الحديث مُخرَّج في (البخاري) وغيره، [البخاري: 445]، ولفظ الـمُصلى يحتمل أن يكون البقعة التي أدى فيها الصلاة، ويحتمل أن يكون المسجد بكامله؛ لأنه مُصلى، وتصح نسبتُه إليه؛ لأنه صلى فيه، ولا شك أن جلوسه في البقعة التي أدى فيها الصلاة تدخل دخولًا أوليًّا في الحديث، وعموم المسجد يدخل من حيث عموم الحديث وشموله لمكان الصلاة، فإذا لم تدعُ الحاجة إلى الانتقال من البقعة التي أدى فيها الصلاة فالأولى به أن يجلس في البقعة التي صلى فيها؛ ليكون دخوله في النص قطعيًّا، وإذا دعت الحاجة إلى ما يُعينه على البقاء والمكث في المسجد بأن ينتقل إلى سارية أو جدار يتكئ عليه، بحيث لو لم يفعل ذلك لما استطاع أن يتابع الجلوس ويمكث أطول وقت ممكن، فإنه لا مانع من أن ينتقل إلى ما يُعينه على تحقيق هذه السُّنة المرغب فيها، فالملائكة تصلي عليه وتدعو له وتستغفر له ما دام في مكانه ما لم يُحدث، والحَدَث المراد به ما يُبطل الطهارة، هذا هو الأصل، ويشمل الإحداث في الدين، فإذا أحدث في الدين وابتدع فيه، فلا شك أنه لا ينال هذا الفضل، وكذلك كما جاء في بعض الروايات «ما لم يؤذِ» [البخاري: 2119].
فعلى الراغب في مثل هذا الأجر وهذا العمل أن يحرص ألَّا يخدش هذا العمل المرغب فيه لا بحدثٍ حسي ولا معنوي ولا أذى، وإنما يستغل وقته بذكر الله وتلاوة القرآن ونفع الناس بتعليم ونحوه، وإن كان من المتعلمين فليحرص على طلب العلم، ويَثبت له هذا الأجر -إن شاء الله تعالى-.