هذا الحديث ضعيف، وفي الباب -أعني: باب التقوُّل على الله والفتيا بغير علم- أحاديث صحيحة، وفيه أيضًا فوق ذلك آيات، {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60]، ما أعظم من هذا؟ ومن أعظم الكذب على الله القول عليه بلا علم، فليحذر الإنسان أن يتعجَّل في هذه الأمور، وأن يفتي بغير علم. والسلف -رحمهم الله- كانوا يتدافعون الفتيا، فيأتي السائل من بلاد بعيدة، فيسأل فلانًا، فيقول: اذهب إلى فلان، ثم يذهب إلى فلان، فيقول: اذهب إلى فلان، وهكذا؛ خروجًا من تبعة التقوُّل على الله -جل وعلا-، ولولا أن الله -جل وعلا- أخذ العهد والميثاق على أهل العلم أن يبيِّنوا للناس ولا يكتمونه، لوجدتَ كثيرًا من الناس يُحجمون، ويمكن أن تتعطَّل الفتوى، لكن العهد والميثاق أُخذ على أهل العلم أن يبيِّنوا، وبالمقابل لا يجوز لغير المتأهِّل أن يُفتي، وأن يقول على الله بغير علم.
السؤال
ما صحة حديث «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار» [سنن الدارمي: 159]؟
الجواب