قضاء سنة الفجر بعد الفريضة بشكل شبه يومي

السؤال
كثيرًا ما أقوم متأخرًا من النوم لأصلي الفجر وأُدرك صلاة الجماعة في المسجد، لكن لا يمكنني صلاة سنة الفجر إلا بعد الصلاة، وذلك أصبح بشكل شبه يومي مع محاولتي للتبكير، سؤالي يا شيخنا: هل أصليها بعد الصلاة المكتوبة حتى ولو كان بشكل شبه يومي، أم أتركها؟
الجواب

سنة الفجر من الرواتب المؤكدة، وثبت عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه كان لا يتركها سفرًا ولا حضرًا بخلاف السنن الأخرى، فسنة الفجر الراتبة مع الوتر ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يفعلهما في السفر والحضر، وهذه السنة الأصل فيها أن تكون قبل صلاة الفجر، لكن إذا فاتت صلاها بعد الصلاة، وإن انتظر إلى أن ترتفع الشمس ثم صلاها فلا مانع من ذلك، لكن الأولى أن تصلى بعد الصلاة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- رأى رجلًا يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين فقال: «صلاةَ الصبح ركعتين؟!»، فقال: إنه لم يصلِّ الركعتين، يعني: سنة الفجر، فأقرَّه على ذلك -عليه الصلاة والسلام- [أبو داود: 1267]، مما يدل على أنها تُفعل بعد الصلاة لمن فاتته، وليحرص المسلم على هاتين الركعتين في وقتهما قبل الصلاة، وهما خير من الدنيا وما فيها –أعني السنة الراتبة-، والسنة فيهما أن تكونا خفيفتين، فقد قالت عائشة -رضي الله عنها-: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يخفف الركعتين اللتين قبل صلاة الصبح حتى إني لأقول: هل قرأ بأم الكتاب؟" [البخاري: 1171]، وذلك مبالغة في التخفيف، ومع ذلك أجرهما بهذه المثابة: خير من الدنيا وما فيها، فليحرص الإنسان وليضع ويجعل الأسباب التي تعينه على الانتباه من النوم قبل الصلاة بوقت كافٍ للتهيؤ لها وصلاة الركعتين، ثم أداء الصلاة من أولها مع الإمام في المسجد.

ووقت النهي يبدأ من طلوع الفجر قبل الصلاة، فراتبة الفجر في وقت نهي لكنها مستثناة، ولذلك لا يُصلى في هذا الوقت -بعد طلوع الفجر- إلا هاتين الركعتين، وهو من الأوقات المخفَّفة.