صيام شهر شعبان كاملًا

السؤال
هل يُشرَع صيام شهر شعبان كاملًا؛ استعدادًا لرمضان؟
الجواب

في (صحيح البخاري) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول: لا يُفطر، ويُفطر حتى نقول: لا يصوم، فما رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيتُه أكثر صيامًا منه في شعبان" [1969].

وفي (صحيح مسلم) عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويُفطر حتى نقول: قد أفطر، ولم أره صائمًا من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان، كان يصوم شعبان كلَّه، كان يصوم شعبان إلا قليلًا" [1156].

وفي (سنن أبي داود) عن أم سلمة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- "أنه لم يكن يصوم من السنة شهرًا تامًّا إلا شعبان يصله برمضان" [2336].

وفي (فتح الباري) للحافظ ابن حجر في الكلام على حديث عائشة -رضي الله عنها-، قال: (يبيِّن أن المراد بقوله في حديث أم سلمة عند أبي داود "أنه كان لا يصوم من السنة شهرًا تامًّا إلا شعبان يصله برمضان" أي: كان يصوم معظمه)، لا يصومه كاملًا، ويقال: (قام فلانٌ ليلته أجمع)، فيما ذكره الترمذي في سننه عن ابن المبارك قال: (جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال: صام الشهر كله، ويقال: قام فلانٌ ليلته أجمع، ولعله تعشَّى واشتغل ببعض أمره)، لكن الحكم للأغلب، قال الترمذي -فيما نقله عنه ابن حجر-: (كأن ابن المبارك جمع بين الحديثين بذلك، وحاصله أن الرواية الأولى مفسِّرة للثانية مخصِّصة لها، وأن المراد بالكل الأكثر، وهو مجازٌ قليل الاستعمال)، المقصود أنه يصح أن يُطلق الكل ويراد به الأغلب، كما يقال: (قام ليلته أجمع) ومعروف أنه يستثنى من ذلك ما تقتضيه ضرورة الإنسان، والله أعلم.