كيفية طلب العلم بعد التضييق على طلبه وبعد التقدُّم في السن

السؤال
أنا من بلد كان فيها التضييق على أهله في طلب العلم والدعوة، والآن -الحمد لله- نحن في فسحة من ديننا، ونحضر الدروس، فنريد نصيحتكم فيما نهتم به ونبدأ به في طلب العلم، ونحن قد تقدمنا في السن ما بعد الأربعين سنة.
الجواب

أولًا على مثل هذا أن يهتم بالتعلم على الطريقة والجادة التي سلكها أهل العلم وبيَّنوها ووضحوها في مصنفاتهم، فيبدأ بالمتون الصغيرة ولا يختلف في ذلك الكبير عن الصغير، لكن عليه أن يهتم بما يناسبه من هذه المتون، ويتدرَّج فيها في سائر العلوم، وهذه مبيَّنة في كتب أهل العلم في كيفية الطلب، وأيضًا موجود فيها أشرطة، -والحمد لله- هي مشروحة ومبيَّنة.

وكونه وصل الأربعين هذا لا يمنعه من البدء بطلب العلم، وعُرِف في تراجم بعض العلماء أنهم بدؤوا متأخرين في الطلب، ومن الأمثلة على ذلك صالح بن كيسان، وقد قيل في عمره أقوال متباينة، منهم من قال: بدأ الطلب وعمره تسعون سنة، وحفظ من السنَّة ما حفظ، حتى عُدَّ من كبار الآخذين عن الزهري، وهو أكبر سنًّا من الزهري، ومنهم من يقول: إن سنِّه أصغر من ذلك حتى قيل: إن عمره خمسون سنة. وعلى كل حال السن ليس بعائق، المقصود النية الصالحة والجد والاجتهاد في طلب العلم وعدم التراخي، وبذلك يُحصِّل ما كتب الله له أن يحصَل عليه من العلم، وإذا علم الله منه صدق النية ومشى على الجادة المعروفة عند أهل العلم يُدرك -إن شاء الله تعالى-.

وقد ألقيتُ محاضرة بعنوان "كيف يبني طالب العلم مكتبته"، موجودة ومسجَّلة ولله الحمد. وفي المقدمة التي كتبتُها لـ(ألفية العراقي) خمس صفحات في كيفية طلب الحديث وعلومه، نافعة -إن شاء الله-.