التهاون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

السؤال
نرى تركًا وتهاونًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الجواب

لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو السبب في تفضيل وخيريَّة هذه الأمة على غيرها، {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: ١١٠]، فقُدِّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان؛ للاهتمام به والعناية بشأنه، وإلَّا لا يصح أمر ولا نهي بدون إيمان، لكن مِن أجل الاهتمام به والعناية بشأنه قُدِّم على الإيمان.

إذا عرفنا هذا، فبالمقابل لماذا لُعن بنو إسرائيل؟ {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة: ٧٩]، فإذا كان هذا سبب خيريَّة هذه الأمة، فعلى الأمة بكاملها الاهتمام به والعناية بشأنه، وليس خاصًّا بجهة رسميَّة، ولا يُعفى منه أحد؛ لأن في الحديث الصحيح: «مَن رأى منكم منكرًا فليُغيِّره»، و«مَن» مِن صيغ العموم، فيشمل جميع المسلمين، وجميع مَن يصح أن يوجَّه إليه هذا العموم، وكلٌّ على حسب استطاعته: «فليُغيِّره بيده» إن كان يستطيع، وإذا كان لا يستطيع، فليُغيِّره «بلسانه»، «فإن لم يستطع فبقلبه» [مسلم: 49].