الصحابة -رضي الله عنهم- منهم العلماء -هذا هو الغالب-، ومنهم العوام: منهم مَن لا يقرأ القرآن، ومنهم مَن يقرأه، ومنهم مَن يحفظ، على كل حال ليس هذا هو السبب لردِّ هذه القصة: أن الصحابية اشتبه عليها القرآن بالشعر، إنما هو من زيادة إيمانها ويقينها وإذعانها لما جاء عن الله وعن رسوله من جهة.
الأمر الثاني: أن سبب الطعن في القصة هو عدم ثبوتها من جهة الإسناد، وبهذا قال أكثر أهل العلم، فضعَّفها النووي في (المجموع)، والذهبي في سير (أعلام النبلاء)، وابن حجر في (تخريج الكشاف)، وغيرهم من أهل العلم، قالوا: أسانيدها ضعيفة وفيها انقطاع.
والحافظ ابن عبد البر في (الاستيعاب) قال -رحمه الله-: (وقصته مع زوجته في حين وقع على أَمَتِه مشهورة، رُوِّيناها من وجوهٍ صحاح)، أما الشهرة فنعم مشهورة، وأما التصحيح فلعل ابن عبد البر وقف على طرقٍ لم يقف عليها من ضعَّفها، والله المستعان.
وعلى كل حال هي لا يثبت بها حكم شرعي، فهي مجرد قصة رُويتْ عن صحابي، فالحكم ثابتٌ بغيرها.