الانشغال بطلب العلم وترك الزواج

السؤال
من انشغل بطلبِ العلمِ وأشغالِ الحياة الأخرى مِن طلبٍ للرزقِ وغيره، ومضى به العمرُ حتى مات ولم يتزوج، هل يكون بذلك عاصيًا لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-؟
الجواب

إذا كانت لديه القدرة على النكاح سواء كانت القدرة البدنية الجنسية أو المادية فإنه يكون عاصيًا؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغَضُّ للبصر وأحْصَنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاءٌ» [البخاري: 5066]، وإن ازدادت الرغبةُ والحاجةُ وخشي على نفسه لزمه ذلك، وتأكَّد في حقه، وعلى كل حال النكاح من سنن المرسلين، ولما ذُكر للنبي -عليه الصلاة والسلام- من أراد أن يَتَبَتَّل ذَكَر أن النكاح من سنَّتِه -عليه الصلاة والسلام- و«من رَغِبَ عن سنتي فليس مني» [البخاري: 5063]، فعلى المسلم أن يتقي الله، ولا يَشتغل بشيء يُلهيه عن هذا الأمر بحيث يعرِّض نفسَه للفتنة، وإذا كان يَشتغل بطلب علمٍ فلا شك أن هذا خلل في التصوُّر؛ لأن الزواج يُعين على طلب العلم، ولا يَعوق ولا يُشغل عنه، وهذا أمرٌ مُجرَّب، ولو لم يكن في ذلك إلا راحة البالِ، وتهيئة الظرفِ المناسبِ مِن قِبَلِ الزوجة لزوجها، فيستعين بذلك ويعينه الله ويوفقه ويسدده، ويسعى في إيجاد ذُريَّة تعبد الله -جل وعلا-، ويَسعى في صلاحها؛ لتدعو له بعد موته، وليس هذا بمبرر أن يَنشغل في طلب العلم ويَترك سنةَ نبيِّه -عليه الصلاة والسلام-.