تخيير الجد في الميراث إذا اجتمع مع الإخوة بين السدس وبين الباقي

السؤال
هل صحيحٌ أن الجدَّ في الميراث إذا اجتمع مع الإخوة فإن له أن يختار الأفضل له: إما السدس، وإما الباقي؟
الجواب

 

مسألة الجد والإخوة مختلفٌ فيها بين أهل العلم، فمنهم مَن يرى أن الإخوة يرثون مع الجد، وأنه يختلف عن الأب فلا يحجبهم، ومنهم مَن يرى أنه كالأب يحجب الإخوة، وفي (صحيح البخاري) يقول: (وقال أبو بكر، وابن عباس، وابن الزبير: "الجد أب"، وقرأ ابن عباس: {يا بني آدم} [الأعراف: 26]، {واتبعتُ ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب} [يوسف: 38]، "ولم يُذكر أن أحدًا خالف أبا بكر في زمانه، وأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- متوافرون") [8/ 151].

ومنهم مَن يرى توريث الإخوة مع الجد، وهو القول الثاني، كما ذكر ابن عبد البر في (الاستذكار)، قال: (اتفق علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود على توريث الإخوة مع الجد، إلا أنهم اختلفوا في كيفية ذلك)، وكتب الفرائض ذُكِرت فيها هذه الكيفيات وهذه الأحوال للجد مع الإخوة، وهذا ماشٍ على قول من يورِّث الإخوة مع الجد.

أما على القول الراجح الذي ذكره البخاري عن أبي بكر وابن عباس وابن الزبير –رضي الله عنهم- وهو أن الجد أبٌ، فلا يَرث معه الإخوة، فلا نحتاج إلى التفاصيل والتفاريع التي ذكرها العلماء في كتب الفرائض في توريث الإخوة مع الجد، والله أعلم.