السؤال
الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال للوفد الذين قالوا له: "أنت سيِّدنا وابن سيِّدنا": «السيِّد الله» [أبو داود: 4806]، ونهاهم عن ذلك، مع أنه قال في حديث آخر: «أنا سيِّد ولد آدم»، فكيف الجمع بينهما؟
الجواب
هذا في حال الإطراء يُمنع، فإذا خُشي على الإنسان أن يُبالغ ويُطري النبي -عليه الصلاة والسلام- ويقع في المحظور يُقال له: «السيِّد الله»، والرسول -عليه الصلاة والسلام- إنما هو عبد الله ورسوله. لكن ثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: «أنا سيِّد ولد آدم ولا فخر» [مسلم: 2278 / والترمذي: 3148]، فهو سيِّد بلا شك. كما هو الشأن في المفاضلة بين الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- مثلًا، فإذا خُشي من المفاضلة تَنقُّص أحد الطرفين، والغلو في الطرف الثاني، تُمنع، وجاء النهي عنها: «لا تُفضِّلوا بين أنبياء الله» [البخاري: 3414]، «ما ينبغي لعبد أن يقول: إني خيرٌ مِن يونس بن متى» [البخاري: 3395]، فجاء هذا حينما يُخشى أن يُتنقَّص المفضول ويُغلى بالفاضل، وإلا فالأصل أن المفاضلة ثابتة بالقرآن، {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: 253].