هجر المصاحف وإهمال العناية بها ونظافتها

السؤال
عندي بعض المصاحف التي هُجرت عن القراءة وعلاها شيء من الغبار بسبب بُعد القرأة عنها، هل آثم بعدم صيانتي لها وتنظيفها وعدم القراءة منها؟
الجواب

هجر القرآن لا يجوز، وقد شكا منه النبي -عليه الصلاة والسلام-: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: ٣٠]، فلا يجوز هجره، فإذا كان عند الإنسان من المصاحف قدر زائد على حاجته وحاجة ولده وأهل بيته فإنه يدفعها إلى من ينتفع بها؛ ليعم نفعها ويكثر ويترتب عليها الأجر والثواب، فيكون له نصيب من ذلك؛ لأنه أعان على قراءة القرآن ويسر سببه بإهداء هذا المصحف، لكن يبقى أن هناك شيئًا يُسأل عنه كثيراً وهو أن هناك مصاحف قد تكون غير صالحة للاستعمال أو يشق استعمالها كالمخطوطات مثلاً، كمن عنده عشر نسخ من القرآن الكريم مخطوطة، الناس استغنوا عنها ولا يحتاجونها، والتعامل معها صعب والأمور متيسرة ولله الحمد والمصاحف كثيرة جدًا، فماذا يفعل؟ هل يدفعها وأقيامها غالية مرتفعة أو يجعلها في مكان بحيث يستفاد منها عند الرجوع في أقسام المخطوطات في الجامعات أو غيرها؟ وقل مثل هذا في المخطوطات القديمة النادرة، مصاحف أوروبية ومصاحف طبعت قديمًا من مئات السنين، هذه أشبه ما تكون عند الناس بالتحف لا يُقرأ فيها، فالعناية بها حقيقة في النفس منها شيء؛ لأن الناس استغنوا عنها بالطبعات الجديدة التي يتيسر استعمالها ويخف حملها، وأقيامها متيسرة ولله الحمد للجميع، وطباعاتها فاخرة وجميلة، ولمجمع الملك فهد -رحمه الله- في هذا اليد البيضاء، حيث يسر وجود المصاحف بأيدي المسلمين في أصقاع الأرض وطبع منه مئات الملايين من المصاحف ولله الحمد والمنة، يبقى أن العناية بهذه المصاحف النادرة من المطبوعات القديمة أو المخطوطات حقيقة في النفس منها شيء؛ لأنه يترتب عليها هجرها، وليس بالمتيسر إهداؤها؛ لغلاء أقيامها، وأيضًا التعامل معها فيه شيء من الصعوبة، فهناك طبعات أوروبية بخطوط قديمة، وكذلك طبعات هندية ومتعددة، التعامل معها صعب، لكن يبقى أنها تُحفظ في مكان يمكن أن يستفاد منها في وقت من الأوقات عند الحاجة إليها.