الاعتكاف كما جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه خاص في العبادات الخاصة من الصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن؛ ليجمع قلبه على ذلك ويمنع التشتت للقلب، لا سيما في هذه الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر، هذا إذا كان في العشر الأواخر، وكذلك إذا كان في غيرها، فالمقصود من الاعتكاف أنه لجمعية القلب واجتماعه عليه فلا يتشتت قلبه، ومعروفٌ حاله -عليه الصلاة والسلام- أنه يَحتجر في حَجيرة -خباء صغير- ينقطع فيه عن الناس ولا يخرج إلا لأداء الصلاة وهو في المسجد، وكذلك مَن جاء بعده من أزواجه وصحابته، والأمر أوسع من ذلك عند بعض السلف -كالإمام مالك- إذا دخل رمضان ترك حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام- والتحديث واقتصر على تلاوة القرآن، هذا في سائر رمضان فكيف بالعشر التي هي أفضل الليالي بالنسبة للسنة؟! فعلى المسلم أن يجتمع ويَحْصُر قلبه ويلقي عنه هموم الدنيا وأشغالها وكلَّ ما يشغله عن تحقيق هذا الهدف الذي هو جمعية القلب، والله أعلم.
السؤال
اعتكفتُ في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحد السنوات وكنتُ أجد بعض الدروس المقامة في المسجد، سؤالي: هل الأولى للمعتكف أن يحضر هذه الدروس؛ ليتفقه في الدين، أم الأولى له أن يتفرغ للقرآن الكريم والذكر؟
الجواب