مَن صلى إلى جهةٍ بعد سؤال أهل البلد، ثم تبيَّن أنها غير جهة القبلة

السؤال
سافرتُ إلى مكانٍ وسألتُ عن القبلة وصليتُ، وفي اليوم الثاني قالوا: إن جهة القبلة خطأ، فهل أُعيد الصلوات التي صليتُها في اليوم الأول؟
الجواب

إذا اجتهد المصلي في تحري القبلة وصلى، ثم تبيَّن أن تحريه كان خطأً، فلا يخلو من حالين:

- إن كان اجتهاده هذا في الصحاري والبراري والقفار، فهذا صلاته صحيحة {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، وقد بذل ما عليه من الاجتهاد في طلب القبلة.

- لكن إذا كان قد اجتهد في البلدان والأمصار فصلاته غير صحيحة؛ لأنه لا اجتهاد في البلدان، إذ يُمكنه أن يتوصل إلى جهة القبلة بدقةٍ بالنظر إلى المحاريب، والنظر إلى جهات المساجد، وسؤال أهل البلد.

أما في الصحاري فقد لا يتمكن من الوصول إلى الحقيقة لا بنفسه ولا بسؤال غيره، وحينئذٍ إذا صلَّى وتبيَّن له أنه أخطأ في جهة القبلة بعد الاجتهاد فصلاته صحيحة، والله أعلم.