ذكر الداعية أو الواعظ لأخبار بني إسرائيل دون أن يخبر الناس أنها من أخبارهم

السؤال
هل للداعية أو الواعظ أن يذكر للناس بعض أخبار بني إسرائيل دون أن يخبرهم أنها من أخبارهم؟
الجواب

على الداعية والواعظ والخطيب أن يعظ الناس ويذكرهم بكلام الله -جل وعلا-، كما قال -جل وعلا-: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45]، وبسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- القدوة والأسوة، وفي الوحيين عمومًا من الكتاب والسنة ما يكفي المسلم ويشفيه ويعينه على أمر دينه ودنياه، وفي ذلك كفاية، لكن إذا استوعب ما في الموضوع الذي يتحدث عنه: ما جاء عن الله، وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وعن صحابته الكرام، ومن أقوال أهل العلم ما يعين على فهم ما تقدم من النصوص، فلا مانع حينئذٍ أن يذكر شيئًا من الإسرائيليات التي لا تعارض ما عندنا في كتابنا وسنة نبينا -عليه الصلاة والسلام-. وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام- في الصحيح «حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» [البخاري: 3461]، ويشترط في هذا ألَّا يكون ذلك مخالفًا لما جاء عندنا في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وفي (البزار) «حدِّثوا عن بني إسرائيل فإن فيهم الأعاجيب» [كشف الأستار عن زوائد البزار: 192]، نعم في أخبارهم ما يلفت أسماع المستمعين، وفيها أشياء من الغرائب وأشياء لم تَطرق سمع المسلم، حينئذٍ إذا كان في هذا الحيِّز وفي هذا الإطار فلا مانع من ذكر بعض أخبارهم، على ألَّا تُنسب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولا يفهم السامع أنها من كلامه أو من كلام صحابته، وإنما يُخبَرون بأنها من أخبار بني إسرائيل، فلا مانع من تداولها شريطة ألَّا تكون مخالفة لما في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.