شرح كتاب التوحيد - 37

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين.

قال الإمام المجدد -رحمه الله تعالى-:

باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة»، وقال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب» رواه مسلم.

ولهما عن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»، ولهما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فأنزل الله هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [سورة الواقعة:75] إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82].

فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية الواقعة.

الثانية: الأربع التي من أمر الجاهلية.

الثالثة: ذكر الكفر في بعضها.

الرابعة: أن من الكفر ما لا يخرج من الملة.

الخامسة: قوله: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر» بسبب نزول النعمة.

السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع.

السابعة: التفطن للكفر في هذا الموضع.

الثامنة: التفطن لقوله: لقد صدق نوء كذا وكذا.

التاسعة: إخراج العالِم التعليم للمسألة بالاستفهام عنها؛ لقوله: «أتدرون ماذا قال ربكم؟».

العاشرة: وعيد النائحة."

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: "باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء" من التحريم وتعظيم شأنه، وأنه جاء إطلاق الكفر عليه، والأنواء هي النجوم؛ لأنه في الحديث اللاحق قال: والاستسقاء بالنجوم تحت هذه الترجمة، فالحديث مفسِّر للترجمة، وإن كان النوء يُطلَق ويراد به غير النجم قال -رحمه الله- "وقول الله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82]" يعني الرزق يحتاج إلى شكر؛ لأنه نعمة، لأنه نعمة من نعم الله -جل وعلا- يمتن بها على عباده فالواجِب شكرها، شكر المنعِم بها، وصنيعهم في مقابِل الشكر الضد التكذيب، في مقابل الشكر التكذيب، ونسبة هذه النعمة إلى غيره -جل وعلا-، فهذا كفر في مقابل الشكر {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] "وعن أبي مالك الأشعري- رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أربع من أمتي من أمر الجاهلية»" السياق سياق ذم، وجاء النبي -عليه الصلاة والسلام- بمخالفة أهل الجاهلية. وللإمام المجدد رسالة جمع فيها أربعًا وعشرين ومائة من الأمور التي خالف فيها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أهل الجاهلية، فعند بعضهم الكتاب اسمه "مسائل الجاهلية" التي خالف فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الجاهلية، وبعض أهل العلم يعكس فيقول خالف رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- أهلُ الجاهلية، فمن المخالِف؟ ومن المخالَف؟

طالب: .............

هو الذي خالفهم يعني باعتبار أنهم هم الأصل، وجاء هو خالفهم.

طالب: .............

ماذا؟

طالب: .............

فأهل الجاهلية هم الذين خالفوا؟

لكن وجود هذه المخالفات قبله -عليه الصلاة والسلام-، والعادة جرت بأن المخالِف متأخر عن المخالَف، لكن باعتبار أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- جاء بما يوافق الفِطَر، وهم خالفوا الفِطَر، فيكون هم المخالِفون له، وهو الأصل -عليه الصلاة والسلام-..

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

جاء؛ ليتمم مكارم الأخلاق، يتمم يكمِّل.

طالب: .............

لا شك أن الأصل هي الأخلاق الحميدة والأخلاق الجميلة والأخلاق الحسنة، وهم خالفوها، خالفوا هذه الأخلاق التي جاءت بها الشرائع، وجاءت بها الفِطَر السليمة، وعلى كل حال الخلاف يعني ما هو معنوي، الخلاف لفظي، لكن إذا جعلنا الرسول -عليه الصلاة والسلام- هو الأصل؛ لأنه موافق للأصل تكون المخالفة منهم له -عليه الصلاة والسلام-، وإذا قلنا: إنه جاءهم وهم على أمور يعتقدونها ويعملون بها، ثم أمرهم بمخالفتها، فهو مخالف من هذه الحيثية، والخلاف في تقديري لفظي، لكن يبقى أن الأصل معه -عليه الصلاة والسلام-.

هذه الرسالة التي صنفها أو جمعها -عليه رحمة الله- في مائة وأربع وعشرين مسألة شرحها الألوسي محمود شكري الألوسي، والكتاب على صغر حجمه من أنفع الكتب لطالب العلم، ومع الأسف أن جل طلاب العلم في غفلة عنه، لو تسأل أي واحد يعد لك عشرًا من هذه المخالفات ما استطاع، لماذا؟ لأنه ما قرأ الكتاب أصلاً، والسبب في ذلك أنه لا يوجد في طريق المتعلِّم بحسب التعليم النظامي الذي يعتمده جل الناس، ولا ينظرون في غيره، وهذه مشكلة، خلل، خلل كبير.

 المؤلفات والرسائل التي ألفها إمام الدعوة كانت تُدرَّس لعامة الناس في المساجد، الآن ما تُعرَف، تدرَّس للعوام في المساجد فضلاً عن حلق التعليم، والعلماء يعتنون بها، والطلاب يحفظونها شيخ من الشيوخ توفي -رحمه الله- دخل مسجدًا فوجد الإمام يقرأ على الجماعة قبل صلاة العشاء في كتاب، ويتذكر أن هذا الكتاب مارّ عليه، لكن لطول العهد يمكن قبل ستين سنة يذكر أن هذا الكتاب مارّ عليه، ما هذا الكتاب؟ ما هذا الكتاب؟ ألفاظه معروفة وجمله محفوظة ماذا..؟ عجز أن يأتي باسم الكتاب، يقول: كشف الشبهات أنا حافظه يوم كنت طفلًا، لكن لطول العهد نسيناه، هذه الكتب لاسيما في زمان الفتن يتعيَّن الرجوع إليها وحفظها وتدريسها وتعلمها وتعليمها. يعني كشف الشبهات تطبيق لكتاب التوحيد، برنامج تطبيقي لكتاب التوحيد، ومسائل الجاهلية قد يقع فيها كثير من المسلمين في بيوت المسلمين توجَد، وهم لا يشعرون، وهي كتب ما هي بشيء، كلها مجموعة في مجلد واحد!

فمسائل الجاهلية الذي شرحه الألوسي كتاب في غاية الأهمية لطالب العلم، كتاب كشف الشبهات والمناسبة لذكره ما ذكرنا من كلام الشيخ المتوفى -رحمة الله عليه- برنامج تطبيقي لكتاب التوحيد، كشف الشبهات من أمر الجاهلية..

طالب: .............

ماذا؟

طالب: .............

شرح لمسائل الجاهلية.

طالب: .............

هو ما شرحه غيره إلا أن المشايخ في الأخير بدؤوا يعتنون به، ويسجَّل، وكان المشايخ يشرحونه، لكن ما هناك تسجيل.

طالب: .............

موجود الآن شروح متأخرة، موجود، لكن قبل شروح مطبوعة.. حتى شرح الألوسي حقق في مجلدين، وزيد عليه، وأضيف عليه أشياء، لكن عناية طلاب العلم صفر.

أربع من أمتي من أمر الجاهلية، وإذا قيل: من أمر الجاهلية التي يراد بها ما قبل الإسلام ما كان يتداوله الناس ويفعلونه قبل الإسلام، وإذا وجدت أو وجد بعضها في بعض الأقطار قيل: فيهم جاهلية، وجاء في الحديث الصحيح أن أبا ذر عيَّر امرءًا بأمه فقال له: يا ابن السوداء، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «إنك امرؤ فيك جاهلية»، وهل يلزم من ذلك أن يكون جاهليًّا؟

 لا، لكن من كان قبل الإسلام ولم يكن على الحنيفية ملة إبراهيم يقال: جاهلي، امرؤ القيس جاهلي وهكذا يعني أنه جاهلي مطبِّق لما تعتقده الجاهلية بحذافيره، لكن إذا وافقهم في مسألة أو في مسائل يسيرة يقال: فيه جاهلية، ولا يقال: جاهلي كما قال -عليه الصلاة والسلام- لأبي ذر، وقل مثل هذا إذا وافق شخص المعتزلة في مسألة منذر بن سعيد البلُّوطي لما وافق المعتزلة في القول بفناء الجنة والنار، ما يقال: معتزلي، إنما يقال: فيه اعتزال، وكذلك إذا وافق الأشعرية كذلك ما يقال: أشعري، إنما يقال: فيه تمشعر، وهكذا..

وجدت مظاهر الجاهلية في كثير من بلدان الإسلام، والآن تدخل العواصم الإسلامية، ومع ذلك لا تجد فرقًا بينها وبين عواصم الكفر في الظاهر، ما فيه شيء يدل على أن هذا البلد إسلامي، يعني وقت الصلاة الناس في أعمالهم، ووقت الصيام الناس يأكلون في الأسواق، والنساء تبرجهن مثل تبرج الكافرات ومثل تبرج الجاهلية الأولى، تبرج الجاهلية الأولى المنصوص عليه في القرآن موجود بحذافيره الآن.

 يقول القرطبي: ومن مظاهر تبرج الجاهلية الأولى: شق القميص من الجانبين، فيه بيت يخلو من هذا إلا ما ندر، إلا من رحم ربك؟! شق القميص من جهة الساقين، المشكلة الذي يعرض في الأسواق كله من هذا النوع أو جله، ويضاف إليه فيه صور، وفيه عري من جهة أخرى هذه من أعمال الجاهلية، لكن ما يقال: هؤلاء جاهليون، خلافًا لمن صنف في جاهلية القرن العشرين، يعني كل القرن العشرين كلهم جاهلية صحيح؟ لا، فيه أخيار، وفيه طلاب علم، وفيه عباد، وفيه نساك، وفيه نساء صالحات، لكن يوجد فيه جاهلية، فالقرن فيه جاهلية، والذي قبله فيه جاهلية، وقد يوجد في بعض القرون المتوسطة حتى في الأمة الإسلامية فيهم شرك ظاهر، ويوجد الآن مثل ذلك، لكن التعميم مشكِل، يعني هل اليهود والنصارى مشركون أو فيهم شرك؟

طالب: .............

{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} [سورة البينة:1] كلهم كفار بلا شك، يعني حينما يناقَش موضوع اليهود والنصارى هل هم مشركون أو فيهم شرك، يعني ليس معناه أنهم قد تنالهم رحمة، هم كفار على كل حال، لكن الذي قرره ابن رجب أنهم فيهم شرك، فيهم شرك، يعني هل الذي يقول: لا إله إلا الله، ويوجد عنده بعض الشركيات ينقض لا إله إلا الله ببعض الشركيات، هل هو مثل الذي يقول: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟ يرفض أن يقول: لا إله إلا الله؟ لا يستويان، وإن كان هذا فيه شرك يقتضي خلوده في النار، والخلاف لفظي، يعني هل هم مشركون أو فيهم شرك؟ هم كفار على أي حال.

 لكن ابن رجب يرتب على ذلك مسائل عملية، فإذا قلنا: مشركون فالأصل ألا يجوز نكاح نسائهم إلا بمخصِّص، وجد المخصص. وإذا قلنا: فيهم شرك فما نحتاج إلى تخصيص؛ لأنهم غير مشركين، بل فيهم شرك، فيه مسائل يذكرها أهل العلم ودقائق، لكن هذه إشارات.

 "«أربع من أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن»"  يعني الآن هل من أمر الجاهلية فقط الأربع أو أمور الجاهلية كثيرة جدًّا قد لا يستطاع حصرها؟ لكن هذه التي وصفت بكونها لا تترك هذه اختصت بأنها لا تُترَك "«الفخر بالأحساب الفخر بالأحساب»" وهذا موجود ويزيد في وقت وينقص في وقت، ويزيد في بلد وينقص في بلد، كثير من الناس يفخر بحسبه. والطعن في الأنساب»" تجد في حال المفاخرة، وهذا موجود في الجاهلية بكثرة، والفخر ضرب من ضروب الشعر وباب من أبوابه عندهم، ويوجد الآن مع الأسف من يبعث مثل هذا وفي بعض القنوات لاسيما التي لها صلة بالبادية والإبل وما الإبل، تسمع من يمدح هذه القبيلة، ويذم هذه القبيلة، يذم شيخ القبيلة، ويمدح شيخ القبيلة، ويطعن في هؤلاء، ويطعن في هؤلاء، والعرب كانت تذم قومًا يقال لهم: بنو أنف الناقة، ولا يتزوجون منهم، فجاؤوا إلى الحطيئة الشاعر المعروف بالذم والهجاء، فأعطوه عطية وقالوا: عالِج وضعنا فقال: هم قوم، هم الأنف..

قوم هم الأنف والأذناب غيرهما

 

ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا

فنساؤهم بليلة طارن كلهن.

طالب: .............

نعم معروف أنف الناقة أين هو من الذنَب؟ صارت مدحً بدل ما هي ذم، وهذه كانت حالهم وعيشتهم في الجاهلية على هذه الطريقة، وخبَت هذه في صدر الإسلام، ثم بعد ذلك جاء الشعراء فيما بعد في العهد العباسي وما بعده، وأحييت هذه السنة بقوة.. السيئة لا نقول: سنة، هي طريقة على كل حال، الطريقة السيئة أُحييت بقوة، وصاروا يتفاخرون، والشعراء يعقد لهم مجالس عند الأمراء وغيرهم، وهناك الأعطيات والتكسب بالشعر لمدح فلان وذم فلان.

طالب: .............

لا، هو بيان الحق ما فيه إشكال، يعني لو أن إنسانًا غمط وأراد أن يدخل في موضوع فقيل له: أنت لست بكفؤ، ولست من كذا، ألم يقل الشاعر:

فغض الطرف إنك من نمير

 

فلا كعبا بلغت ولا كلابا

وخذ من هذا الشيء الكثير الفخر عند العرب لا يحصى على كل حال، وكذلك الطعن عندهم في المقابل لو أن شخصًا أسيء إليه، ورميت قبيلته أو عائلته بشيء، ودافع عنها هذا ما فيه شيء {لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ} [سورة النساء:148]، فالمظلوم يدافِع، وإذا أراد أن يثبت نسبه لأمر يتعلق بذلك فلا مانع، لكن أن يدعي نسبًا لغيره، وينتسب إلى غير قبيلته فهذا خطر عظيم، أو ينتسب إلى غير مواليه، أو ينتسب إلى غير أبيه جاء في ذلك النصوص الشديدة.

طالب: .............

ماذا؟

طالب: .............

تبيين؟

طالب: .............

لا، الطعن لذات الطعن، لكن لو ادعى شخص أنه من قريش أو من قبيلة كذا، وهو لا أصل له، وغش أناسًا يريد أن يتزوج منهم، وهذا الأمر عرف عندهم أنهم لا يزوجون من كان بهذه الصفة، وإن كان في الشرع ما فيه شيء، ما فيه شيء إطلاقًا، والنكاح صحيح، لكن لا بد أن يكون الناس على بينة، فضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، الزبير بن عبد المطلب عم الرسول -عليه الصلاة والسلام- الشقيق كانت تحت المقداد وهو مولى، ما فيه أدنى إشكال مع البيان، لكن لو جاء وغشهم وقال: أنا من كذا وكذا، وزوجوه، وجاء من ينقض هذه الدعوى؛ لأنه يترتب عليها مشاكل، ومعروف أوضاع الناس، هذا البيان مطلوب.

على كل حال الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب لا تترك وهي موجودة وتقوى وتضعف، وتجدون في بلد يقفون عند هذه المسألة وقوفًا قد يصل إلى السلاح في مسائل النكاح، وأنا أعرف واحدًا من كبار أهل العلم، من كبار أهل العلم والعمل والعبادة وكذا، جاء شخص ذو نسب فأهدى إليه بنته هو المتقدم إليه، فترصد له أخوها بالسلاح إلى أن عدل عنها، فهذه الأمور فلا شك أنها كما أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- لا تُترَك الفخر بالأنساب، الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم.

طالب: .............

أين؟

طالب: .............

الحسب في الأصل ما يُفتخَر به محل الفخر.

طالب: .............

المآثر التي يفتخر بها، المفاخر والمآثر التي يفتخر بها والنسب معروف.

"«والاستسقاء بالنجوم»" وهذا هو الشاهد؛ لأنه يقول: باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء، الاستسقاء في الأصل طلب السقيا، كما هو معروف، إذا أجدب الناس استسقوا، واستسقى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والسين والتاء للطلب، لكن هل هي للطلب هنا؟ الاستسقاء بالأنواء.

طالب: .............

هو ليس بطلب، لكن إذا قلنا: إنه طلب استسقاء بالأنواء يعني يجعل الأنواء وسيلة يتوسل بها للسقيا.

طالب: .............

يخرج عن باب موضوعنا، لكن إذا قلنا: على اللفظ الاستسقاء طلب السقيا بالأنواء، يعني مثل ما يقال: يستغيث بفلان، يتبرك بفلان، إلى آخره، ويسمونه التوسل، فيكون من باب التوسل بالأنواء، وليس هذا مرادًا في هذا الباب، وليس هذا مراد في هذا الباب. "«والاستسقاء بالنجوم»" والأنواء في الترجمة هي النجوم يفسرها الحديث.

 "«والنياحة»" وهي ذكر رفع الصوت بذكر مآثر ومفاخر الميت مع الجزع، فإذا رفع الصوت.. والغالب أن النياحة تكون من النساء؛ لشدة جزعهن، وقلة صبرهن، النياحة، وفي حديث جرير: كنا نعد الاجتماع وصنع الطعام من النياحة، يعني مركَّب من الاجتماع وصنع الطعام من أهل الميت، يعدونه نياحة، كنا يعني في عهد الصحابة، والنياحة "وقال: «النائحة إذا لم تتب قبل موتها»" النائحة إذا لم تتب؛ لأن النياحة كبيرة من كبائر الذنوب، فإذا تابت في وقت الإمكان قبل الموت وقبل الغرغرة تاب الله عليها بالشروط المعروفة.

 "«إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة»" يعني تبعث يوم القيامة "«وعليها سربال من قطران»" سربال من قطران يعني قميص، وإذا طُلِيَت بالقطران فكأنه قميص، فكأنه قميص، لو يأتي شخص عارٍ فيُدهَن بشيء كثيف كالبوية مثلاً طلي ببوية مثلاً، صح أن يقال: هذه البوية قميص؛ لأنها سترت جسمه، لكن هل هذا الستر مجزٍ وكافٍ؟ لا، عليها سربال تقام يوم القيامة يعني تبعث يوم القيامة وعليها سربال من قطران، القطران هل يطاق؟ هل يطاق القطران؟ الدهان الذي تدهن به الإبل من الجرب، ويباع في الأسواق.

طالب: .............

كيف يخففونه؟ يأخذون بالفنجان في سطل كبير ويطلى به البعير ولا يطيقه، لا بد أن يربط حتى لا يفر من شدته، أمره عظيم، يعني مُحْرِق، وامرأة تستفتي قالت: إنها دهنت رأس بنتها به من غير خلط من أجل القمل، وماتت البنت، ماتت. سؤال حقيقي ما هو افتراض، وذكرت لكم في درس سابق أن في المكتبة عندي في بيت قديم سقفه من الخشب جاءت الأرضة والسقف كله صار أرضة، فجئت بالجرة هذه التي فيها هذا العلاج للجرب، فتحت غطاءها ووضعتها في المكتبة من غير أي تصرف، ما طلينا ولا فعلنا شيئًا، لكن وضعته على الأرض يوم جئت من الغد إذا الأرضة التي بالسقف كلها بالأرض، ماتت كلها، ونزلت من شدته، ولذلك يقول: عليها سربال من قطران، والبنت دُهِن رأسها منه من غير خِلط، ماتت البنت.

"ودرع من جرب" يعني القطران لعلاج الجرب، لكن تصور أن القطران وضع عليها قبل الجرب، ثم أتي بالجرب بعده، وهو سريع الاشتعال قوي مؤلم شديد الألم وسريع الاشتعال، فإذا طليت بهذه الأشياء، وأدخلت النار، ما الذي يصير؟ ماذا يصير وضعها؟ عذاب ونكال شديد.

ومع الأسف أننا نسمع أنه في البلدان المجاورة يستأجر نساء للنياحة، يستأجر نساء للنياحة، ويأتينا بعض الكتب المستعملة وفيها وثائق تجد أوراقًا في هذا الكتاب القديم وهو موروث عن شخص من القراء، وتجد فيه البرنامج عنده جدول اليوم القراءة في المأتم الفلاني، وغدًا القراءة.. بالأجرة يأخذون دراهم، إذا أبعد الناس عن الصراط المستقيم وصلت أحوالهم إلى هذا الحد، وإلا شرفك الله بالقرآن ثم تأتي إلى مثل هذه المواطن وتقرأ بالأجرة! تذل نفسك كأنك تشحت، يعطونه ملاليم، يعطون ما يعطون شيئًا كبيرًا، أنا أشوف الأجرة مكتوبة بالجدول ملاليم، فكيف يُذل.. الله يرفعه بالقرآن ويذل نفسه ببدعة؟ فمثل هذه الأشياء موجودة في الأقطار..

طالب: .............

النياحة موجودة..

طالب: .............

خفت؟ الحمد لله، وأنتم؟

طالب: .............

فيه أجرة على قراءة القرآن؟ طيب والنياحة ما هي موجودة؟ ما يوجد عجائز يبكين على الميت بصوت مرتفع؟

طالب: .............

تدري كيف التناقض؟ الآن في مراكز تجميل النساء مكياج عزاء! صحيح موجود، والله إني تأكدت من هذا، كيف يُتصوَّر هذا؟! مكياج خاص بالعزاء!

طالب: .............

وألوان معينة للعزاء، خل الألوان واللبس، يلبسون أسود أو ذا، يعني معروف هذا، لكن مكياج للعزاء وحلا للعزاء مكتوب عليه وأشياء..!

طالب: .............

أنتم عندكم كل شيء، نسأل الله -جل وعلا- أن يبصِّر المسلمين بدينهم، ويرفع عنهم هذه الفتن وهذا البلاء؛ لأنه بلاء، هذا يعني فتك بالعقائد، قد يكون أضر من الفتك بالسلاح، والله المستعان.

طالب: .............

ماذا؟

طالب: .............

إذا كان الاجتماع من أجل التيسير على المعزين فقط ولا يصحبه سرف، ولا يصحبه أصوات ولا ذكر مفاخر ولا طعام هذا ما فيه إشكال.

طالب: .............

يُعمَل لهم من غيرهم بقدر الحاجة لا للمعزين لأهل الميت لا للمعزين، إذا كان لأهل الميت «اصنعوا لآل جعفر طعامًا».

طالب: .............

الذي يدخل من غير قصد وُجد في مكان فيه أكل يعني أمر سهل، لكن يبقى أن على طالب العلم القدوة أن يتورع عن مثل هذا.

طالب: .............

على كل حال يُصنع لهم طعام بقدر حاجتهم؛ لأنهم جاءهم ما يشغلهم، هذا له أصل.

طالب: .............

مجرد البكاء؟

طالب: .............

إن العين لتدمع، والقلب يحزن، ما فيه شيء، لكن المقصود رفع الصوت مع تعداد المحاسن والجزع وشق الجيب ونتف الشعر وما أشبه ذلك، كله نياحة.

طالب: .............

والله كل عائلة بحسبها، بعض الناس عائلة من أفراد قليلين، وبعضها من أفراد كثيرين، وجاءهم ما يشغلهم بحسبه، كل شيء بحسبه، وأنا رأيت بنفسي أهل الميت جيء لهم بتريلا فيها أنواع الأطعمة الشرقية والغربية وما أدري إيش، تكفي الحي كله، لا شك أن هذا نياحة.

طالب: .............

نعم جاء تفسيره بذلك لكن له أنواع أخرى جاء تفسيره بذلك، والقطران المتداوَل الآن غيره هو الذي يعالَج به جرب الإبل يسمونه قطرانًا.

"ولهما" يعني البخاري ومسلم، "عن زيد بن خالد -رضي الله عنه- قال: صلى لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-" صلى لنا اللام بمعنى الباء، والمقصود صلى بنا- وإلا فالصلاة لله- جل وعلا- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "صلاة الصبح بالحديبية" الصبح الفجر بالحديبية "على إثر سماء" يعني بعد نزول مطر، فالسماء هو المطر.

إذا نزل السماء بأرض قوم

 

رعيناها وإن كانوا غضابًا

"على إثر سماء كانت من الليل" المطر كان من الليل، صلى بهم الصبح ثم قال: "لما انصرف يعني استقبل الناس بوجهه -عليه الصلاة والسلام- بعد السلام "فلما انصرف أقبل على الناس" إما أن يقال: سلَّم وانصرف يعني سلم ثم أقبل على الناس أو يكون الانصراف هو الإقبال على الناس، والمقصود ظاهر، "فقال: «هل تدرون ماذا قال ربكم؟»" سؤال «هل تدرون ماذا قال ربكم؟» هو يريد أن يخبرهم بما قال الله -جل وعلا-، لكن جاء به على صيغة السؤال، وليس المراد أن يجيبوا، هو الذي يجيب -عليه الصلاة والسلام-، لكن جاء به ليرسخ في قلوبهم «هل تدرون؟».

 وطريقة التعليم على صفة السؤال والجواب جاءت في حديث جبريل لما سأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الإسلام والإيمان والإحسان، ثم قال: «هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم» يعلمكم، ما جاء ليستفيد، فالتعليم بطريقة الحوار السؤال والجواب من أنفع الطرق، ولها أصل شرعي. "«هل تدرون ماذا قال ربكم؟» قالوا: الله ورسوله أعلم" قالوا: الله ورسوله أعلم، "قال: «قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر»" يقوله الله -جل وعلا- في الحديث القدسي "«فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب»" نسب النعمة إلى مسديها وموليها، واعترف بها ظاهرًا، وتحدث بها وصرفها فيما يرضي الله -جل وعلا-، فهذا المؤمن بالله كافر بالكوكب "«وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب»" إذا قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، وجعل المؤثر والمثير للمطر والمنزِّل له الكوكب فهذا كفر أكبر مخرج عن الملة، لكن إن جعله سببًا، إن جعل الكوكب سببًا فهذا لا شك أنه جعل ما ليس بسبب سببًا، وهذا شرك، وبعضهم يقول: شرك ويطلق، وبعضهم يقول: أصغر.

 وعلى كل حال سواء كان هذا أو ذاك يندرج تحت قوله: كافر بي مؤمن بالكوكب، لكن إذا قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، ومراده الوقت في وقت كذا، في وقت نوء كذا كما يقال: مطرنا بالمربعانية، بسهيل، بالوسم، يعني مراده بذلك الوقت مثل ما يقول: مطرنا بشهر ربيع أول، بشهر ربيع ثانٍ إلى آخره فهذا لا يصل إلى حد الشرك ولا الأصغر، لكن يجب اجتنابه؛ لأنه يدخل لفظًا، يدخل لفظًا لا حقيقة ومعنى فيما دل الحديث على منعه.

طالب: .............

ماذا؟

طالب: .............

ماذا تقول؟ ماذا تقول؟

طالب: .............

لا، هي صلاة بلا شك، كلام شيخ الإسلام كونه أولى لا يعني أنه مطَّرد، لا يعني أنه مطَّرد في التضمين، شيخ الإسلام يقول: تضمين الفعل أولى من تضمين الحرف، نحن قلنا: إن اللام مضمنة معنى الباء، فهي بمعناها ونائبة عنها، وتقوم مقامها، لكن لو أمكن تضمين صلى بفعل يتعدى باللام لكان أولى، لكن إذا لم يمكن لا مانع فيه نصوص لا محيد عن تضمين الحرف فيها.

طالب: .............

صلى لنا في بعض الأحاديث: صلى لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، صلى لهم من أجل التعليم، هذا ظاهر، ولكن حتى الإمامة بهم، ما هي لهم حتى الإمامة بهم، وليست لهم.

طالب: .............

لا لا لا، عموم، يعني هل المقصود به الكلام مقرونًا بهذه الحادثة أو على العموم، كل ما أمطرت أصبح من العباد، يعني الكلام ما هو متكرر؟ هو متكرر، فالحكم واحد، "ولهما من حديث ابن عباس معناه وفيه قال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا" فقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، "فأنزل الله هذه الآية {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [سورة الواقعة:75] إلى قوله: {تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82]"، {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [سورة الواقعة:76] فلا أقسم وإنه لقسم (لا) هذه لا أقسم، ما هي؟

طالب: .............

الأول من يقول بأنها زائدة والمعنى.. والأصل أقسم، الثاني..؟

طالب: .............

هذه قراءة الحسن البصري، لكن ما فيها لا، فيها همزة فلأقسم، اللام دخلت على أقسم، لام التأكيد دخلت على أقسم، لكنها قراءة ليست سبعية، قراءة الحسن شاذة، زيادة اللام في مثل هذا الموضع ما لها نظير في القرآن؟

طالب: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [سورة القيامة:1].

لا، أنا ما أقصد في اللفظ يعني زيادة لا، في موضع وجدت لا، وفي الموضع.. في الموضوع نفسه في مكان آخر بدون لا، ما منعك..

طالب: .............

والموضع الثاني..؟

طالب: .............

ما لك أن تسجد..

طالب: .............

فيه لا، وفيه موضع بدون لا، مما يدل على أن زيادتها في مثل هذا وهي زائدة من حيث اللفظ لا من حيث المعنى وإلا فالقرآن مصون عن الزيادة والنقصان.

طالب: .............

{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ} [سورة الواقعة:76] ماذا تفعل به هذا؟ يصير نفيًا على أصله، ما يمكن {وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الواقعة:76-80] إلى أن قال: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] أنزل الله هذه الآية، وفيها {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82] التي صدر بها الشيخ الباب.

طالب: .............

نعم يتوقعون أنه ينزل، لكن ما نقول إنه ينزل، الذي يُنزله كذا وكذا.

طالب: .............

إذا جرت العادة بشيء، وصار شيئًا مطردًا، الآن الرياح التي يقولون بعد في منتصف الليل يجيء ريح ما مرده عندهم؟ مرده أنه موجود في مكان كذا، وبينك وبين المكان مسافة كذا، وسرعة الريح كذا، أنت إذا ركبت سيارتك وأنت متعود أنك تمشي مائة، وبينك وبين البلد الذي تقصده مائة كيلو أو مائتي كيلو أو ثلاثمائة كيلو، ما تقدر أنك تقول: الوصول في الوقت الفلاني؟ هل يقال أنت ما تعلم الغيب؟

هذه أمور مبنية على أشياء محسوسة عندهم، وإن كنا نقول: الاسترسال في مثل هذه الأمور لا ينبغي؛ لأنه مشبه من وجه، لكن ينبغي أن يُترَك الناس ما يُذَكَّرون بمثل هذه الأشياء، كما أن بعض الأمور التي كانت تُظَن غيبًا أَثبتت.. أَثبت الواقع أنها مدركة بحساب ونحوه، والخلاف في معرفة وقت الكسوف والخسوف عند أهل العلم، منهم من يقول: ادعاء لعلم الغيب، وبعضهم يقول: يُدرَك بالحساب، ومع ذلك ثبت فيما بعد أن الحساب يأتي بها، تُدرَك به.

طالب: .............

لا، هو لا يلزم أن يكون من عباده المستجيبين، كلهم عباد لله، كلهم عباد لله، فالكفر محتمِل للأكبر والأصغر، لكن ما فيه شك إذا سلم المعتقَد من نسبة إنزال المطر للنجم أو للنوء فهذا شرك أصغر، وإذا قارنه ذلك ورأى هذا العبد الذي يقول هذا الكلام إن النوء هو الذي ينزل المطر ويؤثر فهذا أكبر.

 يقول:

"فيه مسائل:

الأولى: تفسير آية الواقعة" {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة:82].

نعم؟

طالب: .............

الرسول مؤيَّد بالوحي، مؤيَّد بالوحي، وإلا فما عنده وسائل -عليه الصلاة والسلام- تفسير آية الواقعة

"الثانية: الأربع التي من أمر الجاهلية" الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة.

"الثالثة: ذكر الكفر في بعضها" الاستسقاء بالنجوم وتقدم ما يدل على أن التنجيم سحر، تقدم في أبواب مضت أن التنجيم سحر، والسحر كفر، وهذه الأربع فيها ذِكر الاستسقاء بالنجوم، وهو نوع من التنجيم، وأما الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة، فلا تصل إلى حد الكفر إلا عند الاستحلال.

"الرابعة: أن من الكفر ما لا يُخرج من الملة"؛ لأنه جاء «ثنتان في الناس بهم كفر، هما بهم كفر».

طالب: .............

هما..

طالب: .............

نعم.

"الخامسة: قوله «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر» بسبب نزول النعمة" يعني الأصل أن نزول النعمة يزيدك صلة بربك، وأنت تبتعد بسبب هذه النعمة عنه؟! هذا من العجائب.

"السادسة: التفطن للإيمان في هذا الموضع" يعني فيه مواضع تطيش فيها العقول، وينسى فيها الإيمان، وقد يقول كلمة كفر وهو لا يشعر، فعلى المسلم أن يتفطن لإيمانه ولا يعزب عن قلبه، وعليه أيضًا أن يتفطن للكفر، ويحذر منه، ويفر منه في كل حال وفي كل ظرف.

"الثامنة: التفطن لقوله: لقد صدق نوء كذا وكذا "لقد صدق نوء كذا وكذا في حديث ابن عباس.

"التاسعة: إخراج العالم للتعليم للمسألة بالاستفهام عنها «هل تدرون ماذا قال ربكم؟»" وقلنا: إن التعليم على طريقة السؤال والجواب من أنفع طرق التعليم ووسائل التعليم؛ لأنه يرسِّخ ويجعل المستمع ينتبه أكثر مما لو أرسل الكلام إرسالاً هكذا، إخراج العالم للتعليم للمسألة بالاستفهام عنها لقوله: «أتدرون ماذا قال ربكم؟»

"العاشرة: وعيد النائحة"؛ لأنها إذا لم تتب تقام يوم القيامة وتبعث وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طالب: .............

وتجعلون رزقكم؟

طالب: .............

لا، بعضهم فسره بالقرآن، جعل الرزق القرآن؛ لأن السياق في القرآن، لكن هو جاء به الشيخ على أنه المطر.

طالب: .............

لكن لا يترفع به على الناس كونه يحمد الله -جل وعلا- أن جعله من صلب هذا الرجل الطيب..

طالب: .............

كونه من آل البيت وهم وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أن هذا رِفْعَة.

طالب: .............

لأن العادة جرت بذلك لا لأن سهيلًا ينزِّل المطر.

طالب: أحسن الله إليك، الكتب التي توزع من رئاسة اللجنة الدائمة للإفتاء ووزارة الشؤون الإسلامية يجوز لطالب العلم أن يكتب عليها اسمه أو ختمه يضع عليها ختمه.

نعم؛ لأن له اختصاصًا بها، وإن لم يكن ملكًا، لكن اختصاصًا.

"