ترك الأعمال الدعوية؛ خوفًا من الفتنة

السؤال
اختلفنا مع بعض الدعاة في بلدنا، فنحن إذا أردنا أن نقوم ببعض الأعمال الدعوية قالوا: (اتركوها الآن؛ لكي لا تؤدي إلى الفتنة)، وفي المقابل أهل الباطل يعملون بجِدٍّ، ويؤثرون على كثير من الشباب عندنا، فهل يجوز ترك الدعوة لمجرد التخوف من الفتنة؟
الجواب

الدعوة كما قال الله -جل وعلا- لنبيه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: 108]، فإذا كان الداعي على بصيرة واستعمل الحكمة والموعظة الحسنة فإنه لا يلتفت إلى غير ذلك، ويبتعد كل البعد عن الإثارة التي تؤثر على الدعوة وعلى بقية الدعاة، فلا يجوز ترك بيان الحق لمجرد هذا التخوّف، بل لا بد من بيان الحق، لكن بالأسلوب الشرعي، فعلى الداعي أن يكون على بصيرة، ولديه من الأهلية ما يعرف ما يدعو به وإليه، وأن يكون هيِّنًا ليِّنًا يتوخى الأساليب النافعة، ويجتنب الإثارة، وحينئذٍ لا يكون له أثر سلبي -بإذن الله-.