إخراج النساء لصلاة العيد في زماننا مع كثرة الزحام وكثرة الزينة والعطور فيهنَّ

السؤال
هل حكم إخراج النساء لصلاة العيد في زماننا هذا كما هو الحكم في الزمان السابق؛ وذلك لكثرة الزحام في المسجد والساحات الخارجية والممرات، حيث نرى مرورهنَّ بجانب الرجال عند الدخول والخروج، وكثرة الزينة والعطور في النساء؟
الجواب

جاء في الصحيحين من حديث أم عطية -رضي الله عنها- قالت: «أُمرنا أن نُخرج العواتق والحُيِّض وذوات الخدور، يشهدنَ الخير ودعوة المسلمين» [البخاري: 324 / ومسلم: 890]، تقول: «أُمرنا»، وإذا قال الصحابي: "أُمرنا" أو "نُهينا" فالآمر في الحقيقة هو مَن له الأمر والنهي، وهو الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فـ«أُمرنا أن نُخرج العواتق والحُيِّض وذوات الخدور» بمثابة "أخرجوا العواتق والحُيِّض وذوات الخدور"، والأمر بإخراج هذه الأصناف من الكبار والصغار والحيِّض اللاتي لا تصح الصلاة منهنَّ بل تحرم عليهنَّ دليل على الاهتمام بهذه الشعيرة، حتى أوجب بعض أهل العلم صلاة العيد على النساء، والجمهور على أنها سنة مؤكَّدة، وحضور شعيرة من شعائر المسلمين، لا يسوغ التفريط فيها بل ينبغي المحافظة عليها، «يشهدنَ الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيِّض المصلى»، فهذا فيه نوع تأكيد مع هذا الأمر.

وما طرأ على النساء بعد ذلك مما ذُكر في السؤال، وما طرأ على عموم الناس من كثرة المخالفات بالنسبة لبعض الرجال وبعض النساء وكثرة الزحام فعلى المرأة أن تجتنب مواطن زحام الرجال، وتحتاط لنفسها، والرجل عليه حينئذٍ أن يغض بصره ويبتعد عن النساء، وبالنسبة للزينة على المرأة أن تخرج غير متزيِّنة وغير متطيِّبة؛ لأنه يحرم على المرأة أن تتزيَّن وتتعطَّر وتبرز للرجال، وإذا مسَّتْ من الطيب وخرجتْ كما جاء في الحديث الصحيح فهي زانية [أبو داود: 4173] -نسأل الله العافية-، فلا يجوز لها ذلك، فالمسلمة عليها الائتمار بالأوامر واجتناب النواهي، وهذه هي حقيقة التقوى، والله أعلم.