ترك المتنزهين في البرية ما معهم من الماء للطبخ وتيممهم للصلاة

السؤال
كنا متنزهين في البرية والماء معنا في (جوالين)، فأبقينا الماء للطبخِ وغسلِ الأواني، وتيممنا للصلاة، فهل علينا في ذلك شيء؟
الجواب

مَن كان معه من الماء شيء لا يكفيه لشربه وطبخه ووضوئه فلا شك أنه يُقدِّم الأكل والشرب؛ لأنها ضرورة، ويتيمم، لكن الملاحَظ عند كثير من الناس في مثل هذه الرحلات أنهم بإمكانهم توفير الماء بشراء زيادة من الكمية المطلوبة تُخصَّص للوضوء، ولكن بعض الناس يفرِّط ولا يهتم، يسمع الرخصة في التيمم عند الحاجة وعند عدم الماء ويستصحب ذلك فلا يهتم لأمر الوضوء، فعلى المسلم أن يحتاط لنفسه ويهتم لعبادته؛ لأن الوضوء شرط لصحة الصلاة، والتيمم لا شك أنه بديل عن الماء إذا فُقِد، أما التساهل في حمل الماء وأن يقولوا: (يكفينا أن نشرب ونطبخ) ولو كان معهم فضل مكان في السيارة ليحملوا فيه زيادة من الماء للوضوء! وأحيانًا يسهل عليهم جدًّا أن يذهبوا إلى الأمكنة التجارية التي يباع فيها الماء لأدنى سبب، لكن بالنسبة للوضوء لا يهتمون له، ولا يُشغِّلون السيارة من أجله! لا شك أن مثل هذا تفريط؛ لأن الدين رأس المال، نعم الضرورات مقدَّرة بقدرها، وإذا خشوا من العطش، أو لم يكن عندهم من الماء ما يُمكن أن يهيئوا به طعامهم فيُقدَّم هذا، ويُتيمم معه للصلاة، لكن مع ذلك الملاحَظ تفريط كثير من الناس في هذا الباب، وتجده لأدنى سبب ولو يريد أن يغسل شيئًا لا يحتاجه الآن ذهب إلى المحطة أو البقالة وأحضر ماءً وغسل وفعل، لكن الوضوء الذي هو شرط لصحة الصلاة لا يقيم له رأسًا، ولا يلتفت إليه! لا شك أن هذه رِقَّة في الدين وعدم اهتمام وعدم اكتراث فيما أوجب الله عليه من أعظم العبادات التي هي الصلاة، وشرطها الطهارة، ومثل ما قيل: إن الماء لا يُستهان به، ولا يُقتصر فيه على الأكل والشرب ويُترك الوضوء مع سهولة حمله وقرب تناوله لمجرد عدم الاهتمام والاكتراث في الصلاة وما يُصححها، فعلى المسلم أن يتقي الله -جل وعلا- ويهتم بذلك.

وإذا كان الإنسان تائهًا في البرية ومعه ماء كثير، وغلب على ظنه أنه ينتهي الماء بعد أن توضأ منه بجزء، وخشي على نفسه الهلاك فغلبة الظن تُنزَّل منزلة اليقين.