المراد بـ(البنون) في قوله تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}

السؤال
ما تفسير قول الله: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }  [الكهف: 46]، هل البنون الصبية أم أنه يشمل البنات معهم؟
الجواب

المال والبنون زينة الحياة الدنيا؛ لأنه بالمال يتجمل ويقضي حوائجه وينتفع به، وبالبنين يزداد قوة ودفعًا فيتقوى بهم، وعلى هذا التفسير عند أهل العلم لا يدخل البنات فيه، كما أنه مقتضى اللفظ إذ لو أُريد البنات لقيل: (المال والأولاد) ما قيل: (البنون)؛ لأن الأولاد يشمل البنين والبنات، وأما بالنسبة للبنين فإنَّه خاص بهم دون البنات، وعلى كل حال لا شك أنَّ الأولاد زينة لا سيما فيما يتعلق بالبنين؛ لأنهم زينة ظاهرة وباطنة: أمام الناس وأمام الملأ، وزينة عنده إذا نظر إليهم وسروه ودافعوا عنه وذادوا عنه، لا سيما البنين الشهود الذين هم ملازمون لأبيهم وأهليهم يدافعون عنهم ويقضون حوائجهم، بخلاف البنين الذين هم في أماكن نائية ولا يرونهم إلا في أوقات متباعدة أو قد لا يرونهم كما هو حال كثير من أبناء المسلمين الذين يتفرقون في البلدان وينتشرون وليس لوالديهم حظ من نفعهم؛ ولذا امتن الله على الوليد بن عقبة بقوله: {وَبَنِينَ شُهُودًا} [المدثر: 13]، هؤلاء هم الذين يُمتَن بهم، مع أنه يمكن الانتفاع بالولد وإن كان بعيدًا بالصلة والمراسلة وبعث شيء مما يحتاج إليه من المال ونحوه، وزياراته في أوقات المناسبات ونحو ذلك، لكن الامتنان إنما يتم إذا كان أكثر نفعًا من غيره.