البذل، في الجهاد، في الجود والكرم، في كثير من أبواب الدين ظهر أو ضرب بسهم وافر، واجتمع له من خصال الخير ما هو نادر بالنسبة لغيره، يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول الإسناد من الدين من هذه تبعيضية يعني أنه جزء من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء فالغفلة عن الإسناد غفلة عن الدين، والحد الفاصل هو الإسناد، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء من الزيادة والنقصان في الدين وبيَّن لقال من شاء ما شاء لولا الإسناد الذي يُلزَم به الشخص لقال من شاء وافترى ما شاء وزاد ونقص إذا لم يطالَب بالإسناد ومثل هذا لو لم يطالَب بعض الناس بالمصدر الذي نقل منه لتقول على الناس لكن مطالبته بالمصدر الذي نقل منه نظير مطالبة المحدث بالإسناد، الإسناد بهذه الأهمية من الدين طالب العلم في العصور المتأخرة في وقتنا الآن إذا كانت حافظته لا تسعفه لحفظ المتون والأسانيد وأراد أن يحفظ المتون المجردة عن الأسانيد ويتفقه فيها أو يقول أنا أراحني أهل العلم وبينوا الصحيح من الضعيف ولا يحتاج أن أتعب في حفظ الأسانيد ومعاناة الأسانيد وهذا يحتاج إلى وقت وبدلا من أدرس إسناد أحفظ عشرة أحاديث وأفهم عشرة أحاديث وأستنبط من عشرة أحاديث، والإسناد مادام الحديث في البخاري لماذا أبحث عن إسناده؟ ولماذا أخرج الحديث؟ هذا يوصي به بعض الكبار الآن يقول إن الاشتغال بمثل هذا اشتغال بما نفعه أقل بالنسبة للتفقه والاستنباط الذي هو الثمرة من دراسة الحديث ودراية الحديث، يعني هذا الإسناد رغم أهميته عند أهل العلم بعض العلماء يزهد فيه، لكن لا يليق بطالب علم ألا يحفظ أسانيد لاسيما السلاسل المشهورة التي يروى بها قدر كبير من الأحاديث، فليكون طالب علم وأهل العلم المتأخرين في القرون الثامن والتاسع تجدهم يحلون كلامهم بالأسانيد، فتجده يذكر أقوال ويذكر أحاديث رواه ابن عباس رواه أنس كذا ثم بعد ذلك بين صفحتين وثلاث يذكر بإسناده خبرا منه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فيحلي به الكلام فمثل هذا مطلوب من طالب العلم أن يحفظ بعض الأسانيد التي يرد بها أو يروى بها أخبار كثيرة، وتحفة الأشراف تعينه على هذا فبمجرد أن يرى إسناد وتحته عشرات الأحاديث يحرص عليه لأن مثل حفظ هذا السند يريحه من حفظ عشرات الأسانيد فلا ينبغي أن يكون طالب العلم غفلا من هذا الباب بالكلية ولا ينبغي أن تكون همته مصروفة إلى حفظ الأسانيد بحيث يغفل عن دراسة هذه الأحاديث والاستنباط من هذه الأحاديث لاسيما إذا كانت حافظته لا تسعفه في هذا الباب، وقال محمد بن عبد الله من محمد بن عبد الله؟ بن قهزاذ الذي مر ذكره، حدثني العباس بن أبي رِزمة هنا يقول حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ، ثم قال وقال محمد بن عبد الله هل هذا متصل أو منقطع؟ معلق أو موصول؟ هو شيخه لقيه وحدث عنه الحديث السابق عنه ثم قال وقال حدثنا محمد بن عبد الله يعني نظير حديث هشام بن عمار في البخاري في المعازف الذي قال عنه الحافظ العراقي:

 

.........................................

 

 أما الذي لشيخه عزا قال فكذي

عنعنة كخبر المعازف

 

 لا تصغ لابن حزم المخالف

يعني حكمه الوصل مثل العنعنة إذا سلم الراوي من التدليس وثبت عنه لقاؤه له ثبت اتصال الخبر، ومنهم من يقول إنه معلق ولم يسمعه منه مباشرة إذ لو سمعه منه مباشرة لصرّح بالتحديث كما صرح في المواضع الأخرى، والذي يرجحه الحافظ العراقي وقبله ابن الصلاح وجمع من أهل العلم أنه متصل حكمه حكم العنعنة، وقال محمد بن عبد الله حدثني العباس بن أبي رزمة العباس بن أبي رزمة يقول الشارح ثم إنه وقع في بعض الأصول العباس بن زرمة وفي بعضها العباس بن أبي رزمة وكلاهما مشكِل، ولم يذكر البخاري في تاريخه وجماعة من أصحاب كتب أسماء الرجال العباس بن رزمة ولا العباس بن أبي رزمة وإنما ذكروا عبد العزيز بن أبي رزمة أبا محمد المروزي سمع عبد الله بن المبارك ومات سنة ست ومائتين، واسم أبي رزمة غزوان، والحافظ ابن حجر نقل هذا الكلام الذي ذكره النووي في التهذيب ولم يزد عليه، وترجمت ابن أبي رزمة هذا عبد العزيز في التاريخ الكبير والجرح والتعديل والثقات وغيرها من كتب الرجال فوهم في اسم شيخه أو يكون الوهم الاحتمال أن يكون من مسلم أيضا، قال سمعت عبد الله يعني ابن المبارك يقول وبيننا وبين القوم القوائم يعني الأسانيد بيننا وبين القوم القوائم يعني الإسناد شبه الإسناد الذي يقوم عليه الحديث ويثبت به الحديث بقوائم الحيوان، فكما أن الحيوان لا يقوم بغير قوائم فكذلك الحديث لا يقوم بغير إسناد، وقال محمد سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن عيسى الطالقاني قال قلت لعبد الله بن المبارك ومحمد هو محمد بن عبد الله بن قهزاذ الذي سبقت الإشارة إليه قال قلت لعبد الله بن المبارك يا أبا عبد الرحمن: الذي جاء إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك وهذا الحديث نسبه بعضهم للدارقطني مع أنه بعد البحث المستعجل لم أقف عليه في الدارقطني.

طالب: ..............

كيف؟

طالب: ..............

نُسب في بعض المصادر المتأخرة للدارقطني ممن نسبه صاحب الفقه الإسلامي نسبه للدارقطني يا أبا عبد الرحمن الحديث الذي جاء إن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك وتصوم لهما مع صومك قال فقال عبد الله يا أبا إسحاق عمن هذا؟ يعني الطالقاني عمن هذا؟ قلت له هذا من حديث شهاب بن خراش قال ثقة عن من؟ يعن لكن عمن يرويه؟ قال قلت عن الحجاج بن دينار قال ثقة لكن عن من يرويه الحجاج؟ قال قلت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحجاج بن دينار من تابعي التابعين فالحديث على هذا معضل سقط من إسناده اثنان فأكثر، الله أعلم بالعدد لكن المتحقق أنهما اثنان، قال يا أبا إسحاق إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مفاوز مسافات بعيدة تنقطع فيها أعناق المطي فالحديث على هذا ليس بحجة ولكن ليس في الصدقة اختلاف تصلي لأبويك تصوم لأبويك لا لكن الصدقة ليس فيها اختلاف، يعني الصدقة عن الوالدين لا شك أن ثوابها واصل وقد جاءت الأحاديث بخصوصها، الصدقة ليس فيها اختلاف، في شرح السنوسي مكمل إكمال الإكمال يقول: وقع في كثير من الأصول إثر قول ابن المبارك ليس في الصدقة اختلاف ترجمة نصها: "باب الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الآثار وقول الأئمة في ذلك" ولذا وقال سمعته وقال محمد سمعت علي بن شقيق يقول قال ابن المبارك إلى آخره يقول على رؤوس الناس دعوا حديث عمرو بن ثابت فإنه كان يسب السلف هذا من الكلام في الرواة الذي يأتي في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.

طالب: ..............

الترجمة: "باب الكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الآثار" عندك الترجمة تجدها في الصفحة التي تليها على رأس الصفحة، علما بأن الإمام مسلم لم يترجم كتابه ليس فيه تراجم إذا مر بنا تراجم مذكورة في الشرح لكن لا وجود لها في الأصل، باب أن بيان الإسناد من الدين هذا من النووي، والشراح ترجموا ووضعوا تراجم لأحاديث مسلم لكن الأصل أن صحيح مسلم مجرد عن التراجم؛ ولذا رجح بكونه ليس فيه بعد المقدمة إلا الحديث السرد، على أن القاضي عياض يقول إنه وقف على نسخة عتيقة أصلية مترجمة مع أن أهل العلم يكادون يتفقون على أن صحيح مسلم مجرد عن التراجم بخلاف صحيح البخاري وغيره من كتب السنة.

اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك...