دخول الخادمة النصرانية مكة، وترتيبها البيت وتغسيل أثاثه بيدها

السؤال
عندنا شغالة نصرانية، وأريد الذهاب إلى مكة، فهل يجوز دخولها مكة بحيث لا تدخل المسجد الحرام، ولكن تبقى في إحدى الشقق؟
وشق آخر من السؤال يقول: هل يجوز أن ترتِّب البيت بيدها، وتغسل شراشف الصلاة ونحو ذلك؟
الجواب

الكافر لا يجوز أن يدخل مكة؛ لقوله -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] (لا يقربوا)، وعند جمهور أهل العلم أن المسجد الحرام حكمه يَعمُّ الحرم كله، فلا يجوز لها أن تدخل ولو لم تدخل المسجد، فلا تدخل مكة -حدود الحرم-. وما عدا مكة من البلدان الواقعة في جزيرة العرب جاء النهي عن أن يجتمع دينان في جزيرة العرب، ولكن مكة على وجه الخصوص جاء فيها النص الخاص، وأمرها أشد.

وأما الشق الثاني من السؤال: (هل يجوز أن ترتِّب البيت بيدها)؟ لا مانع من ذلك؛ لأنها إنما تُعوقد معها على الخدمة، وتغسل الشراشف والأواني بيدها؛ لأن النجاسة في قوله -جل وعلا-: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} نجاسة معنويَّة عند جمهور أهل العلم، فلا يؤثِّر مسها للأشياء ولو كانت رطبة إذا كانت يدها خالية من النجاسة، فالنجاسة معنويَّة عند جمهور أهل العلم، وإن قال بعضهم كالظاهرية وغيرهم: إنها نجاسة حسيَّة، وإذا كانت نجاستها حسيَّة وبيدها رطوبة فلا يجوز أن تمس شيئًا؛ لأنه يتنجس، لكن المعتمد هو قول الجمهور، وأن المراد بالنجاسة هنا النجاسة المعنويَّة، نجاسة الشرك -نسأل الله العافية-.