إذا كان السفر والانتقال من بلده إلى بلدٍ يوجد فيه أهل العلم ويوجد فيه الصالحون فهذا أولى؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: 28] فمجالسة الصالحين لا شك أنها تحيي القلب، وتعين على الثبات، والمكوث والجلوس على أهل العلم ينفع في ذلك كثيرًا: في حياة القلب، وفي تنمية العلم، مع أنك حافظ لكتاب الله، فإذا لم تستطع الانتقال من بلدك لوجود والديك وهم بحاجتك، أو عدم سماحهما لك بالسفر فأنت حينئذٍ تلزم كتاب الله وتقرأه بالتدبر والترتيل والتأمُّل والتفقُّه، وتقرأ في كتب أهل العلم في الحديث والعقيدة والفقه وغيرها من الفنون التي تعين على فهم الكتاب والسُنَّة، وتقرأ في كتب الرقاق، ومِن أنفع ما يُقرَأ في هذا كتاب الرقاق من (صحيح البخاري).
وعلى كل حال إذا قرأتَ كتاب الله وأكثرتَ من ذكره ذهب عنك ما تعانيه من الهم والغم، والله أعلم.