في حديث (البخاري) عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه-: إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده، فقال: «ما يكون عندي من خيرٍ فلن أدَّخره عنكم، ومَن يستعفف يُعفَّه الله، ومَن يستغنِ يُغنه الله، ومَن يتصبَّر يُصبِّره الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر» [1469]، فالحديث يدل على أن الاستغناء عمَّا في أيدي الناس سبب للغناة والغنى، فمَن علَّق قلبه بالله -جل علا- ولم ينظر إلى المخلوق إلا باعتباره سببًا من الأسباب، والمعطي والمانع هو الله -جل علا-، فلا يعلِّق قلبه بمخلوق، وإنما يستغني عن المخلوقين بثقته بالله وتوكله عليه، وحينئذٍ يُغنيه الله -جل علا-، وكذلك «مَن يستعفف يُعفَّه الله»، فالعفَّة فيما يتعلَّق بجميع الجوارح، فيكون عفيف اللسان، عفيف الفرج، عفيف السمع، عفيف البصر، فيستعفف ويحفظ هذه الجوارح فيحفظها الله عليه، ويعينه على إعفاف فرجه وبصره وسمعه إلى غير ذلك..، «يُعفَّه الله» -جل علا-، فيكون عفيفًا في جميع ما يتعلَّق به هذا الأمر، «ومَن يتصبَّر يُصبِّره الله» فالحلم بالتحلُّم، فيعوِّد نفسه على الحلم، والصبر بالتصبُّر، فيحمل نفسه على الصبر، فإذا حمل نفسه على الصبر وجاهد نفسه عليه فإنه يصبِّره الله -جل علا-، والله أعلم.
السؤال
ما معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَن يستغنِ يُغنه الله، ومَن يستعفف يُعفَّه الله، ومَن يتصبَّر يُصبِّره الله»؟
الجواب