اتخاذ تفسير الأحلام مهنة

السؤال
ما حكم اتخاذ تفسير الأحلام مهنة يمتهنها الإنسان؟
الجواب

جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه إذا صلى الصبح وأقبل عليهم بوجهه سأل: «هل رأى أحد منكم رؤيا؟» [البخاري: 1386]، هذا ثابت عنه -عليه الصلاة والسلام- فيقصون رؤاهم ويؤولها، ولكن ما عُرف هذا عن أصحابه -عليه الصلاة والسلام-، لا عُرف عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنه يسأل هذا السؤال، ولا عن عمر -رضي الله عنه-، ولا عن غيرهما من الصحابة، ولا يُعرف عن أحد من سلف الأمة وأئمتها أنها تفرَّغ لهذا الشأن، نعم، منهم من عُرف بتميزه في هذا الباب كمحمد بن سيرين مثلًا، لكنه لم يتفرغ للتأويل ويأخذ عليه الأجرة، إنما يؤول ما يعرض عليه وهو في حياته الطبيعية فلم يتخذ هذه مهنة ولم يأخذ عليها أجرًا، إنما هو إمام عالم محدث فقيه ماشٍ في طريقه، في عبادته، في علمه، في تعليمه، في تحديثه، في تحمُّله للحديث وأدائه، ولم يتخذ ذلك مهنة، ولم يعوقه ذلك عن عمله الذي كُلف به شرعًا، ومع ذلك يوجد من الناس من يتخذ هذا مهنة ويتفرغ له ويأخذ عليه الأجر، وهذا لم يُعرف في سلف الأمة ولا في صدرها الأول ولا في خيارها، ومثل هذا الرقية، فتفسير الأحلام له أصل فلا يُمنع بالكلية، لكن التفرغ له واتخاذه مهنة هذا لم يُعرف ولم يُعهد عن الأئمة ولا عن سلف الأمة، وكذلك الرقية لها أصل في الشرع ومع ذلك لا يُعرف مَن تفرغ لها وترك جميع الأعمال من أجلها وجلس ينتظر مَن يرقيه، وإنما جاءت أحاديث بها وثبتت بها السنة، فمن استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه من دون أن تُتخذ مهنة ويُتفرغ لها.