التعليق على تفسير القرطبي - سورة الإنسان (03)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، قال الإمام القرطبي -رحمه الله تعالى-:

قوله تعالى: الإنسان: ١٤  أي ظل الأشجار في الجنة قريبة من الأبرار، فهي مظلة عليهم زيادة في نعيمهم، وإن كان لا شمس ولا قمر ثَم، كما أن أمشاطهم الذهب والفضة، وإن كان لا وسخ ولا شعث ثَم، ويقال: إن ارتفاع الأشجار في الجنة مقدار مائة عام، فإذا اشتهى ولي الله ثمرتها دانت حتى يتناولها. "

دانت يعني تدانت، يعني تقاربت، وهو بمعنى دنت، وهو أصله من الدين وهو التذلل للشيء، والدِّين كذلك الطاعة والانقياد، المادة واحدة.

" وانتصبت دانية على الحال عطفًا على متكئين، كما تقول: في الدار عبد الله متكئًا ومرسلة عليه الحجال، وقيل: انتصبت نعتًا للجنة أي وجزاهم جنة دانية، فهي صفة لموصوف محذوف، وقيل: على موضع الإنسان: ١٣ ، ويرون دانية، وقيل.. "

على موضعها لا على لفظها؛ لأن يرون الأولى منفية، والثانية مثبتة، فاللفظ مختلف.

" وقيل: على المدح أي دنت دانية، قاله الفراء، ظلالها الظلال مرفوعة بدانية، ولو قرئ برفع دانية. "

يعني اسم فاعل دانية فاعلة يعمل عمل فعله، فيرفع الفاعل، وينصب المفعول.

" ولو قُرِئ برفع دانية على أن تكون الظلال مبتدأً، ودانية الخبر لجاز، وتكون الجملة في موضع الحال من الهاء والميم في وجزاهم، وقد قُرئ بذلك، وفي قراءة عبد الله: ودانيًا عليهم بتقدم الفعل، وفي حرف أبيّ ودان رفع على الاستئناف. "

دانيًا عليهم الظلال كما هو معروف، واحده الظل، وهو مذكر، والأصل أن يقال: دانٍ عليهم أو دانيًا عليهم، لكن مادام تذكيره ليس بحقيقي، وفصل بينه وبين فعله، جاز التذكير والتأنيث.

" الإنسان: ١٤  أي سخرت لهم الإنسان: ١٤  أي ثمارها الإنسان: ١٤  أي تسخيرًا، فيتناولها القائم والقاعد والمضطجع لا يَرُدّ أيديهم عنها بعد ولا شوك، قاله قتادة، وقال مجاهد: إن قام أحد ارتفعت له، وإن جلس تدلت عليه، وإن اضطجع دنت منه فأكل منها، وعنه أيضًا. "

ومع ذلك لا يُمنع من شيء منها بخلاف ما يتنعم به الإنسان في الدنيا ويتلذذ به، إن تلذذ به بوجوده مُنع منه حكمًا كأنه غير موجود، كم من شخص يملك الأموال، ويملك المزارع والبساتين، ويُمنع من الطعام، ويوجد في بلدنا من الأغنياء الكبار من طعامهم لا يقبله أقل الناس مستوى، ممنوعون، هذا شخص يملك المليارات- نسأل الله العافية-، ومع ذلك ممنوع من كل شيء إلا بلغة يسيرة جدًّا لا يُتلذذ بأكلها، فإذا كان الأمر كذلك، فكل شيء موجود في الجنة إن قمت ارتفعت، وإن جلست هبطت، وإن اضطجعت تناولتها، ولا تُمنع من شيء، وتأكل حتى تطيب، يعني فكيف نتعلق بهذه الفانية التي طبعها الكدر والنكد، ونغفل عن الدار الباقية الذي هذا شيء من أوصافها، ولو لم يكن فيها من النعيم إلا لذة النظر إلى وجهه -جل وعلا-؟

" وعنه أيضًا: أرض الجنة من وَرِق.. "

يعني من ذهب.

" وترابها الزعفران، وطيبها مسك أذفر، وأصول شجرها ذهب وورِق، وأفنانها اللؤلؤ والزبرجد والياقوت، والثمر تحت ذلك كله. "

وإذا كان هذا باديًا ظاهرًا للعيان، التراب زعفران، والطيب مسك أذفر، وهكذا كل ما ذُكر في هذا وفي غيره من النصوص، فكيف يكون كنزها؟ والكنز معروف أنه الذي يُدخر أفضل من غيره لو كان غيره أفضل منه ما جُعل مخبئًا عن أعين الناس كنزها، لا شك أنه أعظم من ذلك كله، ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة.

طالب: ............

نعم، منوع هذا وهذا، وجنتان من ذهب، وجنتان من فضة، يعني موجود هذا وهذا، ولبنة من ذهب ولبنة من فضة، لكن الكلام على الغالب.

طالب: ............

الورق الفضة.

طالب: ............

لا لا يقول الورق الفضة، غلطان إن كان قال كذا..

" ومن أكل منها قائمًا لم تؤذه، ومن أكل منها قاعدًا لم تؤذه، مضطجعًا لم تؤذه.. "

تصور الإنسان يأكل وهو مضطجع في هذه الدنيا، ما يشرق؟ يتأذى أذى كبيرًا، لا يستطيع أن يأكل، ولا يستطيع أن يشرب، الله المستعان.

" وقال ابن عباس: إذا همَّ أن يتناول من ثمارها تدلّت إليه حتى يتناول منها ما يريد. وتذليل القطوف تسهيل التناول، والقطوف الثمار، الواحد قِطْف بكسر القاف سُمي به؛ لأنه يُقطف، كما سمي الجنى؛ لأنه يُجنى. الإنسان: ١٤  تأكيدًا لما وصف به من الذل كقوله: الإسراء: ١٠٦ ، النساء: ١٦٤  قال الماوردي: ويحتمل أن يكون تذليل قطوفها أن تبرز لهم من أكمامها، وتخلص لهم من نواها. قلت: وفي هذا بُعد، فقد روى ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان عن حماد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نخل الجنة جذوعها زمرد أخضر، وكرب. "

كَرَبها.

" وكَرَبها ذهب أحمر، وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مُقَطَّعَاتُهُمْ وَحُلَلُهُمْ، وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وألين من الزبد، ليس فيه عَجَم. قال أبو جعفر النحاس. "

العجم النوى وما في حكمه، النوى بالنسبة للتمر وما في حكمه من الثمار الأخرى.

" قال أبو جعفر النحاس: ويقال: المذلل الذي قد ذلّله الماء أي أرواه، ويقال: المذلل الذي يفيئه أدنى ريح لنعمته، ويقال: المذلل المسوى؛ لأن أهل الحجاز يقولون: ذلل نخلك أي سوِّه، ويقال: المذلل القريب المتناول من قولهم: حائط ذليل أي قصير. قال أبو جعفر: وهذه الأقوال التي حكيناها ذكرها أهل العلم باللغة وقالوها في قول امرئ القيس:

..........................

 

وساق كأنبوب السقي المذلل

قوله تعالى:    الإنسان: ١٥. "

السقي فعيل بمعنى مفعول، يعني مَسْقي، والمراد به النخل.

" أي يدور على هؤلاء الأبرار الخدم إذا أرادوا الشراب بآنية من فضة قال ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء أي ما في الجنة أشرف وأعلى وأنقى ثم لم تنتفِ الأواني الذهبية، بل المعنى يسقون في أواني الفضة، وقد يسقون في أواني الذهب وقد قال تعالى:    الإنسان: ١٥ ، وقيل.. "

في الحديث الصحيح: «لا تشربوا في إناء الذهب والفضة، فإنها أو في آنية الذهب والفضة، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة».

" وقيل: نبَّه بذكر الفضة على الذهب كقوله: النحل: ٨١  أي والبرد، فنبَّه بذكر أحدهما على الثاني، والأكواب الكيزان العظام التي لا آذان لها ولا عرى، الواحدة منها كوب. "

الواحد.

" الواحد منها كوب، وقال عدي:

متكئًا تقرع أبوابه

 

يسعى عليه العبد بالكوب

وقد مضى في الزخرف.

              الإنسان: ١٥ - ١٦  أي في صفاء القوارير وبياض الفضة، فصفاؤها صفاء الزجاج، وهي من فضة، وقيل: أرض الجنة من فضة، والأواني تتخذ من تربة الأرض التي هي منها، ذكره ابن عباس وقال: ليس في الجنة شيء إلا قد أُعطيتم في الدنيا شبهه إلا القوارير من فضة وقال: لو أخذت فضة من فضة الدنيا فضربتها حتى مثل جناح الذباب لم تر من ورائها الماء. "

يعني مهما بالغت في دقتها وفي شفوفها ما رأيت من ورائها شيئًا، الفضة مهما طُرقت صارت في حكم لا شيء إذا وضعت على الأرض لن ترى من ورائها شيئًا بخلاف فضة الآخرة.

" الإنسان: ١٦  قراءة العامة بفتح القاف والدال أي قدرها لهم السقاة الذين يطوفون بها عليهم، قال ابن عباس ومجاهد وغيرهما: أتوا بها على قدر رِيِّهم بغير زيادة ولا نقصان. وقال الكلبي: وذلك ألذ وأشهى، والمعنى قدرتها الملائكة التي تطوف عليهم. وعن ابن عباس أيضًا: قدروها على ملء الكف لا تزيد ولا تنقص حتى لا تؤذيهم بثقل أو بإفراط صِغَر وقيل: إن الشاربين قدروا لها مقادير في أنفسهم على ما اشتهوا وقدروا. "

نعم كون الشيء على قدر الحاجة هذا مما تلتذ به النفس، يعني لو قُدِّم لك طعام أقل من حاجتك وفرغ قبل أن تنتهي ما فيه شك أنك تبقى متشوف إلى غيره، وإذا جيء لك بطعام أكثر من حاجتك، وبقي منه في الإناء شيء أيضًا تلومهم على ذلك، ويبقى في نفسك شيء من هذا، وكذلك الإناء إذا كان على قدر الحاجة بقدر الطعام الذي وُضع فيه لا زيادة ولا نقصان أحسن من أن يكون الطعام من أسفله أو الطعام فائضًا من جوانبه، وتقدير الطعام يقدره الإنسان لنفسه بقدر حاجته أيضًا، بخلاف ما هو موجود بين الناس اليوم، تشاهدون بالمناسبات التي يسمونها البوفيهات المفتوحة تجد الإنسان إما أن يأخذ طعامًا أضعاف ما يريد ويفسده على غيره، وإما ألا يأخذ كفايته، وإما أن يأخذ من نوع ويترك ما هو أفضل منه، كل هذا لا يوجد شيء منه في الآخرة، كل شيء مقدّر، {قدروها تقديرا}، والله المستعان، ونحن متشبثون بهذه الدنيا وكأننا ما وراءنا مثل هذا الكلام.

" وقرأ عبيد بن عمير والشعبي وابن سيرين: قدروها بضم القاف وكسر الدال أي جُعِلت لهم على قدر إرادتهم، وذكر هذه القراءة المهدوي عن علي وابن عباس -رضي الله عنهما-، وقال: ومن قرأ قُدروها فهو راجع إلى معنى القراءة الأخرى، وكأن الأصل: قُدروا عليها، فحذف الجر، والمعنى قُدرت عليهم، وأنشد سيبويه:

آليت حب العراق الدهر آكله

 

والحب يأكله في القرية السوس

وذهب إلى أن المعنى على حب العراق، وقيل: هذا التقدير هو أن الأقداح تطير فتغترف بمقدار شهوة الشارب، وذلك قوله تعالى: الإنسان: ١٦  أي لا يفضل عن الرِّيِّ، ولا ينقص منه، فقد ألهم الأقداح معرفة مقدار رِيِّ المشتهي حتى تغترف بذلك المقدار، ذكر هذا القول الترمذي الحكيم في نوادر الأصول. قوله تعالى.. "

مسألة: الذي لا يجد الطعام الذي يأكله هذا شيء، أو الذي لا يجد الطعام الذي لا يناسبه هذا شيء، لكن المسألة مفترضة في شخص عنده قدرة أقدره الله -جل وعلا- على جلب ما يريد، أشرنا سابقًا أنه في الغالب أن مثل هذا وإن استطاع حقيقة فإنه لا يستطيع حكمًا، يُمنع منه في الغالب، ثم بعد ذلك إذا كانت لديه قدرة كم من التعب والعناء والمشقة حتى يصل إليه، قد يكون مخدومًا، لكن أيضًا مع هذه الخدمة لو تأخر الخادم دقيقة ضاقت عليه الدنيا بما رحبت، ترى هذا مشاهدًا؛ لأن النفوس إذا وصلت إلى هذا الحد، يعني عنده قدرة مالية ومخدوم وكل ما يقول يلبي رغبته ويلبي طلبه، لو واحد يتأخر دقيقة، تجد النفسية تتغير وتتأثر، وكان الناس في وسائل مواصلاتهم يعني مشوار شهر وشهرين كأنها ساعة عندنا، ومبسوطين، وقلوب مرتاحة، لكن المشوار بساعة، وكان يقطع هذا الشهر في أشهر، لكن لو الوسيلة تتأخر دقيقة أو خمس دقائق لو قال: أُخرت الرحلة خمس دقائق، فما وضع الناس؟ أو شف الناس عند هذه الإشارات على سيارات مريحة وفارهة ومكيفة، ولو واحد يوقف قدامك وأنت تريد أن تلف يمينًا تشوف الإزعاج، دنيا مطبوعة على كدر، ليست بدار قرار، ولا تستحق أن يبذل لها الإنسان نفسه، ويهمل ما خُلق من أجله، نعم لا تنس نصيبك من الدنيا، لا تنس القدر الذي يحقق لك الهدف الذي من أجله ولدت، أما أن تكون الدنيا هي الهدف فهذا لا شك أنه ضلال وضياع في الوقت نفسه لا عقل ولا نقل.

" قوله تعالى:    الإنسان: ١٧  وهي الخمر في الإناء        الإنسان: ١٧  كان صلة أي مزاجها زنجبيل أو كان في حكم الله زنجبيلاً، وكانت العرب تستلذ من الشراب ما يمزج بالزنجبيل؛ لطيب رائحته؛ لأنه يحذو اللسان ويهضم المأكول، فرغبوا في نعيم الآخرة بما اعتقدوه نهاية النعمة والطيب، وقال المسيب بن علس يصف ثغر المرأة:

وكأن طعم الزنجبيل به

 

إذ ذقته وسلافة الخمر

ويروى الكرم وقال آخر:

كأن جنيًّا من الزنجبيل

 

بات......................

جَنِيًّا.

كأن جَنِيًّا من الزنجبيل

 

بات بفيها..............

وأريا.

.........................

 

...................وَأَرْيًا مَشُورًا

ونحوه قول الأعشى:

كأن القرنفل والزنجبيل

 

مات بفيها وَأَرْيًا مَشُورًا

وقال مجاهد: الزنجبيل اسم للعين التي منها مزاج شراب الأبرار، وكذا قال قتادة، والزنجبيل اسم العين التي يشرب بها المقربون صرفًا، وتُمزج لسائر أهل الجنة، وقيل: هي عَيْنٌ في الجنة يوجد فيها طعم الزنجبيل، وقيل: إن فيه معنى الشراب الممزوج بالزنجبيل، والمعنى كأن فيها زنجبيلاً. الإنسان: ١٨  بدل من كأس، ويجوز أن ينتصب بإضمار الفعل أي يُسقون عينًا، ويجوز نصبه بإسقاط الخافض أي من عين على ما تقدم في قوله تعالى: الإنسان: ٦ . الإنسان: ١٨  أي في الجنة. الإنسان: ١٨  السلسبيل الشراب اللذيذ، وهو فَعْلليل من السلالة، تقول العرب: هذا شراب سلس وسلسال وسلسل وسلسبيل بمعنى، أي طيب الطعم لذيذه، وفي الصحاح: وتسلسل الماء في الحلق جرى وسلسلته أنا صببته فيه، وماء سلسل وسلسال سهل الدخول في الحلق؛ لعذريته وصفائه. "

لعذوبته.

" سهل الدخول في الحلق؛ لعذوبته وصفائه.. "

يعني ينساب في الحلق من غير تكدير ولا تنغيص، بينما شراب الدنيا ومنها الماء كثيرًا ما تحصل منه الغصة وهو الماء.

"والسُّلاسل بالضم مثله وقال الزجاج: السلسبيل في اللغة اسم لما كان في غاية السلاسة، فكأن العين سُميت بصفتها. وعن مجاهد قال: سلسبيلاً حديدة الجرية تسيل في حلوقهم انسلالاً ونحوه عن ابن عباس: إنها الحديدة الجري، ذكره الماوردي، ومنه قول حسان بن ثابت- رضي الله عنه-:

يسقون من ورد.....................

 

......................................"

يَسقون مَن وَرَد.

يَسقون..

مَن وَرَد....

"يَسقون مَن وَرَد البريص عليهم

 

بردا يصفق بالرحيق السلسل"

البريص وبردًا أنهار في الشام وفي دمشق.

وقال أبو العالية ومقاتل: إنما سميت سلسبيلاً؛ لأنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم، تنبع من أصل العرش في جنة عدن إلى أهل الجنة، وقال قتادة: سلسلة."

وصف النهرين بدمشق من البريص وبردا، يعني ذكر الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- في مذكراته أن الماء عندهم لا يحتاج إلى تبريد، من أي مكان فجّرت هذا الماء اشرب صافيًا وباردًا، إذا كان هذا في الدنيا، فكيف بالآخرة؟ والله المستعان، أنهار من غير أخدود.

طالب: ..................

نعم الشيخ علي أديب وأطنب في ذكر يجعل الإنسان الذي ما عنده نية يسافر، لكن نسأل الله- جل وعلا- أن يلطف بالمسلمين، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يقيهم شر الفتن.

" وقال قتادة: سلسلة منقاد ماؤها حيث شاؤوا، ونحوه عن عكرمة، وقال القفال: أي تلك عين شريفة، فسل سبيلاً إليها. "

يعني اسأل عن طريق يوصلك إليها، فسل سبيلاً جعلها كلمتين يعني اسأل عن طريق أو عن أقرب طريق يوصلك إليها، ولا أقرب من الصراط المستقيم، الصراط المستقيم هو أقرب ما يكون، أخذتموه عندكم في الهندسة المستقيم أقرب ما يصل بين نقطتين، بخلاف المتكسر المتعرج أو المائل.

" وروي هذا عن علي -رضي الله عنه-، وقوله: تسمى أي إنها مذكورة عند الملائكة وعند الأبرار وأهل الجنة بهذا الاسم، وصرف سلسبيل؛ لأنه رأس آية، كقوله تعالى: الظنونا، والسبيلا. قوله تعالى.. "

وقد لا يكون هذا صرفًا، وإنما هو إشباع للفتحة، وليس بصرف، ليس بتنوين.

طالب: ...........

يعني خِلطها، مزاجها خلطها، ماذا فيه؟

طالب: ...........

المزاج الخلط، شيء يمزج بشيء، وشيء صرف بدون خلط وهكذا، العين ممزوجة بالزنجبيل.

قوله تعالى..

طالب: ...........

ما هو؟

طالب: ...........

أيش؟

طالب: ...........

الضيف لا بد من إكرامه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، أما الزيادة، القدر الزائد عن الحاجة بحيث لا يحتاج إليها وتمتهن وترمى ولا يُستفاد منها، ومن الناس ما يحتاج إليها، هذا مذموم، لكن قد يأتيك ضيف، وتحتاج أن تذبح له ذبيحة مثلاً لمنزلته ومكانته، ومع ذلك أنت مبيت في نيتك أنه لن يذهب سدى ولا هدرًا، تستفيد منها أو يستفيد منها غيرك فلا مانع إن شاء الله؛ لأن إبراهيم -عليه السلام- أتى بعجل لضيوفه، قد يقول قائل إن إبراهيم ما عنده ثلاجات، يمكن يأخذ منها بقدر الحاجة كيلو أو كيلوين أو محلات تقطع له الطعام، قد لا يكون هذا موجودًا في السابق، لو يأتي ضيف واحد ذبح له جملًا ما فيه غير هذا، فكل ظرف يُقدَّر بقدره، لكن عندنا -ولله الحمد- وسائل لاستلام هذه الأطعمة وأيضًا وسائل لتوزيعها، وكل شيء محفوظ مع الإنسان، في الجملة عليه أن يقتصد.

" قوله تعالى: الإنسان: ١٩  بيَّن من الذي يطوف عليهم بالآنية أي ويخدمهم ولدان مخلدون، فإنه أخذ للخدمة، ثم قال: مخلدون أي باقون على ما هم عليه من الشباب والغضاضة والحسن.. "

فيه كتاب اسمه خواطر شيطانية، ونسيت مؤلفه، ونسيت الشخص الذي رد عليه، هو يرد على واحد خبيث يأتي إلى مثل هذه الآيات أن حاجة أهل الجنة للولدان كما يحتاج إليهم في الدنيا للاستعمال للفاحشة- نسأل الله العافية-، وهذا راد عليه والله نسيت الراد والمردود، أنا قرأت الكتاب من وقت كان موجودًا في الأسواق اسمه خواطر شيطانية، نرد على هذا الكاتب الخبيث.

طالب: ...........

نعم مصري، لكن ما ميزناه إذا قلنا مصري، مصر مائة مليون.

طالب: ...........

على كل حال هو مردود عليه، وكلامه لا شك أنه خبث، نسأل الله العافية.

طالب: ...........

ما هو؟

طالب: ...........

ما أدري، والله ما أدري.

طالب: ...........

في مقابل الحور يعني من يشتهي هذا ويشتهي هذا -نسأل الله العافية-، هذا شذوذ، النفس السوية لا تقبل هذا.

طالب: ...........

الذي هو يحيى بن أكثم الذي يتهمونه ما هو بصحيح، قاضٍ من خيار الناس، ومن الدعاة إلى الإسلام، لكن كتب الأدب نأخذ منها كل ما سمعنا؟ ما هو بصحيح، لا ما هو بصحيح، يحيى بن أكثم دعا يهوديًّا إلى الإسلام فما استجاب، وبعد سنة جاءه اليهودي مسلمًا وقال له: من الذي أخّرك لمدة سنة؟ قال: عمدت إلى التوراة، ونسخت منها نسخًا وزدت فيها ونقصت، وذهبت بها إلى الورّاقين من اليهود، فتخطفوها من يدي واعتمدوها وقرؤوها، وصارت هي توراتهم المقدسة، ثم عمدت إلى نسخ من الإنجيل ومثله، ثم عمدت إلى مصحف فقدمت كلمة وأخّرت كلمة، وزدت حرفًا واحدًا، ونقصت حرفًا، فذهبت إلى سوق الوراقين من المسلمين، كل من اطلع عليه رماه في وجهي، فعلمت أن هذا هو الدين المحفوظ الذي لا يمكن أن يتطرق إليه خلل. قال له: هذا حج يحيى بن أكثم، وذكر القصة لسفيان بن عيينة قال: هذا منصوص عليه في القرآن،     الحجر: ٩ ، بينما كتبهم استُحفِظوا عليها فما حفظوها، ما تكفل الله بحفظها. كتب الأدب أساءت إلى كثير من الشخصيات التي لها أثر في الإسلام، والرافضة وغيرهم من الطوائف والفرق لهم باع في مثل هذا كتب الأدب غير موثوقة.

طالب: ...........

نعم شوهوا صورة العلماء والعباد والدعاة، وكل من يخالفهم في الرأي يلصقون به أشياء.

طالب: ...........

نعم الظاهر خواطر شيطانية أو آيات شيطانية.

طالب: ...........

والله ما أدري.

طالب: ...........

سلمان رشدي.

طالب: ...........

ما أدري والله ما أضبطه الآن.

" لا يهرمون ولا يتغيرون، ويكونون على سن واحدة على مر الأزمنة، وقيل: مخلدون لا يموتون، وقيل: مسورون مقرطون أو محلون، والتخليد: التحلية، وقد تقدم هذا.     الإنسان: ١٩  أي ظننتهم من حسنهم وكثرتهم وصفاء ألوانهم لؤلؤًا مفرقًا في عرصة المجلس، واللؤلؤ إذا نثر على بساط كان أحسن منه منظومًا، وعن المأمون أنه ليلة زفت إليه بوران بنت الحسن بن سهل، وهو على بساط منسوج من ذهب، وقد نَثَرت عليه نساء دار الخليفة اللؤلؤ فنظر إليه منثورًا على ذلك البساط، فاستحسن المنظر وقال: لله در أبي نواس كأنه أبصر هذا، حيث يقول:

كأن صغرى وكبرى من قفا....

 

........................

من فقا من فقاقعها.

................... من فقاقعها

 

حصباء در على أرض من الذهب

وقيل: إنما شبههم بالمنثور؛ لأنهم سراع في الخدمة بخلاف الحور العين، إذ شُبهن باللؤلؤ المكنون المخزون؛ لأنهن لا يُمتهن بالخدمة. قوله تعالى:      الإنسان: ٢٠  ثَم ظرف مكان أي هناك في الجنة، والعامل في ثم معنى رأيت، أي وإذا رأيت ببصرك ثَم، وقال الفراء: في الكلام ما مضمرة أي وإذا رأيت ما ثَم كقوله تعالى... "

يعني ما هناك وإذا رأيت ما ثَم يعني ما هناك.

" كقوله تعالى: الأنعام: ٩٤  أي ما بينكم، وقال الزجاج: ما موصولة بثَم على ما ذكره الفراء، ولا يجوز إسقاط الموصول وترك الصلة، ولكن رأيت يتعدى في المعنى إلى ثم والمعنى: إذا رأيت ببصرك ثم ويعني ب- ثم الجنة، وقد ذكر الفراء هذا أيضًا. والنعيم: سائر ما يتنعم به. والملك الكبير: استئذان الملائكة عليهم، قاله السدي وغيره. قال الكلبي: هو أن يأتي الرسول من عند الله بكرامة من الكسوة والطعام والشراب والتحف إلى ولي الله وهو في منزله، فيستأذن عليه، فذلك الملك العظيم. وقاله مقاتل بن سليمان. وقيل: الملك الكبير: هو أن يكون لأحدهم سبعون حاجبًا، حاجبًا دون حاجب، فبينما ولي الله فيما هو فيه من اللذة والسرور إذ يستأذن عليه ملك من عند الله، قد أرسله الله بكتاب وهدية وتحفة من رب العالمين لم يرها ذلك الولي في الجنة قط، فيقول للحاجب الخارج: استأذن على ولي الله فإن معي كتابًا وهدية من رب العالمين. فيقول هذا الحاجب للحاجب الذي يليه: هذا رسول من رب العالمين، معه كتاب وهدية يستأذن على ولي الله، فيستأذن كذلك حتى يبلغ إلى الحاجب الذي يلي ولي الله فيقول له: يا ولي الله! هذا رسول من رب العالمين يستأذن عليك، معه كتاب وتحفة من رب العالمين أفيؤذن له؟ فيقول: نعم! فأذنوا له. فيقول ذلك الحاجب الذي يليه: نعم فأذنوا له. فيقول الذي يليه للآخر كذلك حتى يبلغ الحاجب الآخر فيقول له: نعم أيها الملَك، قد أُذن لك فيدخل فيسلم عليه ويقول: السلام يقرئك السلام، وهذه تحفة، وهذا كتاب من رب العالمين إليك فإذا هو مكتوب عليه من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي يموت فيفتحه فإذا فيه سلام على عبدي ووليي ورحمتي وبركاتي، يا وليي أما آن لك أن تشتاق إلى رؤية ربك.. "

الكلام هذا في الدنيا أم في الآخرة؟

في الآخرة.

طالب: ...........

إلى الحي الذي يموت؟! الجنة فيها موت؟! وما آن لك أن تشتاق إلى الحي الذي يموت، الجنة خلود بلا موت.

طالب: لا يذوقون فيها الموت...

من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي يموت.

طالب: ...........

لكن الأصل، ترى الكلبي معروف.

طالب: ...........

نعم لا يثبت مثل هذا، لكن إذا أردنا أن نتصور الملك الكبير، واستحضرنا حديث آخر من يدخل الجنة من أهلها، وهو آخر من يدخل النار، بحيث يقال له: تمنّ فتضيق به الأماني، تنقطع دونه الأماني، ما يستطيع أنه يتمنى، ما له وجه ماذا يتمنى وهو طالع من النار، فإذا انقطعت به الأماني قيل له: أترضى أن يكون لك مثل ملك أكبر ملك في الدنيا يعني يرضى بمثل ملك هارون الرشيد؟ فيقول: إي وربي ثم يقال له ثانية، فيقول: إي وربي ثم يقول: ولك ومثله ومثله ومثله عشرة أمثاله. ملكًا كبيرًا ما يمكن أن يتصور الإنسان تفسيرًا لهذه الآية دون أن يعرف هذا الحديث، ويطلع على هذا الحديث عشرة ملوك هم أعظم ملوك الدنيا، يعني يتصور ملك ذي القرنين له عشرة أضعافه، ماذا أكبر من هذا؟ هذا آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة. على كل الحديث إسرائيلي، ولا يثبت.

طالب: ...........

عشرة أضعافه، ولك عشرة، الذي في الصحيح عشرة أمثاله.

طالب: ...........

لا لا لا، عشرة أضعاف أعظم ملك في الدنيا.

طالب: ...........

والله الذي أنا أحفظ والذي قرره الشراح هو عشرة فقط على كل حال سواء هو عشرة أو..

طالب: ...........

نعم هذا الذي يظهر...

طالب: ...........

لا ما هي بثُم ثَم ظرف ثَم وثَمت مثل هنا وهناك، أما الذي ما يفرق بينهما هذا يحتاج أن يتعلم..

طالب: ...........

هذا من أجل تنبيه العامّة وإلا فطلاب العلم يعرفون.

طالب: ...........

أهل القرآن يقفون أم ما يقفون؟

طالب: ...........

فيه وقف؟

طالب: ...........

خلاص ما لنا كلام.

" فيستخف الشوق، فيركب البراق فيطير به البراق شوقًا إلى زيارة علام الغيوب، فيعطيه ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وقال سفيان الثوري: بلغنا أن الملك الكبير تسلّم الملائكة عليهم، دليله قوله تعالى:        ﮡﮢ الرعد: ٢٣ - ٢٤  وقيل: الملك الكبير كون التيجان على رؤوسهم كما تكون على رأس ملك من الملوك، وقال الترمذي الحكيم: يعني ملك التكوين، فإذا أرادوا شيئًا قالوا له كن، وقال أبو بكر الورّاق: ملك لا يتعقبه ملك. "

هم الذين يقولون كن ملك التكوين، ملك التكوين لله -جل وعلا- الذي يقول للشيء: كن فيكون.

" وقال أبو بكر الورّاق: ملك لا يتعقبه هُلْك، وفي الخبر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الملك الكبير هو أن أدناهم منزلة ينظر في ملكه مسيرة ألفي عام يرى أقصاه كما يرى أدناه» قال: «وإن أفضلهم منزلة من ينظر في وجه ربه تعالى كل يوم مرتين» سبحان المنعم. "

ماذا قال عنه؟ خُرِّج؟

طالب: ...........

" قوله تعالى   وَإِسْتَبْرَقٌ الإنسان: ٢١  قرأ نافع وحمزة وابن محيصن: عاليْهم ساكنة الياء، واختاره أبو عبيد اعتبارًا بقراءة ابن مسعود وابن وثّاب وغيرهما: عاليتهم، وبتفسير ابن عباس: أما رأيت الرجل عليه ثياب يعلوها أفضل منها؟ قال الفراء: وهو مرفوع  بالابتداء، وخبره ثياب سندس. "

يعني تصور هذا لما كانوا يلبسون أكثر من ثوب، ثوبًا فوق ثوب لاسيما عند الحاجة في الشتاء والبرد يلبسون ثيابًا، فتجد الأعلى أفضل من الأسفل، الخلِق يُلبس أسفل، والجديد يُلبس أعلى، لكن هذه الصفة معلوم أنها لا ترد هنا، إنما يتحدث عن الأعالي، والعالي الثياب العالية التي تحتها من أنواع الثياب التي تليق بالمكان والمقام، لذلك قال: أما رأيت الرجل عليه ثياب يعلوها أفضل منها؟ فهم ثيابهم السفلى مقطعات مثل ما سبق ذكرها من ورق الجنة، فكيف بما يعلوها؟

" قال الفراء: وهو مرفوع بالابتداء، وخبره ثياب سندس، واسم الفاعل يراد به الجمع، ويجوز في قول الأخفش أن يكون إفراده على أنه اسم فاعل متقدم، وثياب مرتفعة به، وسدت مسد الخبر، والإضافة فيه في تقدير الانفصال؛ لأنه لم يخص، وابتُدئ به؛ لأنه اختص بالإضافة، وقرأ الباقون: عاليَهم بالنصب، وقال الفراء: هو كقولك: فوقهم، والعرب تقول: قومك داخلَ الدار فينصبون داخلَ على الظرف؛ لأنه محل، وأنكر الزجاج هذا وقال: هو مما لا نعرفه في الظروف، ولو كان ظرفًا لم يجز إسكان الياء، ولكنه بالنصب على الحال من شيئين أحدهما الهاء والميم في قوله: الإنسان: ١٩  أي على الأبرار، ولدان عاليًا الأبرارَ ثيابُ سندس أي يطوف عليهم في هذه الحال، والثاني أن يكون حالاً من الولدان أي إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤًا منثورًا في حال علو الثياب أبدانهم، وقال أبو علي: العامل في الحال إما لقاهم نضرة وسرورًا، وإما جزاهم بما صبروا، قال: ويجوز أن يكون ظرفًا فصُرف. قال المهدوي: ويجوز أن يكون اسم فاعل ظرفًا كقولك: هو ناحية من الدار، وعلى أن عاليًا لما كان بمعنى فوق أجري مجراه فجعل ظرفًا، وقرأ ابن محيصن وابن كثير وأبو بكر عن عاصم: خضر بالجر على نعت السندس، وإستبرق بالرفع نسقًا على الثياب، ومعناه عاليهم ثياب سندس وإستبرق، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب: خضر رفعًا نعتًا للثياب، وإستبرق بالخفض نعتًا للسندس، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم؛ لجودة معناه؛ لأن الخضر أحسن ما كانت نعتًا للثياب، فهي مرفوعة وأحسنُ ما عُطف الإستبرق على السندس عطف جنس على جنس، والمعنى عاليهم ثيابٌ خضر من سندس وإستبرق أي من هذين النوعين، وقرأ نافع وحفص كلاهما بالرفع، ويكون خضر نعتًا للثياب؛ لأنهما جميعًا بلفظ الجمع، وإستبرق عطفًا على الثياب، وقرأ الأعمش وابن وثاب وحمزة والكسائي كلاهما بالخفض، ويكون قوله: خضر نعتًا للسندس، والسندس اسم جنس، وأجاز الأخفش وصف اسم الجنس بالجمع على استقباح له، وتقول: أهلك الناسَ الدينارُ الصِّفر والدرهم.. "

الصُّفر.

" أهلك الناسَ الدينارُ الصُّفر والدرهم البيض. "

يعني الصفراء والبيضاء، لكن الصفر اسم جنس.

" ولكنه مستبعد في الكلام، والمعنى.. "

الدينار الأصفر والدرهم الأبيض، فهو نعته بالجمع؛ لأنه اسم جنس، واسم الجنس كما يتناول الواحد يتناول الاثنين ويتناول الجمع.

" والمعنى على هذه القراءة: عاليهم ثياب سندس خضر وثياب إستبرق، وكلهم صرف الإستبرق إلا ابن محيصن فإنه فتحه ولم يصرف، فقرأ: وإستبرقَ نصبًا في موضع الجر على منع الصرف؛ لأنه أعجمي. "

يعني هو مجرور، لكن علامة جره الفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف.

" وهو غلط؛ لأنه نكرة يدخله حرف التعريف تقول: الإستبرق إلا أن يزعم ابن محيصن أنه قد يجعل علمًا لهذا الضِّرب.. "

الضَّرب.

" لهذا الضَّرب من الثياب، وقرئ واستبرق بوصل الهمزة والفتح على أنه سمي باستَفعل من البريق، وليس بصحيح أيضًا؛ لأنه معرب مشهور تعريبه، وأنه أصله استبرك، والسندس ما رق من الديباج، والإستبرق ما غلظ منه، وقد تقدم. قوله تعالى: الإنسان: ٢١  عطف على ويطوف. الإنسان: ٢١  وفي سورة فاطر: ﭿ   فاطر: ٣٣، وفي سورة الحج:    ﯽﯾ الحج: ٢٣ فقيل: حُلِيُّ الرجل الفضة، وحلي المرأة الذهب، وقيل: تارة يلبسون الذهب، وتارة يلبسون الفضة، وقيل: يجمع في يد أحدهم سواران من ذهب، وسواران من فضة، وسواران من لؤلؤ، ليجتمع لهم محاسن الجنة، قاله سعيد بن المسيب، وقيل: أي لكل قوم ما تميل إليه نفوسهم. الإنسان: ٢١  قال علي -رضي الله عنه- في قوله تعالى: الإنسان: ٢١  قال: إذا توجه أهل الجنة إلى الجنة مروا بشجرة يخرج من تحت ساقها عينان، فيشربون من إحداهما، فتجري عليهم بنضرة النعيم فلا تتغير أبشارهم، ولا تتشعث أشعارهم أبدًا، ثم يشربون من الأخرى فيخرج ما في بطونهم من الأذى، ثم تستقبلهم خزنة الجنة فيقولون لهم: الزمر: ٧٣ وقال النخعي وأبو قلابة: هو إذا شربوه بعد أكلهم طهّرهم وصار ما أكلوه وما شربوه رشح مسك، وضمرت بطونهم، وقال مقاتل: هو من عين ماء على باب الجنة تنبع من ساق شجرة، من شرب منها نزع الله ما كان في قلبه من غل وغش وحسد، وما كان في جوفه من أذى وقذر، وهذا معنى ما روي عن علي إلا أنه في قول مقاتل عين واحدة، وعليه فيكون فعولاً للمبالغة، ولا يكون فيه حجة للمنفي أنه بمعنى الطاهر. "

الحنفي.

" ولا يكون فيه حجة للحنفي أنه بمعنى الطاهر، وقد مضى بيانه في سورة الفرقان، والحمد لله، وقال.. "

شرابًا طهورًا يعني مبالغة في طهارته، ومعلوم أن الحنفية يختلفون عن المالكية في هذا، والمؤلف مذهبه مالكي، الطاهر عنده يتطهر به، وليس له عنده من أقسام الماء إلا الطاهر والنجس، بخلاف غيرهم من المذاهب الذين يفرقون ويجعلون أقسام الماء ثلاثة، وعلى كل حال ليس هذا محل بحثه؛ لأن كلام الأئمة في ماء الدنيا، وهذا شراب الآخرة لا يتطرق إليه مثل هذا الخلاف، وأن فيه ما هو طَهور، وما هو أعلى منه، وما هو أقل منه، لا.

" وقال طيِّب الجمال صليت خلف سهل بن عبد الله العتمة.. "

الجمَّال الجمَّال.

" وقال طيِّب الجمَّال: صليت خلف سهل بن عبد الله العتمة.. "

سهل بن عبد الله التستري هذا معروف من رؤوس الصوفية والعبَّاد، وله تفسير، لكنه ليس على طريقة السلف في هذا التفسير يعتمد الإشارات، ويعتمد اصطلاحات القوم.

طالب: ...........

لحظة دعنا نشوف هذا.. سهل بن عبد الله التستري في صلاة العتمة التي هي صلاة العشاء.. كمِّل..

" صليت خلف سهل بن عبد الله العتمة فقرأ الإنسان: ٢١ ، وجعل يحرك شفتيه وفمه كأنه يمص شيئًا، فلما فرغ قيل له: أتشرب أم تقرأ؟ فقال: والله لو لم أجد لذته عند قراءته كلذته عند شربه ما قرأته. قوله تعالى.. "

إما أن يكون يتصور مثل هذه اللذة ويتخيلها، أو أن الله -جل وعلا- جعل له من اللذة.. عند قراءة القرآن وتدبر القرآن يجعل له لذة، توجد هذه اللذة عند بعض الناس، لكن ما أدري والله إلى هذا الحد نحن نتكلم من واقع الحرمان، ما لنا يعني في هذا الباب مدخل، لو كان الشخص عابدًا الرجل سهل بن عبد الله التستري وأقواله تتداول عند أهل العلم بما في ذلك شيخ الإسلام ينقل عنه وابن القيم وغيرهم، لكن عنده شيء من الشطحات المعروفة عندهم.

قوله تعالى..

طالب: ...........

متقدم وله تفسير مطبوع صغير.

" قوله تعالى       ﯿ الإنسان: ٢٢. "

ماذا عندك؟

طالب: ...........

نعم قد يكون هذا وصف في حال وهذا وصف في وقت، وهذا وصف.. يمكن تأويله..

طالب: ...........

يمكن هذا في وقت وهذا في وقت وهذا في حال..

" أي يقال لهم إنما هذا جزاء لكم أي ثواب. الإنسان: ٢٢  أي عملكم   الإنسان: ٢٢  أي من قبل الله، وشكره للعبد قبول طاعته وثناؤه عليه وإثباته إياه، وروى سعيد عن قتادة قال: غفر لهم الذنب، وشكر لهم الحسنى، وقال مجاهد: مشكورًا أي مقبولاً، والمعنى متقارب، فإنه سبحانه إذا قبل العمل شكره، فإذا شكره أثاب عليه بالجزيل؛ إذ هو سبحانه ذو الفضل العظيم. روى ابن عمر أن رجلاً حبشيًّا. "

عن ابن عمر.

عن؟

روي عن ابن عمر.

" روي عن ابن عمر أن رجلاً حبشيًّا قال: يا رسول الله، فُضِّلتم علينا بالصور والألوان والنبوة، أفرأيت إن آمنت بما آمنت به، وعملت بما عملت، أكائن أنا معك في الجنة؟ قال: «نعم، والذي نفسي بيده، إنه ليرى بياض الأسود في الجنة وضياؤه من مسيرة ألف عام»، ثم قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «من قال لا إله إلا الله كان له بها عند الله عهد، ومن قال: سبحان الله والحمد لله كان له بها عند الله مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون ألف حسنة» فقال الرجل: كيف نهلك بعدها يا رسول الله؟ فقال: «إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل لو وضعه على جبل لأثقله، فتجيء النعمة من نعم الله، فتكاد أن تستنفذ ذلك كله إلا أن يلطف الله برحمته» قال: ثم نزلت الإنسان: ١  إلى قوله:    الإنسان: ٢٠  قال الحبشي: يا رسول الله، وإن عيني لترى ما ترى عيناك في الجنة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «نعم»، فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه، وقال ابن عمر: فلقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدليه في حفرته ويقول:       ﯿ   الإنسان: ٢٢  قلنا: يا رسول الله، وما هو؟ قال: «والذي نفسي بيده، لقد أوقفه الله ثم قال: أي عبدي لأبيضن وجهك ولأبوأنك من الجنة حيث شئت، فنعم أجر العاملين»."

ماذا قال عنه؟

طالب: ...........

نقف على هذا يا شيخ.

"