تصدُّر الشخص للإمامة والخطابة والتدريس مع قلة كفاءته؛ لعدم وجود غيره

السؤال
لعدم وجود إمام أصبحتُ إمامًا في الصلوات الخمس وخطيبًا للجمعة أُترجم وربما أختصر خطبًا لكبار العلماء، وأُقدِّم درسًا أسبوعيًّا بحيث نقرأ في شرح أحد الكتب، وأقوم بالترجمة كـ(شرح الثلاثة الأصول) للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- وغيرها، مع أني لستُ بطالب علم، ولكنني أحفظ كتاب الله، وأطالع الكتب، وأسمع لأشرطة الدروس خاصة دروس ابن عثيمين -رحمه الله-، نرجو منكم النصح، وهل يُعتبر هذا تصدرًا مذمومًا أو منهيًّا عنه، والحال هنا في هذه البلاد التي هي بعيدة عن بلاد المسلمين كما لا يخفى عليكم؟
الجواب

إذا لم يوجد غيره ممن يقوم بمهمة التعليم والخطابة والإمامة ممن هو أكفأ منه فلا مانع أن يقوم بها على الطريقة التي ذكرها، بحيث لا يتبنَّى شيئًا لا يعرفه ولا يتقنه، ولا يهجم على العلم وهو ليس من أهله، فلا مانع أن يقرأ بكتاب معتمد عند أهل العلم مزكًّى لا يُعرف فيه شواذ ولا مخالفات، لا سيما من كتب أهل العلم الراسخين، فيفيدهم بأن يقرأ عليهم في هذا الكتاب أو يترجمه إذا كان متقنًا للترجمة، أو يقرأ عليهم من فتاوى أهل العلم التي تنفع الناس بالنسبة للعامة، وهو يستفيد من الأشرطة؛ لبعده عن منابع العلم ومحاضنه، ويسمع فيما يذاع عبر الإذاعات وغيرها، ويُفيد بما يسمع، فينقل لهم ما يسمع من أهل العلم، فيكون ناقلًا لا قائلًا متبنيًّا، وإذا تمكَّن وتأهَّل انتقل إلى مرحلة الإفادة من علمه.

ولا شك أن العلم والتعليم والتعلُّم من فروض الكفايات، إذا لم يقم بها مَن يكفي، تعيَّنتْ على مَن تأهَّل لها.