المفاضلة بين الالتحاق بدورات حفظ القرآن في رمضان وبين تدارسه مع الأسرة

السؤال
هل تُعتبر دورات حفظ القرآن المكثفة من تدارس القرآن الكريم في رمضان؟ وهل الأفضل لي بعد التراويح أن ألتحق بإحدى هذه الدورات، أم أن الأفضل الجلوس مع الأسرة؛ لتدارس القرآن في المنزل؟
الجواب

هذه الدورات التي تُقام في ليالي رمضان بعد صلاة التراويح لا شك أنها مُدارسة للقرآن، ولو أُضيف إليها معرفة بعض الألفاظ التي يُشكل فهمها على الطلاب، وأيضًا بعض الأحكام التي تُستنبط من الآيات باختصار، بحيث لا يكون وقتها أكثر من وقت القراءة والتدبُّر وأيضًا الحفظ، فهذا طيب، والحضور الجماعي في مثل هذه الدورات يُعين ويُنشِّط الطالب.

أما إذا كان الطالب يستطيع أن يضبط نفسه، ويضبط وقته، ويُسيطر على مَن تحت يده من نساء وذراري، ويجمعهم، ويقرأ عليهم، ويسمع منهم، ويُناقشهم في بعض ما يتعلَّق ببعض الآيات، فلا شك أن هذا من باب التربية للأولاد والأهل، ومن باب بذل النُّصح لهم، ومن باب حفظهم عمَّا لا ينفعهم بل قد يضرهم، فبعض الأسر في ليالي رمضان يتفرَّغون لأمور لا تُحمد مِن قيلَ وقالَ ومشاهدةِ أفلام وغير ذلك، فإذا استطاع ولي الأمر أن يضبطهم بهذه الطريقة فهذا أفضل من مدارسته في الحلقات، لكن شريطة أن يكون حازمًا في أمره، فيضبط نفسه ويضبط مَن تحت يده، والله أعلم.