عدم الحث على أذكار الظهر مع قول الله تعالى: {وعشيًّا وحين تُظهرون}

السؤال
أسمع المشايخ يقولون: (أذكار الصباح، وأذكار المساء)، ولم أسمع أحدًا يقول: (أذكار الظهر)، بينما أقرأ في القرآن: {وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}، فهل من توضيح؟
الجواب

الله -جل وعلا- يقول: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17-18]، المراد بذلك كما قاله أهل التفسير: الصلوات.

يقول الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري: (يقول تعالى ذكره: فسبِّحوا الله أيها الناس: أي صلوا له {حِينَ تُمْسُونَ}، وذلك صلاة المغرب، {وَحِينَ تُصْبِحُونَ}، وذلك صلاة الصبح {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يقول: وله الحمد من جميع خلقه دون غيره {فِي السَّمَوَاتِ} من سكانها من الملائكة، {وَالأَرْضِ} من أهلها، من جميع أصناف خلقه فيها، {وَعَشِيًّا} يقول: وسبحوه أيضًا عشيًّا، وذلك صلاة العصر {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} يقول: وحين تدخلون في وقت الظهر). فالمراد بذلك الصلوات، وأما الأذكار فهما في طرفي النهار: في الصباح والمساء، هذه الأذكار الخاصة في هذين الوقتين في الصباح والمساء، ولم يُرتَّب وقتٌ محددٌ لما عدا ذلك من الأوقات، لكن يبقى أن الذكر المطلق ينبغي أن يكون في كل وقت، وأن يكون الإنسان لَهِجًا بذكر الله، ولسانه رطبًا به.

والذكر من أفضل الأعمال، مع أنه لا يكلِّف شيئًا، والرسول -عليه الصلاة والسلام-  يقول: «سبق المفرِّدون» قيل: مَن هم يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات» [مسلم: 2676]، وجاء في الأذكار أحاديث كثيرة جدًّا تحث على أن يستمر الإنسان في جميع أوقاته لَهِجًا بذكر الله -جل وعلا- كما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يذكر الله في كل أحيانه.