جاء في حديث ضعيف: «إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي» [سنن الدارقطني: 2372]، ولكنه حديث ضعيف، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يستاك وهو صائم في أول النهار وآخره، فلا أثر للسواك على الصائم ولو كان رطبًا، ففي (الترمذي) عن عبد الله بن عمرو بن ربيعة عن أبيه –رضي الله عنه- قال: "رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لا أُحصي يتسوَّك وهو صائم" [725]، قال الترمذي: (وفي الباب عن عائشة. حديث عامر بن ربيعة حديث حسن، والعمل على هذا عند أهل العلم، لا يرون بالسواك للصائم بأسًا، إلا أن بعض أهل العلم كرهوا السواك للصائم بالعود الرطب، وكرهوا له السواك آخر النهار، ولم يرَ الشافعي بالسواك بأسًا أول النهار ولا آخره، وكره أحمد وإسحاق السواك آخر النهار)؛ للحديث الضعيف المذكور، ولأنه يزيل أثر الصيام الوارد في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك» [البخاري: 1894]، يقولون: إن السواك يزيله، وليس هذا بصحيح، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يستاك في الغداة والعشي، في أول النهار وفي آخره، والخلوف الذي ينبع ليس من الأسنان ولا من الفم، وإنما هو من المعدة، من أثر خلوها من الطعام، فهو باقٍ ولو استاك الإنسان، وفي (البخاري) (قال ابن سيرين: لا بأس بالسواك الرطب، قيل: له طعم، قال: والماء له طعم وأنت تمضض به) [3/20]، وعلى هذا فالسواك الرطب لا إشكال فيه للصائم في أول النهار ولا في آخره.
والسواك الجديد كذلك، لكن هناك سُوُك -جمع سواك: سُوُك، ككتاب: كُتُب، وبعضهم يقول: مساويك، وليس بصحيح-، بعضها يُطعَّم ويُشرَّب بأشياء أو بمواد أخرى إما بالليمون أو بالزنجبيل أو بأشياء نحوها، فإذا كان لها وجود وطعم في الحلق ينساب إلى الجوف فهذا خطر على الصيام لا ينبغي استعماله، والله أعلم.