الآيات والأذكار التي تقي من السحر

السؤال
ما الذي يقي من السحر من القرآن أو من الأذكار تحديدًا؟
الجواب

الذي يقي من السحر ومن سائر الشرور وما يؤذي الإنسان هو ذكر الله -جل وعلا- ولا سيما ما جاء النص عليه من كتاب الله كسورة الفاتحة، وآية الكرسي، والآيتين من آخر البقرة، والمعوذتين، وغيرها مما جاء ذكره في النصوص، وكذلك الأذكار والأدعية النبوية التي ثبتت عنه -عليه الصلاة والسلام-، وَلْيُعلم أن هذه الأذكار إنما هي أسباب تترتب عليها آثاراها إذا لم يكن ثَمَّ مانع، وإذا وجد مانع فإنها قد توجد هذه الأذكار ولا يترتب عليها أثرها، بأن يوجد ما يَحذره الإنسان، ولذا سُحر النبي -عليه الصلاة والسلام- كما في الصحيح [البخاري: 3268]، مع أنه من ألزم الناس لذكر الله ومن أكرمهم على الله -جل وعلا-، فالإنسان عليه أن يبذل السبب كما أن عليه أن يسعى جاهدًا لانتفاء الموانع؛ لكي تترتب عليها الآثار.

وهذه الأذكار التي يُرجى نفعها في هذا الباب حكمها حكم الدعاء، الإنسان بهذه الأذكار كأنَّه يدعو الله -جل وعلا- أن يقيه من شر هذه الشرور والآفات، ومعلوم أن الدعاء سبب تترتب عليه آثاره إذا لم يكن ثَمَّ مانع، ومن أعظم الموانع أكل الحرام كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- لسعد –رضي الله عنه-: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة» [المعجم الأوسط للطبراني: 6495]، وأيضًا كما جاء في الحديث: «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وَغُذِيَ بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» [مسلم: 1015]، وهذا استبعاد، فعلى الإنسان أن يحرص على أن يكون طيب المطعم، وأن يكون مطيعًا لله -جل وعلا- متقيًا له مخلصًا له في عبادته، وإذا قرأ هذه الأذكار وقرأ هذه الأوراد فإن عليه أن يستحضر ما يقرأ وما يقول؛ لتترتب عليها كامل الآثار، وإن كان بعض أهل العلم يرى أن الأثر مرتب على مجرد القول وإن لم يكن معه استحضار، وهذا ما يرجحه ابن حجر وأن الاستحضار وتدبر ما يقول إنما أجره قدر زائد على مجرد الأثر المرتب عليه؛ لأن الآثار رُتِّبت على القول، من قال كذا، من فعل كذا، رُتِّبت على مجرد ذلك فلا يلزم من ذلك الاستحضار، مع أن القول إذا لم يكن الإنسان مستحضرًا لمعناه ومستحضرًا عظمة مَن يذكر فإن مثل هذا أثره في النفس في الغالب قليل جدًّا، وقد لا يكون له أثر كما هو ظاهر في حال كثير من المسلمين الذين يذكرون الله مع قلوب غافلة لاهية، والله المستعان.