كتاب ميسَّر لفهم أصول الأئمة الأربعة

السؤال
أريد منكم -سدَّدكم الله- دلالةً على كتاب ميسَّرٍ لفهم أصول الأئمة الأربعة؟
الجواب

مراد السائل -والله أعلم- من أصول الأئمة الأربعة: أصول الفقه التي بنوا عليها أقوالهم الفقهية.

وقوله: (كتابٌ ميسَّر) الأصل في كتب المتقدمين التي تجمع بين المذاهب في أصول الفقه أنها ليست مُيسَّرة، بل تكون مطوَّلة وفيها تشعُّب، هذا الأصل، فإن كان يريد كتابًا واحدًا فلن يجد كتابًا يبحث في أصول الأئمة على حدٍّ سواء، ويكون بهذا الوصف –مُيسَّرًا-، بل يقرأ في كتابٍ من كتب الأصول على مذهبٍ واحد وتكون فيه الإشارات للمذاهب الأخرى، ويُوجد كتب كثيرة من كتب الأصول كذلك مثل: (روضة الناظر) و(المستصفى)، وكتب الأصول الأخرى فيها إشارات إلى المذاهبِ، لكنها ليست مُيسَّرة؛ لأنه من خلالِ السؤال كأنه يريد الدلالة إلى كتابٍ في الأصول يجمع المذاهب، كالكتب التي أُلِّفَتْ في الفقه على المذاهب الأربعة أو غيرها.

والشيخ جمال الدين القاسمي قبل أكثر من قرن طبعَ مجموعًا سَمَّاه (مجموع متون أصولية على المذاهب الأربعة)، وجمع في هذا المجموعِ كتبَ أصولٍ على المذاهب الأربعة مختصرة جدًّا، وهي أُلِّفتْ للمبتدئين من أتباع الأئمة الأربعة، فتجد في هذا المجموع (المنار) في أصولِ الحنفية في ورقاتٍ يسيرة، وفيه (تنقيح الفصول) في أصول المالكية، وفيه (الورقات) للجويني في أصول الشَّافعية، وفيه (قواعد الأصول ومعاقد الفصول) في أصول الحنابلة، هذه المتون أُلِّفتْ للمبتدئين من أتباع الأئمة الأربعة، فإذا كان يريد كتابًا يجمع هذه الكتب في كتبٍ مُبسَّطة في أصول الفقه فهذا يكفيه، ثُمَّ ينتقل بعد قراءته إلى ما بعده من كتب المتوسطين.

وإن كان قصده أن تكون كلها في كتابٍ واحد لمؤلفٍ واحد مجموعة بين دفتي كتابٍ واحد، فأشرنا إلى أن الكتب أُلِّفتْ في المذاهب كل مذهبٍ على حدة، وفيها الإشارات إلى المذاهب الأخرى، لكن ليست على حدٍّ سواء، ويكون الأصلُ والمعوَّل على المذهب الذي أُلِّف فيه الكتاب، وهو مذهب مؤلِف الكتاب، وفيه إشارات إلى الخلاف وأقوال المذاهب الأخرى، ولن يكون هذا مُيسرًا في الغالب، والله أعلم.