إظهار الداعية أو العالم بعضَ أعماله وجهوده؛ لتُعرف جهود العلماء

السؤال
ما حكم الداعية والعالِم الذي يُبيِّن بعضَ أعماله وجهوده في الدعوة إلى الله والاحتساب؛ لمصلحة أن يعرف الناس جهود العلماء، وبالتالي تبقى مكانتهم في قلوب الناس، ويأخذون بأقوالهم؟
الجواب

على الداعية والعالِم والعامل أن يُخفي عمله؛ لأنه أقرب للإخلاص، وإظهار العمل مدعاة إلى الرياء وما يُخلُّ بالإخلاص، لكن إذا وُجد مَن يتَّهم هذا الشخص بالتقصير في أمرٍ ما فلا مانع من إظهاره، والله -جل وعلا- لا يُحب الجهر بالسوء من القول إلا مَن ظُلم، وابنُ عمر –رضي الله عنهما- لما اتُّهم بالعِيِّ قال: "كيف يكون عَيِيًّا من في جوفه كلام الله"؟! فيُظهِر لا مانع من ذلك، وإن أظهر هذا العمل على أنه مِن غيره -إذا اتُّهم العلماء بالسكوت عن المنكرات- فلا مانع أن يقول: إن العالم الفلاني فعل كذا، أو العالم الفلاني نصح بكذا، أو العالِم الفلاني أنكر كذا، وهكذا، ولا يَنسب لنفسه شيئًا إلا إذا دعت الحاجة والضرورة إلى ذلك، فإذا دعت الحاجة إلى ذلك فلا مانع من إخبار بعض الناس بهذا؛ ليُنفى عنه هذا التقصير الذي يؤدِّي إلى تقليل الإفادة منه، وإذا كان هذا الإظهار يدعو إلى الاقتداء به والقول أو العمل بقوله فالأمور بمقاصدها، وهناك أعمالٌ الإسرار فيها أفضل، وأعمالٌ الجهر فيها أفضل؛ ليتم الاقتداء ويتم الائتساء، وإلى غير ذلك مما جاءت به النصوص وجرى عليه عمل الأمة، والله أعلم.