تعزية الجار جيرانه الذين بينه وبينهم خصومة وقطيعة

السؤال
عندنا جيران لكنهم لا يعرفون حقوق الجيرة، وبيننا وبينهم مشاكل، وفي يومٍ من الأيام حصل عندهم وفاة، هل أذهب للعزاء أم لا، علمًا بأنهم هم مَن بدأ بالمشاكل، وفي الوقت الحالي كل واحدٍ منا في حاله، حتى السلام مقطوع ولا نُسلِّم على بعضنا؟
الجواب

الله –جلَّ وعلا- يقول: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36] فأوصى بالجار، والنبي –عليه الصلاة والسلام- قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره» [البخاري: 6019]، وقال –عليه الصلاة والسلام- أيضًا: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننتُ أنه سَيُوَرِّثُه» [البخاري: 6015]، وقال –عليه الصلاة والسلام-: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن» قيل: ومَن يا رسول الله؟ قال: «الذي لا يأمن جاره بوايقه» [البخاري: 6015]، يعني هوائله وشروره.

فالجار لا يجوز أذاه ولا قطيعته، بل الواجب إكرامه والإحسان إليه، وتحمُّل الأذى إن وجد منه.

وعل كل حال السائل يقول: إن بينهم وبين جيرانهم قطيعة، وحصل عندهم وفاة، هل يذهب لتعزيتهم؟ نعم، يذهب لتعزيتهم، ويُسلِّم عليهم، ويقطع هذه القطيعة التي بينه وبين جيرانه، ويأخذ الأجر «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» كما في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان: فيُعرض هذا ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» [البخاري: 6077]، فإذا ذهبتَ إلى جيرانك وعزَّيتهم وصارتْ بداية خير وصلة بينك وبينهم فُزتَ بالأجر، والله أعلم.