نقص الإنسان من الركعات التي اعتاد أن يصليها في قيام الليل بسبب الكسل

السؤال
شخصٌ كان يُصلي قيام الليل إحدى عشرة ركعة كل ليلة، وقد واظب على ذلك مدةً من الزمن، ثم بدأ بعد فترةٍ يُقلل من عدد الركعات وأحس بكسلٍ تجاه قيام الليل، فهل هذا من علامات غضب الله؟
الجواب

في (صحيح البخاري) عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل» [1152]، ولا شك أن المثابرة على العمل والدوام عليه -وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قَل- خيرٌ من الإكثار ثم الانقطاع، فعلى الإنسان أن يأخذ من العمل ما يُطيق كما جاء الأمر بذلك، ولا يُكلِّف نفسه أكثر ويشق عليها، ثم ينقطع فيكون كالمُنبَت لا ظهرًا أبقى ولا أرضًا قطع.

وقال النبي –عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمر –رضي الله عنهما-: «نِعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل» فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلًا. [البخاري: 1122]، وينبغي أن يكون أمر الإنسان بالتوسط، ودين الله بين الغالي والجافي، فلا يُكلِّف الإنسان نفسه أكثر من طاقتها أو ما يشق عليها بحيث يؤول ذلك إلى الترك والنكوص، بل عليه أن يأخذ من العمل ما يُطيقه ويستطيعه ويقدر عليه ولا يشق عليه فيضمن استمراره.

وفي حديث حُصين، قال في حديثه -في رواية من روايات حديث عبد الله بن عمرو-: ثم قال –صلى الله عليه وسلم–: «فإن لكل عابد شِرَّة، ولكل شِرَّة فتْرَة، فإمَّا إلى سنة، وإمَّا إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك» [مسند أحمد: 6477].

يعني يكون الإنسان متردِّدًا بين سُنن قد يكون بعضها أفضل من بعض، وبعضها الفاضل يُناسب أوقات النشاط، وما دونه من الأعمال الفاضلة وإن كانت أقل من تلك إلا أنها تُناسب أوقات الشغل والتعب وما أشبه ذلك.

والمؤمن مأجورٌ على كل حال يعني إذا كان يتعبد لله –جلَّ وعلا- في صحته وفي حال إقامته، فإنه إذا مرض وعجز عمَّا كان يفعله في صحته فإنه يُكتب له أجره وافرًا كاملًا، وكذلك إذا سافر، وفضل الله عظيم، والله المستعان.