جاء في (سنن أبي داود): عن ابنٍ لسعدٍ قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال: يا بُني، إني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «سيكون قومٌ يعتدون في الدعاء» فإياك أن تكون منهم، إنَّك إن أُعطيتَ الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أُعذتَ من النار أُعذتَ منها وما فيها من الشر [1480].
وفي (مسند الإمام أحمد): عن أبي نعامة، أن عبد الله بن مغفل سمع ابنًا له يقول: اللهم إني أسألك الفردوس وكذا، وأسألك كذا، فقال: أي بُني، سَلِ الله الجنة، وتعوَّذ بالله من النار، فإني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور» [16796].
ومثل ما ورد في الحديثين هو نوع من الاعتداء في الدعاء.
والاعتداء في الطهور: الزيادة على ما شرع الله من الثلاث، بأن يغسل الوجه –مثلًا- أكثر من ثلاث، هذا من الاعتداء، و«يعتدون» أي: يتجاوزون، وهو نوع من الإسراف في الطهور.
وإذا زاد عما شرع الله له بأن غسل العضو أكثر من ثلاث دخل في حيِّز الابتداع، «فمَن زاد على هذا فقد أساء وتعدَّى وظلم» [أبو داود: 135 / والنسائي: 140].