بداية صيام الست من شوال

السؤال
متى يبدأ صيام ستٍّ من شوال؟ ومَن كان ديدنه صيام ستٍّ من شوال، سنين عديدة، ثم مرَّ عليه شوال وهو مريض، أو ثمَّة ما يحول بينه وبين الصيام، هل يُرجى أن يُكتب له -إن شاء الله تعالى-، مع نيَّته أنه لو كان في استطاعته أن يفعل ذلك؟
الجواب

ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صام رمضان ثم أَتْبَعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر» [مسلم: 1164]، الست تبدأ من ثاني أيام شوال، إلى آخر أيام شهر شوال، فبدايتها من الثاني، ومَن تابعها بعد العيد: الثاني، والثالث، والرابع...إلخ فإنها تنتهي بالسابع، فيكون آخرها السابع، والثامن جرى على ألسنة بعض العوام تسميته بعيد الأبرار؛ لأنه إذا انتهى الصيام فما بعده يظنونه عيدًا، كما أنه إذا انتهى صيام شهر رمضان صار بعده العيد، فقالوا: إن ثامن شوال هو عيد الأبرار، هذا متداول عند العوام، ولذا يقول شيخ الإسلام: (وثامن شوال ليس بِعِيدٍ، لا للأبرار ولا للفجار)، هذا إذا تابع صيامها فإنها تنتهي بصيام اليوم السابع، وإذا فرَّقها في شوال فله ذلك، من أوله، أو من أثنائه، أو في آخره، على أن تكون جميعها في شوال؛ لأن القيد مذكور في الحديث: «ثم أَتْبَعه ستًّا من شوال»، بهذا القيد.

ولا بد من تمام صيام رمضان، فمن عليه قضاء يُقدِّم القضاء؛ لأنه لا يتم امتثال قوله -عليه الصلاة والسلام-: «ثم أَتْبَعه» إلا بعد الفراغ من القضاء؛ لأنه لو صام الست وعليه من رمضان شيء ما تحقق قوله: «ثم أَتْبَعه»، يعني ما جاءت تبعًا لرمضان، فعلى هذا يلزمه القضاء قبل، ثم يأتي بالست، سواء كان رجلًا أفطر لعذرٍ أو امرأةً كذلك أفطرت لعذر فإنه يقضي ما أفطره من شهر رمضان ثم بعد ذلك يصوم الست.

(ومَن كان ديدنه صيام ستٍّ من شوال، سنين عديدة، ثم مرَّ عليه شوال وهو مريض، أو ثمَّة ما يحول بينه وبين الصيام، هل يُرجى أن يُكتب له...؟)، جاء في الحديث الصحيح أن مَن مرض أو سافر، فإنه يُكتب له ما كان يعمله صحيحًا مقيمًا [البخاري: 2996]، وفضل الله واسع.